المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

اغتيال هارون الامام
10-8-2016
أهم كُتُب متشابه القرآن
10-06-2015
الضمائر
16-10-2014
الطبيعة القانونية للعقود التي تبرمها الشركات متعددة الجنسية
15/9/2022
نظرة سريعة عن حياة الصادق "عليه السّلام"
26-5-2022
Legendre Duplication Formula
22-5-2019


ما نقله صاحب «مطالب السئول»  
  
2563   02:54 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 629-630.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

نقل صاحب كتاب «مطالب السئول في مناقب آل الرسول» كلاماً جميلاً في هذا الخصوص، لكنه لا يخلو من تأملات، ننقله مع رده ومناقشته، فقال: «نقل القاضي الامام ابو محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمى بالمصابيح مروياً عن انس بن مالك، ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لما خصّ جماعة من الصحابة كل واحد بفضيلة، خصّ علياً (عليه السلام) بعلم القضاء فقال: وأقضاهم علي (عليه السلام) فقد صدع هذا بمنطوقه، وصرح بمفهومه، ان انواع العلم واقسامه قد جمعها رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) دون غيره فان كل واحد ممن خصّه رسول الله (صلى الله عليه واله) بفضيلة خاصة لم يتوقف حصول تلك الفضيلة على غيرها من الفضائل والعلوم، فانه (صلى الله عليه واله) قال: افرضهم زيد، وأقرأهم اُبيّ، واعلمهم بالحلال والحرام معاذ (!!)، ولا يخفى ان علم الفرائض لا يفتقر الى علم آخر، ومعرفة القراءة لا يتوقف على سواها، وكذلك العلم بالحلال والحرام.

بخلاف علم القضاء، فالنبي (صلى الله عليه واله) قد اخبر بثبوت هذه الصفة العالية لعلي (عليه السلام) مع زيادة فيها، فان صيغة (أفعل) يقتضي وجود اصل ذلك الوصف، والزيادة فيه على غيره، واذا كانت هذه الصفة العالية قد اثبتها له فتكون حاصلة، ومن ضرورة حصولها له ان يكون متّصفاً بها، ولا يتّصف بها الا بعد أن يكون كامل العقل، صحيح التميز، جيّد الفطنة، بعيداً عن السهو والغفلة، يتوصّل بتفضيله الى وضوح ما استكمل، وفصل ما اعضل، ذا عدالة تحجزه عن ان يحوم حول حمى المحارم، ومروءة تحمله على محاسن الشيم، ومجانبة الدنايا، صادق اللهجة، ظاهر الامانة، عفيفاً عن المحظورات، مأموناً في السخط والرضا، عارفاً بالكتاب والسنّة، والاتفاق والاختلاف، والقياس (!!) ولغة العرب بحيث يقدّم المحكم على المتشابه، والخاص على العام، والمبين على المجمل، والناسخ على المنسوخ، ويبني المطلق على المقيد، ويقضي بالتواتر دون الآحاد، وبالمسند دون المرسل، وبالمتصل دون المنقطع، وبالاتفاق دون الاختلاف..، ليتوصل بها الى الاحكام.

فليس كل حكم منصوصاً عليه، ويعرف اقسام الاحكام من الواجب والمحظور والمندوب والمكروه، فهذه امور لا يصح اتصاف الانسان بعلم القضاء ما لم يحط بمعرفتها، ومتى فَقَدَ علمه بها لا يصلح للقضاء، ولا يصلح اتصافه به.

فظهر لك _ ايّدك الله تعالى _ ان رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث وصف علياً بهذه الصفة العالية بمنطوق لفظه المثبت له فضلاً، فقد وصفه بمفهومه بهذه العلوم المشروحة المتنوعة، الاقسام فرعاً واصلاً.

وكفى بذلك دلالة لمن خصّ بهدية الهداية قولاً وفعلاً على ارتقاء علي (عليه السلام) في مناهج معارج العلوم الى المقام الاعلى، وضربه في اعتناء الفضائل المجزاة بالتساهم بالقدح المعلى حصول هذه المناقب والآلاء، وشمول هذه المطالب السنية الحاصلة لعلي (عليه السلام) من مواد علم القضاء كان مناط افاضة انوارها عليه، ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل ذلك لما انتدبه وانتضاه، وآثره وارتضاه، وفوض اليه قضاء اليمن وولاه أحجم احجاماً، فلما أحسّ رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك منه اخبره بان الله عزّ وعلا سيرزق قلبه الهدى والثبيت له من الله تعالى، فلن يضل ابداً.

فمن ذلك ما نقله الامام ابو داود سليمان بن الاشعث في مسنده يرفعه بسنده ال علي (عليه السلام) قال: ارسلني رسول الله (صلى الله عليه واله) الى اليمن قاضياً، فقلت: يا رسول الله، ترسلني وانا حديث السن ولا علم لي بالقضاء، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه واله): ان الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فاذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الاول، فانه أحرى ان يبين لك القضاء، قال: فما زلت قاضياً وما شككت في قضاء بعد، فهبت عليه النسمات الالهية من العناية النبوية بألطاف التأييد ونزل عليه الملكان الموكلان بالمحقين، فألبساه رداء التوفيق والتسديد، فوفرت حقائق علم القضاء في صدره، حتى ما على احاطته بهما من مزيد، وأثمرت حدائق فضائله، فنخلها بالمعرفة باسقات ذوات طلع نضيد.

فلما رسخ علمه (عليه السلام) بمواد القضاء رسوخاً لا تحركه الهواب، ورسى قدم فهمه في قواعد معرفته بحيث لا يعترضه الاضطراب ،وصفه رسول الله (صلى الله عليه واله) بقوله: اقضاكم علي، اذ وضحت لديه الاسباب، وتفتحت بين يديه الابواب، وشرحت له السنن والآداب، حتى قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ليهنئك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً، ونهلته نهلاً».




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.