المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مواضع زعموا فيها أختلاف : وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
17-10-2014
المدرسة الاندلسية
4-03-2015
Andrew Paul Guinand
16-11-2017
حديث الكساء وآية التطهير
22-10-2015
Lead(II) Acetate
25-1-2019
achievement (n.)
2023-05-05


في قضايا العقائد ومبهمات الامور  
  
2532   03:07 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 638-640.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

 

لما كان الاسلام ديناً جديداً يافعاً بالنسبة للاديان السماوية الاخرى، فقد كانت عملية اثارة الاسئلة المعقدة او المحرجة وإثارة الشكوك امراً طبيعياً من قبل الاعداء، وكان لابد لامام معصوم مثل علي (عليه السلام) ان يتواجد على الساحة الاجتماعية والفكرية من اجل ردّ تلك الشبهات والشكوك والاسئلة المعقدة، وفي ذلك روايتان تتضمنان لوناً من تلك الاسئلة:

أ _ «سأل رسول ملك الروم ابا بكر عن رجلٍ لا يرجوا الجنة ولا يخاف النار، ولا يخاف الله، ولا يركع ولا يسجد، ويأكل الميتة والدم، ويشهد بما لا يرى، ويحبّ الفتنة ويبغض الحق، فلم يجبه، فقال عمر: ازددت كفراً الى كفرك، فأخبر بذلك علي (عليه السلام).

فقال: هذا رجلٌ من اولياء الله.

لا يرجوا الجنة ولا يخاف النار ولكن يخاف الله.

ولا يخاف الله من ظلمه وانما يخاف من عدله.

ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنائز.

ويأكل الجراد والسمك ويأكل الكبد.

ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرهما.

ويحب المال والولد: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28].

ويكره الموت وهو حق».

ب _ «اقبل يهودي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) حتى دخل المسجد، فقال: أين وصي محمّد؟ فأشار القوم الى ابي بكر، فوقف عليه، وقال: اني اريد ان أسألك عن اشياء لا يعلمها الا نبي او وصي نبي، قال ابو بكر: سل عما بدا لك، قال اليهودي: أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله، وعما لا يعلم الله.

فقال ابو بكر: هذه مسائل الزنادقة، وهمّ ابو بكر والمسلمون باليهودي، فقال ابن عباس: ما أنصفتم الرجل، فقال ابو بكر: أما سمعت تكلم به؟ فقال ابن عباس: ان كان عندكم جوابه، والا فاذهبوا به الى من يجيبه، فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعلي بن ابي طالب: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه، قال: فقام ابو بكر ومن حضره حتى أتوا امير المؤمنين (عليه السلام) فاستأذنوا عليه.

وقال ابو بكر: يا ابا الحسن، ان هذا اليهودي سألني عن مسائل الزنادقة، فقال علي (عليه السلام): وما تقول يا يهودي؟ فقال: أسألك عن أشياء لا يعلمها الا نبي او وصي نبي، فقال له: قل يا يهودي، فردّ اليهودي المسائل.

فقال علي (عليه السلام): اما ما لا يعلمه الله عزّ وجلّ، فذلك قولكم _ يا معشر اليهود _ ان عزيراً ابن الله، والله لا يعلم لنفسه ولداً.

واما قولك: أخبرني عما ليس لله، فليس له شريك.

وفي غير هذه الرواية: واما قولك عما ليس عند الله، فليس عند الله فقر ولا جور.

فقال اليهودي: اشهد ان لا اله الا اله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأشهد أنك وصيّ الله، وقال المسلمون لعلي بن ابي طالب: يا مفرّج الكرب».




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.