أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1611
التاريخ: 23-10-2017
1733
التاريخ: 1-08-2015
1588
التاريخ: 1-07-2015
1882
|
إن المسلمين اوغلوا في البحث عن الروح منذ القرن الأول الهجري وتنامت هذه المسألة بحهنا وجدلاً في القرن الثاني الهجري.
والإنسان الذي تبرز فيه بعض الغرائز وتتحكم في سيره الفكري والثقافي ، سوف تشغله كثيراً عن أصول المسائل ومهام الأمور ليرتمي في المسائل والذي أغمض عنها الشارع المقدس ـ كالروح ـ وسكت عن أجزائها ، وإنما جعل الروح من أمر الله فحسب.
والإنسان حريص على ما منع ، فيجب أن يخوض غمار كل مجهول ويسلك كل واد قفر ويتجشم الصعاب في بغيته وهذا التطلع هو شيء غريزي ، وتنفلت هذه الغريزة عن حدودها المعقولة إذا صادفت التعنت في طريقها المرسوم ، كالاقتحام في لجج الغوامض والبحث عما لا طائل من ورائه.
فقد تطلع الإنسان منذ أقدم العصور ليعرف روح آدم (عليه السلام) التي انحدر هو منها وكذا روح المسيح عيسى بن مريم التي شابهتها في الإبداع والكينونة.
وقد غفل الإنسان أن هذه وأمثالها من الأمور الغيبية التي استأثرها الله سبحانه بعلمه الذي لم يطلع عليه أحد. ومع ذلك فقد نوه القرآن الكريم إلى معنى الروح ولو إجمالاً فقد تعرض إلى روح آدم وروح عيسى عليهم السلام ...
ففي معرض خلق آدم وسجود الملائكة ـ بإمر من الله تعالى قال عز وجل {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29] .
وفي خلق عيسى (عليه السلام) قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171] ، وقوله تعالى : {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} [التحريم: 12] أما بالنسبة إلى خلق الإنسان قال تعالى : { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} [السجدة: 7 - 9].
فما هي الروح...؟ ويسئلونك عن الروح ...
لقد أجاب سبحانه تعالى بجملة واحدة {قُلِ ـ يا محمد (صلى الله عليه واله) ـ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].
إذن الروح ليست قديمة كما يزعم الفلاسفة القدماء والنصارى والمجوس بل هي حادثة مخلوقة ، لكن هل هي كسائر الموارد المخلوقة التي لها وزن وتشغل حيزاً من المكان؟! وهل تتصف بأشياء يدركها الحس الخارجي كاللون والطعم والشكل والأبعاد ... لقد عرف العلم الحديث أكثر من ست وثلاثين نوعاً من أحوال المادة وقد غاب عنه أضعاف ما عرفه ولا زالت البحوث العلمية تكشف مواصفات جديدة أخرى وأحوال لم تكن معروفة من قبل ...
الروح قد تطلق على إحدى المعاني الآتية :
أولا : قد تطلق ويراد بها الحياة والتي هي قوام لكل كائن حي له إحساس وحركة إرادية.
ثانياً : قد تطلق فيراد بها الوحي وقوله تعالى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52] أي القرآن الكريم فسمى الوحي أو القرآن روحاً.
ثالثاً : قد تطلق فيراد بها النفس الناطقة التي هي محل لجميع الكمالات والعلوم ، والمدبرة لشؤون البدن وإصلاحه هذا على حد زعم الحكماء.
رابعاً : قد تطلق فيراد بها جبريل قوله تعالى : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء: 193، 194] الروح قد تكون مع الملائكة قوله تعالى : {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: 38] وقد تكون مع الأنبياء قوله تعالى : {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُو} [النحل: 2] وقد تكون مع المؤمنين قوله تعالى : {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ } [المجادلة: 22] وقد تكون مع الإنسان كالنفخ فيه قوله تعالى : {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: 29] وقد تكون الروح بمعنى الحياة مع سائر الكائنات الحية.
أما حقيقة الروح فهي بين أهل الكلام والحكماء والمفسرين مختلفة ذات أقوال متعددة ، فمنهم قال أنها جسم هوائي متردد في مخارق البدن.
وقسم ثان قائل بأنها جسم هوائي في هيئة البدن حال فيه إذا ما خرجت منه صدق عليه الموت ، وقسم ثالث قائل بأنها بخار لطيف دخاني.
وقسم رابع قائل بأنها شيء عرض في البدن وإلى غير ذلك الأوقال.
فمهما يكن من اختلاف أو تعدد الأقوال في حقيقة الروح فإن قوله تعالى : {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] جواب لما تقدم من سؤال اليهود للنبي (صلى الله عليه واله) أو سؤال بعض قريش له (صلى الله عليه واله) وهذا الجواب في نفسه خطاب لهم بترك التقصي والإحجام عن التوغل في فهم حقيقة الروح ، لأنها أمر غيبي ومن السر المكنون المخزون عند الله سبحانه ، استأثره بعلمه فلم يطلع على هذا العلم أحد.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|