المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

الإعلال
18-02-2015
داخل النواة
16-1-2023
الدنيا والآخرة
21-01-2015
جرد الأصول الثابتة Fixed Assets Adjustment ومعالجتها المحاسبية
21-3-2022
مناطق زراعة الشوندر السكري (البنجر السكري)
5-3-2017
الشيخ إسماعيل بن الشيخ آقا محمد بن الشيخ محمد تقي
29-8-2020


أسباب النزول تكشف عن آليّة النصّ في معالجة الواقع الاجتماعي  
  
2008   07:17 مساءاً   التاريخ: 19-02-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص180-181.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

يأتي النصّ ليخاطب جمهورا من الناس في إطار ثقافتهم، و في إطار منظومة حياتهم، ليصنع بعد ذلك ثقافة جديدة ، ومنظومة جديدة، ويعالج الواقع الاجتماعي لأولئك المخاطبين معالجة تتّفق وخفايا هذا الواقع. فيترفّق حينا ، ويشتدّ حينا ، ويباشر حينا ، ويتدرّج حينا آخر، ويعمّم حينا ، ويخصّص حينا آخر، ويأتي الأمر مقتضبا أحيانا ، ومفصّلا أحيانا أخرى .

إنّ (أسباب النزول) تكشف عن سرّ هذه المعالجات جميعا، و لعلّ جميع روايات النزول تصلح أن تكون مثلا على هذه النقطة من البحث، و لكنّنا سنختار هنا معالجة النصّ القرآني لمسألة (مال اليتامى) و آية (الإنفاق من الطيّبات)؛ فأمّا مسألة (مال اليتامى) فهو قوله تعالى :  {قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة :  220].

فتقرأ في سبب نزولها قول سعيد بن جبير :  (لمّا نزلت { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً}, عزلوا أموالهم، فنزلت { قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ، وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ} فخلطوا أموالهم بأموالهم) «1».

إنّ هذا التدرّج في التشريع، مع تشديد الخطاب في الآيات الأولى، ثم إباحة خلط أموال اليتامى بأموال كافليهم هو لأجل حفظ حقوق اليتيم. و لمّا تمّ الاطمئنان إلى سلامة ذلك جاء التخفيف بعد تركّز أهميّة التقوى في التعامل مع أموال الأيتام، و رفعا للحرج عن الأوصياء و الكافلين، إذ توضّح رواية ابن عباس أنّ بعض أولئك الكفلاء لمّا نزلت الآية (و لا تقربوا مال اليتيم إلّا بالتي هي أحسن) سارع فعزل طعام اليتيم من طعامه، و شرابه من شرابه، و جعل يفضل الشي‏ء من طعامه فيجلس له حتى يأكله أو يفسد، واشتدّ ذلك عليهم‏ فذكروا ذلك لرسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله وسلّم- فأنزل اللّه عزّ وجل { يسألونك ...} «2».

و هذا يشرح لنا آليّات التغيير التي اتّبعها النصّ في ذلك المجتمع، و التي يمكن القياس عليها أو الاستئناس بها عند إصدار الأحكام على الحالات المغايرة أو المشابهة. و أمّا آية الإنفاق من الطيّبات، فهي قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة :  267]. فيروي جابر أنّ النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - " أمر بزكاة الفطر بصاع من تمر فجاء رجل بتمر ردي‏ء فنزل القرآن بالآية" «3».

وعن البراء قال :

نزلت هذه الآية في الأنصار كانت تخرج إذا كان جذاذ النخل من حيطانها أقناء من التمر والبسر، فيعلقّونها على حبل بين أسطوانتين في مسجد رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - فيأكل منه فقراء المهاجرين ، وكان الرجل يعمد فيخرج قنو الحشف ، وهو يظن أنّه جائز عنه في كثرة ما يوضع من الأقناء، فنزل فيمن فعل ذلك" و لا تيمّموا الخبيث منه تنفقون" يعني القنو الذي فيه حشف ، و لو أهدي إليكم ما قبلتموه " «4».

إنّ هذه الرواية تبرز قيمة الإنفاق في سبيل اللّه من جانب، ومن جانب آخر فإنّها تريد لهذا الإنفاق أن يكون على شاكلة بعينها، يأخذ صورة مثلى من الانتقاء و الاختيار و التجديد لمادّة الإنفاق، و هو ما يمكن فهمه فهما سديدا في ضوء ملاحظة الطباع الإنسانيّة التي تتجلّى في هذه الرواية و في سواها، و تقدّر الضعف الإنساني و ترتقي به إلى مراتب عليا في الإنفاق و الاستعلاء. بل تصل بهم إلى المرتبة السامقة حيث تأتي الآيات التالية لتتحدّث عن إبداء الصدقات أو إخفائها، ففي قوله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة :  274] .

والآية السابقة التي تتحدّث عن تضاعف الصدقة وأجرها العظيم .{كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل ..} ثمّ الآيات التي تتحدّث عن إتمام الإنفاق من غير منّ ولا أذى، وهو من كمال الصدقة ، إنّ سبب النزول الذي مرّ بنا في موضوع الإنفاق يرينا أنّ هدف التربية القرآنية ليس الحديث عن القمّة السامقة، و ضرورة الارتقاء إليها، بل هو يعالج الضعف الإنساني كذلك ، وكيفيّة التعامل معه، وتحفيز لكوامن الشحن والاستثارة في هذا الكائن الإنساني الذي يحيط به الضعف من كلّ جانب. إنّ أسباب النزول إذن تمدّنا بروافد عديدة تسهم كثيرا في تحليل النصّ. فهي تصف السياق المقامي للنّص، و تصف طبيعة المخاطبين ووقائع أحوالهم ، وتكشف عن هدف النصّ ، وأثره ، وتكشف عن آليّاته في الخطاب والتغيير، وهو ما يحتاج إليه الباحث والمفسّر والمحلّل الاجتماعي واللغوي الذي يتعامل مع النصّ من وجهته الاجتماعيّة بل العامّة.

_______________________

(1) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 47.

(2) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 38.

(3) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 48.

(4) نفسه ، ص 48.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .