المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

هل يعلم التأويل غير اللّه ؟
14-11-2014
غزوة وادي القرى
5-11-2015
ما للمرأة من الأجر ساعة المخاض وفترة الرضاع
2024-05-24
مفهوم المُربي ومعناه
30-12-2016
تعاريف التخطيط للخبر التربوي
23/10/2022
«العسل»
22-04-2015


جنايات اجتماعية  
  
1944   03:14 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 636-637.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

يعدّ شرب الخمر من الانحرافات السلوكية الاجتماعية التي لم يسمح بها الاسلام، ووعد مرتكبيها عقوبة شديدة وهي ثمانين جلدة، وكان شرب الخمر منتشراً في الجاهلية، بحيث ان معالجة مشكلة تناول الخمر لا تتم الا عن طريق الزام ديني تدريجي حاسم، والا، فان المشكلة لا يمكن علاجها، وهكذا كان، فقد عالجها الاسلام بحكمة تشريعاته، فانحصرت عندئذٍ في شريحة منحرفة كانت تحاول التحايل بشتّى الطرق من اجل الاستمرار في تناول ذلك السائل المحرَّم، وفي ذلك ثلاث روايات، وقد اضفنا رواية خاصة باختلال في عملية الزواج والطلاق والعدّة، واعتبرناها من الجنايات الاجتماعية، فهنا اربع روايات:

أ _ «شَرِبَ قوم الخمرَ بالشام، وعليهم يزيد بن ابي سفيان في زمن عمر، فقال لهم يزيد: هل شربتم الخمر؟ فقالوا: نعم، شربناها، وهي لنا حلال، فقال: أو ليس قال الله عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة: 90 - 92] ، حتى فرغ من الآية، فقالوا: اقرأ التي بعدها، فقرأ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] ، فنحن الذين آمنوا وأحسنوا.

فكتب بأمرهم الى عمر، فكتب اليه عمر: إن اتاك كتابي هذا ليلاً فلا تصبح حتى تبعث بهم اليَّ، وإن اتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعثبهم اليَّ.

قال: فبعث بهم اليه ، فلما قدموا على عمر سألهم عمّا كان سألهم يزيد وردّوا عليه كما ردّوا على يزيد، فاستشار فيهم اصحاب النبي (صلى الله عيله واله) فردّوا المشورة اليه، قال: وعلي (عليه السلام) حاضر في القوم ساكت، فقال: ما تقول يا ابا الحسن؟ فقال امير المؤمنين (عليه السلام): انهم قوم افتروا على الله الكذب، وأحلّوا ما حرّم الله، فأرى ان تستتيبهم، فان ثبتوا وزعموا ان الخمر حلال، ضربتَ اعناقهم، وان هم رجعوا، ضربتهم ثمانين ثمانين بفريتهم على الله عزّ وجلّ، فدعاهم فأسمعهم مقالة علي (عليه السلام) فقال: ما تقولون؟ فقالوا: نستغفر الله ونتوب اليه، ونشهد ان الخمر حرام، وانما شربناها ونحن نعلم انها حرام، فضربهم ثمانين ثمانين جلدة».

ب _ روى الشيخ المفيد (ت 413 هـ) عن رجال من العامة والخاصة: «ان رجلاً رفع الى ابي بكر، وقد شرب الخمر، فأراد ان يقيم عليه الحدّ، فقال له: اني شربتها ولا علم لي بتحريمها، لانّي نشأت بين قوم يستحلّونها، ولم أعلم بتحريمها حتى الآن.

فأرتجّ على ابي بكر الامر بالحكم عليه، ولم يعلم وجه القضاء فيه، فأشار عليه بعض من حضر ان يستخبر امير المؤمنين (عليه السلام) عن الحكم في ذلك، فأرسل اليه من سأله عنه ، فقال امير المؤمنين (عليه السلام): مُر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والانصار ويناشدانهم: هل فيهم احدٌ تلا عليه آية التحريم او اخبره بذلك عن رسول الله (صلى الله عيله واله)، فإن شهد بذلك رجلان منهم فأقم الحدّ عليه، وان لم يشهد احدٌ بذلك فاستتبه وخلّ سبيله، ففعل ذلك ابو بكر، فلم يشهد احد من المهاجرين والانصار انه تلا عليه آية التحريم، ولا أخبره عن رسول الله (صلى الله عيله واله) بذلك فاستتابه ابو بكر وخلى سبيله وسلّم لعلي (عليه السلام) في القضاء به».

ج _ «ان عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل، فقال له علي بن ابي طالب: نرى ان نجلده ثمانين، فانه اذا شرب سكر، واذا سكر هذى، واذا هذى افترى، فجلد عمر في الخمر ثمانين».

د _ «أُتي عمر الخطاب بامرأة تزوجت في عدتها فأخذ مهرها فجعله في بيت المال وفرّق بينهما، وقال: لا يجتمعان، وعاقبهما، قال: فقال علي (رضي الله عنه): ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس، ولكن يفرّق بينهما، ثمّ تستكمل بقية العدة من الاول ثمّ تستقبل عدة اُخرى، وجعل لها على المهر بما استحلّ من فرجها، قال: فحمد الله عمر (رض) وأثنى عليه، ثمّ قال: يا ايها الناس ردّوا الى السنّة».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.