أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-02-2015
34199
التاريخ: 18-02-2015
7933
التاريخ: 18-02-2015
103791
التاريخ: 18-02-2015
41970
|
وهو – كما علمت مما تقدم – ما كانت فاؤه حرف علة(1) وتكون فاؤه واواً ، أو ياء ،ولا يمكن ان تكون ألفا (2) ، كما لا يمكن اعلال واوه او يائه .
فأما المثال الواوي فيجيء من خمسة ابواب ؛ الأول : مثال " علم يعلم " نحو : " وبئ ، ووجع ، ووجل ، ووحل ، ووحمت ، ووذر ، ووسخ ، ووسع ، ووسن ، ووصب ، ووضر ، ووطف ، ووطئ ، ووغر ، ووقرت أذنه ،ووكع ، وولع ، ووله ، ووهل " الثاني : مثال " كرم يكرم " نحو : " وثر ، ووثق ، ووجز ، ووجه ،ووخم ، ووضؤ ، ووقح " الثالث : " مثال " نفع ينفع " نحو : " وجأ ، وودع ، ووزع ، ووقع ، ووهب ، ووضع ، وولغ " الرابع : مثال " حسب يحسب " نحو : " ورث، وورع ، وورم ، ووفق ، و ولغ " الخامس : مثال " ضرب يضرب " نحو : " وعد ، ووثب ، ووجب ".
ولم يجيء من الواوي على مثال " نصر ينصر " الا كلمة واحدة في لغة بني عامر ، وهي قولهم : " وجد يجد " (3) وعليها قول جرير :
ص156
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة تدع الحوائم لا يجدن غليلا (4)
وأما المثال اليائي (5) فإن أمثلته في العربية قليلة جداً ، وقد جاءت من أربعة ابواب ؛ الأول : مثال " علم يعلم " نحو " يبس ، ويتم ، ويقظ ، ويقن ، ويئس ".
الثاني : مثال " نفع ينفع " نحو " يفع ، وينع (6) " الثالث : مثال " نصر ينصر " نحو " يمن " الرابع : مثال " ضرب يضرب " نحو " ينع ، ويسر " .
حكم ماضيه :
ماضي المثال – سواء أكان واويا أم كان يائيا – كماضي السالم في جميع حالاته (7) تقول : " وعدت ، وعدنا ،وعدت ، وعدتما ، وعدتن ، وعد ، وعدت ، وعدا ، وعدتا ،وعدوا ، وعدن " وتقول : " يسرت ، يسرنا ، يسرت ، يسرت ، يسرتما ، يسرتم ، يسرتن ، يسر ، يسرت ، يسرا ، يسرتا ، يسروا ، يسرن " .
ص157
حكم مضارعه وأمره :
أما اليائي فمثل السالم : لا يحذف منه شيء (8) ولا يعل بأي نوع من انواع الاعلال .
وأما الواوي فتحذف واوه من المضارع والأمر ، وجواباً ؛ بشرطين :
فإن اختل الشرط الاول – بأن كان الفعل مزيداً فيه نحو " أوجب ، وأورق ، وأوعد ، وأوجف " ونحو " واعد ، وواصل ،ووازر ، وواءل " – لم تحذف الواو لعدم الياء المفتوحة (10) ، تقول : " يوجب ، ويورق ، ويوعد ، ويوجف ، ويواعد ، ويواصل ، ويوازر ، ويوائل " .
وان اختل الشرط الثاني – بأن كانت عين المضارع مضمومة ، او مفتوحة – لم تحذف الواو ؛ لعدم الكسرة تقول : " يوجه، ويوجز ، ويوضؤ ، ويوخم ، ويوقح " وكذا " يوجل ، ويوهل " .
ولم يشذ من المضارع المضموم العين الا كلمة واحدة ، وهي " يجد " في لغة بني عامر وقد تقدمت قريباً .
ص158
وقد شذ من المضارع المفتوح العين عدة أفعال : فسقطت الواو فيها ، وقياسها البقاء وهي : " يدر ، ويسع ، ويطأ ، ويلع ، ويهب ، ويدع ، ويزع ، ويقع ، ويضع ، ويلغ" (11) .
وشذت أفعال مكسورة العين في المضارع وقد سلمت من الحذف في لغة عقيل ، وهي : " يوغر ، ويوله ، ويولغ ، ويوحل ، ويوهل " وهي عند غير عقيل : مفتوحة العين ، او محذوفة الفاء .
والأمر – في هذا كله – كالمضارع ، الا فيما سلمت واوه من الحذف وهو مفتوح العين او مكسورها ، فإن الواو في هذين تقلب ياء ؛ لوقوعها ساكنة إثر همزة الوصل المكسورة ، تقول : " إيجل ، إيهل ، إيغر " بكسر العين عند عقيل ، وفتحها عند غيرهم.
وتقول في امر المحذوف الفاء : " رث ، وثق ، وفق ، وعم ، وصل ، وعد ، وصف " وتقول ايضا : " ذر ، وسع ، وطأ ، ولع ، وهب ، ودع ، وزع ، ولغ " .
وانما حذفت الواو في الأمر – مع عدم وجود الياء المفتوحة – حملا على حذفها في المضارع ؛ إذ الأمر انما يقتطع منه .
(تنبيهان) : الاول : اذا كان مصدر الفعل المثال الواوي على مثال " فعل " بكسر الفاء – جاز لك ان تحذف فاءه (12) ، وتعوض عنها التاء بعد لامه ، نحو " عدة ، وزنة ،
ص159
وصفة " وتعويض هذه التاء واجب : لا يجوز عدمه عند الفراء ، ومذهب سيبويه – رحمه الله – ان التعويض ليس لازما ، بل يجوز التعويض كما يجوز عدمه (13) ، تمسكا بقول الفضل بن العباس :
إن الخليط أجدوا البين فانجردوا وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا
الثاني : اذا اردت ان تبني على مثال " افتعل " من المثال الواوي او اليائي لزمك ان تقلب فاءه تاء ، ثم تدغمها في تاء افتعل(14) ، ولا يختص بالماضي ، ولا بسائر أنواع الفعل ، بل جميع المشتقات وأصلها في ذلك سواء ، تقول : اتصل ، واتعد، واتقى ، يتصل ، ويتعد ، ويتقى ، واتعد ،واتق ، اتصالا ، واتعاداً ، واتقاء ، فهو متصل ،ومتعد ، ومتق – الخ " وتقول: "اتسر ، يتسر ، اتسارا – الخ " .
والأصل " أو تصل " فقلبت الواو تاء فصار " اتتصل " فلم يكن بد من الإدغام ؛ لوقوع اول المتجانسين ساكنا ، وثانيهما متحركا ، وكذا الباقي .
ص160
______________________
(1) انما سمى " مثالا" لأن ماضيه مثل السالم في الصحة وعدم الإعلال ، او لأن أمره مثل امره الأجوف ، وقد يقال له " المعتل " بالإطلاق .
(4) نقع : روى ، الحوائم : العطاش ، غليلا : حرارة عطش ، يقول : لوأنك تشائين لروى فؤاد المحب بشربة من ريقك العذب نترك العطاش لا يجدن حرارة العطش ، وذلك في يدك بترك المجانبة الهجر .
(5) لم أجد احدا من العلماء قد بين هذا ، ولكنى ادرت ذكره تتميماً للبحث ، وقد راجعت القاموس والمختار والمصباح ؛ لاستيعاب ما جاءوا به وبيان ابوابه التي ورد عليها ، والعلة في ترك الصرفيين لهذا النوع سلامة فائه في سائر تصاريفه .
(6) جاء هذا الفعل من بابين .
(7) المراد انه لا يعتل بأي نوع من انواع الإعلال ؛ لأن جميعها غير ميسور فيه ؛ وبيان ذلك ان الإعلال ثلاثة انواع : إعلال بالقلب ، وإعلال بالسكون ، وإعلال بالحذف؛ أما الإعلال بالقلب فلأنك لو قلبت الفاء لم تقلبها الا حرفا من احرف العلة ؛ إذ هو الغالب في هذا النوع وحرف العلة لا يكون الا ساكنا ، ولا يمكن الابتداء بالساكن ؛ فلا يكون حرف العلة في فأما ان تحذف ولا تعوض عن المحذوف شيئا فيكون غبنا وإلباساً بصورة الأمر ،و إما أن تحذف وتعوض : في الأول ، او في الآخر ؛ فيقع اللبس بالمضارع أو بالمصدر .
(8) وشذ من ذلك كلمتان حكاهما سيبويه وهما : يسر يسر – كوعد يعد – ويئس يئس؛: في لغة .
(9) وحينئذ يكون حرف المضارعة مفتوحاً ؛ ولهذا فإن أكثر الصرفيين يجعل الشرط فتح حرف المضارعة .
(10) ولهذا لو كان نحو " وعد ، ووصف ، وورث ، ووعم " مبنيا للمجهول لم تحذف الواو من مضارعه المبني للمجهول ، تقول : " يوعد ، ويوصف ،ويورث ، ويوعم " بضم حرف المضارعة وفتح ما قبل الآخر .
(11) اعلم ان كثيرا من العلماء يذهب الى ان سقوط الواو فيما عدا " يطأ ويسع " جاء موافقا للقياس ، مدعيا ان اصل هذه الافعال جميعها مكسور العين على مثال " يضرب " وقد حذفت الواو للياء المفتوحة والكسرة ، وبعد الحذف فتحوا العين استثقالا لاجتماع الكسرة وحرف الحلق ، واستصبحوا الأصل بعد فتح العين فلم يعيدوا الواو ، اما " يطأ، ويسع " فهما شاذان اجماعا ؛ لأن ماضيهما مكسور العين ، فقياسه فتح عين المضارع ، وأما " يذر " فمحمول على " يدع " لأنه بمعناه .
(12) وشذ الحذف مع التعويض في غير المصدر ، نحو " رقة – اسم للفضة ، وحشه– اسم للأرض الموحشة – وجهة – اسم للمكان الذي تتوجه اليه "
(13) بشرط الا يقصد بالمصدر بيان الهيئة .
(14) اذا لم تقلب الفاء في هذه الصيغة تاء تكون عرضة للانقلاب الى الألف او الياء ، فكانت تكون الفا اذا انفتح ما قبلها ، وتكون ياء اذا انكسر ما قبلها ن وتكون واوا اذا انضم ما قبلها ، فكنت تقول : ايتصل ياتصل فهو موتصل ، وتقول : ايتسر ياتسر فهو موتسر ، فلما وجدوا حرف العلة اذا وقع فاء في صيغة الافتعال وما اشتق منه تلعبت به الحركة واخضعته للقلب على اكثر من وجه ؛ أرادوا ان يفروا من ذلك ، فاختار قلبه تاء لأنه حرف جلد لا يتأثر بالحركات ، وانتظر باقي التعليل في قسم المشترك ؛ لأنه موضعه اللائق به .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|