المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ظهور النيران من علامات الظهور
3-08-2015
Field Axioms
20-2-2022
قريش تغيّر مسير تجارتها
17-5-2017
The discovery of Indo-European
2024-01-10
كواكب خارج المجموعة الشمسية
28-1-2023
حرمة لبس القباء للمحرم.
27-4-2016


نشوء الغلو وأسبابه  
  
1044   01:05 مساءً   التاريخ: 5-1-2019
المؤلف : الدكتور عبد الرسول الغفار
الكتاب أو المصدر : شبهة الغلو عند الشيعة
الجزء والصفحة : 36- 84
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الغلو /

المجتمع الذي انتشر فيه الإسلام خلال القرن الأول الهجري هو المجتمع العربي في الجزيرة العربية وما والها من الأراضي المجاورة كالبصرة والكوفة واليمن والبحرين ثم مصر والشام ، ثم سائر البلدان بعد ذلك ، ولا يخفى أن تلك المجتمعات قبيل مجيء الإسلام كانت تعيش حالة من الاضطراب والغزو والنهب والفتك والفساد ، فالنازعات الشخصية والعصبية القبلية والأطماع المادية والمجون واللهو واللعب والسلب كل ذلك كان هو السائد في بلاد العرب وكانت قريش تتوسط هذه القبائل وهي الوحيدة احتفظت بميزات لم تكن لغيرها لما لها من شرف وسؤدد وسيادة.

ولما أصبح الإسلام قوياً واتسعت رقعته ، وأنذر الرسول بالرحيل إلى الرفيق الأعلى ، جعل النبي (صلى الله عليه واله) الأمير والخليفة من بعده الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فوكل إليه قيادة المسلمين لأنه وصيه وخليفته من بعده يؤدي عنه دينه وينجز له مواعيده (1).

إلا أن هذا الجعل من قبل النبي (صلى الله عليه واله) لوصيّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تطب له نفوس بعض الصحابة ، إذ لم يرق لهم أن يروا علياً خليفة عليهم فما كانوا يتحملوا النبوة والخلافة في بني هاشم ...

لهذا طمع بالخلافة بعيد وفاة الرسول وقبل تجهيزه كل من المهاجرين والأنصار وعلى رأسهم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب ومن الأنصار سعد بن عبادة. فصدر منهم ما صدر وحدث الذي حدث في سقيفة بني ساعدة وحرفت وصية الرسول (صلى الله عليه واله) وغصبوا الخلافة ـ والتي هي حق شرعي سماوي ـ من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليتقمصها الخليفة الأول ثم ليدلي بها إلى الثاني وهكذا شورى مفتعلة في ستة لينقله بها الثالث ...

في غضون ربع قرن على وفاة الرسول شهد العالم الإسلامي آنذاك صراع سياسي حاد بين كبار الصحابة ومن ثم بين كبار التابعين ليكون ثمرة هذا الصراع يشكل اللّبنة الأولى للأفكار والعقائد التي برزت في خلافة أمي المؤمنين علي بن أبي طالب لتشكيل فيما بعد أبرز المذاهب والأحزاب السياسية آنذاك.

فالغلو في أية فكرة إنما ينشأ في الوسط الفكري المضطرب والمشوب بالدين أي في الوسط الذي يكون فيه صراع سياسي ديني وهذا ما حدث يوم وفاة الرسول (صلى الله عليه واله): يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك رباً؟ فقال (صلى الله عليه واله): معاذ الله أن نعبد غير الله وأن نأمر بغير عبادة الله فما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني.

والذي سألاه أبو رافع القرظي والسيد النجراني.

فنشوء مثل هذا الغلو إنما يكون في المركز الدينية والسياسية أي مركز الخلافة الإسلامية وحواليها.

والدواعي البارزة إنما هي ظاهرة متلبسة باسم الدين ، والحقيقة إنما هي دواعي خفية ذات مصالح سياسية ، كما اتضح ذلك من قول أبي رافع القرظي والسيد النجراني وعمر بن الخطاب. وكل ذاك إنما كان في المدينة عاصمة الخلافة الإسلامية.

ولما انتقلت الخلافة إلى العراق وأصبحت الكوفة المركز الرسمي لخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، انتقل الصراع السياسي إلى هذا البلد وأصبح مركزاً مهماً لنشوء الأحزاب والمذاهب السياسية ومراكزاً للصراع الفكري والعقائدي والمذهبي ، ثم الأحداث السياسية الخطيرة التي واجهها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت لها دور كبير لنشوء أفكار وعقائد برزت منها معتقدات غالى أصحابها وشكلت منعطفاً خطيراً في تاريخ المسلمين.

فمن تلك الأحداث المهمة الحروب التي خاضها أمير المؤمنين (عليه السلام) ضد طلحة والزبير ، ومعاوية ، والخوارج ، فكانت الحروب الثلاثة المهمة ؛ حرب الجمل في البصرة ، وحرب صفين ، والنهروان هي الحروب التي خلقت معتقدات كثيرة منشؤها ذاك الاختلاف السياسي والصراع بين كبار الصحابة والتابعين ، والذي كان يدور خلافهم أولاً حول الخلافة والإمامة ثم تطور ليشمل تقديم الفاضل على المفضول أو بالعكس ، والخلاف في الحسن والقبح العقليين وهكذا الخلاف بين القيم والحادث وأمور أخرى مردها سياسي بحت.

إذن الكوفة والبصرة أصبحتا من المراكز المهمة في العالم الإسلامي إذ فيهما نشأت أهم الأحزاب السياسية والمذاهب الفكرية ، فالكوفة كانت علوية الهوى والبصرة كانت عثمانية المذهب.

ففي البصرة نشأت فكرة الاعتزال ، ونضجت فيها أفكار في الدين والسياسة والتي بعضها إلى الغلو أقرب.

وأما الكوفة ، فلم يستتب لها قرار بعد مقتل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وإنما أصبحت مركزاً عملياً كبيراً يجمع مختلف الطوائف والعقائد ، إلا أن أبرزها هو الفكر الأصيل المتمثل بخط أهل البيت فاحتفظت بولائها للأئمة (عليه السلام) إلى جانب الإشعاع المذهبي الديني الذي كان يغذيه الإئمة المعصومين .

قد يتصور الباحث أن بإنتهاء الدولة الإسلامية الشرعية من الكوفة ستقوم مقامها دولة لقيطة في الشام يحكمها معاوية بن أبي سفيان ، ثم مصالحة الإمام الحسن عليه اسلام لمعاوية ، سوف تنتقل الاضطرابات السياسة والأحزاب من العراق ـ وبالخصوص الكوفة ـ إلى الشام .. إلا أن هذا التصور غير صحيح ، بل بقيت الكوفة والبصرة مركزاً لتلك المناوشات الفكرية والسياسية والصراع الدموي الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً ...

ونوعز السبب الأول إلى الدولة الأموية نفسها ، ورغبة الحكام الأمويين كمعاوية ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ... إلى خلق أحاديث وافتعال أخبار ، والوضوع على الرسول وتقويل الصحابة لصالحهم السياسي ولتثبيت شرعية حكومتهم ودولتهم ، لهذا برز أبو هريرة من الصحابة كأول وضاع عرفه التاريخ الإسلامي.

ثم كثر الوضع في أحاديث الرسول وكثر الوضاعون عليه نصرة للحزب الأموي وعلى رأسهم عمرو بن العاص وأبو بردة عامر بن أبي موسى الأشعري ، والزهري محمد بن شهاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وعروة بن الزبير ، وحريز بن عثمان ، وسيف بن عمر ، وعوانه بن الحكم الكوفي ، وغيرهم ...

وأهم شيء الذي حدث في خضم هذه الأجواء السياسية المتناحرة بسبب الأمويين ، هو ظهور حركة جديدة وليدة الفساد والتسيب السياسي ألا وهي حركة الزندقة في الكوفة ، ثم انتشرت في البصرة ، وبعدها في بغداد ، ثم اتسع نطاقها لتشمل بلاد فارس والصين وتركستان ...

وهذا هو الذي كان يطمح إليه حكام الدولة الأموية لنشر الفساد في أوساط المسلمين والفاحشة ، ليكون سبباً من أسباب التخدير الجمعي وعزل المجتمع عن السياسة والسلطة ، وتحكم الأمويين على الناس ، وقد حدث ...

وأول رجل بث فكرة الزندقة هو كعب الأحبار المعاصر لكبار الصحابة في صدر الإسلام كالخليفة أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بي عفان ، وقد دخل كعب الأحبار والإسلام وأخذ يبث الأقاصيص والحكايات عن أسلافة اليهود والنصاري ، ولم يجد الخليفة الأول والثاني بد من رواج مثل تلك الأخبار والقصص المرتبطة بالأمم السالفة وهذا شأنه شأن تميم بن أوس الداري النصراني الذي سنحت له الفرصة أن يبث بين المسلمين أخبار اليهود والنصارى والحكايات والإسرائيليات كيفما شاء وذلك لما خصص له عمر بن الخطاب ساعة كل أسبوع يتحدث بها قبل صلاة الجمعة بمسجد الرسول. ولما جاء عثمان بن عفان سمح لتميم أكثر من قبل في التحدث فجعلها ساعتين ليومين في الأسبوع.

أما كعب الأحبار فكان دوره خطيراً لأن كبار الصحابة كعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان كانوا يسألونه عن مبدأ الخلق وقضايا المعاد وتفسير القرآن ، وما إلى ذلك من العقائد والمفاهيم الإسلامية ، وهكذا أخذ كعب الأحبار مجموعة من الصحابة مثل عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأبي هريرة ، وأنس بن مالك ، وعبدالله بن الزبير ...

وأكثر من ذلك ، فإن معاوية استعمل النصارى وقرب الكثير منهم ، فهذا الشاعر النصراني الأخطل ، استعمله معاوية لهجاء الأنصار وأهل البيت ، قال الجاحظ في البيان والتبيين في سبب تقرب الأخطل النصراني إلى معاوية :

إن معاوية أراد أن يهجو الأنصار لأن أكثرهم كانوا أصحاب علي بن أبي طالب ولا يرون رأي معاوية في الخلافة ، فطلب ابنه يزيد من كعب بن جعيل أن يهجوهم فأبى ذلك وقال : ولكني أدلل على غلام نصراني ، كان لسانه لسان ثور لا يبالي أن يهجوهم فدلهم على الأخطل (2).

كيفما كان ، فإن الزندقة صادفت لها رواجاً عند بغض النفوس الطائشة وأهل الشذوذ وقد انتشرت في الكوفة والبصرة وشجع عليها بعض حكام الدولة الأموية كالوليد الثاني الأموي 125 ـ 126 هـ ومروان بن محمد ، تلميذ الجعد بن درهم لذا سمي مروان بن محمد الجعدي ت 132.

وروج للزندقة بعض الشعراء والأدباء كعبد الله بن المقفع 106 ـ 142 هـ ومطيع بن أياس الذي مات في خلافة الرشيد ، وبشار بن برد ، ويحيى بن زياد الحارثي ، وحماد عجرد وحماد الراوية وحماد بن الزبرقان النحوي وكان أغلب هؤلاء الشعراء والأدباء في الكوفة.

ذكر ابن قتيبة في طبقات الشعراء نصاً قال فيه :

كان في الكوفة ثلاثة يقال لهم الحمادون : حماد عجرد وحماد الراوية ، وحماد بن الزبرقان النحوي وكانوا يتعاشرون وكانوا كلهم يرمون بالزندقة (3).

أما من المتكلمين فانتشرت الزندقة بترويج عبد الكريم بن أبي العوجاء ، الذي أثار التشكيك في كل المعتقدات الإسلامية وبين الأحداث من المسلمين حتى أنه كان يستهزئ بالحج والطواف ورمي الجمار ، وكان يسخر من الصلاة وهكذا حتى وصل به الأمر أن يعلن كفره بالنبي وبالله وأمام الناس وفي مسجد الرسول صلى الله عليه واله .

قال محمد بن سنان ، حدثني المفضل بن عمر قال : كنت ذات يوم بعد العصر جالساً في الروضة بين القبر والمنبر ، وأنا مفكر فيما خص الله تعالى به سيدنا محمد (صلى الله عليه واله) من الشرف والفضائل ، وما منحه وأعطاه وشرفه وحباه مما لا يعرفه الجمهور من الأمة وما جهلوه من فضله وعظيم منزلته ، وخطير مرتبته فإني كذلك إذ أقبل ابن أبي العوجاء فجلس بحيث اسمع كلامه فلما استقر به المجلس إذ رجل من أصحابه قد جاء فجلس إليه ، فتكلم ابن أبي العوجاء فقال : لقد بلغ صاحب هذا القبر العز بكماله ، وجاز الشرف بجميع خصاله. ونال الحظوة في كل أحواله ، فقال له صاحبه : إنه كان فيلسوفاً ادّعى المرتبة العظمى والمنزلة الكبرى ، وأتى على ذلك بمعجزات بهرت العقول ، وضلت فيها الأحلام ، وغاصت الألباب على طلب علمها في بحار الفكر ، فرجعت خاسئات هي حسّر ، فلما استجاب لدعوته العقلاء والفصحاء والخطباء ، ودخل الناس في دينه أفواجاً ، فقرن اسمه باسم ناموسه فصار يهتف به على رؤوس الصوامع ، في جميع البلدان والمواضع التي انتهت إليها دعوته ، وعلتها كلمته ، وظهرت فيها حجته براً وبحراً ، سهلاً وجبلاً في كل يوم وليلة خمس مرات مردداً في الأذان والإقامة ، ليتجدد في كل ساعة ذكره ، ولئلا يخمل أمره.

فقال ابن أبي العوجاء : دع ذكر محمد (صلى الله عليه واله) فقد تحير فيه عقلي ، وضل في أمره فكري.

حدثنا في ذكر الأصل الذي نمشي له ...

ثم ذكر ابتداء الأشياء ، وزعم أن ذلك بإهمال لا صنعة فيه ولا تقدير ولا صانع ولا ندبر بل الأشياء تتكوم من ذاتها بلا مدبر ، وعلى هذا كانت الدنيا لم نزل ولا نزال (4) وللإمام الصادق (عليه السلام) عدة محاورات ومناظرات حاسمة أفحم بها ابن أبي العوجاء ، وهكذا للمفضل بن عمر محاورات معه ولهذا السبب أملى الإمام الصادق عليه اسلام كتاب التوحيد على المفضل في أربعة مجالس في أربعة أيام (5).

أما ابن أبي العوجاء أخذ يتنقل في الأمصار والبلدان يبث فكرة الإلحاد بين الناس حتى قبل في سنة 155 هـ على يد والي الكوفة محمد بن سليمان زمن أبي جعفر المنصور العباسي ، قال الطبرسي فيه :

ذكر أن محمد بن سليمان أتى في عمله على الكوفة بعبد الكريم بن أبي العوجاء وكان خال معن بن زائدة فأمر بحسبه ، قال أبو زيد فحدثني قثم ابن جعفر والحسين بن أيوب وغيرها ان سفهاءه كثروا في مدينة السلام ثم الحوا على أبي جعفر فلم يتكلم فيه إلا ظنين فامر بالكتاب إلى محمد بالكف عنه إلى أن يأبيه رأيه فكلم ابن أبي العوجاء أبا الجبار وكان منقطعاً إلى أبي جعفر ومحمد ثم إلى أبنائهما بعدهما فقال له : إن أخرني الأمير ثلاثة أيام فله مائة ألف ولك أنت كذا وكذا ، فاعلم أبو الجبار محمداً فقال أذكرتنيه والله قد كنت نسيته ، فإذا انصرفت من الجمعة فاذكرنيه ، فلما انصرف اذكره فدعا به وأمر بضرب عنقه ، فلما أيقن أنه مقتول قال : أما والله لئن قتلتموني لقد وضعت أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل فيها الحرام ، والله لقد فطرتكم في يوم صومكم وصومتكم في يوم فطركم فضربت عنقه (6) ...

وفي لسان الميزان قال :

إنه كان في البصرة ، وصار في آخر أمره ثنوياً ، وكان يفسد الأحاداث ، فتهدده عمرو بن عبيد ، فلحق بالكوفة فدل عليه محمد بن سليمان والي الكوفة فقتله وصلبه (7).

أجواء كهذه تنتشر فيها الزندقة والأفكار الدخيلة ، ويبرز فيها التناحر العقائدي والصراع السياسي والمخاصمات المذهبية وتعدد الاحزاب إنها أجواء مناسبة لظهور الغلو فيها ، فإن بيئة الكوفة والبصرة كانتا ملائمة جداً لنشوء كل فكرة لها مساس بالحياة السياسية آنذاك.

وقد عرفنا بأن الغلو هو ظاهرة من ظواهر الفساد العقائدي والانحطاط الفكري الذي ينشأ في الوسط السياسي المضطرب وفي الأجواء التي تسودها النزاعات الدينية ، كما أنه نشأ في المراكز الحساسة من نقاط الدولة الإسلامية وبالذات في الكوفة والبصرة وبغداد اما الأمكان البعيدة عن مركز الخلافة والدولة فإن التأثير فيها أقل ، لبعدها عن الاضطرابات السياسية والنزاعات ...

وهذا يدّلل أن سبب نشوء الغلو في العقائد والأفكار الدينية إنما هو سبب سياسي بالدرجة الأولى.

ومن الأسباب الأخرى لنشوء الغلو :

ثانياً : الإنحراف في العقائد الدينية المتبناة في بدء الأمر.

ثالثاً : الأطماع الشخصية والنزوات الفردية.

رابعاً : الإنحراف الجنسي ، وهو من الأسباب المهمة لانتشار الغلو وذلك أن الكثير من المغالين كانوا مصابين إما بداء قوم لوط أو أنهم يبيحون نكاح المحارم أو أنهم يشتهون الغلمان وكل ذلك متولد من الشذوذ الجنسي والعقد النفسية.

قال أبو عمر الكشي : وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري ، وذلك أنه ادعى أنه نبي رسول ، وأن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) أرسله ، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن (عليه السلام) ويقول فيه بالربوبية ، ويقول بإباحة المحارم ، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم ، ويقول إنه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات ، وأن الله لم يحرم شيئاً من ذلك.

وكان محمد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده ، وذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيناً ، وغلام له على ظهره ، وأنه عاتبه على ذلك فقال : إن هذا من اللذات وهو من التواضع لله وترك التجبر ، وافتراق الناس فيه بعده فرقاً (8).

وفي الإغاني قال : وكان مطيع ـ ابن أياس ـ يرمى بمرض قوم لوط ، فدخل عليه قومه فلاموه على فعله ، وقالوا له : أنت في أدبك وشرفك وسؤددك ترمى بهذه الفاحشة القذرة ، فلو أقتصرت عنها.

فقال : حرّموه أنتم ، ثم دعوا إن كنتم صادقين. فانصرفوا عنه وقالوا : قبح الله فعلك وعذرك وما استقبلتنا به (9).

وأخبار هؤلاء الغلاة والزنادقة كثيرة في ولوعهم بالغلمان وانتشار داء قوم لوط بينهم.

خامساً : الأمن من سطوة الحكام والانفلاة في الانضباط ، وهذا السبب دفع بالغلاة أن يتحدثوا في كل مكان من غير أن يردعهم رادع أو يحدّثهم خوف من سلطان أو قائد أو والي ، بل إن حكام الدولتين الأموية والعباسية كانت ترغب في انتشار هذه الأمور والخرافات والترهات بين الناس وتغص الطرف عنها ، وهذه سياسة كل حكومة لا ترى من وجودها أو كيانها المبرر الشرعي ، فلا بد إذن من السكوت عن هذه وأمثالها وترك الناس في صراعاتهم حتى يصفو لهم الجو ويخلو من منافس.

سادساً : الهروب من العبادات والركون إلى اللهو والدعة والتمرد على الخالق ، في أمالي الطوسي بإسناده عن فضيل بن يسار قال : قال الصادق (عليه السلام) احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم فإن الغلاة شر خلق الله ، يصفرون عظمة الله ويدعون الربوبية لعباد الله ، والله إن الغلاة لشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، ثم قال (عليه السلام) إلينا يرجع الغالي فلا نقبله ، وبنا يلحق المقصر فنقبله ، فقيل له : كيف ذلك يا ابن رسول الله. قال :

الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة الله أبداً ، وإن المقصر إذا عرف عمل وأطاع (10).

سابعاً : ومن أسباب الغلو هي المصالح المادية وابتزاز الناس أموالهم والأكل بالباطل وهذا ما فعله الحلاج ، الحسين بن منصور الذي ادّعى الربوبية وقال بالتناسخ وأصحابه قالوا إن اللاهوت حل فيه ...

في عام 299 هـ ادّعى للناس إنه إله وإنه يقول بحلول اللاهوت في الأشرف من الناس ، وانتشر له في الحاشية ذكر عظيم ، ووقع بينه وبين الشبيلي وغيره من مشايخ الصوفية ، فبعث به المقتدر إلى عيسى ليناظره ، فأحضر مجلسه وخاطبه خطاباً فيه غلظة ، فحكى أنه تقدم إليه وقال له فيما بينه وبينه : قف من حيث انتهيت ولا تزد شيئاً وإلا خسفت الأرض من تحتك ، وكلاماً في هذا المعنى ، فتهيب عيسى مناظرته واستعفى منها ، فنقل في سنة 309 هـ إلى حامد بن العباس الوزير ، فحدث غلام لحامد كان موكلاً بالحلاج قال : دخلت عليه يوماً ومعي الطبق الذي عادتي أن اقدمه إليه كل يوم فوجدته قد ملأ البيت نفسه وهو من سقفه إلى أرضه وجوانبه ليس فيه موضع ، فهالني ما رأيت وبقي مدة محموماً ، فكذبه حامد وشتمه وقال : ابعد عني، وكان دخوله إلى بغداد مشهراً على جمل وحبس في بغداد مشهراً على جمل وحبس في دار المقتدر ، وأفتى العلماء بإباحة دمه.

وكان الحلاج قد أنفذ أحد أصحابه إلى بلد من بلدان الجبل ووافقه على حيلة يعملها ، فخرج الرجل فأقام عندهم سنتين يظهر النسك والعبادة وقراءة القرآن والصوم ، فغلب على البلد حتى إذا تمكن أظهر أنه عمي فكان يقاد إلى مسجده ويتعامى في كل أحد شهوراً ، ثم أظهر أنه زمن فكان يحبو ويحمل إلى المسجد حتى مضت سنة وتقرر في النفوس عماه وزمانته فقال لهم بعد ذلك : رأيت النبي (صلى الله عليه واله) في النوم يقول أنه يطرق هذا البلد عبد صالح مجاب الدعوة تكون عافيتك على يده ودعائه ، فاطلبوا لي كل من يجتاز من الفقراء أو من الصوفية لعل الله تعالى يفرج عني ، فتعلقت النفوس لورود العبد الصالح ومضى الأجل الذي بينه وبين الحلاج فقدم البلد ولبس الثياب الصوف الرقاق وتفرد في الجامع فقال الأعمى : احملوني إليه ، فلما حصل عنده وعلم أنه الحلاج قال له : يا عبد الله رأيت في النوم كذا وكذا فادع الله تعالى لي ، فقال : ومن أنا وما تحكي. ثم ععى له ومسح يده عليه فقام مبصراً صحيحاً ، فانقلب البلد وكثر الناس على الحلاج ، فتركهم وخرج من البلد وأقام المتعامي المبرأ مما فيه شهوراً ثم قال لهم : إن من حق الله عندي ورده جوارحي عليّ أن أنفرد أكثر من هذا ، وأن يكون مقامي في الغزو ، وقد عملت على الخروج إلى طرطوس ، فمن كانت له حاجة يحملها ، فأخرج هذا ألف درهم وقال أغز بهذه عني ، وأخرج هذا مائة دينار وقال : أخرج بها غزاة من هناك ، وأعطاه كل أحد شيئاً فاجتمع له ألوف دنانير ودراهم ، فلحق بالحلاج وقاسمه عليها (11).

ومن لأمثال الحلاج وابن أبي العزاقر العشرات بل المئات الذين أظهروا الزهو ولبسوا ثياب الصوفية وخدعوا الناس يشتى ألوان الخداع والمكر والشعوذة ليديروا منها معاشهم ويصلحوا شأنهم المادي.

لقد صدرت من الحلاج عدة مقولات تؤكد على كفره ، ومنها قوله : ( أنا الحق ) وقوله : ( ما في الجنة إلا الله ).

ومن الشعر قوله المشهور :

ألـقاه في الـيم مـكـتوفـاً وقال لـه

                   إيّـاك إيّـاك أن تـبـتل بـالـماء (12) .

ومما ينسب إليه :

أرسـلت تـسأل عني كيف كـنت وما

                   لاقـيت بـعدك من هـم ومـن حـزن

لاكـمت إن كنت أدري كيف كنت ولا

                   لا كـنت إن كنت أدري كيف لم أكن (13) .

وقد انخدع بالحلاج جماعة من الناس حيث كان يوجه إليهم الكتب والمرسلات ويدعوهم إلى نفسه ويوهمهم أنه الباب والوكيل م قبل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) ولما أراد الله أن يفضحه ويكشفه للناس ، أنه كتب إلى أبي سهل بن إسماعيل بن علي النوبختي يقول له في مراسلة إياه :

إني وكيل صاحب الزمان عليه اسلام وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوى نفسك ، ولا ترتاب بهذا الأمر.

فأرسل إليه أبو سهل يقول له :

إني أسألك امراً يسيراً يخف مثل عليك ، وفي جنب ما ظهر على يديك ، من الدلائل والبراهين ، هو أني رجل أحب الجواري وأصبوا إليهن ، ولي منهن عدة اتحظاهن والشيب يبعدني عنهن ، وأحتاج أن اخضبه في كل جمعة وأتحمل منه مشقة شديدة لا سترغبهن ذلك ، وإلا انكشف أمري عندهن ، فصار القرب بعداً ، والوصال هجراً وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته ، تجعل لحيتي سوداء ، فإني طوع يديك ، وصائر إليك ، وقائل بقولك ، وداع إلى مذهبك مع مالي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة.

فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه ، علم أنه أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه.

ثامناً : من أسباب الغلو هو التسلط على الرقاب وطلب الرياسة والزعامة.

فهؤلاء الذين ادعوا الألوهية أو النبوة ، إنما تخيلوها ملكاً ومنزلة ينالها الإنسان بمجاهداته ودعائه ، فما كانوا يتعقلوا الربوبية والعبودية لله وحده لا شريك له خالق الكائنات باريء النسمة ، الواحد الأحد الفرد الصمد ...

كما أن النبوة ليست من صنع انسان عاجز ولا منصب يناله المرء من حيث يشتهي أو يتمنى بل إنها منصب إلهي يختار الله لرسالته من يشاء حيث عبء كبير يختار الله تعالى له من يصلح من البشر ...

لكن هؤلاء الذين في قلوبه مرض ويعتريهم الهوس والخبل ذهبوا إلى أطماعهم وسوّلت لهم أنفسهم لأن يدعوا النبوة لهم.

الكشي بإسناده عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) قال فسلمت وجلست ، فقال لي : كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ، ومعه سبعون رجلاً كلّهم إليه ينالهم منهم شيء رحمتهم فقلت لهم : ألا أخبركم بفضائل المسلم ، فلا أحسب أصغرهم إلا قال : بلى جعلت فداك.

قلت : من فضائل المسلم أن يقال : فلان قارئ كتاب الله عز وجل ، وفلان ذو حظ من ورع ، وفلان يجتهد في عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم ، ما لكم وللرياسات. إنما المسلمون رأس واحد ، إياكم والرجال فإن الرجال للرجال مهلكة.

فإني سمعت أبي يقول : إن شيطاناً يقال له المذهب يأتي في كل صورة : إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي ، ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه فبلغني أنهم قتلوا معه فأبعدهم الله وأسحقهم إنه لا يهلك على اله إلى هالك (14).

______________

(1) الأحاديث في ذلك كثيرة جداً بلفت حد الشهرة والتواتر منها ما كان في غدير خم ، ومنها حديث الثقلين ، ومنها حديث المنزلة ...

(2) البيان والتبيين 1 | 86.

(3) طبقات الشعراء 663.

(4) توحيد المفضل 41.

(5) المصدر السابق 30.

(6) تاريخ الطبري 6 | 299.

(7) لسان الميزان 4 | 52.

(8) رجال الكشي 6 | 804.

(9) الأغاني 12 | 78.

(10) أمالي الطوسي 54.

(11) وفيات الأعيان 2 | 143.

(12) ديوان الحلاج 122.

(33) ديوان الحلاج 118.

(14) الكشي 4 | 582.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.