المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Types of Vaccines in Current Use
24-12-2020
هورمونات القناة الهضمية Gastrointestinal tract hormones
2023-11-26
حبشي بن محمد بن شعيب الشيباني
24-06-2015
التلوث الصناعيIndustrial Pollution
13-12-2020
التربية المتكررة Poly Breeding
3-9-2019
إعداد بذور البن
2024-03-11


أبو طالب (رضوان الله عليه)  
  
2872   03:31 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 147
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

كان ابو طالب بن عبد المطلب «منيعاً عزيزاً في قريش» انتهت اليه الزعامة المطلقة في مكة. ولم تكن زعامته مجرد سلطة قبلية، بل كان له شرف سقاية الحجيج الوافدة على مكة. و«كانت قريش تطعم [ ايضاً ولكن ] اذا أطعم ابو طالب لم يطعم يومئذٍ احد غيره». وفي ذلك دلالة على شرفه ومنـزلته الاجتماعية والدينية الابراهيمية.

واهم المحطات في حياة ابي طالب اثنتان. الاولى: ضمّه رسول الله (صلى الله عليه واله) اليه. والثانية: ايمانه بالاسلام عند ظهور الدعوة. فقد قام ابو طالب بضمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) اليه عند وفاة جدّه عبد المطلب. وله (صلى الله عليه واله) من العمر ثمان سنوات. وكان حبّه حبّاً شديداً ، ويخصّه بالطعام ويهتم بكل ما يتعلّق بشؤونه الخاصة والعامة. ولا شك ان اهتمام ابي طالب برسول الله (صلى الله عليه واله) بعد الرسالة يدلّ على ايمانه بمحمّد (صلى الله عليه واله) وبرسالته السماوية الجديدة ويؤيد ذلك رواية مروية عن الامام الصادق (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: «ان اصحاب الكهف اسروا الايمان وأظهروا الكفر، فآتاهم الله اجرهم مرتين. وان ابا طالب أسرّ الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله اجره مرتين». وللمقارنة بين اصحاب الكهف وابي طالب وجه مشرق يتلخّص بمشاطرتهما ظروف الظلم القاسية التي كان يمرّان بها، وبقوة ايمانهما المستور عن عيون الاعداء. ولا ريب ان مناصرة ابي طالب ومؤازرته لرسول الله (صلى الله عليه واله) تعكس قوة الايمان القلبي برسالة الدين السماوية، في وقت كان ابو طالب يعاني اشدّ المعاناة من تسفيه قريش وحطهم لمنـزلته، وهو صاحب المنـزلة الاجتماعية الرفيعة. وعلى أي تقدير، فالمشهور شهرة عظيمة ان ابا طالب لم يغادر هذه الدنيا حتى قال: لا اله الا الله ، محمد رسول الله. توفي ابو طالب وهو يومئذٍ ابن بضع وثمانين سنة في النصف من شوال في السنة العاشرة من ظهور الاسلام. وكان عمر علي (عليه السلام) يوم وفاة والده (رضوان الله عليه) عشرين عاماً.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.