المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Square Planar
27-4-2019
الآلوسي من مفسري السنة بالرأي
6-03-2015
هجرة الاسماك
12-8-2021
تعريف علم الاصول
4-9-2016
علاج المراء
10-10-2016
الإمام علي ازهد واشجع الناس بعد النبي
7-08-2015


الاعلال بالقلب  
  
62853   05:17 مساءاً   التاريخ: 18-02-2015
المؤلف : د. صلاح مهدي الفرطوسي، د. هاشم طه شلاش
الكتاب أو المصدر : المهذب في علم التصريف
الجزء والصفحة : ص296 -320
القسم : علوم اللغة العربية / الصرف / الاعلال /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-02-2015 7553
التاريخ: 18-02-2015 6038
التاريخ: 23-02-2015 9560
التاريخ: 18-02-2015 8900

أ – قلب الواو والياء والالف همزة

يتحقق القلب قياسا في عدة مواضع :

1- (أ) كتب – كاتب       (ب) صام – صائم

عور – عاور       باع- بائع

عين-عاين       نام-نائم

اذا نظرت الى امثلة الطائفة (أ) لاحظت ان عين الفعل لم يطرأ عليها أي تغيير عند صياغة اسم الفاعل منها، فهي صحيحة في المثال الأول، ولم تعل في فعلي المثالين الثاني والثالث.

انظر الى امثله الطائفة (ب) تلاحظ ان عين الفعل أعلت في الماضي فانقلبت الفا، اذ ان اصلها في (صام) واو وفي (باع) ياء، وفي (نام) واو بدليل (الصوم، البيع، النوم) وعند صياغة اسم الفاعل منها انقلبت الواو والياء همزة وبسبب اطراد القلب في مثل هذه المواضيع قال الصرفيون :

تقلب الواو او الياء همزة اذا وقعتا عينا في اسم فاعل فعل اعلت فيه.

2- (أ) كتبت، كتاب، كتابة.

(ب) سموت، سماء.

عدوت، عداء، أعداء، عداءه، عداءة

ص296

بنيت، بناء، بناء، بناءة.

حمرى : حمراء

اذا انعمت النظر في مثال الطائفة (أ) تلاحظ انك حينما صغرت من كتب على زنة (فعال) قلت : (كتاب) وحينما صغت على زنة (فعالة) قلت (كتابة)، ولا يخفى عليك ان الالف في (كتاب) زائدة، وكذلك الألف والتاء في (كتابة)، ولم يحدث أي تغيير في الأصول لأنها احرف صحيحة.

والقياس – عند اخذ آية صيغة من ألفاظ الطائفة (ب)، او ما شاكلها – او تبقى الأصول والا تقلب حرفا اخر فنقول : (سماو)، (عداو، عداو عداوه)، الاستعمال – قد قلبت همزة في مثل هذه الصيغ وما شاكلها، وعند النظر الى الألفاظ السابقة يلاحظ ان الواو والياء والالف متطرفة مسبوقة بالف زائدة، وان التاء التي تلت الواو والياء في (عداوة وبناية) عارضة للتأنيث، ولو كانت أصلية كالتاء في مثل (سقاية وسعاية وعلاوة وحلاوة) لصحت بسقوط التاء تفقد الأمثلة معانيها، لذا قال الصرفيون :

تقلب الواو او الياء او الالف همزة اذا وقعت متطرفة بعد الف زائدة.

3 – عروس – عرائس

قصيدة – قصائد

قلادة – قلائد

لا يخفى عليك ان الواو في (عروس) والياء في (قصيدة) والألف في (قلادة) احرف زائدة، فعروس مأخوذة من مادة (ع ر س) وقصيدة مأخوذة من مادة (ق ص د)، وقلادة مأخوذة من مادة (ق ل د). والقياس لجموع الامثلة السابقة على زنة (مفاعل) (1) – (عراوس، قصايد، قلااد) ولكن الواو

ص297

والياء والالف قلبت همزة وحركت بالكسر، وبانعام النظر في الألفاظ السابقة تلاحظ ان احرف العلة في المفرد كانت ساكنة مسبوقة بحركة من جنسها فهي أحرف مد، وهي احرف زائدة، وقد وقعت بعد ألف جمع على زنة مفاعل.

ويستنتج مما سبق ان الاعلال لا يقع الا اذا توافرت في المفرد والجمع الصفات السابقة (2) ، فلو كان حرف العلة متحركا في المفرد لصح في الجمع نحو (قسور – قساور)، ولو كان اصلا من أصول المفرد لصح في الجمع أيضاً نحو (معيشة – معايش)، ولو وقع في الجمع قبل ألف (مفاعل) لصح في الجمع أيضاً نحو (جوهر – جواهر) لذا قال الصرفيون :

تقلب الواو او الياء او الالف همزة اذا وقعت بعد ألف جمع على زنة مقاعل وكانت مدة زائدة في المفرد.

1-   أول – اوائل

سيد – سيائد

نيف – نيائف

حينما تنعم النظر في الامثلة السابقة تلاحظ :

أ – ان كلمة (أول) اصلها (اوول) و(سيد) اصلها (سيود)(3) و(نيف) أصلها (نييف) وحدث في كل الامثلة السابقة ادغام بين حرفي العلة.

ب – وعند جمعنا الامثلة السابقة على زنة منتهى الجموع (مفاعل) (4) فك الادغام وجاءت الف مفاعل فارقة بين حرفي العلة والمفروض ان تكون

ص298

أصول الجموع على (اواول، سياود، نيايف) غير ان الواو او الياء التي وقعت بعد الالف قلبت همزة في مثل هذه المواضع.

ومما سبق يستنتج ان الاعلال لا يقع الا اذا توافرت في المفرد والجمع الصفات السابقة. فلو جمعت (طاووس) او (عوار) على زنة أخرى هي (مفاعيل) لما أعلت الواو الثانية ذلك لأنها ستقع بعد الف (مفاعيل) وليس بعد ألف) (مفاعل) وبسبب اطراد القلب في مثل المواضع السابقة قال الصرفيون :

تقلب الواو او الياء همزة اذا وقعت ثاني حرفي علة بينهما ألف مفاعل سواء اكان الحرفان متفقين ام مختلفين.

5- واصل – أواصل

واجد – أواجد

لا يخفى عليك ان الصورة الأصلية لجمع (واصل) و(واجد) على زنة (فواعل) هي (وواصل) و(وواجد) غيرا نك قلبت الواو الأولى فقلبت : (اواصل، أواجد) وأنت تلاحظ اجتماع واوين في أول الكلمة أولاهما فاء الكلمة وثانيهما واو (فواعل) وهي متحركة، وقد تبين للصرفيين ان الفاظا بهذه الصفة تقلب فيها الواو المتصدرة همزة فقالوا :

تقلب الواو المتصدرة همزة اذا اجتمعت واوان في أول الكلمة وكانت الثاني متحركة.

وتقلب الواو المتصدرة همزة أيضاً اذا تصدرت قبل واو ساكنة متأصلة الواوية نحو (أولى) وأصلها (وولى).

6- واسى = ووسي او أوسي

وافى = ووفي او أوفي

لا يخفى عليك ان الالف في (واسى ووافى) ليست أصلية وإنما هي

ص299

زائدة، وعند صياغة المبني للمجهول من الفعلين السابقين اجتمعت واوان في أول كل منهما بسبب انقلاب الالف واوا في كل منهما لوقوعها بعد ضم (5)، وليس خافيا عليك ان هذه الواو هي حرف مد لأنها مسبوقة بحركة من جنسها، وهي زائدة، وليست أصلية، وقد رأى الصرفيون جواز قلب الواو الأولى همزة اذا اجتمعت واوان في أول الكلمة وكانت الثانية مدا زائدا.

7- وجوه = أجوه

أدور = أدور

قوول = قوول

اذا انعمت النظر في الألفاظ (وجوه، ادور، قوول) لاحظت ان الواو فيها مضمومة، وهم ضم لازم غير عارض يختلف عن ضمه الاعراب التي تلحق الواو في مثل (هذا دلو) وهي أيضاً غير مشددة كالواو الثاني في مثل (التصور) وقد وجد الصرفيو ن ان الواو التي تتصف بالصفتين السابقتين يجوز قلبها همزة لذا قالوا :

يجوز قلب الواو همزة اذا كانت مضمومة ضما لازما وغير مشددة.

8- وشاح = أشاح

وفادة = إفادة

وسادة = اسادة

انعم النظر في واو (وشاح، وفادة، وسادة) تلاحظ أنها مكسورة وقد تصدرت الكلمات السابقة وقد جوز الصرفيون قلب مثل هذه الواو همزة فقالوا :

تقلب الواو همزة جوازا اذا جاءت مكسورة في أول الكلمة.

9- راية = راييّ أو رائي

ص300

غاية = غايي أول غائي

حينما تنسب الى (راوة) تقول (راوي) ولا تقلب الواو فيما، غير انك حينما تنسب الى (راية، غاية) يجوز ان تقول : (رأيي او رائي، وغايي او غائي) ولا يخفى عليك ان الياء هي التي جاز قلبها لأنها وقعت بعد ألف وقبل ياء مشددة لذا قال الصرفيون :

يجوز قلب الياء همزة اذا وقعت بعد الف وقبل ياء مشددة.

أ‌- قلب الهمزة ياء او واوا او الفا.

تعد الهمزة من الشق الأصوات على جهاز النطق اذ ان نطقها يحتاج الى جهد عضلي يفوق غيره من الأصوات وبسبب هذه الصعوبة مالت أغلب اللهجات الى تسهيلها لأنها (حرف مستثقل لانه نبرة في المصدر) وقد كثرت احكامها وتنوعت وحاول الدرس الصرفي وضع قواعد لها من خلال الاستقراء وحاول تعليل تلك القواعد تعليلا يماشي اقيسة الاعلال التي وضعها. والهمزة تقلب في مواضع عدة هي :

الموضع الأول :

أولا : كتيبة – كتائب بريئة – برايا

في مبحث قلب الياء والواو والالف همزة قلنا : تقلب الياء همزة اذا وقعت بعد الف مفاعل وكانت مدة زائدة في المفرد. لذا تقلب الياء في كتيبة همزة عند جمعها على زنة مفاعل فقلنا كتائب. والياء في بريئة مدة زائدة في المفرد اذ ان مادتها (ب ر ء) واذا اردنا جمعها على زنة مفاعل وجب ان نقول : (برائئ) ولكننا قلنا : (برايا).

يذكر الصرفيون ان مثل هذا الجمع مر بعدة مراحل حتى استقر على صورته الاخيرة (برايا) وهي مراحل مبنية على قواعد تبدو في غاية الاحكام والدقة مأخوذة من قواعد الاعلال وهي :

ص301

أ – تقلب الهمزة المتطرفة في (برائئ) ياء لأنها متطفرة مسبوقة بهمزة (6) وبقلبها تصبح الصورة (برائي).

ب – تقلب كسرة الهمزة الأولى فتحة للتخفيف (7) فتصبح الصورة (براءي).

ج – تقلب الياء الفا لأنها متحركة مسبوقة بفتح (8) فتصبح الصورة (براءا).

د – تقلب همزة (براءا) يا للتخلص من من وقوع همزة بين الفين فتصبح الصورة (برايا) وكان من الممكن قلبها واوا غير انهم اختاروا الياء لخفتها ووجودها في المفرد من الصورة السابقة.

من الصورة السابقة نلاحظ ما يأتي :

1-   ان الصرفيين استفادوا من بعض قواعد الاعلال لتحقيق فرضياتهم.

2-   ان هذه القاعدة لا تعارض القاعدة السابقة التي تقول : (تقلب الياء همزة اذا كانت مدة زائدة في المفرد وقعت بعد الف مفاعل) اذ ان الياء قلبت همزة.

3-   غير ان هذه الهمزة تنقلب ياء في الجمع لأن لام المفرد همزة في الاصل، لذا قال الصرفيون :

تقلب الهمزة ياء في صيغة الجمع (مفاعل) في الألفاظ التي زنة مفردها فعيلة شريطة ان تكون لام مفردها همزة.

ص302

ثانيا :

كتيبة – كتائب  قضية – قضايا

حينما تنعم النظر في كلمة (قضية) تلاحظ ان صورتها الأصلية هي (قضيية) وان الياء الأولى ساكنة، وهي مدة زائدة في المفرد لان مادة الكلمة (ق ض ي) فاذا اردنا جمعها على زنة مفاعل وجب ان تكون صورة الجمع الأصلية (قضايي) ثم تقلب الياء الأولى همزة لأنها مدة زائدة في المفرد فتصبح (قضائي) ككتائب، غير ان الجمع اصبح قضايا.

يرى الصرفيون ان مثل هذا الجمع مر بعدة مراحل حتى استقر على صورته الأخيرة، كالمراحل السابقة تقريبا وهي :

أ – تقلب كسرة الهمزة فتحا للتخفيف فتصبح الصورة (قضاءي).

ب – تقلب الياء الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فتصبح الصورة (قضاءا).

ج – تقلب الهمزة ياء للتخلص من وقوع همزة بين الفين فتصبح الصورة (قضايا) وكان يمكن قلب الهمزة واوا غير انهم اختاروا الياء لخفتها ووجودها في المفرد وما لاحظناه في (أولا) نلاحظه هنا أيضاً من استفادة الصرفيين من بعض قواعد الاعلال لتحقيق اقيستهم ومن افتراضهم انقلاب الياء الأولى في (قضاييء) همزة لأنها مدة زائدة في المفرد وقعت بعد ألف مفاعل وانقلاب هذه الهمزة ياء والسبب كما يرونه يعود الى أن لازم المفرد ياء في الاصل (ق ض ي) لذا قالوا : تقلب الهمزة ياء في صيغة الجمع (مفاعل) في الألفاظ التي زنة مفردها فعيلة شريطة ان تكون لام مفردها ياء.

ثالثا :

عشية – عشايا

لا يخفى عليك ان زنة (عشية) فعيلة، ولامها واو في الاصل لأنها مأخوذة من (عشا – يعشو) ومعنى هذا ان صورتها الأصلية (عشيوة) والياء

ص303

فيها مدة زائدة لان مادة الكلمة (ع ش و) فاذا اردنا جمعها على زنة مفاعل وجب ان تكون صورة الجمع (عشايو) ثم تقلب الياء همزة لأنها مدة زائدة في المفرد وقعت بعد الف مفاعل فتصبح الصورة عشائو غير ان الجمع اصبح (عشايا).

يرى الصفيون ان مثل هذا الجمع مرة بعد مراحل حتى استقر على صورته الأخيرة وهي كالمراحل السابقة مبنية على اقيسة منطقية هي :

أ – تقلب الواو ياء (9) لتطرفها بعد كسر فتصبح الصورة (عشائي).

ب – تقلب كسرة الهمزة فتحة للتخفيف فتصبح الصورة (عشاءي).

ج – تقلب الياء الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فتصبح (عشاءا).

د – تقلب الهمزة ياء للتخلص من وقوع همزة بين الفين فتصبح الصورة (عشايا).

وما رأيناه في (أولا وثانيا) نلحظه هنا أيضاً من استفادة الصرفيين من بعض قواعد الاعلال لتحقيق اقيستهم ومن افتراضهم انقلاب الياء همزة في (عشايو) لأنها مدة زائدة في المفرد وقعت بعد الف مفاعل، وانقلاب هذه الهمزة ياء في الجمع والسبب كما يرونه يعود الى ان لام المفرد واو في الاصل (ع ش و) لذا قالوا :

تقلب الهمزة ياء في صيغة الجمع (مفاعل) في الألفاظ التي زنة مفردها (فعلة) شريطة ان تكون لامها واو في الاصل.

رابعا :

هراوة – هراوى

يفترض الصرفيون هنا أيضاً ان صورة الجمع (هراوى) مرت بعدة مراحل حتى استقرت على هذه الصورة اذ انهم يقدرون ان الصورة الأصلية

ص304

لجمع (هراوة) على زنة مفاعل هي (هرااو) اذ ان الالف الأولى هي الف مفاعل والالف الثاني هي الف (هراوة) اما الواو فهي لام الكلمة وعلى هذا فانه لا بد ان تنقلب الالف الثانية الواقعة بعد الف مفاعل همزة كما انقلبت في مثل (رسالة – رسائل) لأنها مدة زائدة في المفرد فتصبح (هرائو) غير ان الجمع اصبح (هراوى).

يرى الصرفيون ان مثل هذا الجمع مر بعدة مراحل حتى استقر على صورته الأخيرة هي كالمراحل السابقة مبنية على اقيسة منطقية هي :

أ – تقلب الواو في (هرائيو) ياء لتطرفها بعد كسر فتصبح (هرائي).

ب – تقلب كسرة الهمزة فتحة للتخفيف فتصبح الصورة (هراءي).

تقلب الياء الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فتصبح الصورة (هراءا).

د – تقلب الهمزة واوا للتخلص من وقوع همزة بين الفين وقد اختيرت الواو هنا لوجودها في المفرد.

وما لاحظناه في أولا وثانيا وثالثا نلاحظه هنا أيضا، والسبب في انقلاب الهمزة واوا – كما يرون – يعود إلى ان لام المفرد واو سالمة فيه لذا قالوا :

تقلب الهمزة واوا في صيغة الجمع (مفاعل) في الألفاظ التي زنة مفردها (فعالة) شريطة ان تكون لامها واوا سالمة في المفرد.

من كل ما تقدم يتبين لك ان الهمزة كانت عارضة في الجمع، وان لام مفرد الجموع السابقة كانت اما همزة نحو : (خطيئة، أو ياء نحو (قضية)، او واوا في الاصل نحو (عشية) او واوا سالمة في المفرد نحو (هراوة) فلو كانت صحيحة لما انقلبت الهمزة العارضة ياء او واوا نحو (كتيبة – كتائب، عجوز – عجائز، رسالة – رسائل).

ص306

الموضع الثاني :

أولا –

صور منخلية في الغالب تذكر في كتب الصرف للتمرين والمتحان قدرة الدارس على صياغة الابنية، وفيها تلتقي همزتان في موضع اللام فتقلب الهمزة المتطرفة ياء نحو (خطائئ) تصبح (خطائي)، ونحو بناء زنة (جعفر) و(برثن) و(قرمز) من قرأ فيقال : (قرأأ وقرؤؤ و قرئئ) وفي الابنية الثلاثة تقلب الهمزة المتطرفة ياء (قرأي وقرؤي وقرئي) وسبب ذلك ثقل الهمزتين في الطرف لذا قال الصرفيون.

تقلب الهمزة المتطرفة ياء اذا اجتمعت همزتان في الطرف.

ثانيا –

صور تلتقي فيها همزتان في كلمة واحدة في موضع الفاء او في موضع العين نذكر منها :

أ – أأزر – آزر

أأزر – أوزر

أئزار – ايزار

لا يخفى عليك ان التقاء الهمزتين في الامثلة السابقة (أأزر، أأزر، أئزار) كان في موضع الفاء، وقد حدث الثقل بسبب الهمزة الثانية لذا تعل فتقلب حرف علة مجانسا لحركة الهمزة الأولى، فان كانت الهمزة الأولى مفتوحة قلبت الثانية الفا وان كانت مضمومة قلبت الثانية واوا وان كانت مكسورة

ص306

قلبت الثانية ياء وفي كل الحالات يكون حرف العلة ساكنا أيضاً مسبوقا بحركة من جنسه أي يكون حرف مد فتتخلص الكلمة من الثقل لذا قال الصرفيون.

اذا التقت همزتان في بداية الكلمة تقلب الثانية حرف مد من جنس حركة الهمزة الأولى.

ب – سأل = سأل

رأس = رأس

اذا اردنا ان ناخذ صيغة (فعال) من (سال ورأس) قلنا : (سأأال، ورأأاس) لان صورة (فعال) الأصلية هي (فععال) وقد تم الادغام فيها لان العين الأولى ساكنة والثانية متحركة وما حدث فيه في الميزان يحدث في الموزون فتدغم فيه الهمزة الأولى لأنها ساكنة بالهمزة الثانية لأنها متحركة فتصبح الصورة (سأل ورأس) ولا يخفى عليك ان التقاء الهمزتين كان في موضع العين وفي مثل هذا الموضع لا توجد في العربية كلمة فيها همزتان في موضع العين الأولى متحركةة والثانية ساكنة، وانما الموجود فيها هو العكس كلما لاحظت في المثالين السابقين لذا قال الصرفيون.

اذا التقت همزتان في موضع العين الأولى ساكنة والثانية متحركة تدغم الساكنة بالمتحركة.

الموضع الثالث :

وفيه يجوز قلب الهمزة حرف علة من جنس حركة ما قبلها وسبب جواز هذا ان الهمز من : اشق الأصوات على جهاز النطق وهو امر سبقت الاشارة إليه – فتقلب الفا اذا كانت ساكنة مسبوقة بفتح في موضع العين نحو :

رأس = راس

ص307

فأر = فار

فأس = فاس

وتقلب واو اذا كانت ساكنة مسبوقة بضم نحو :

لؤم = لوم

بؤس = بوس

وتقلب ياء اذا كانت ساكنة مسبوقة بكسر نحو :

بئر = بير

رئم = ريم

وتقلب ألفاً في موضع العين واللام اذا كانت مفتوحة مسبوقة بفتح، وهو قليل عده ابن يعيش من قبيل الضرورة نحو :

قرأ – قرا، سأل – سال

ج – قلب الألف ياء

1-   مفتاح – مفاتيح مفيتيح

مقدار – مقادير مقيدير

تلاحظ انك حينما أخذت صيغة الجمع (مفاعيل) من المثالين السابقين قلت : (مفاتيح ومقادير) وتلاحظ ان الالف التي كانت في المفرد انقلبت ياء في الجمع، ويعلل القلب هنا بسبب انكسار ما قبل الالف اذا نها جاءت بعد العين المكسورة في صيغة مفاعيل، ولما كانت الالف حرف مد لا تجانسها الكسرة انقلبت ياء حتى يحصل التجانس الصوتي.

والملاحظ أيضاً في تصغير المثالين السابقين اننا قلنا :

(مفيتيح ومقيدير) ولا يخفى عليك ان الالف التي كانت في المفرد انقلبت ياء في المصغر أيضاً اذ انه يشترط في تصغير الاسم الذي على خمسة احرف رابعها حرف مد – كالمثالين السابقين، أن يكون على زنة

ص308

(فعيعيل) ومعنى هذا أن الف المد التي وردت في مفرد المثالين السابقيت سبقت بكسر أيضاً، وفي هذه الحالة ينعدم التجانس الصوتي لذا انقلت الالف ياء في مثل هذه المواضع وقال الصرفيون:

تقلب الالف ياء اذا وقعت بعد كسرة.

2-   أ- درهم – دريهم

ب – كتاب – كتيب

غلام – غليم

لا يخفى عليك اننا حينما نصغر كلمة (درهم) نقول : (دريهم) ، أي : ان التصغير تم بضم أول المصغر وفتح ثانيه وزيادة ياء ساكنة بعده، وتلاحظ ان الحرف الذي يلي التصغير يكون متحركا بالكسر على الدوام، وعلى هذا فالذي حدث في تصغير درهم يجب ان يحدث في المثالين السابقين، أي : ان ضم اولهما ويفتح ثانيهما ثم تزاد ياء ساكنة بعدهما، ويجب ان يلي الياء متحرك، ولما كانت الالف لا تقبل الحركة لأنها حرف مد وجب ان تقلب واوا او ياء للتخلص من التقاء الساكنين غير ان العربية اختارت الياء في مثل هذه المواضع ثم ادغمت ياء التصغير الساكنة بالياء الثانية لذا قال الصرفيون :

تقلب الالف ياء اذا وقعت بعد ياء التصغير.

د – قلب الواو ياء.

1-   رضي الراضو الراضي راضية

دعي الداعي داعية أدعية

لا يخفى علي ان لام الفعل رضي واو في الاصل بدليل (الرضوان) والصور الأصلية للفعل هي (رضو)، وكذلك لام الفعل المبني للمجهول (دعي) بدليل (دعا – يدعو)، والصورة الأصلية للفعل هي (دعو) والصورة الأصلية لاسم الفاعل (الداعي والداعية) هي (الداعو، والداعوة)، والصورة الأصلية لـ (أدعية) هي (أدعوة) وأنت تلحظ مدى الثقل وعدم التجانس بين

ص309

الواو التي وقعت لاما في الألفاظ السابقة والكسرة التي سبقتها لذا قال الصرفيون :

تقلب الواو ياءؤ اذا وقعت لاما في كلمة بعد كسر.

2-   صام صيام

انقاد انقياد

لا يخفى عليك ان اصل الالف ولو في الفعلين (صام، انقاد) بدليل (يصوم، يقود) ومعنى هذا ان الواو اعلت في الماضي فانقلبت الفا.

والصورة الأصلية لمصدري الفعلين المذكورين (صوام، انقواد) غير ان الواو فيهما اعلت أيضاً فانقلبت ياء (صيام، انقياد) وانت حينما تنعم النظر في الواو تجد أنها كانت عينا في المصدرين المذكورين، وهي معلة في فعليهما ومسبوقة بكسرة وبعدها الف. وقد اثبت القياس (10) ان الواو تقلب ياء في مثل هذه المواضع ولا تقلب اذا لم تتصف بتلك الصفات. فالواو في كلمة (سوار) مثلا لم تقلب على الرغم من كونها مسبوقة بكسرة متلوة بالف لأنها وردت في اسم، والواو في كلمة (جوار) لم تقلب أيضاً على الرغم من كونها مسبوقة بكسرة متلوة بألف، وهي عين مصدر، لأنها لم تعل في فعله (جاور) لذا قال الصرفيون :

تقلب الواو ياء اذا وقعت عينا لمصدر فعل اعلت فيه وقبلها كسرة وبعدها الف.

3 –

أ – قيمة – قيم

نار – نيران

لا يخفى عليك ان اصل الياء واو في كلمة (قيمة) فهي (قومة) بدليل

ص310

(يقوم فهي معلة، وعلى هذا فان الصورة الأصلية لجمعها (قوم). وأصل الالف واو في كلمة (نار) بدليل (النور) فهي معلة أيضاً وعلى هذا فان الصورة الأصلية للجمع (نوران).

وأنت حينما تنعم النظر في الجمع تجد أنه صحيح اللام وأن الواو وقعت عينا فيه، وهي مسبوقة بكسر. وبسبب اطراد انقلاب الواو ياء في مثل هذه المواضع (11) قال الصرفيون :

تقلب الواو ياء اذا وقعت عينا في جمع تكسير صحيح اللام مسبوقة بكسر معلة في المفرد.

ب – سوط – سياط

روض – رياض

الصورة الأصلية لجمع كلمتي (سوط وروض) هي (سواط ورواض) وانت حينما تنعم النظر في الاصل تجد أن الواو وقعت عينا فيه، والجمع صحيح اللام وقد وقعت الالف بعد الواو وسبقت الواو بكسرة، والواو في المفرد ساكنة.

وقد وجد الصرفيون ان مثل هذه الواو تقلب ياء ووجدوا أيضاً انه لا تقلب اذا فقدت شرطا من الشروط السابقة فلم تقلب في (كوزة) (12) اذا لم تقع بعدها الف، ولم تقلب في (طوال) لأن الواو متحركة في المفرد (طويل) (13)

4 –

أ – أدنى – أدنيت، ادنينا، أدنين

استدعى – استدعيت، استدعينا، استدعين.

ص311

تلاحظ ان الفعلين (ادنى واستدعى) من الأفعال الثلاثية المزيدة ولام كل منهما واو في الاصل بدليل (دنا – يدنو)، (دعا – يدعو) والصورة الأصلية للفعلين عند اسنادهما الى ضمير الرفع المتحرك (ادنوت، ادنونا، ادنون واستدعوت، استدعونا، استدعون) ولكن الواو انقلبت ياء بعد الاسناد، وانت حينما تنعم النظر في الواو تجد أنها وقعت متطرفة في فعل ثلاثي مزيد، فلو كان الفعل مجردا لعادت الواو الى أصلها عند الاسناد (دعوت، دنوت) ولو جرد الفعل من الاسناد لانقلبت ألفا لأنها تكون متحركة مسبوقة بفتح وبسبب اطراد القلب في مثل هذه المواضيع يمكن أن يقال : تقلب الواو ياء اذا تطرفت في فعل مزيد مسند الى ضمير رفع متحرك (14).

ب – أعطى – المعطيان

استدعى – المستدعيان

لا يخفى عليك ان اصل الياء واو في المثالين السابقين والصورة الأصلية لأسمي المفعول (المعطوان والمستدعوان) ولكن الواو انقلبت ياء في اسمي المفعول المثنيين ولو كان اسم المفعول قد صيغ من الفعل المجرد لعادت الواو الى أصلها (معطو، مدعو) ولو كان اسم المفعول بصيغة المفرد لانقلبت الواو الفا لأنها تكون متحركة مسبوقة بفتح لذا يمكن ان يقال :

تقلب الواو ياء اذا تطرقت في اسم مفعول مشى فعله غير ثلاثي(15) :

ص312

5 – ميزان

ميعاد

لا يخفى عليك ان أصل الياء واو في كلمتي (ميزان وميعاد) بدليل (الوزن والوعد) وعلى هذا فان الصورة الأصلية لكل كلمة (موزان وموعاد) وانت تلحظ مدى الثقل وعدم التجانس بسبب الكسرة التي سبقت الواو الساكنة لذا انقلابت الواو ياء لتجانسها ومن تحليل المثالين السابقين تلاحظ أيضاً ان الواو الساكنة فلو كانت متحركة في مثل هذا المواضع لوجب التصحيح كقولك :

(سوار وسواك) كما أنها مفردة فلو كانت مدغمة في مثلها لوجب التصحيح أيضاً كقولك: (اجلواذ واعلواط) لذا قال الصرفيون :

تقلب الواو ياء اذا سبقت بكسرة، وهي ساكنة مفردة.

6 – جذية، سيد، طي

انعم النظر في الألفاظ السابقة تجد ان اصل الكلمة الأولى (جذيوة – مصغرة جذوة) وأصل الكلمة الثانية (سيود) بدليل (يسود) وأصل الكلمة الثالثة (طوي) بدليل (طويت) ولا يخفى عليك ان الواو أعلت فانقلبت ياء وادغمت الياء الساكنة بالمتحركة.

وبتحليل الامثلة السابقة تجد ان الواو والياء وقعتا في كلمة واحدة، والسابق منهما سالم وساكن اذا قال الصرفيون (16) :

تقلب الواو ياء اذا التقت هي والياء في كلمة واحدة والسابق منهما سالم وساكن (17).

ص313

7 –

أ – دنا – مدنو       ب – رضي – مرضي

دعا – مدعو     شقي – مشقي

لا يخفى عليك ان اصل الالف واو في فعلي الطائفة (أ) وعلى هذا يكون اسم المفعول منهما (مدنوو ومدعوو) وادغمت الواو الأولى في الثانية للتخفيف فاصبح اسم المفعول منهما (مدنو، مدعو).

وسبق ان قلنا : ان اصل الياء واو في مثل فعلي الطائفة (ب)، وعلى هذ فإن صورة اسم المفعول الأصلية منهما هي (مرضوو، مشقوو) فكيف اصبحت صورتهما (مرضي ومشقي) يرى الصرفيون ما يأتي :

أ – تقلب الواو التي هي لام مفعول ياء لأنه مصوغ من فعل زنة ماضية (فعل) فأصبحت الصورة (مرضوي ومشقوي).

ب – وبسبب اجتماع الواو والياء في كلمة واحدة السابق منهما متأصل ذاتا وسكونا انقلبت واو مفعول ياء أيضاً فأصبحت الصورة (رمضيي ومشقيي).

ج -  وبسبب عدم التجانس بين الياء والضمة التي تسبقها انقلبت الضمة كسرة ثم ادغم الساكن بالمتحرك. فأصبحت الصورة (مرضي ومشقي).

1-   عصا – عصي

دلو – دلي

الصورة الأصلية التي يراها الصرفيون لجميع (عصا ودلو) على زنة (فعول) هي (عصور) ودلوو) اذ ان الواو الأولى ولو (فعول) والثانية لامها،

ص314

وبسبب من ثقل اجتماعهما مع الضمتين قبلهما قلبت الأخيرة ياء فأصبحت صورة الجمع (عصوي ودلوي) وبقلب الواو الأخيرة ياء اجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة، والواو متأصلة ذاتاً وسكونا فيهما، وفي هذه الحالة تقلب ياء كما سبق تبيان هذا، وبانقلاب الواو ياء لا يحصل التجانس مع الضمة التي تبسقها فتقلب كسرة ليحصل التجانس فتصبح الصورة (عصيي ودليي) ثم تدغم الياء الساكنة بالياء المتحركة فتصبح (عصي ودلي)، ومنهم من يتبع حركة الفاء حركة العين فيقلب الضمة كسرة فتصبح الصورة (عصي ودلي)(18).

مما تقدم يتضح لك انه قد حصل في هذا الجمع اعلالان الأول في لام فعول – وهو محل بحثنا – والثاني في واو فعول (19) وقد سبق شرحه، وعلى هذا الاساس قال الصرفيون :

تقلب الواو ياء اذا وقعت لاما لجمع تكسير على زنة فعول.

9 – الدنيا

العليا

زنة المثالين السابقين (فعلى) وأصل الياء فيهما واو بدليل (دنوت وعلوت) والصورة الأصلية التي يراها الصرفيون لهما هي: (دنوى وعلوى) وهي صورة ظاهرة الثقل في النطق انقلبت فيها الواو ياء ليحصل التجانس ويرى الصرفيون ان المثالين السابقين يوصف بهما فلو كانا مجرد اسمين لوجب التصحيح مثل (حزوى) اسم مكان لذا قالوا :

تقلب الواو ياء اذا كانت لاما في وصف على زنة فعلى (20).

ص315

هـ - قلب الواو والياء الفا :

قال – يقول      دعا – يدعو

باع – يبيع     قضى – يقضي

لا يخفى عليك ان اصل الالف واو في مثل (قال ودعا) وياء في مثل (باع وقضى) بدليل ظهورهما في اغلب تصريفات هذه الأفعال، وعلى هذا فان الصور الأصلية للافعال السابقة هي (قول وبيع ودعو وقضي) وانت حينما تنعم النظر في هذه الأفعال تلاحظ ان حركة حرف العلة في الصورة الأصلية فتحة، وهي مسبوقة بفتح أيضاً، ولكي يحدث الانسجام الصوتي بين حرف العلة والفتحة التي تسبقه انقلب الواو او الياء الفا ويضع الصرفيون جملة من الشروط لكي يتحقق القلب منها :

1-   يجب ان يتحرك ما بعد الواو او الياء ان كانا عينين نحو (قوم وبيع) وإلا فلن يحصل القلب نحو (عوان وبيان وطويل وعويص) ويجب الا يقع بعدهما الف ولا ياء مشددة ان كانا لامين نحو (دعوا وقضيا) ونحو (علوي وحموي).

2-   ويجب الا يكونا عينا لفعل او مصدر الوصف منه على زنة (افعل) وهو مكسور العين نحو : (حور، يحور الحور فهو احور وعور يعور، العور فهو أعور).

3-   ويجب الا يقع بعدهما حرف يستحق ان يقلب الفا فان وقع فهو الذي يقلب، فلو أردت ان تصوغ مصدرا من الأفعال (حيي وهوي وجوي) فان الصورة الأصلية لمصادرها (حيي وهوي وجوي) ولا يخفى عليك ان

ص316

كل حرف من احرف العلة في المصادر السابقة صالح للقلب الفا لتحركه وانفتاح ما قبله غير ان الذي انقلب هو الثاني (الحيا، الهوى، الجوى).

4-   ويجب الا يكونا عينين لمصدر على زنة فعلان نحو : (الجولان، الغثيان) او عينين في كلمة مختومة بحرف زيادة خاص بالاسماء نحو : (الصووى والحيدى).

و – قلب الالف واوا :

قاتل = قوتل      شاعر – شويعر

ضارب = ضورب        كاتب – كويتب

تلاحظ اننا حينما بنينا الفعلين (قاتل وضارب) للمجهول ضممنا الفاء منهما، والضمة ليست من جنس الالف لذا قلبت الالف واوا لكي تجانس الضمة.

وانت حينما تصغر مثل شاعر وكاتب لابد ان تضم أول المصغر، والضمة كما قلنا ليست من جنس الالف فقلبت الالف واوا لكي تجانس الضمة التي تسبقها لذا قال الصرفيون :

تقلب الالف واوا اذا سبقت بضم.

ز – قلب الياء واوا

1-   اسلم  -يسلم          ايسر – يوسر – موسر

اقطع – يقطع        اينع – يونع – مونع

لا يخفى عليك ان صياغة المضارع من ماضي الثلاثي المزيد بالهمزة في أوله تكون بابدال الهمزة حرف مضارعه مضموما مع اكسر ما قبل اخره نحو : (يسلم ويقطع) فان كان الفعل معتل الفاء بالياء نحو (ايسر وأينع) وأردنا صياغة المضارع منه فان الصورة الأصلية للمضارع هي (ييسر ويينع) كما أن الصورة الأصلية لاسم الفاعل منه هي (ميسر ومينع)

ص317

ولا يخفى عليك ان الياء في الامثلة السابقة ثقيلة المنطق بسبب عدم تجانسها مع الحركة التي تسبقها وهي الضمة، لذا انقلبت واوا (يوسر ويونع، موسر مونع) لكي يحصل التجانس. وانت حينما تنعم النظر في الماء تجد أنها ساكنة فلو كانت متحركة نحو (هيام) لما انقلبت واوا، كما انها كانت مسبوقة بضم فلو سبقت بكسرة نحو : (جيل) او بفتح نحو (خيل) لما انقلبت واوا، والياء أيضاً وردت في ألفاظ تدل على المفرد فلو وردت في لفظ يدل على الجمع لما انقلبت أيضاً نحو : (بيض وهيم)(21).

لذا قال الصرفيون :

تقلب الياء واوا اذا كانت ساكنة غير مشددة في لفظ مفرد مسبوقة بضم.

2-   نهى = نهو

قضى = فضو

لا يخفى عليك ان الاصل الالف ياء في الفعلين (نهى وقضى) وتتذكر انه يمكن نقل الأفعال التي زنتها (فعل او فعل) الى بناء (فعل) لغرض الدلالة على ان معناها صار كالغريزة او الطبع لصاحبها او لغرض التعجب وقصد المدح فان كان الفعل المراد نقله الى زنة (فعل) معتل اللام بالياء كالفعلين السابقين فان الصورة الأصلية لهما هي (نهي وقضي) غير انها صورة لم تستعمل في العربية لثقلها بسبب عدم تجانس الضمة والياء لذا قلبت الياء واوا، وبسبب اطراد الطلب في مثل هذا الموضع قال الصرفيون(22) :

ص318

تقلب الياء واوا اذا كانت لام فعل مسبوقة بضم.

3-   تقيت – تقوى

فتيت – فتوى

شريت – شروى

لا يخفى عليك ان لام الأفعال السابقة ياء، فاذا اردنا صياغة أسماء على زنة (فعلى) منها فان الصورة الأصلية لها هي (تقيا وفتيا وشريا) غير ان الياء قد وقعت لاما في صيغة فعلى وهي اسم فانقلبت واوا. وقد علل الصرفيون سبب القلب في الاسم بأنه اخف من الصفة لذا قالوا (23) :

تقلب الياء واوا واذا وقعت لاما في اسم على زنة (فعلى)

4-   أطيب – طوبى

اكيس – كوسى

أضيف – ضوفى

اذا اردنا المؤنث في الامثلة السابقة فان القياس يقتضى ان يكون (طيبى وكيسى وضيفى) على زنة (فعلى) ولا يخفى عليك ان الضمة التي تسبق الياء الساكنة لا تنسجم معها لذا قلبت الياء واوا فقيل : (طوبى كوسى، ضوفى) والياء في الامثلة السابقة وقعت عينا، والالفاظ صفات غير محصنة جارية مجرى الأسماء لذا قال الصرفيون (24).

تقلب الياء واوا اذا وقعت عينا لاسم او صفة غير محصنة على زنة (فعلى).

ص319

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يراد بزنة (مفاعل) الوزن العروضي لا الوزن الصرفي.

(2) شذ مصائب ومنائر على الرغم من ان الياء والواو فيهما اصليتان.

(3) سيأتي الحديث عن علة انقلاب الواو ياء في مثل سيد.

(4) سبقت الاشارة الى اننا نعني بصيغة (مفاعل) الوزن العروضي لا الوزن الصرفي اذ لا يخفى عليك ان الوزن الصرفي لأوائل افاعل ولسيائد فياعل ولنيايف فياعل ولنيايف فياعل أيضاً.

(5) سيأتي الحديث عن انقلاب الالف واوا في موضعه.

(6) سياتي الحديث عن التقاء الهمزتين في كلمة واحدة.

(7) كما في جمع عذاري التي اصبحت في التخفيف عذارى.

(8) سياتي الحديث عن انقلاب الواو الياء الفا.

(9) سياتي الحديث عن قلب الواو ياء.

(10) من المسموع الذي لا يقاس عليه نارت الظبية نوارا، أي : نفرت، وشار الدابة سوارا أي : راضها، ولاذ لواذا.

(11) من الشاذ حواج جمع حاجة اذا لم تقلب الواو على الرغم من توافر مسوغات الاعلال.

(12) من الشاذ ثيرة جمع ثور فقد قلبت الواو ياء في الجمع على الرغم من أنها غير متلوة بألف.

(13) من الشاذ أيضاً طيال جمع طويل فقد قلبت الواو ياء في الجمع على الرغم من أنها متحركة.

(14) يرى بعض الصرفيين أن سبب انقلاب الواو ياء في مثل هذه المواضع انها وقعت طرفا رابعا فصاعدا بعد فتح لأنهم حملوا الماضي المزيد على مضارعه لأن الواو في مضارعه انقلبت ياء لأنها متطرفة مسبوقة بكسر (ينظر اوضح المسالك 529 شذا العرف 152 الاعلال والابدال 12.

(15) يرى الصرفيون ان سبب انقلاب الواو ياء في مثل هذه المواضع انها وقعت طرفا رابعا فصاعدا بعد فتح لانهم حملوا اسم المفعول على اسم الفاعل لأن الواو تنقلب ياء في اسم الفاعل لأنها متطرقة مسبوقة بكسر (المعطي المستدعي) ينظر المصادر السابقة.

(16) لا يخفى عليك انه لو كان لقاء الواو والياء في كلمتين كقولك (يدعو ياسر) و(يرمي واقد) لصحت الواو، ولو كان السابق منهما متحركا لصحت الواو أيضاً نحو (طويل) ولو كان السكون عارضا بسبب التخفيف لصحت الواو أيضا نحو (قوي) فانها مكسورة في الاصل وسكنت للتخفيف، ولو كانت الواو عارضة بسبب التخفيف لصحت الواو أيضاً نحو (روية) تخفيف (رؤية).

(17) شذت كلمات لم تعل فيها الواو على الرغم من اشتقاقها للشروط منها ضيون للنسور الذكر، وايوم في قولهم : يوم أيوم وعوية مصدر (عوى الكلب) وحيوة أبو الشاعر رجاء.

(18) سمع التصحيح في مثل هذا الجمع كقولهم في نجي نجو وغيرها ينظر شرح الملوكي 478.

(19) لاحظ ان العلال الثاني حصل في واو فعول وهو ليس من أصول الكلمة. إذا لا يجوز وقوع اعلالين في أصول كلمة واحدة.

(20) الامثلة التي تساق في هذا الموضع نادرة، ويذكر فيه أيضاً ان الحجازيين يقولون: القصوى، ويرون انها شاذة قياسا – نبه به على الاصل فصيحة استعمالا، وتميم يقولون : القصيا على القياس انظر أيضاً شرح الاشموني 3/ 852 – 853، وأوضح المسالك 307.

(21) اصل الكسرة التي تسبق الياء في المثالين السابقين ضمة، أي ان صورة الاصل (بيض وهيم) مثل (خضر وصفر) وقد قلبت الضمة كسرة لكي تجانس الياء. انظر أيضاً شرح الاشموني 3/ 827.

(22) ذكر الصرفيون في هذا الموضع صورا أخرى هي أقرب الى التمارين فلا داعي لذكرها كان تصوغ من الرمي على زنة مقدرة وسبحان فتقول : مرموة ورموان فتقلب الياء واوا ينظر أيضاً شرح الاشموني 3/ 849.

(23) عد بعضهم قلب الياء واوا من قبيل الشاذ، كما غلب بعضهم القلب بسبب ورود ألفاظ لم يحصل فيها القلب نحو (الريا للرائحة وطغيا لولد البقرة الوحشية وسعيا لاسم موضع ينظر أيضاً شرح الاشموني 3/ 850.

(24) جوز بعض الصرفيين الوجهين في الصفة غير المحضة ينظر أيضاً شرح الأشموني 3/ 850.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.