المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



علي (عليه السلام) وتكتيك الحرب  
  
2824   09:42 صباحاً   التاريخ: 24-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 450-451.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 3624
التاريخ: 3-9-2017 3255
التاريخ: 4-5-2016 3694
التاريخ: 30-01-2015 3725

كان امير المؤمنين (عليه السلام) مقاتلاً من الطراز الاول. فهو على ما كان عليه من الزهد والتقوى والعبادة والاخلاص والتعفف، الا ان سيفه كان يقطر دماً من اجساد المشركين وعبدة الاوثان. والمهم ان علياً (عليه السلام) كان يملك بطولة ساعدت المؤمنين بالاسلام من الوقوف على اقدامهم، نوضحها عبر النقاط التالية:

اولاً: لقد كان ضمن الخطة التكتيكية للاسلام التركيز على قوة علي (عليه السلام) وبطولته الشخصية في المعركة من اجل تجنب فوضى تعدد القوىوالمسؤوليات، واحراز التفوق الحاسم في المعركة. فقد برز علي (عليه السلام) لعمرو بن عبد ود، ومرحب، وابي جرول، وصناديد قريش كابي جهل وعتبة والوليد وابادهم مباشرة او عن طريق مساعدته لبقية المقاتلين. والقاعدة ان العدو يرهب بطلاً قوياً واحداً له قدرة استثنائية على مهاجمته في أي وقت وفي أي مكان.

ثانياً: ان علياً (عليه السلام) التزم بخطته الهجومية القتالية، وتمسك بها ولم يتعد الى غيرها. فلم يُنقل عنه انه كان يهتمّ مثلاً بجمع الغنائم بدلاً من مواجهة العدو وجهاً لوجه، ولم يُنقل عنه انه استخدم القوس بدل السيف، ولم يُنقل عنه انه كان في المؤخرة بدل المقدمة. بل كان على الاغلب رافعاً سيفه ذا الفقار بيد ولواء المسلمين باليد الاخرى، وهمّه مقاتلة المشركين بنمط هجومي اقتحامي لا يحيد عنه. وحتى عندما ينهزم المسلمون في بعض الاحيان فانه كان يكرّ على العدو، ولا يفرّ منه ابداً، بنفس الاسلوب الذي المحنا اليه آنفاً.

ثالثاً: كان علي (عليه السلام) يحافظ بقوة على مكتسبات النصر. فقد يلوح النصر للمسلمين، الا ان المعركة لا تزال على اولها، فيخدع البعض ويفتر عن القتال او يهتمّ بالغنائم. بينما كان علي (عليه السلام) محافظاً علىقوة اندفاعه نحو العدو حتى ييأس العدو من احداث ثغرة في صفوف المسلمين، وعندها يستريح (عليه السلام) وهو يرى رسول الله (صلى الله عليه واله) سالماً من كل اذى او محفوظاً من أي مكروه، وتباشير النصر تلوح في الافق.

رابعاً: ان حرارة المعركة واحتدامها تُنسي المقاتل احياناً بعضاً من مسؤولياته الاخلاقية في معاملة الجرحى او الاسرى معاملة حسنة. ولكن اخلاقية الاسلام كانت راسخة في تفكيره (عليه السلام) فكان يعامل كل عدو على قدر عداوته للاسلام وعلى حجم قدرته على اظهار تلك العداوة. فاذا رآه جريحاً فلا يجهز عليه، واذا رآه كاشفاً عورته يشيح بنظره (عليه السلام) عنه، واذا رآه فارّاً فلا يكرّ عليه.

خامساً: ان اهم آثار بطولته (عليه السلام) هو تحطيم معنويات المشركين عبر قتل ابطالهم وفرسانهم حيث كان يعدّ بعضهم بالف مقاتل او اكثر. وهذا الاسلوب البطولي قلل من حجم سفك الدماء، لكنه ركّز على سفك دماء النخبة وتمزيقهم شر ممزَّق حتى يثوب العوام الى رشدهم ويؤمنوا برسالة الدين العادلة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.