أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3299
التاريخ: 20-01-2015
4941
التاريخ: 14-4-2022
2108
التاريخ: 7-11-2017
2839
|
يُستنتج مما ذكر من النصوص ان طفولة علي (عليه اسلام) كانت ارضاً بكراً لرسول الله (صلى الله عليه واله) يغرس فيها ما يشاء من علم ومعرفة وحكمة ودين. ويمكن استلهام ذلك من النقاط التالية:
1-كانت مبادرة رسول الله (صلى الله عليه واله) بسئوال عمه العباس للتخفيف عن ابي طالب، ثم اختياره لضم علي (عليه اسلام) الى جنبه قضية متميزة. فتلك القضية لم تكن مجردة عن مضامينها الرسالية والدينية. خصوصاً اذا ما لوحظ اعجازية ولادة علي (عليه اسلام) في الكعبة المشرفة، والبركة والخير للذين رافقا تلك الولادة، واهتمام رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك. فلو كانت القضية مجرد اختيار عابر لاختار (صلى الله عليه واله) جعفراً مثلاً. ولكن قضية الاختيار كانت قضية محكمة ليكون علي (عليه اسلام) الى جنب رسول الله (صلى الله عليه واله) يصنع الاحداث الجسيمة اللاحقة ويشارك في توجيهها. ويؤيده كلامه (عليه اسلام): «... وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه واله) بالقرابة القريبة والمنـزلة الخصيصة...». ولا تأتي المنـزلة الخصيصة الا بميزة يمتاز بها المُنـزَل عندالمُنـزِل.
2- اذا ضممنا مناصرة ابي طالب لرسول الله (صلى الله عليه واله) بعد النبوة ورعايته قبلها، لاستنجبنا بان تركه قرار الاختيار لرسول الله (صلى الله عليه واله) كان قراراً حكيماً، خصوصاً ان ابا طالب كان يلحظ الاهتمام الذي كان يوليه رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه اسلام) وهو لما يزل حدثاً صبياً. ولا شك ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان مصمِّماً على اختيار وزيره وناصره. فكان سؤاله (صلى الله عليه واله) ابا طالب سؤال تأدب فضلاً عن كونه سؤال اقتضاء.
3- مع ان المؤرخين لم يذكروا على وجه التحديد السنة التي ضُمّ فيها علي (عليه اسلام) الى بيت النبي (صلى الله عليه واله)، لكن المقطوع به ان ذلك كان بعد زواجه (صلى الله عليه واله) بخديجة (رضوان الله عليها). والمفترض ان علياً (عليه اسلام) كان صبياً عمره ست سنوات، لان المشهور انه اسلم (عليه اسلام) وهو في السنة الثالثة عشرة من عمره. فيكون بقاؤه مع النبي (صلى الله عليه واله) قبل اسلامه سبع سنوات كما سنبحث ذلك في الفصل القادم باذنه تعالى.
4- ان من آثار التربية النبوية لعلي (عليه اسلام) في تلك السن المبكرة هي انها رسّخت الخصال النبوية فيه (عليه اسلام)، فشبّ معها ذلك الصبي المتميز على منهج رسالي مرسوم. ولا شك ان اشتمال النبي (صلى الله عليه واله) على سجايا النبوة وشمائلها كان امراً عظيماً تقف امامه العقول منبهرة والعواطف جياشة والعيون خاشعة. فهو صاحب الجلال والكمال والجمال النبوي. فلا ريب ان نرى علياً (عليه اسلام) يتعلم من رسول الله (صلى الله عليه واله) كمال الادب وعظمة الخُلق وعفة اللسان وسماحة النفس والشجاعة والأيد. كما اشار الى ذلك بقوله: «... ولقد كنت اتبعه اتّباع الفصيل اثر أمّه، يرفع لي في كل يوم علماً من اخلاقه...».
بل انه (عليه اسلام) شهد علامات النبوة التي اعترت رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد نزول الوحي. وهو الذي قال: «كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل، الا قال له: السلام عليك يا رسول الله...». وهو منسجم مع اعجازات الرسالة السماوية، والقدرة الالهية على فعل الاشياء الخارقة للعادة. مع اننا نعلم بان الشجر والجبل من الاشياء الصماء التي لا تعقل ولا تنطق، ولكن ينطقها الذي يُنطق كل شيء.
والى ذلك اُشير في حاشية «سيرة ابن هشام» قول السهيلي: «وهذا التسليم _ أي قول الاشياء الصماء السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه واله) _ الاظهر فيه ان يكون حقيقة، وأن يكون الله انطقه انطاقاً، كما خلق الحنين في الجذع. ولكن ليس من شرط الكلام _ الذي هو صوت وحرف _ الحياة والعلم والارادة. لانه صوت كسائر الاصوات، والصوت عرض في قول الاكثرين...».
وفي رواية مروية عن الامام الصادق (عليه اسلام): «كان علي (عليه اسلام) يرى مع النبي (صلى الله عليه واله) قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت». والمراد من الضوء والصوت ضوء الوحي وصوته. وهذا لا يتنافى مع جلال النبوة وحرمتها، فالموحى اليه هو رسول الله (صلى الله عليه واله) فقط. ولكن لكون علي (عليه اسلام) الوصي والوزير والخليفة من بعده (صلى الله عليه واله) فانه كان يرى ويسمع. ولا شك ان الامر مقيّد بزمان سبق زمن الرسالة. وهذا يؤكد ان النبي (صلى الله عليه واله) كان يمر بمرحلة اعداد وتهيئة للنبوة.
5- لم يكن للذين حاربوا علياً (عليه اسلام) بعد ظهور الرسالة من ميزة القرب من اجواء الوحي وعطر النبوة. فقد كان ابو سفيان ومعاوية وعمر يعيشون اجواء الوثنية في بيوتهم. هنا لابد من التوقف قليلاً لبحث وجهٍ من وجوه الاجواء الوثنية في مكة في الوقت الذي كان علي (عليه اسلام) يعيش في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) اجواء الطهر والوحي والارتباط بالسماء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|