المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تثبيت التربة Soil Stabilization
2023-03-12
الاحتياجات البيئية للمفلوف (الكرنب)
10-5-2021
نبذة عن انفصام الشخصية (داء الفصام) Schizophrenia
2024-05-01
من القطن Aphis gossypii Glover
17-10-2016
مجالات استخدام الصوت في الصحف الإلكترونية على الإنترنت
20-2-2022
Real Number
18-10-2020


تناول القرآن النبي ابراهيم بنوع من التناقض وتبعا للمصلحة التي كان يقدرها نبي الاسلام  
  
453   08:50 صباحاً   التاريخ: 17-1-2019الإ
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 243 و 246- 248
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / القرآن الكريم /

[نص الشبهة] : يقول ( فنسنك ) : ( كان سبرنجر ـ Leben: Sprenger und Lehredes Mohammad، ج3، ص276 وما بعدها ـ أوّل من لاحظ أنّ شخصيّة إبراهيم كما في القرآن مرّت بأطوار قبل أنْ تصبح في نهاية الأمر مؤسِّسَةً للكعبة ، وجاء سنوك هجروينيه (20 وما بعدها ) بعد ذلك بزمن فتوسّع في بسط هذه الدعوى ، فقال : إنّ إبراهيم في أَقدم ما نزل من الوحي ( الذاريات ـ آية 24 وما بعدها ، الحجَر ـ آية 5 وما بعدها ، الصافّات ـ آية 81 وما بعدها ، الأنبياء ـ آية 52 وما بعدها، العنكبوت ـ آية 15 وما بعدها ) وهو رسولٌ من الله أنذر قومه كما تُنذر الرسُل ، ولم تُذكر لإسماعيل صِلةٌ به ، وإلى جانب هذا يُشار إلى أنّ الله لم يرسل من قبل إلى العرب نذيراً ( السجدة ـ آية 2 ، سبأ ـ آية 43، يس ـ آية 5 ) ، ولم يُذكر قط أنّ إبراهيم هو واضع البيت ، ولا أنّه أوّل المسلمين ، أمّا السوَر المدنية فالأمر فيها على غير ذلك ، فإبراهيم يُدعى حنيفاً مسلماً ، وهو واضع ملّة إبراهيم ، رفع مع إسماعيل قواعد بيتها المحرّم ـ الكعبة ـ ( البقرة ـ آية 118 وما بعدها ، آل عمران ـ آية 60، 84... الخ ) ولمّا أخذت مكّة تشغل جلّ تفكير الرسول ، أصبح إبراهيم أيضاً المشيّد لبيت هذهِ المدينة المقدّس) (1) .

[جواب الشبهة] : إنّ الدسّ والتشويه الذي يوحي بشبهةٍ أنّ في القرآن تناقضاً وفي بعض آياته تردّداً فيه مغالطةً فاضحة من جهةٍ وجهلٍ أو تجاهل بطبيعة القرآن الكريم من جهةٍ أُخرى ، وتوضيح ذلك بما يأتي :

1 ـ إن التطوّر المدّعى أو بتعبيرٍ أدق التدرّج الذي نجده في القرآن الكريم ، سواء في آيات الإرشاد العقلي للجانب العقائدي أم آيات الأحكام الخاصّة بالتشريع الإسلامي ، أم آيات الأخلاق والتربية لإعداد الفرد المؤمن والأُمّة المؤمنة ، إنّما هو أمرٌ طبيعي اقتضته طبيعة الحكمة في الطرح الرسالي الهادف إلى توفير وإعداد عوامل الدعوة والبناء للإنسان والمجتمع ، وليس كتاباً أكاديميّاً مدرسيّاً يصنّف موضوعاته بفصولٍ وأبواب تستوعب موضوعاتها مرّة واحدة ، وحتّى الكتب المدرسيّة تخضع لمنهج التدرّج في طرح الحقائق والمعلومات ، فتبدأ بالأوليّات والإجماليّات وتترقّى إلى الرتب الأعلى في العمق والتفصيل العلمي ، فهذه الشبهة المدّعاة مغالطةٌ فاضحة مردودة على أصحابها من رجال الاستشراق ، ومَنْ سار على نهجهم ورأيهم المتهافت .

2 ـ إنّ القرآن الكريم نزل نجوماً فهو إضافة لكونه كتاب تربية وإعداد للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) والأمّة المؤمنة كما ذكرنا أعلاه ، هو أيضاً كتاب حركة وإرشاد وإحكام لقيادة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لدعوة الناس للإسلام ، فجاءت آياته بشكلٍ يرتبط بالزمان والمكان طبقاً للظروف والأحوال والمستجدّات ، التي تفرزها طبيعة حركة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في دعوته سَواء في الموضوع أم المنهج أم الأسلوب .

لهذا نجد أنّ لكلّ آية من آيات القرآن الكريم شأناً وسبباً للنزول له مدخليّة أساسيّة في تحديد ما تتضمّنه الآية ، من طبيعةٍ للموضوع ومنهجيّةٍ لعرضه وأُسلوبٍ لبيانه ، كما أنّ له دوراً أساسيّا في تأويل معاني الآيات ومداليلها ، فأصحاب الشبهة من المستشرقين وأربّائهم يتجاهلون هذه الحقيقة أو يجهلونها على أقلّ تقدير لو أحسنّا الظن بهم .

وهكذا نميّز بين المركوز لديهم عن الكتاب الأكاديمي المدرسي ، وبين القرآن الكريم باعتباره كتاب تربية ودعوة وحركة ارتبط بالزمان والمكان ، لدعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحركته في المجتمع آنذاك .

3 ـ وعلى ضوء الحقيقتين الآنفتين ، فمن الطبيعي أنْ تجد قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) والأُمم السالفة خاضعة لتلكما الحقيقتين ، فالأطوار التي أشار لها المستشرق ( سبرنجر ) وأمثاله في عرض ما يتعلّق بالنبيّ إبراهيم ( عليه السلام ) والنبيّ إسماعيل ( عليه السلام ) ومكّة المكرّمة مرتبط بتلكما الحقيقتين ، حيث يجمل تارة ويفصّل أُخرى ، ويعرض الحقائق مِن زاوية معينة مرّةً وبتفاصيلٍ جديدة مرّةً أُخرى ، وهكذا حسب مناسبات الموضوع وارتباطه بدعوة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وحركته التغييريّة في الأُمّة آنذاك .

فلا غرابة ولا تردّد ولا تناقض في آيات القرآن الكريم ، بل الغرابة كلّها فيما يخرصون .

ــــــــــــــــــــــ

(1) دائرة المعارف الإسلاميّة 1 : 27 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.