المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أنواع الاجتماعات
1/9/2022
AP Endonucleases
7-12-2015
طريقة كتابة الخبر الصحفي
4-12-2020
القول بان منزلة الأئمة الإثني عشر تأتي بعد منزلة رسول الله من الغلو
18-11-2016
The relative reactivity of carboxylic acid derivatives
30-10-2019
تسمم وشيقي للرضع Infant Botulism
25-9-2018


وصيته (صلى الله عليه واله) الاخيرة لعلي (عليه السلام):  
  
2382   03:15 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 542-543.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

          فلم يزل يردد التوصية باهل بيته (عليه السلام) حتى أعرض بوجهه عن القوم، فنهضوا، وبقي عنده العباس والفضل وعلي (عليه السلام) واهل بيته خاصة، فقال له العباس : يارسول الله ان يكن هذا الامر فينا مستقراً من بعدك فبشّرنا، وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص بنا، فقال : «أنتم المستضعفون من بعدي» واصمت، ونهض القوم وهم يبكون.

          فلما خرجوا من عنده قال : «ردّوا عليّ اخي علي بن ابي طالب وعمّي» فحضرا، فلما استقرّ بهما المجلس قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : «ياعبّاس ياعمّ رسول الله، تقبل وصيّتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟»

          فقال له العباس : يارسول الله، عمّك شيخ كبير ذو عيال كثير، وأنت تباري الريح سخاءً وكرماً، وعليك وعدٌ لا ينهض به عمّك.

          فأقبل على عليّ (عليه السلام) فقال (صلى الله عليه واله) : «ياأخي تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟».

          فقال (عليه السلام) : «نعم يارسول الله».

          فقال (صلى الله عليه واله) : «أدن مني» فدنا منه فضمّه اليه ونزع خاتمه من يده، فقال له : «خذ هذا فضعه في يدك» ودعا بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك اليه، والتمس عصابة كان يشدها على بطنه اذا لبس درعه، يروى ان جبرئيل نزل بها من السماء، فجيء بها اليه، فدفعها الى امير المؤمنين (عليه السلام) وقال له : «اقبض هذا في حياتي»، ودفع اليه بغلته وسرجها وقال : «امض على اسم الله الى منـزلك».

          فلما كان من الغد حجب الناس عنه، وثقل في مرضه (صلى الله عليه واله)، وكان علي (عليه السلام) لا يفارقه الا لضرورة، فقام في بعض شؤونه فأفاق إفاقة فافتقد علياً (عليه السلام) فقال : «ادعوا لي اخي وصاحبي» وعاوده الضعف فأصمت، فقالت عائشة : اُدعوا ابا بكر، فُدعي فدخل، فلما نظر اليه أعرض عنه بوجهه، فقام ابو بكر.

          فقال : «أدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت حفصة : أدعوا له عمر، فُدعي، فلما حضر رآه النبي (صلى الله عليه واله) فأعرض عنه بوجهه فانصرف.

          ثم قال : «أدعوا لي اخي وصاحبي» فقالت ام سلمة : ادعوا له علياً (عليه السلام) فانه لا يريد غيره، فُدعي امير المؤمنين (عليه السلام)، فلما دنا منه اومأ اليه فأكبّ عليه، فناجاه رسول الله (صلى الله عليه واله) طويلاً، ثم قام فجلس ناحية حتى أغفى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما أغفى خرج فقال له الناس : يا ابا الحسن ماالذي أوعز اليك ؟ فقال : «علّمني رسول الله ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب، ووصاني بما أنا قائمٌ به إن شاء الله».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.