أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2019
2150
التاريخ:
7986
التاريخ: 12-5-2016
3261
التاريخ: 7-2-2019
2959
|
لما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) الى المدينة من حجّ الوداع، دعا اُسامة بن زيد وأمره ان يقصد حيث قتل أبوه، وقال (صلى الله عليه واله) له : (اوطىء الخيل اواخر الشام من اوائل الروم)، وجعل (صلى الله عليه واله) في جيش اسامة وتحت رايته اعيان المهاجرين ووجوه الانصار، وفيهم ابو بكر وعمر وابو عبيدة.
وعسكر اُسامة بالجرف، فاشتكى رسول الله (صلى الله عليه واله) شكواه التي توفي فيها، وكان (صلى الله عليه واله) يقول في مرضه : (نفّذوا جيش اُسامة) ويكرر ذلك، وانما فعل (صلى الله عليه واله) ذلك لئلا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الامامة، ويطمح في الامارة، ويستوسق الأمر لاهله.
ذكر الفضل بن الحسن الطبرسي (من اعلام القرن السادس الهجري) ان النبي (صلى الله عليه واله) لما أحسّ بالمرض الذي اعتراه - وذلك يوم السبت او يوم الاحد ليال بقين من صفر- أخذ بيد علي (عليه السلام)، وتبعه جماعة من اصحابه، وتوجّه الى البقيع ثم قال : (السلام عليكم أهل القبور، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، ثم قال : ان جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه عليّ العام مرتين، ولا أراه الا لحضور أجلي).
ثم قال : (يا علي، اني خُيِّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها او الجنة، فاخترت لقاء ربي والجنة، فإذا انا متُ فغسّلني واستر عورتي...).
ثم عاد الى منـزله، فمكث ثلاثة ايام موعوكاً، ثم خرج الى المسجد يوم الاربعاء معصوب الرأس متكئاً على عليّ (عليه السلام) بيمنى يديه وعلى الفضل بن عباس باليد الأخرى، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : (اما بعد : ايها الناس، إنه قد حان مني خفوق من بين أظهركم، فمن كانت له عندي عدّة فليأتني اُعطه اياها، ومن كان له عليّ دين فليخبرني به)، فقام رجلٌ فقال: يارسول الله لي عندك عدّة، إني تزوجت فوعدتني ثلاثة أواق، فقال عليه السلام : (أنحلها ايّاه يافضل).
ثم نزل فلبث الاربعاء والخميس، ولما كان يوم الجمعة جلس على المنبر فخطب ثم قال : (ايها الناس انه ليس بين الله وبين احد شيء يعطيه به خيراً او يصرف به عنه شرّاً الا العمل الصالح، ايها الناس لا يدّع مدّع، ولا يتمنّ متمنّ، والذي بعثني بالحقّ لا ينجي إلا عمل مع رحمة الله، ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلّغت ؟ - ثلاثاً -).
الايام الاخيرة :
ثم نزل فصلّى بالناس، ثم دخل بيته، وكان إذ ذاك في بيت ام سلمة، فأقام به يوماً او يومين، فجاءت عائشة فسألته ان يُنقَلَ الى بيتها لتتولى تعليله فأذن لها، فانتقل الى البيت الذي أسكنته عائشة فاستمر المرض به فيه أياماً وثقل عليه السلام، فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله (صلى الله عليه واله) مغمور بالمرض فنادى الصلاة رحمكم الله، فقال (صلى الله عليه واله) : «يصلي بالناس بعضهم»، فقالت عائشة : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس، وقالت حفصة : مروا عمر.
فقال (صلى الله عليه واله) : «أكففن، فإنّكنّ صويحبات يوسف»، ثم قام وهو لا يستقلّ على الارض من الضعف، وقد كان عنده أنهما خرجا الى اُسامة، فأخذ بيد علي بن ابي طالب (عليه السلام) والفضل بن عباس فاعتمدهما ورجلاه تخطّان الأرض من الضعف، فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب، فأومأ اليه بيده، فتأخر ابو بكر، وقام رسول الله (صلى الله عليه واله) وكبّر وابتدأ بالصلاة، فلما سلّم وانصرف الى منزله استدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر المسجد ثم قال : «ألم آمركم ان تنفذوا جيش اُسامة ؟» فقال ابو بكر : إني كنتُ خرجت ثم عدت لأحدث بك عهداً، وقال عمر : إني لم أخرج لاني لم أحبّ أن أسال عنك الركب.
فقال (صلى الله عليه واله) : «نفّذوا جيش اُسامة» - يكرّرها ثلاث مرات- ثم اُغمي عليه صلوات الله عليه وآله من التعب الذي لحقه، فمكث هنيئة وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ومن حضر، فأفاق (صلى الله عليه واله) وقال : «ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ابداً» ثم اُغمي عليه.
فقام بعض من حضر من أصحابه يلتمس دواة وكتفاً، فقال له عمر : ارجع فإنه يهجر !! فرجع.
فلما أفاق (صلى الله عليه واله) قال بعضهم : ألا نأتيك يارسول الله بكتف ودواة ؟ فقال : «أبعد الذي قلتم !! لا، ولكن احفظوني في اهل بيتي، واستوصوا باهل الذمة خيراً، واطعموا المساكين وما ملكت ايمانكم».
ذكر ابن سعد : «ان الرسول (صلى الله عليه واله) عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال : هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، فقال عمر : ان رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ! فاختلف اهل البيت واختصموا، فلما كثر اللغط والاختلاف..، قال النبي (صلى الله عليه واله) : قوموا عني».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|