المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

إذاعة الارض (خاك)
19-7-2021
q-Integral
25-8-2018
Express Calling Interjections
1-6-2021
دعوة النّبي العالميّة
28-09-2014
يوسف بن سليمان بن عيسى
14-08-2015
ابتداء الدعوة العباسية
20-6-2017


الامام (عليه السلام) ومعركة ذات السلاسل  
  
4962   09:43 صباحاً   التاريخ: 24-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 399-402.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 3395
التاريخ: 19-10-2015 5164
التاريخ: 1-5-2016 3533
التاريخ: 7-2-2019 2499

وهي غزوة وادي الرمل التي وقعت في السنة الثامنة من الهجرة.

فقد بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) الى اهل وادي اليابس «ذات السلاسل» عدداً من الصحابة كأبي بكر وعمر، فكان كلٌ منهم يرجع الى رسول الله (صلى الله عليه واله) ولا يقاتلهم. الى ان بعث (صلى الله عليه واله) علياً (عليه السلام) الى تلك المنطقة فأوقع بهم. و«سميت هذه الغزوة ذات السلاسل لانه (عليه السلام) اسّر منهم وقتل وسبى وشد اسراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل. ولما نزلت سورة [العاديات] خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) الى الناس فصلى بهم الغداة وقرأ فيها: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات: 1، 2] فلما فرغ من صلاته قال اصحابه: هذه سورة لم نعرفها. فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): نعم ان علياً ظفر بأعداء الله وبشرني بذلك جبرئيل (عليه السلام) في هذه الليلة، فقدم علي (عليه السلام) بعد ايام بالغنائم والاسارى».

والقصة ان اهل وادي اليابس اجتمعوا في اثني عشر الف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على ان لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحدٌ أحداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم عن حلف واحد او يقتلوا محمداً (صلى الله عليه واله)  وعلي بن أبي طالب (عليه السلام). فنـزل جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه واله) وأخبره بقصتهم وما تعاهدوا عليه وتواثقوا وامره ان يبعث ابا بكر اليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار، ولكنه رجع اعتقاداً منه بان القوم من اهل اليابس اكثر منهم عدداً وأقوى منهم عدّة. فخالف امر رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك. ثم بعث النبي (صلى الله عليه واله) عمر بن الخطاب في المرة الثانية، ولكنه رجع بنفس مقالة ابي بكر.

فدعا علياً (عليه السلام) وأوصاه بما اوصى الاول والثاني واصحابه الاربعة آلاف فارس واخبره ان الله سيفتح عليه وعلى اصحابه. فخرج علي (عليه السلام) ومعه المهاجرون والانصار فسار بهم سريعاً حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم، فقلا لهم: لا تخافوا، فان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أمرني بأمر وأخبرني ان الله سيفتح عليَّ وعليكم فابشروا فانكم على خير والى خيرٍ. فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير والتعب حتى اذا كانوا قريباً منهم حيث يرونهم ويراهم، امر أصحابه ان ينـزلوا وسمع اهل وادي اليابس بقدوم علي بن ابي طالب واصحابه، فخرج اليه منهم مائتا رجل شاكين بالسلاح. فلما رآهم علي (عليه السلام) خرج اليهم في نفر من اصحابه فقالوا لهم: من انتم ومن اين انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون؟ قال: انا علي بن ابي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) اخوه ورسوله اليكم. ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ولكم ان آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من خير وشر. فقالوا له: اياك اردنا وانت طلبتنا قد سمعنا مقالتك وما عرضت علينا فخذ حذرك واستعد للحرب العوان، واعلم إنا قاتلوك وقاتلوا اصحابك والموعد فيما بيننا غداً ضحوة، وقد اُعذرنا فيما بيننا وبينكم.

فقال لهم علي (عليه السلام): ويلكم! تهددوني بكثرتكم وجمعكم فانا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فانصرفوا الى مراكزكم. وانصرف علي (عليه السلام) الى مركزه. فلمّا جنّه الليل أمر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس ثم اغار عليهم باصحابه فلم يعلموا حتى وطأتهم الخيل. فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ديارهم واقبل بالاسارى والاموال معه. ونزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) بما فتح الله بعلي (عليه السلام) وجماعة المسلمين. فصعد رسول الله (صلى الله عليه واله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انه لم يصب منهم الا رجلان ونزل. فخرج يستقبل علياً في جمع اهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة. فلما رآه علي (عليه السلام) مقبلاً نزل عن دابته ونزل النبي (صلى الله عليه واله) حتى التزمه وقبّل ما بين عينيه. فنـزلت جماعة المسلمين الى علي (عليه السلام) حيث نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) واقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله به من اهل الوادي اليابس. قال الامام جعفر بن محمد (عليه السلام): ما غنم المسلمون مثلها قط الا ان يكون من خيبر فانها مثل ذلك. وانزل تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة {والعادياتِ ضبحاً}. وأورد صاحب تفسير البرهان موجزاً عن الغزوة في ذيل سورة العاديات.

قال السيد الحميري يصف الغزوة:

وفي ذات السلاسل من سليمِ                    غداة أتاهم الموت المبير

وقد هزموا ابا حفص وعمرواً                   وصاحبه مراراً فاستطيروا

وقد قتلوا من الانصار رهطاً                     فحل النذر او وجبت نذور

أزاد الموت مشيخة ضخاماً                      جحاجحة يسد بها الثغور

وعندما استقبل النبي (صلى الله عليه واله) علياً في اطراف المدينة قال: «الحمد لله يا علي الذي شدَّ بك ازري وقوّى بك ظهري، يا علي انني سألت الله فيك كما سأل اخي موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ان يشرك هارون في امره وقد سألت ربي ان يشدّ بك ازري. ثم التفت الى اصحابه وهو يقول: معشر اصحابي لا تلوموني في حب علي بن ابي طالب (عليه السلام) فانما حبي علياً من امر الله، والله امرني ان احب علياً وادنيه. يا علي من احبك فقد احبني ومن احبني فقد احب الله...».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.