المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2793 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تحصيل المعنى  
  
1109   12:04 مساءً   التاريخ: 16-3-2019
المؤلف : د. محمود السعران
الكتاب أو المصدر : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي
الجزء والصفحة : ص222- 225
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

تحصيل المعنى (1):

1- إن الطفل عندما يأخذ في تعلم اللغة، لا يتعلم أصواتها أولا، ثم نحوها، ثم معاني الكلمات والعبارات، وهو لا يسمع اللغة كلمة كلمة، إنه يسمع كلاما متصلا مرتبطا بسياقات خاصة

وبكثرة التكرار والتقليد وإرشاد من حوله من المتكلمين تعني بعض الأصوات "الكلمات" عنده شيئا ما. ومن الملاحظ أن الأطفال يدركون معاني الأصوات قبل قدرتهم على إخراج هذه الأصوات.

ومن أول ما يحصله الطفل معاني المحسوسات ولا سيما معاني الكلمات الدالة على أعضاء الجسم الإنساني، وعلى الأدوات والموضوعات التي يستعملها. ثم يحين وقت يدرك فيه أن كلمة "عين" مثلا تدل على هذا الجزء من جسمه، وأن "لبن" تعني هذا الذي يرضعه، وأن "حمار" تدل على هذا الجسم الذي يراه من وراء نافذته ويسمع نهيقه.

ولكن تحصيل هذه المعاني الحسية نفسها يستغرق منه وقتا، فهو قد يسمى كلا من الخروف والبقرة والحصان "حمارا"، وقد يطلق على أنفه كلمة "عين".

ولكنه عندما يتحقق من أن العين "عين"، نراه يطلقها على "عين" أمه أو أخته، وعلى "عين" زائر من الزوار، بل قد يوسع ذلك فيطلقها على "عين" القطة و"عين" الديك مثلا.

2- ولكن تعلم الطفل للمعنى لا يستمر على هذه الصورة البسيطة، فإنه يسمع استعمالات لبعض الكلمات توقعه في الحيرة. إنه يسمع استعمالات مجازية لبعض الكلمة التي تعلمها للدلالة على بعض أجزاء الجسم الإنساني أو بعض الأدوات والموضوعات. وقد تكون الصلة قريبة بين الاستعمالات المجازية وبين ما تعلمه أولا وقد تكون بعيدة.

ص222

 

إنه تعلم أن" الرجل هي ذلك الجزء من جسمه، ثم يسمع أمثال "رجل الكرسي" و"رجل" المنضدة.

و"عين" إنه يسمع عبارات مثل "عين الإبرة" أي هذا الثقب الذي يدخل فيه الخيط، "عين الجمل" إذا كان قاهريا بمعنى "الجوز"، وإذا كان ليبيا فهو يسمع "عين مارة" للدلالة على موضع بعينه.

وهو يسمع ما يقابل "أذن الفنجان" أو "يد الفنجان". ونحن نتوسع مع الأطفال في الاستعمالات المجازية. فنسمعهم مجازات غير موجودة في لغتنا. وقد يسأل الطفل عن الجزء المضيء من الراديو مثلا فنجيبه بأنه "عين الراديو" وقد يسر الطفل لذلك ويرضى عنه.

فلا قدرة للطفل في هذه السن على التمييز بين الوظائف المختلفة لعالم الحيوان والنبات والجماد. ومما يسهل عليه قبول هذه الاستعمالات المجازية أنه يرى أن كل شيء حوله حي حياته، لكل شيء حوله روح، فمن اليسير عليه أن يتقبل أن يكون لكل شيء أذن وأنف وفم، وركبة ولسان. إلخ. بل إنه أحيانا ليبدأ بالسؤال عن "لسان التفاحة؟! ". وهو قد يتصور أن البرتقالة تراه وتسمعه.

وكثيرا ما يستغل الآباء هذه الظاهرة للسيطرة على الطفل، ولتخويفه وضمان طاعته، فنحن نقول له إن "العصفورة" قالت لي عنه كذا وكذا، وإنها تخبرنا بكل ما يفعله وبكل ما يدور في نفسه.

وهكذا يرتفع المجاز إلى مستوى الأسطورة، ولكن الأطفال لا يلبثون أن يدركوا هذه "الأكاذيب" في سن مبكرة.

3- إن تسمية كل من قوائم الكرسي "رجلا" مجاز(2). وهكذا يسبب التشابه الفيزيقي تحول اسم من الأسماء واضح في أصله ومحدد ومحسوس. لقد حدث "تحول دلالي"(3). وقد نتج عن ذلك اتساع استعمال كلمة "رجل" وهذا هو "الاتساع المجازي"(4) للكلمات لتشمل مسميات "= موضوعات" جديدة تشبه الأصلية شيئا ما.

ص223

 

إن المجاز يتضمن إدراك مثل هذه التشابهات. وعن هذا الطريق يتسع معنى الكلمات على الدوام ويتغير.

ومن الأمثلة الشائعة على هذا(5):

1- التوسع في استعمال أسماء أجزاء الجسم في الدلالة على أشياء هي في ذاتها محسوسة ومألوفة وذلك مثل:

"أسنان" المشط، أو "أسنان" المنشار، "ذراع" النظارة، "رأس" الفجل أو الخس. "قلب" الخس أو التفاحة أو البرتقالة.

2- وأسماء الحيوان وأعضاؤه تظهر في كثير من الكلمات للدلالة على معان جديدة، وذلك كاستعمال "القرد" في العربية للدلالة على قبيح الوجه، ووصف الإنسان بأنه "كلب" أو "ذئب" أو "نمر" إلخ.

3- ونحن نأخذ من النباتات وأجزائها تعبيرات مثل:

"جذر الضرس".

4- كما أن الآلات والأدوات والمخترعات البسيطة قد قدمت أسماء لموضوعات متشابهة في كل مكان. وذلك مثل:

"رقبة الزجاج"، و"لسان" القفل، و"سقف" الحلق، و"طبلة" الأذن و"مفاتيح" البيان ... إلخ.

5- إطلاق كلمات دالة على الزمن للدلالة على المكان أو العكس. ومن العسير في حالات كثيرة تحديد الاستعمال الأصلي.

والراجح أن أحد استعمالي "قبل" استعمال مجازي بالنسبة للثاني.

6- ونحن نحول كلمات تصف انطباعات حاسة من الحواس الخمس، لتنطبق على انطباعات حاسة أخرى، فنتحدث عن نغمة "حادة" و"صوت ناعم" و"صوت خشن" و"لون صارخ" و"ضحكة مرة".

ص224

 

7- كما أننا ننقل أي لفظ من هذه الألفاظ المادية للدلالة على الحالات النفسية فنصف المرض أو الأسى بأنه "مر".

8- ونحن نستعمل الألوان لتسمية بعض صفات الشخصية أو الخلق فنقول: "أصفر الوجه"، و"أبيض القلب"، و"قلبه أسود".

9- واللغة الروسية تستعمل مشتقات كلمة Krasnyi "= أحمر" صفات للتعبير عن السرور والاستحسان، وليس هذا الاستعمال صلة بالسياسة، فهذا تحول دلالي قديم لا شك أنه متصل بما هو معروف عن الروس -في الريف خاصة- من تفضيل الألوان البراقة وهي مشاهدة بصورة واضحة في التطريز الريفي والأعمال الخشبية الريفية(6) .

ص225

 

__________

(1) استعنا في عرض هذا الموضوع بما كتبته عنه الأستاذة مارجريت شلاوخ:

Margaret Schlauchj: The Gift of Tongues pp 110-113.

(2)Metaphor.

(3)Semantic Shift.

(4) Metaphoric Extension.

(5) Schlauch The Gift p 111-113.

(6) المرجع السابق ص113.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.