أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-02-2015
2548
التاريخ: 13-02-2015
1374
التاريخ: 15-02-2015
1469
التاريخ: 13-11-2014
1579
|
عندما تتكوّن اُسس الشخصيّة وقواعدها في نفسيّة الطفل ـ بالوراثة ـ
يأتي دور المعلّم ، الذي يمثّل المدرسة التربويّة الثانية بعد مدرسة الأبوين وعامل
الوراثة. فعلى يدي المعلّم الصالح والمربّي الطيّب تنمو السجايا والصفات الحسنة ،
وتتكامل التربية لدى الطفل ولهذا يكون دور التعليم ـ في مصير الطفل ـ دوراً
حسّاساً بالغ الخطورة جداً.
ففي هذه الفترة ـ بالذات ـ تتّخذ الشخصيّة
شكلها الكامل تقريباً ، ومن هنا حرص الدين الإسلاميّ على أن يكون جوّ التعليم
جوّاً سليماً طاهراً وصالحاً للغاية ، وذلك لأنّ قلب الطفل أسرع قبولاً لما يلقى
فيه ، فهو يتقبّل كلّ شيء من معلّمه ، إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ ولذلك قال
الإمام عليّ لولده الحسن (عليهما السلام) : « وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما اُلقي
فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك » (2)
وقال الإمام الصادق (عليه السلام)
لأبي جعفر الأحول حينما بعثه للتبليغ والتعليم : « عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ الخير » (3)
إنّ هذه الفترة من أخطر الفترات وأكثرها
حسّاسية في حياة الطفل ولذلك قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن
يسبقكم إليهم المرجئة
» (4)
ولقد كان للتربية الصالحة والتعليم السليم
آثاراً جليلة في التاريخ البشريّ فهاهو عمر بن عبد العزيز سليل الشجرة الملعونة
على لسان النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) تتغيّر طباعه وتتحوّل سجاياه إذ
يتولاّه معلّم صالح بتربية صالحة فينشأ على خلاف ما نشأ عليه آباؤه وأسلافه ويفعل
عكس ما يفعلوه.
قال عمر بن عبد العزيز : ( كنت غلاماً أقرأ القرآن على
بعض ولد عتبة بن مسعود فمرّ بي يوماً وأنا ألعب مع الصبيان ونحن نلعن عليّاً ،
فكره ذلك ودخل المسجد ، فتركت الصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وزدي ، فلمّا رآني قام
فصلّى وآطال في الصلاة شبه المعرض عنّي حتّى أحسست منه ذلك فلمّا انفتل من صلاته
كلح في وجهي.
فقلت له : ما بال الشيخ ؟.
فقال لي : يا بنيّ أنت اللاعن عليّاً منذ اليوم ؟!
قلت : نعم.
قال : فمتى علمت أنّ الله سخط على أهل بدر بعد
أن رضي عنهم ؟
فقلت : يا أبت ، وهل كان ( عليّ ) من أهل بدر ؟
فقال : ويحك ! وهل كانت بدر كلّها إلاّ له ؟
فقلت : لا أعود.
فقال : الله إنّك لا تعود.
قلت : نعم.
فلم ألعنه بعدها.
ثمّ كنت أحضر تحت منبر المدينة وأبي يخطب
يوم الجمعة ، وهو حينئذ أمير ، فكنت أسمع أبي يمرّ في خطبته تهدر شقاشقه حتّى يأتي
إلى لعن عليّ (عليه السلام) فيجمجم ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به ،
فكنت أعجب من ذلك.
فقلت له يوماً : يا أبت أنت أفصح الناس وأخطبهم
فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك حتّى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييّاً ؟
فقال : يا بنيّ أنّ من ترى تحت منبرنا من
أهل الشام وغيرهم لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتّبعنا منهم أحد.
فوقرت كلمته في صدري مع ما كان قاله لي معلّمي أيام صغري فأعطيت الله عهداً لئن
كان لي في هذا الأمر نصيب لاُغيرنّه ... فلمّا منّ الله عليّ بالخلافة أسقطت ذلك ،
وجعلت مكانه { إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } وكتبت إلى الافاق فصار سنّة (5)
__________________________
(1) سوف يوافيك أنّ الحكومة الإسلاميّة يجب
أن تقوم بمسؤوليّة التعليم والتثقيف الصحيح السليم.
(2) مستدرك الوسائل 3 : 71.
(3 و4) الكافي 6 : 93 ، 47
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 : 58 المتوفّى (655)
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|