المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الدلالات العلمية للنصوص على تربية النبي للوصي  
  
2796   03:05 مساءً   التاريخ: 14-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 174-176.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

يُستنتج مما ذكر من النصوص ان طفولة علي (عليه اسلام) كانت ارضاً بكراً لرسول الله (صلى الله عليه واله) يغرس فيها ما يشاء من علم ومعرفة وحكمة ودين. ويمكن استلهام ذلك من النقاط التالية:

1-كانت مبادرة رسول الله (صلى الله عليه واله) بسئوال عمه العباس للتخفيف عن ابي طالب، ثم اختياره لضم علي (عليه اسلام) الى جنبه قضية متميزة. فتلك القضية لم تكن مجردة عن مضامينها الرسالية والدينية. خصوصاً اذا ما لوحظ اعجازية ولادة علي (عليه اسلام) في الكعبة المشرفة، والبركة والخير للذين رافقا تلك الولادة، واهتمام رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك. فلو كانت القضية مجرد اختيار عابر لاختار (صلى الله عليه واله) جعفراً مثلاً. ولكن قضية الاختيار كانت قضية محكمة ليكون علي (عليه اسلام) الى جنب رسول الله (صلى الله عليه واله) يصنع الاحداث الجسيمة اللاحقة ويشارك في توجيهها. ويؤيده كلامه (عليه اسلام): «... وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه واله) بالقرابة القريبة والمنـزلة الخصيصة...». ولا تأتي المنـزلة الخصيصة الا بميزة يمتاز بها المُنـزَل عندالمُنـزِل.

2- اذا ضممنا مناصرة ابي طالب لرسول الله (صلى الله عليه واله) بعد النبوة ورعايته قبلها، لاستنجبنا بان تركه قرار الاختيار لرسول الله (صلى الله عليه واله) كان قراراً حكيماً، خصوصاً ان ابا طالب كان يلحظ الاهتمام الذي كان يوليه رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه اسلام) وهو لما يزل حدثاً صبياً. ولا شك ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان مصمِّماً على اختيار وزيره وناصره. فكان سؤاله (صلى الله عليه واله) ابا طالب سؤال تأدب فضلاً عن كونه سؤال اقتضاء.

3- مع ان المؤرخين لم يذكروا على وجه التحديد السنة التي ضُمّ فيها علي (عليه اسلام) الى بيت النبي (صلى الله عليه واله)، لكن المقطوع به ان ذلك كان بعد زواجه (صلى الله عليه واله) بخديجة (رضوان الله عليها). والمفترض ان علياً (عليه اسلام) كان صبياً عمره ست سنوات، لان المشهور انه اسلم (عليه اسلام) وهو في السنة الثالثة عشرة من عمره. فيكون بقاؤه مع النبي (صلى الله عليه واله) قبل اسلامه سبع سنوات كما سنبحث ذلك في الفصل القادم باذنه تعالى.

4- ان من آثار التربية النبوية لعلي (عليه اسلام) في تلك السن المبكرة هي انها رسّخت الخصال النبوية فيه (عليه اسلام)، فشبّ معها ذلك الصبي المتميز على منهج رسالي مرسوم. ولا شك ان اشتمال النبي (صلى الله عليه واله) على سجايا النبوة وشمائلها كان امراً عظيماً تقف امامه العقول منبهرة والعواطف جياشة والعيون خاشعة. فهو صاحب الجلال والكمال والجمال النبوي. فلا ريب ان نرى علياً (عليه اسلام) يتعلم من رسول الله (صلى الله عليه واله) كمال الادب وعظمة الخُلق وعفة اللسان وسماحة النفس والشجاعة والأيد. كما اشار الى ذلك بقوله: «... ولقد كنت اتبعه اتّباع الفصيل اثر أمّه، يرفع لي في كل يوم علماً من اخلاقه...».

بل انه (عليه اسلام) شهد علامات النبوة التي اعترت رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد نزول الوحي. وهو الذي قال: «كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل، الا قال له: السلام عليك يا رسول الله...». وهو منسجم مع اعجازات الرسالة السماوية، والقدرة الالهية على فعل الاشياء الخارقة للعادة. مع اننا نعلم بان الشجر والجبل من الاشياء الصماء التي لا تعقل ولا تنطق، ولكن ينطقها الذي يُنطق كل شيء.

والى ذلك اُشير في حاشية «سيرة ابن هشام» قول السهيلي: «وهذا التسليم _ أي قول الاشياء الصماء السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه واله) _ الاظهر فيه ان يكون حقيقة، وأن يكون الله انطقه انطاقاً، كما خلق الحنين في الجذع. ولكن ليس من شرط الكلام _ الذي هو صوت وحرف _ الحياة والعلم والارادة. لانه صوت كسائر الاصوات، والصوت عرض في قول الاكثرين...».

وفي رواية مروية عن الامام الصادق (عليه اسلام): «كان علي (عليه اسلام) يرى مع النبي (صلى الله عليه واله) قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت». والمراد من الضوء والصوت ضوء الوحي وصوته. وهذا لا يتنافى مع جلال النبوة وحرمتها، فالموحى اليه هو رسول الله (صلى الله عليه واله) فقط. ولكن لكون علي (عليه اسلام) الوصي والوزير والخليفة من بعده (صلى الله عليه واله) فانه كان يرى ويسمع. ولا شك ان الامر مقيّد بزمان سبق زمن الرسالة. وهذا يؤكد ان النبي (صلى الله عليه واله) كان يمر بمرحلة اعداد وتهيئة للنبوة.

5- لم يكن للذين حاربوا علياً (عليه اسلام) بعد ظهور الرسالة من ميزة القرب من اجواء الوحي وعطر النبوة. فقد كان ابو سفيان ومعاوية وعمر يعيشون اجواء الوثنية في بيوتهم. هنا لابد من التوقف قليلاً لبحث وجهٍ من وجوه الاجواء الوثنية في مكة في الوقت الذي كان علي (عليه اسلام) يعيش في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) اجواء الطهر والوحي والارتباط بالسماء.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.