المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العفن الطري " ريزوبس" في ثمار القرعيات
19-6-2016
Claude Ambrose Rogers
17-1-2018
آلهة بلاد (النوبة العليا) وتأليه (سنوسرت الثالث)
2024-02-15
دراسة التطور Phylogenetics
12-8-2019
{اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك}
2024-10-31
أحدث الآراء حول نشأة اللغة
21-4-2018


شروط تفسير «ذات السلاسل»  
  
2738   02:44 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 410-413.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ومن هنا لابد لنا في تفسير الاحداث التأريخية من محاولة ربطها بسلسلة من الشروط والوقائع المترابطة. فالحرب الابتدائية مثلاً لا تكون عادلة ما لم يكن قائدها بطلاً عارفاً بالله سبحانه او معصوماً، والثورات السياسية لا نستطيع فهم ابعادها ما لم نفهم الشخصيات التي تحركها من وراء الستار. فالشرطية والعلّية هنا تسلطان ضوءً على معرفة الحدث التأريخي وفهم دوافعه التأريخية. وهنا لابد من ترتيب النقاط التالية:

1 - القضية الشرطية في الحدث التأريخي، وهي القضية التي يتحدد جزاؤها متى ما تحقق شرطها مثل {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ} [الرعد: 11] وهذا هو الجزاء{حتّى يُغَيِّروا ما بأنفُسِهِم} وهذا هو الشرط. اما بخصوص المعركة فنقول ان بطولة الامام (عليه السلام) وتفانيه في معارك الاسلام كانت شرطاً للنصر. فالبطولة في (ذات السلاسل) كانت شرطاً، والنصر كان جزاءً لذلك الشرط.

2 - قضية العلّية في الحدث التأريخي، وهي ان تفاني علي (عليه السلام) في المعركة وذوبانه في الله كان علّة لهزيمة المشركين واذلالهم. وهذه علّة تامة، تشتمل عى جميع ما يتوقف عليه وجود المعلول، بحيث لا يبقى للمعلول معها الا ان يوجد.

3 - قضية تجميع وحدات بناء الحقيقة التأريخية وحده وحدة حتى يمكن فهم العلاقات الطبيعية بين كل مصداق من مصاديق تلك الصورة الكلية. فمن اجل ادراك مغزى الحادثة التأريخية او فهم الدوافع التي حركتها لابد من اشتراكنا في تصورها مع الابطال الذين صنعوها في آمالهم ومشاعرهم وصدق احاسيسهم.

ومن تلك القدرات الذهنية التي نبذلها في فهم التأريخ، نستطيع ان نربط العوامل التأريخية بعضها ببعض بصورة عقلائية ونخرج بعدها بتصور أقرب الى الواقع عما حدث. والموضوعية هنا ممكنة، بل حتمية من اجل استمرار فهم صادق للتأريخ. ذلك ان الصفات والتفاسير اذا كانت حقيقية، كان العمل التأريخي اقرب الى الموضوعية.

ولو وضعنا «ذات السلاسل» في الميزان الموضوعي، وربطنا تفاني الامام (عليه السلام) وبطولته في المعارك الكبرى السابقة، لجاءت هذه المعركة في موضعها الصحيح. فصفات الامام (عليه السلام) الدينية والاخلاقية والعسكرية كانت متطابقة تماماً مع شروط تلك الواقعة العظيمة.

ان ماكنة تزوير التأريخ حاولت حذف واقعة ذات السلاسل لان الدوافع السياسية للسلاطين وكتّاب التأريخ كانت متضافرة في محاولة محو المثالياتالدينية عند الامام (عليه السلام). ومع ان كفّة كتّاب تأريخ السلاطين قد رجحت _ تأريخياً _ على كفّة كتّاب تأريخ الحق، فحذفوا النصوص ومسحوا البراهين والدلائل التي دلّت على وقوع ذلك الحدث التأريخي الخطير. الا ان الصحف القليلة التي كُتبت فيها الحقيقة بقيت تتداولها الايدي الامينة وتحافظ عليها بسفك المهج. لقد انحرف مؤرخو السلاطين عن الجادة عندما تخلوا عن موضوعيتهم ونزاهتهم في عرض الحقائق التأريخية عرضاً مجرداً عن الدوافع السياسية.

وبالاجمال، لو سُئلنا: كيف استطاعت الماكنة الاعلامية تزوير التأريخ وحذف تلك الواقعة العظيمة، التي كانت اشهر مواقفه (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه واله)، من صحائف التأريخ؟ وما هي اهدافها؟

لقلنا: ان الارضية التي تُفسَّر بها احداث التأريخ لها اهدافٌ سياسية. فالتحريف الذي يحصل في الاحداث التأريخية يرجع الى فكرة تغير العلّية التأريخية. وبمعنى اوضح ان الاحداث تؤخذ بلحاظ الظروف التأريخية التي مرت بالحادثة ذاتها، ولا تؤخذ بالظروف التي يعيشها الناس بعد مئات السنين. ذلك ان قراءة التأريخ يعني قراءة لعلل تلك الفترة الزمنية التي نقرأ أحداثها.

وبالنتيجة، فان حذف حدث تأريخي من كتب التأريخ، سيولّدُ شكوكاً في مصداقية ذلك الحدث بعد مئاتٍ من السنين. وكان هذا هو الهدف الذي سعى من اجله السلاطين والخلفاء، وهو حذف فضائل امير المؤمنين (عليه السلام) من كتب التأريخ، حتى لا يتسنى للذين يأتون من بعده من الاجيال المتلاحقة تصديق تلك الاحداث المتصلة بفضائله ومعجزاته (عليه السلام). 

 بين فرص الحرب والرغبة في القتال:

هناك علاقة متينة بين فرص الحرب وبين الرغبة في القتال. وقد لاحظنا تلك العلاقة بصورة جلية في مقدمات معركة ذات السلاسل. فما هو دور تلك العلاقة في الصراع بين الشرك والايمان؟ تعني «فرص الحرب» امكانية تحقيق التحام عسكري بين الطرفين المتحاربين. اما «الرغبة في القتال» فهي تتعلق بارادة الانسان المحارِب بوضع نفسه في خدمة اهداف الحرب، فلا يكترث حينئذٍ بالقتل او الجرح او تكبد الخسارة. فقد يذهب الفرد الى المعركة ولكن ليست لديه الرغبة في القتال. لانه قد يؤمِّل نفسه بضعف احتمالية تحقيق الالتحام العسكري بين الطرفين.

ولذلك، فان أي موقف سلبي يلمسه من قبل العدو _ كشراسة الاعداء وحسن عدتهم وكثرتهم _ يجعله يتلمس الاعذار للهروب من ساحة المعركة والفرار صوب الامان والحفاظ على النفس. وهذا ما حصل للذين ذهبوا الى المعركة قبل علي (عليه السلام). اما البطل المقدام الذي كان يحارب في سبيل الله، فانه ما ان لبس لامة الحرب، حتى بنى في نفسه وعقله رغبة جامحة في الاقتحام والمقاتلة والموت في سبيل الله تعالى. وهذا ما قام به علي (عليه السلام) في تلك المعركة.

فالرغبة في القتال، اذن، لها علاقة بالدوافع والاهداف التي يمتلكها المحارِب حيث يختار الحرب كبديل رئيسي لتحقيق الهدف. ومن هنا نرى اقتحام الامام (عليه السلام) لتحصينات العدو في ذات السلاسل كان اقتحاماً سريعاً كلمح البصر تموّنه شعلة الرغبة للقتال والتحرق لمواجهة اعداء الله. بحيث انعَدْوه السريع اعنف بهم، فخافوا ان ينقطعوا من التعب وخافوا ان تحفى دوابهم قبل ان يصلوا الى عدوهم. ولكن الرغبة الجامحة في قتال المشركين، والموت في سبيل الله كان يقوي فرص الحرب عند علي (عليه السلام) من اجل الالتحام بين جيشي المسلمين والمشركين. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.