المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

فاصوليا تباري
14-12-2020
ظاهرة ادّعاء نَسْخ التلاوة
12-10-2014
PARTICLE NATURE OF FORCES
17-11-2020
نهاية الكون
23-11-2014
طرق اختزان الطاقة الشمسية: الإختزان على شكل طاقة وضع مائية
10-7-2021
أساليب دراسة الحالة
18-3-2022


الخصائص المستقاة من رسول الله (صلى الله عليه واله)  
  
2528   01:46 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 293-297.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ضمت اسرة علي وفاطمة (عليهما السلام) ثلاث خصائص مستقاة من رسول الله (صلى الله عليه واله) وهي: الارث، والخلافة «الولاية»، والنسب. فالارث كان متمثلاً بانتقال ملكية رسول الله (صلى الله عليه واله) الى ابنته الوحيدة (عليه السلام) من خديجة بنت خويلد. والخلافة او الولاية كانت متمثلة بانتقال المنصب الالهي الى علي (عليه السلام) بالامامة، لانه لا نبي بعد رسول الله (صلى الله عليه واله). والنسب كان متمثلاً بانتقال العوامل الوراثية النبوية من رسول الله (صلى الله عليه واله) الى ابنته الطاهرة فاطمة (عليه السلام)، ومن فاطمة وعلي (عليه السلام) الى ذريتهما الطيبة الطاهرة. فكانت الذرية الطاهرة تحمل صفات جدها (صلى الله عليه واله) وخصاله الحميدة في الكرم والشجاعة والاخلاص والتضحية والتفاني والعلم والتقوى والتعبد.

ولا شك ان انتقال الملكية، والمنصب الالهي، والعوامل الوراثية بشكلٍ متوازٍ في اسرة واحدة، يشكل ظاهرة فريدة في الاسلام. فلم توفق اسرة رسالية الى مثل ذلك التوفيق العظيم. فلابد ان تكون حياة علي (عليه السلام) الزوجية ظاهرة فريدة لم تتكرر في التأريخ الديني على الارض.

والخصوصية في ذلك تكمن في ان التزاوج بين فردين من اشراف القوم يعني استمرار الفكرة او الرسالة التي يحملانها الى الجيل الجديد عبر ذريتهما. ولذلك فان اقترانهما يعني انتصاراً للفكرة التي يحملانها. بمعنى ان عملية التزاوج تلك تعكس مبدأ الحفاظ على الرسالة الدينية اكثر مما تعكس مجرد اشباع العواطف والرغبات المشروعة.

وتوكأً على عكازة تلك الفكرة نفهم ان عملية الزواج العرفية تقوم على اساس انها علاقة بين رجل وامرأة اعترف بها المجتمع واقرها. بينما نفهم ان لزواج علي وفاطمة (علهما السلام) _ اضافةً الى الاقرار الاجتماعي به _ إقراراً آخر، وهو اقرار السماء وايمان الملائكة بملاكه ومصلحته. ويؤيده قول رسول الله (صلى الله عليه واله): «ان الله امرني ان ازوج فاطمة من علي».

ومعناه ان شرعية زواج علي (عليه السلام) من فاطمة (عليه السلام) لم تكن حسبما يقتضيه العرف الاجتماعي والديني على الارض فحسب، بل كانت لشرعية ذلك الزواج قدسية معينة في السماء، ذلك لان للزوجين خصائص روحية وعقلية وطاقات كامنة لا يعدلها شيء. فالمرأة التي لها منـزلة دينية كفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) لابد ان تقترن برجل له منـزلة دينية كعلي بن ابي طالب (عليه السلام)، حتى يكون الزواج متكافئاً في عالمي الشهادة والغيب. والتكافؤ كان مخصوصاً في العصمة في فهم احكام الدين وادراك معانيه العظيمة. ومع ان للنسب دوراً وشرفاً ايضاً، الا انه ليس الاصل. لان جعفر بن ابي طالب كان ينبغي ان يكون كفؤاً لفاطمة (عليه السلام)، لو اخذنا بنظرية النسب. ولكنه لم يكن كفؤاً لانه لم يكن يمتلك تلك العصمة في ادراك الدين كما كان يمتلكها علي (عليه السلام).

ولا شك ان الموافقة المتبادلة بينهما على الاقتران دون شروط مادية دنيوية، تكشف عن ان الزوجين كانا يرتضيان الحياة الجديدة بما فيها من قدسية وتعبد لله سبحانه، وبما فيها من قدوة طيبة ومنار هداية للمجتمع الاسلامي. فالاقتداء بالاسرة النبوية _ العلوية كان مثار فخر للمسلمين على طول الدهر لانها كانت تمثل الاسرة الامثل والاتقى والاطول بقاءً في تأريخ القيم والمثل السماوية.

واذا كان الزواج الشرعي _ بشكله العام المطلق _ يعطي المرأة زوجاً يعترف به المجتمع، فان زواج فاطمة (عليه السلام) من علي (عليه السلام) بالخصوص اعطاها كفؤً في فهم الدين وادراك الشريعة السماوية. ولم يسبق اننا قرأنا في التأريخ الديني ان السماء قد صممت زواجاً يبن فردين طاهرين كما تذكره الروايات بالنسبة لعلي وفاطمة (عليهما السلام)، كما اشار (صلى الله عليه واله): «ان الله امرني ان ازوج فاطمة من علي».

واذا كان الزواج يشكل عند الملوك انشاء عائلة سياسية شابة جديدة، وعند التجار يشكل انشاء عائلة تجارية جديدة، وعند العمال يشكل انشاء عائلة عمالية جديدة، فان عائلة فاطمة وعلي (عليهما السلام) اصبحت تشكل عائلة دينية لها قدسية فريدة. فقد بسط الوحي النازل على ابيها (صلى الله عليه واله) جناحيه السماويتين في بيتهما، وكان عبق النبوة وعطر العصمة واريج الامامة يشع من ارجاء ذلك البيت الطاهر. وبكلمة، فان وظيفة اهل بيت النبوة (عليه السلام) _ الاسرة الاولى في المجتمع الاسلامي _ كانت تتلخص بحمل المسؤولية الاخلاقية والشرعية من جل الحفاظ على الرسالة الالهية حية الى يوم القيامة.

ان اختيار الرجل زوجته، او المرأة زوجها، له علاقة مباشرة بالدور المتوقع الذي سوف تقوم به الزوجة او الذي سيقوم به الزوج في المستقبل. فالاختيار الزوجي هنا مرتبط بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهما. فالمَلِك مثلاً يختار زوجته لتصبح السيدة الاولى في المجتمع، ورئيس الدولة يختار قرينته لتشاركه همومه في الادارة الاجتماعية. ومن هذا المنطلق نتوقع من تزاوج الاشراف ثمرات على صعيد الدين والفكر والاجتماع والقدوة والمُثل العليا. وكلما كانت درجة الشرف عالية، كانت المسؤولية المتوقع تحملها من قبل الزوجين اثقل.

فكان تكافؤ الاسرة العلوية يُصبُّ في هذا المصبّ. فمعدن علي (عليه السلام) الرسالي يتكافأ مع اخلاقية فاطمة (عليه السلام) ومعدنها الطيب الطاهر المتصل بسلالة النبوة في التأريخ. والاصل في فكرة الزواج تلك انها كانت مبينة على تكافؤ عصمة علي (عليه السلام) مع عصمة فاطمة (عليه السلام). ومن هنا كان قول رسول الله (صلى الله عليه واله): «لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ». ولذلك، فانه (صلى الله عليه واله) لم يزوج فاطمة (عليه السلام) لابي بكر او عمر بن الخطاب، مع انهما كانا يترددان عليه (صلى الله عليه واله) ويسألانه عن فاطمة (عليه السلام). فكان يجيبهم ان امرها عند الله سبحانه. وهو جواب نبوي في غاية الادب يكشف عن انهما ليسا كفوءاً لسيدة نساء العالمين (عليه السلام) في العصمة في الدين، والطهارة في النسب.

لقد كان من ثمار بناء الاسرة العلوية هو انجاب ثلّة طيبة من ائمة الهدى (عليه السلام) حفظت رسالة الدين حيّة نابضة الى يوم القيامة. لقد كان الدور المتوقع لاسرة علي (عليه السلام) هو حفظ الدين من تلاعب الظالمين والطغاة وطلاب الدنيا، وصيانته من كل تحريف. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.