المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Chemical Exchange
12-1-2022
متطرفات Extremophiles
17-4-2018
معنى كلمة كهن‌
14-12-2015
معنى كلمة كتب‌
14-12-2015
عمود الانتشار diffusion column
13-8-2018
الحشرات المحورة وراثياً Transgenic Insects
11-8-2020


عَقَبات القَبر  
  
1949   11:30 صباحاً   التاريخ: 19-12-2018
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
الجزء والصفحة : 126- 158
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /

أحدُ منازِلُ الآخرة المهولة القَبر ، فانّه في كل يوم يقول : أنا بيت الغربة ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود (1).

ولهذا المنزل عقبات صعبة جداً ، ومنازل ضيقة ومهولة ، ونحن نشير هنا الى عدّة عقبات منها : 

العَقَبَةُ الأُولى في القبر

وحشةُ القبر :

* في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) :

( وإذا حمل الميت الى قبره فلا يفاجأ به القبر لأنّ للقبر أهوالاً عظيمة. ويتعوذ حامله الله مِن هول المطلع. ويضعه قرب شفير القبر. ويصبر عليه هنيئة ثمّ يقدّمه قليلاً ويصبر عليه هنيئة ليأخذ اهبته ، ثمّ يقدمه الى شفير القبر ) (2).

وقال المجلسي الأول في شرح هذا الحديث :

( ولو انّ الروح قد فارقت البدن ، وانّ الروح الحيوانية قد ماتت ، أما النفس الناطقة فحية. وانّ تعلقها بالبدن يزول على نحو الكلية. وانّ الخوف مِن ضغطة القبر وسؤال منكر ونكير ورومان « فتان القبور » ، والخوف من عذاب البرزخ موجود ليكن عبرة للآخرين ليفكروا انّ ذلك واقع بهم في المستقبل.

وفي حديث حسن (3) عن يونس قال : حديث سمعته عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) ما ذكرته وأنا في بيت إلاّ ضاق عليّ. يقول : اذا أتيت بالميت الى شفير قبره فامهله ساعة ، فانّه يأخذ أهبته للسؤال (4).

وروي عن البراء بن عازب ـ أحد الصحابة المعروفين قال :

بينما نحن مع رسول الله (صلى الله عليه واله) اذا بَصَرَ بجماعة فقال : علامَ اجتمع عليه هؤلاء؟

قيل : على قبر يحفرونه.

قال : ففزع رسول الله (صلى الله عليه واله) ، فبدر بين يدي أصحابه مسرعاً حتّى انتهى الى القبر فجثا عليه.

قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع. فبكى حتّى بلَّ الثَّرى من دموعه ، ثمّ اقبل علينا ، قال : أي اخواني لمثل اليوم اعدوا (5).

* ونقل الشيخ البهائي عن بعض الحكماء انّه رُئيَ في ساعة موته يتحسر ويتأسف.

فقيل له : ما هذا الذي يرى منك؟

فقال : ما يُظَنُّ بِمَن يسافر سفراً بعيداً بدون زاد ولا مؤونة ، ويسكن في قبر موحش بلا مؤنس ، ويرد على حاكم عادل بدون حجّة؟!

* وروى القطب الراوندي أنّ عيسى نادى امه مريم : بعد ما دفنت فقال : يا امّاه هل تريدين أن ترجعي الى الدنيا؟

قالت : نعم لأُصلي لله في ليلة شديدة البرد واصوم يوماً شديد الحر ، يا بني فانّ الطريق مخوف (6).

* وروي : انَّ فاطمة (عليها السلام) لمّا احتضرت أوصت علياً (عليه السلام) فقالت : « اذا أنا مت فتول أنت غسلي وجهزّني ، وصلّ عليَّ وانزلني قبري والحدني ، وسوّ التراب عليّ ، واجلس عند رأسي قبالة وجهي ، فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء فانّها ساعة يحتاج الميت فيها الى أُنس الأحياء » (7).

* وروى السيّد ابن طاووس ; عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) انّه قال :  « لا يأتي على الميت ساعة أشدّ من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة ، فان لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين يقرا فيهما فاتحة الكتاب مرّة وآية الكرسي مرّة ، وقل هو الله احد مرّتين ، وفي الثانية فاتحة الكتاب مرّة والهاكم التكاثر عشر مرّات وسلم ويقول :

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وابعث ثوابها الى قبر ذلك الميت فلان بن فلان ، فيبعث الله مِن ساعته الف ملك الى قبره مع كل ملك ثوب وحلة ويوسع في قبره من الضيق الى يوم ينفخ في الصور ويعطى المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات ويرفع له أربعون درجة » (8).

صلاة اُخرى :

يصلى لرفع وحشة الليلة الاُولى في القبر ركعتين ، يقرا في الركعة الاولى الحمد وآية الكرسي ، ويقرا في الركعة الثانية الحمد وانّا انزلناه عشر مرّات ، فإذا سلم يقول :

« اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وابعث ثوابها الى قبر فلان » (9).

ويذكر اسم الميت عوضاً عن « فلان ».

حكاية :

نقل شيخنا ثقة الاسلام النوري ( نوّر الله مرقده ) في ( دار السلام ) عن شيخه معدن الفضائل والمعالي مولانا الحاجّ ملا فتح علي السلطان آبادي  ( عطر الله مضجعه ) قال :

كان من عادتي وطريقتي أن اصلي ركعتين لكل مَن سمعته مات في ولاء أهل البيت : في ليلة دفنه سواءاً عرفته أو جهلته. ولم يكن أحداً مطلعاً على ذلك ، الى أن لقاني يوماً في الطريق بعض الأصدقاء فقال :

انّي رأيت البارحة فلاناً في المنام ـ وقد توفي في هذه الايّام ـ فسألتُه عن حاله ، وما جرى عليه بعد الموت.

فقال : كُنتُ في شدة وبلاء وآل أمري الى العقاب عند الجزاء إلاّ أن الركعتين اللتين صلاهما فلان ـ وسمّاك ـ انقذتني من العذاب ، ودفعت عني مضاضة العقاب ، فرحم الله أباه لهذا الاحسان الذي وصل منه اليَّ .

ثمّ سألني عن تلك الصلاة فاخبرته بطريقتي المستمرّة ، وعادتي الجارية (10).

* ومنَ الأشياء النافعة أيضاً لوحشة القبر اتمام الركوع كما روي عن الامام محمّد الباقر (عليه السلام) انّه قال :

« مَن أتَمَّ ركوعه لم تدخله وحشة القبر » (11).

* وورد في الخبر أيضاً :

« مَن قال مائة مرّة ( لا إله إلاّ الله الملك الحقّ المبين ) اعاذه الله العزيز الجبار مِنَ الفقر وأنسَ وحشة قبره واستجلب الغنى واستقرع باب الجنّة » (12).

* وكذلك قراءة سورة يس قبل النوم (13).

وكذلك صلاة ليلة الرغائب ، وقد ذكرت هذه الصلاة مع بعض فضائلها في مفاتيح الجنان في أعمال شهر رجب (14).

* وروي :

« ومَن صام اثني عشر يوماً من شعبان زاره في قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك الى النفخ في الصور » (15).

* ومَن عاد مريضاً أوكل الله تعالى به ملكاً يعوده في قبره الى محشره (16).

* وروي عن أبي سعيد الخدري انه قال :

سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : يا علي! بشر وبشر فليس على شيعتك حسرة عند الموت ، ولا وحشة في القبور ، ولا حزن يوم النشور (17).

العَقَبَةُ الثانية في القبر

ضَغطَةُ القَبرِ :

 

هذه العقبة صعبة جداً وبتصورها تضيق على الانسان الدينا.

* قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « يا عِباد الله ما بَعدَ المَوتِ لمَن لا يُغفَر له أشدُّ مِنَ المَوتِ القبر فاحذروا ضيقَةُ وضَنكَهُ وظُلمَتَهُ وَغُربتَهُ ، إنَّ القَبرَ يقولُ كُلَّ يَومٍ أنا بَيتُ الغربة انا بيتُ الوَحشَةِ أنا بَيتُ الدّودِ ، وَالقَبرُ روضَةٌ من رياض الجنّة أو حُفرهٌ من حُفرِ النّار الى أن قالَ : وَإنَّ مَعيشَةَ الضَّنكِ الَّتي حَذَّرَ اللهُ مِنها عَدُوَّهُ عذابُ القبر ، إنَّه يُسلّطُ على الكافرِ في قَبِره تِسعةً وتسعين تنيناً فَينهشنَ لحَمهُ ويَكسِرنَ عظمهُ يَتردَّدنَ عليه كذلك الى يوم يبعث ؛ لَو انَّ تنيناً مِنها نَفَخَ في الأرض لَم تُنبِت زَرعاً.

* يا عباد الله إنَّ انفسَكُمُ الضَّعيفة وأجسادكُمُ الناعمة الرّقيقة التي يكفيها اليسيرُ تَضعُفُ عن هذا » (18).

* وروي بأنه كان أبو عبد الله (عليه السلام) اذا قام الليل يرفع صوته حتّى يسمع أهل الدار ويقول :

« اللّهمَّ أَعِنِّي على هَولِ المُطَّلَع وَوَسِع عَلَيَّ ضيق المضجَعِ وارزُقني خَيرَ ما قَبلَ الموتِ وارزُقني خَيرَ ما بَعدَ المَوتِ » (19).

* ومن أدعيته (عليه السلام) :

« اللّهمّ بارِك لِي في الموتِ ، اللّهُمّ أعِنِّي على سَكراتِ المَوتِ اللّهُمَّ أَعني على غمِّ القَبرِ ، اللّهُمَّ أَعِنِّي على ضيقِ القَبرِ اللَّهُمَّ أعِنِّي على وَحشَةِ القَبرِ اللّهُمَّ زَوِّجني مِن الحور العينِ » (20).

* واعلم أن العمدة في عذاب القبر تأتي من عدم الاحتراز من البول ، والاستخفاف به ، يعني استسهاله ، ومن النميمة ونقل الأقوال والأخبار والاستغابة وابتعاد الرجل عن أهله (21).

* ويستفاد من رواية سعد بن معاذ انّ من أسباب ضغطه القبر سوء خلق  الرجل مع أهله ، وغلظته مع عياله أيضاً (22).

* وورد في رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) :

« ليس مِن مؤمن إلاّ وله ضَمَّةٌ » (23).

* وفي رواية اُخرى :

« ضغطة القبر للمؤمن من كفّارة لما كان منه مِن تضييع النِعَم » (24).

* وروى الشيخ الصدوق ; عن الامام الصادق (عليه السلام) قال :

« اقعد رجل من الأخيار (25) في قبره ، قيل له : إنّا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله».

فقال : لا اطيقها.

فلم يزالوا به حتّى انتهوا الى جلدة واحدة.

فقالوا : ليس منها بد.

قال : فبما تجلدونيها؟

قالوا : نجلدك لأنّك صليت يوماً بغير وضوء ، ومررت على ضعيف فلم تنصره.

قال : فجلدوه جلدةً من عذاب الله عز وجلّ فامتلأ قبره ناراً » (26).

* وروي عنه (عليه السلام) :

« ايّما مؤمن سأله أخوه المؤمن حاجةً وهو يقدر على قضائها ولم يقضها له  سلط الله شجاعاً (27) في قبره ينهش أصابعه » (28).

* وفي رواية اُخرى :

« ينهش ابهامه في قبره الى يوم القيامة مغفوراً له أو معذَّباً » (29).

المُنجيات من ضَغطَةِ القَبرِ :

وأما الاُمور التي تنجي من ضغطة القبر وعذابه فكثيرة نكتفي هنا بذكر عدة منها :

* الأول : روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :

« مَن قرأ سورة النساء في كل جمعة أُومِنَ مِن ضغطة القبر » (30).

* الثاني : روي :

« مَن أَدمَنَ قراءة حم الزخوف آمنه الله في قبرهِ من هَوامِّ الأرض وضغطة القبر » (31).

* الثالث : روي :

« مَن قرأ سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة ... (32) وأعاذه الله اذا مات مِن ضمة القبر » (33).

* الرابع : روي عن الامام الصادق (عليه السلام) :

« مَن مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس الى زوال الشمس من يوم الجمعة اعاذه الله مِن ضغة القبر » (34).

* الخامس : روي عن الامام الرضا (عليه السلام) انّه قال :

« عليكم بصلاة الليل ، فما من عبد يقوم آخر الليل فيصلي ثمان ركعات ، وركعتي الشفع ، وركعة الوتر ، واستغفر الله في قنوته سبعين مرّةً إلاّ أجير مِن عذاب القبر ومِن عذاب النار ، ومُدَّ له في عمره ، ووسع عليه في معيشته » (35).

* السادس : روي عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) : « مَن قرا الهكم التكاثر عند النوم وقي مِن فتنة القبر » (36).

* السابع : قراءة دعاء : « اعددتُ لكل هول لا إله إلاّ الله ... الى اخره » عشر مرّأت.

وقد تقدم هذا الدعاء في عقبة سكرات الموت (37).

* الثامن : الدفن في النجف الأشرف ، فمن خواص هذه التربة الشريفة انّها تُسقط عذاب القبر وحساب منكر ونكير عَن مَن يدفن فيها (38).

* التاسع : من الاُمور النافعة لرفع عذاب القبر وضع جريدتين رطبتين مع الميت :

وروي : « انّه يتجافى عنه العذاب ما دامت رطبة » (39).

وروي أيضاً :

« مرّ رسول الله (صلى الله عليه واله) على قبر يُعَذَّب صاحبه ، فدعا بجريدة فشقها نصفين ، فجعل واحدةً عن رأسه ، والاُخرى عند رجليه ، وانّه قيل له : لم وضعتها؟

فقال (صلى الله عليه واله) : انّه يخفف عند العذاب ما كانتا خضراوين » (40).

ومن النافع أيضاً صبّ الماء على القبر لما ورد أن العذاب يرفع عن الميت ما دام القبر رطباً (41).

* العاشر : في أول يوم من رجب.

« تصلّي عشر ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة ، وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ... وقاك الله فتنة القبر وعذاب يوم القيامة » (42).

« ويصلي في الليلة الاُولى من رجب بعد صلاة المغرب عشرين ركعة بالحمد والتوحيد ، فانّها نافعة في رفع عذاب القبر » (43).

* الحادي عشر : أن تصوم أربعة أيّام من شهر رجب (44).

* وكذلك صوم اثني عشر يوم من شعبان (45).

* الثاني عشر : ومن الاُمور الموجبة للنجاة من عذاب القبر قراءة سورة الملك فوق قبر الميت كما روى ذلك القطب الراوندي عن ابن عباس قال :

« انّ رجلاً ضرب خباءه على قبر ولم يعلم انّه قبر ، فقرأ تبارك الذي بيده الملك ، فسمع صائحاً يقول : هي المنجية.

فذكر ذلك لرسول الله (صلى الله عليه واله) ، فقال : هي المنجية من عذاب القبر » (46).

* وروى الشيخ الكليني عن الامام محمّد الباقر (عليه السلام) انّه قال :

« سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر » (47).

* الثالث عشر : في دعوات الراوندي نقل عن الرسول (صلى الله عليه واله) انّه قال:

« ما من أحد يقول عند قبر ميت اذا دفن ثلاث مرّات :

(اللّهمَّ إنِّي أسألكَ بحق محمدٍ وآل محمدٍ أن لا تُعَذِبَ هذا المَيِتَ) الاّ دفع الله عنه العذاب الى يوم ينفخ في الصور » (48).

* الرابع عشر : روى الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) انّه قال : « مَن صَلّى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب واذا زلزلت الأرض زلزالها خمس عشرة مرّة آمنه الله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة » (49).

* الخامس عشر : ومن النافع فعله لرفع عذاب القبر صلاة ثلاثين ركعة في ليلة النصف مِن رجب يقرأ في كل ركعة الحمد مرّة والتوحيد عشرة مرّات (50).

* وكذلك في الليلة السادسة عشرة (51) والليلة السابعة عشرة (52) من رجب.

* وكذلك أن يصلي في الليلة الاُولى مِن شعبان مائة ركعة بالحمد والتوحيد ، وبعد أن يفرغ من الصلاة يقرأ التوحيد خمسين مرّةً (53).

* وكذلك يصلي في الليلة الرابعة والعشرين من شعبان ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرّة ، وإذا جاء نصر الله عشرة مرّات (54).

* وورد ليوم النصف من رجب صلاة خمسين ركعة بالحمد والتوحيد والفلق والناس ، فانّها نافعة لرفع عذاب القبر (55).

ومثلها صلاة مائة ركعة ليلة عاشوراء (56).

العقبة الثالثة في القبر

مساءَلة منكر ونكير :

* روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال :

« مَن أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، المساءَلة في القبر ، والشفاعة » (57).

* وروى انّه يجيئه الملكان بهيئة مهولة اصواتهما كالرعد القاصف ، وابصارهما كالبرق الخاطف ، فيسألانه : مَن ربّك؟ ومَن نبيّك ، وما دينك؟ ويسألانه أيضاً عن وليه وامامه.

وفي ذلك الحال يصعب على الميت أن يجيب وانّه يحتاج الى الاعانة على ذلك (58) فلا جرم أنهم قد ذكروا مقامين لتلقين الميت :

أولهما : عندما يضعونه في القبر.

والأفضل ان يمسك ويحرك المنكب الأيمن باليد اليمنى ، والمنكب الأيسر باليد اليسرى.

والمقام الآخر : بعد دفنه.

ومن السنّة أن يجلس وليّ الميت ـ يعني أقرب أقربائه ـ عن رأس الميت بعد انصراف الناس عن قبره ، ويلقنه بصوت رفيع. ويحسن أن يضع يديه على القبر ويقرب فمه من القبر (59).

ولا بأس أن يستنيب شخصاً آخر لذلك.

* وورد : ( فإذا قال ذلك قال منكر لنكير انصرف بنا عن هذا فقد لقن بها حجته ) (60).

* وفي كتاب ( مَن لا يحضره الفقيه ) :

( ولما مات ذر بن أبي ذر ; وقف أبو ذر على قبره ، فمسح القبر بيده ، ثمّ قال :

رحمك الله يا ذر ، واللهِ إن كُنتَ بي لبرّاً ، ولقد قُبِضتَ وانّي عنك لراضٍ ، والله ما بي فَقدكَ وما عَلَيَّ من غَضاضَةٍ ، ومالي الى أحَدٍ سِوى الله مِن حاجَةٍ ، ولولا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك. ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك. واللهِ ما بكيت لك ولكن بكيت عليك ، فليت شعري ما قلتَ؟ وما قيل لك؟

اللّهُمَّ انّي قد وَهبتُ له ما افترضت عليه مِن حقّي فهب له ما افترضت عليه مِن حقك فأنت أحقّ بالجود مني والكرم (61).

* وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) :

« اذا دخل المؤمن في قبره ، كانت الصلاة عن يمينه ، والزكاة عن يساره ، والبرّ  مظلّ عليه ، ويتنحى الصبر ناحية ، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته ، قال : الصبر للصلاة والزكاة والبرّد دونكم صاحبكم ، فإن عجزتم عنه فانا دونه » (62).

* وقال العلاّمة المجلسي :

* روي في المحاسن بسند صحيح عن احدهما عليهما السلام ـ يعني الامام الصادق أو الامام الباقر ـ قال :

« اذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور ، فيهنّ صورة أحسنهنّ وجهاً ، وأبهاهنّ هيئة ، وأطيبهنَّ ريحاً ، وأنظفهنّ صورة.

قال : فتقف صورة عن يمينه واُخرى عن يساره واُخرى بين يديه ، واُخرى خلفه ، واُخرى عند رجله.

وتقف التي هي أحسنهنّ فوق رأسه.

فإن اُوتي عن يمينه منعته التي عن يمينه ، ثمّ كذلك الى أن يؤتى من الجهات الست.

قال : فتقول أحسنهنّ صورة : ومن أنتم جزاكم الله عنّي خيراً؟

فتقول التي عمن يمين العبد : أنا الصلاة.

وتقول التي عن يساره : أنا الزكاة.

وتقول التي بين يديه : أنا الصيام.

وتقول التي خلفه : أنا الحجّ والعمرة.

وتقول التي عند رجليه : أنا برّ مَن وصلت من اخوانك.

ثمّ يقلن : مَن أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً وأطيبنا ريحاً ، وأبهاناً هيئة.

فتقول : أنا الولاية لآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين » (63).

* وروى الصدوق في فضل صيام شعبان :

« ومَن صام تسعة أيّام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه » (64).

* وورد عن الامام الباقر (عليه السلام) في احياء ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان وصلاة مائة ركعة فيها فضل كثير فمن جملته :

« ودفع عنه هول منكر ونكير وخرج من قبره ونوره يتلألأ لأهل الجمع » (65).

* وروي عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) في الخضاب أربعة عشر خصلة ، وعدّ منها :

« ويستحي منه منكر ونكير » (66).

* وقد علمت فيما مضى انّ من خواص تربة النجف الطاهرة انّها تسقط حساب منكر ونكير عمّن يدفن فيها.

ولأجل تأييد ذلك نقول :

حكاية :

نقل العلامة المجلسي ; في التحفة (67) عن ارشاد القلوب ، وفرحة الغري : انَّ رجلاً صالحاً مِن أهل الكوفة قال : كنت في جامع الكوفة ، وكانت ليلة ممطرةً ، فدق باب مسلم جماعة ، ففتح لهم.

وذكر بعضهم انّ معهم جنازة ، فأدخلوها ، وجعلوها على الصفّة التي تجاه باب مسلم بن عقيل رضي الله عنه .

ثمّ انّ احدهم نعس فنام فرأى في منامه قائلاً يقول للآخر :

ما نبصره حتّى نبصر هل لنا معه حساب أم لا؟

فكشف عن وجه الميت ، وقال لصاحبه : بل لنا معه حساب ، ويبغي أن نأخذه منه عجلاً قبل أن يتعدى الرصافة فما يبقى لنا معه طريق.

فانتبه وحكى لهم المنام.

قال : فأخذوا ومضوا به الحال الى المشهد الشريف (68).

قلت : ولله درّ مَن قال :

اذا متُّ فادفني الى جنبٍ حيدرٍ

                   أبي شبر اكرم به وشبير

فلست أخاف النار عند جواره

                   ولا أتقي مِن منكر ونكير

فعارٌ على حامي الحمى وهو في الحمى

                   ذا ضاع في المرعى عقال بعير (69) .

حكاية :

نقل عن الاستاذ الأكبر المحقّق البهباني ; انّه قال :

رأيت في الطيف أبا عبدالله الحسين (عليه السلام) ، فقلت له : يا سيدي ومولاي هل يسئل أحد يدفن في جواركم؟

فقال : أي ملك له جرءة لئن يسأله (70).

* يقول المؤلّف : يقال في أمثال العرب ( احمى من مجير الجراد ) وقصته هي : انَّ رجلاً من أهل البادية من قبيلة طي اسمه مدلج بن سويد ، انّه خلا ذات يومٍ في خيمته ، فإذا هو بقومٍ من طي ومعهم أوعيتهم. فقال : ما خطبكُم؟

قالوا جراد وقع بفنائك فجئنا لنأخذه.

فركب فرسه ، وأخذ رمحه ، وقال : والله لا يتعرض له أحدٌ منكم إلاّ قتلته ، أيكون الجراد في جواري ثمّ تريدون أخذه.

ولم يزل يحرسه حتّى حميت الشمس ، فطار ، فقال : شأنكم الآن به فقد تحول عن جواري (71).

حكاية :

نقل عن كتاب الحبل المتين (72) انّ المير معين الدين أشرف ، من صلحاء خدام الروضة الرضوية قال : رأيت في المنام في دار الحفاظ ـ أي في بيت الحرس ـ انّي خرجت من الروضة لتجديد الوضوء ، فلمّا أتيت عند صفّة مير على شير ، رأيت جماعة كثيرة دخلوا في الصحن المقدّس يقدمهم شخص نوراني صبيح الوجه ، عظيم الشأن ، وبيد جماعة من خلفه المعاول. فلمّا توسطوا الصحن قال لهم :

انبشوا هذا القبر ، واخرجوا هذه الخبيث. وأشار الى قبر خاص.

فلما شرعوا في النبش سألت أحد الأشخاص : مَن هذا الأمير؟

فقال : أمير المؤمنين (عليه السلام) .

فبينما نحن كذلك اذ خرج الامام الثامن (عليه السلام) من الروضة ، وأتى إليه (عليه السلام) ، فسلّم عليه ، فردّ عليه.

فقال : يا جداه اسألك أن تعفو عنه ، وتهبني تقصيره.

فقال (عليه السلام) : تعلم انّ هذا الفاسق الفاجر كان يشرب الخمر.

فقال : نعم لكنه أوصى عند وفاته أن يدفن في جواري ، فنرجو منك العفو عنه.

فقال : وهبتك جرائمه.

ثمّ مضى (عليه السلام) .

فانتبهت خائفاً ، وايقظت بعض الخدام ، وأتيت معه الى الموضع المذكور ، فرأيت قبراً جديداً قد طرح منه بعض ترابه. فسألت عن صاحبه ، فقال : لرجل من الأتراك دفن فيه بالأمس (73).

يقول الفقير :

نُقِل في حكاية تشرّف الحاج علي البغدادي بلقاء إمام العصر أرواحنا فداه وسؤاله منه (عليه السلام) انّه قال :

قلت له : سيدنا! هل أنه صحيح ما يقال مَن زار الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة فهو أمان له؟

قال نعم والله. ودمعت عيناه وبكى.

قلت : سيدنا! مسألة.

قال : اسأل.

قلت : زرنا الامام الرضا (عليه السلام) سنة 1269 والتقينا في (درود) (74) بأحد الاعراب الشروقيين من سكان البادية التي بالجانب الشرقي من النجف الأشرف ، فاضفناه ، وسألناه : كيف هي ولاية الرضا (عليه السلام) ؟

فقال : هي الجنّة ، فانا الآن لي خمسة عشر يوماً آكل من مال مولاي الامام الرضا (عليه السلام) ، فكيف يجرَأُ منكر ونكير أن يدنيا مني في القبر ، فانّ دمي ولحمي قد نبت من طعامه (عليه السلام) في مضيفه.

فهل هذا صحيح ، انّ علي بن موسى الرضا يأتي ويخلصه من منكر ونكير؟

قال : نعم والله انّ جدي هو الضامن (75).

__________________

(1) روى الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 242 بالإسناد عن أبي عبدالله الصادق 7 قال : « انّ للقبر كلاماً في كل يوم يقول : أنا بيت الغربة ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود ، أنا القبر ، أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ».

وروى أيضاً في ج 3 ، ص 241 ، بالإسناد عنه عليه السلام قال : « ما من موضع قبر إلاّ وهو ينطق كل يوم ثلاث مرّات : أنا بيت التراب ، أنا بيت البلاء ، أنا بيت الدود.

قال : فاذا دخله عبدٌ مؤمنٌ قال : مرحباً وأهلاً ، أما والله لقد كنت أحبّك وأنت تمشي على ظهري ، فكيف اذا دخلت بطني ، فسترى ذلك.

قال : فيفسح له مدّ البصر ، ويفتح له باب يرى مقعدة من الجنّة.

قال : ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئاً قط أحسن منه فيقول : يا عبدالله ما رأيت شيئاً قط أحسن منك.

فيقول : أنا رأيك الحسن الذي كنت عليه ، وعملك الصالح الذي كنت تعمله.

قال : ثمّ تؤخذ روحه ، فتوضع في الجنّة حيث رأى منزله ، ثمّ يقال له : نَم قرير العين ، فلا يزال نفحة من باب الجنّة تصيب جسده يجد لذتها وطيبها حتّى يبعث.

قال : وإذا دخل الكافر ، قال : لا مرحباً بك ، ولا أهلاً ، اما والله لقد كنت ابغضك وأنت تمشي على ظهري ، فكيف اذا دخلت بطني سترى ذلك.

قال : فتضمَّ عليه ، فتجعله رميماً ، ويعاد كما كان ، ويفتح له باب الى النار فيرى مقعدة من النار ... الحديث ».

(2) مَن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق : ج 1 ، ص 170.

(3) أي ان سند الحديث حسن.

(4) لم نجده في الشرح العربي المطبوع باسم ( روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ) ولعله في الشرح الفارسي فان المجلسي الأول شرحان على الفقيه.

وأما الرواية فموجودة في الشرح العربي ونقلناها منه : روضة المتقين : ج 1 ، ص 450.

وقد رواها الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 191 ، كتاب الجنائز ـ باب ( في وضع الجنازة دون القبر ) ـ ح 2.

(5) مسند أحمد بن حنبل : ج 4 ، ص 294 وروى الشهيد في : مسكن الفؤاد ، ص 107 ، الطبعة الحجرية عن البراء بن عازب باختلاف يسير ، ونقله الشيخ النوري في المستدرك : ج 2 ، ص 465 ، باب 74 ، ح 2476 ، الطبعة الحديثة.

ومما يناسب المقام ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً عن البراء بن عازب انّه قال :

(خرجنا مع النبي (صلى الله عليه واله) في جنازة رجل من الانصار ، فانتهينا الى القبر ولمّا يلحد ، فجلس رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وجلسنا حوله ، وكأنّ على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه ، فقال :

استعيذوا بالله من عذاب القبر. (مرّتين ، أو ثلاثاً) ثمّ قال :

إنّ العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا ، واقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنّة ، وحنوط من حنوط الجنّة ؛ حتّى يجلسوا منه مدّ البصر ، ثمّ يجيء ملك الموت (عليه السلام) حتّى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ، ورضوان.

قال : فتخرج تسيل ، كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها. فإذا أخذها يدعوها في يده طرفة عين حتّى يأخذوها فيجعلونها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض.

قال : فيصعدون بها ، فلا يمرون ـ يعني بها ـ على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا : ما هذا الروح الطيب؟

فيقولون : فلان ، بن فلان ؛ بأحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا.

حتّى ينتهوا بها الى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ؛ فيفتح لهم ، فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتّى ينتهى به الى السماء السابعة ، فيقول الله عزّوجلّ اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، واعيدوه الى الأرض ، فانّي منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اُخرى.

قال : فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : مَن ربك؟ فيقول ربّي الله.

فيقولان له : ما دينك؟ فيقول : ديني الاسلام.

فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟

فيقول : هو رسول الله (صلى الله عليه واله).

فيقولان له : وما علمك؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت.

فياندي مناد من السماء : إن صدق عبدي فافرشوه من الجنّة والبسوه من الجنّة وافتحوا له باباً الى الجنّة. قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ... الحديث) مسند أحمد : ج 4 ، ص 287.

(6) رواها النوري في مستدرك الوسائل : ج 1 ، ص 591 ، الطبعة الحجرية ، كتاب الصيام ، أبواب الصوم المندوب ، باب 2 ، ح 6 ، عن لب اللباب للراوندي.

(7) راجع البحار : ج 82 ، ص 27 ، ح 13 ، عن مصباح الأنوار ، ونقله عنه الشيخ النوري ; في المستدرك : ج 2 ، ص 339 ، باب 32 ، ح 2133. ونقله أيضاً في المستدرك : ج 2 ، ح 477 ، باب 79 ، ح 2509. وتجده في مصباح الأنوار : ص 257.

(8) فلاح السائل للسيّد ابن طاووس : ص 86 ـ 87.

(9) في المصباح للشيخ الكفعمي : ص 411 الطبعة الحجرية. قال : « وصلاة هدية الميت ليلة الدفن ركعتان ، في الاُولى الحمد ، وآية الكرسي ، وفي الثانية الحمد والقدر عشراً ، فإذا سلّم قال : اللّهمّ صلي على محمّد وآل محمّد ، وابعث ثوابها الى فلان ».

وذكرها الشيخ الكفعمي في : البلد الأمين : ص 164 ، ونقلها عنه الحر العاملي في الوسائل : ج 5 ، ص 285 ، كتاب الصلاة : أبواب بقية الصلوات المندوبة باب 44 ، ح 2.

ونقلها المجلسي في البحار : ج 91 ، ص 219 ، ح 5.

(10) دار السلام : ج 2 ، ص 315.

(11) الدعوات للقطب الراوندي : ص 276 الطبعة الحديثة ، قال : « وعن سعيد بن جناح قال:

كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال مبتدءاً ... الخبر) ونقله عنه المجلسي رحمه الله في البحار: ج 6 ، ص 244 ، 71 ، وفي ج 82 ، ص 64 ، ح 8 ، ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 55 (باب من أتم ركوعه) ، ح 1. ونقله عن البحار : ج 85 ، ص 107 ، ح 15.

(12) ثواب الأعمال : الشيخ الصدوق : ص 22 ( ثواب من قال لا إله إلاّ الله الملك الحقّ المبين مائة مرّة ) ح 1.

وذكره القطب الراوندي في الدعوات : ص 217.

ونقله في البحار : ج 86 ، ص 161 ح 40 ، عن (البلد الأمين) وفي ج 87 ـ ص 8 ، ح 13 ، وفي ج 93 ، ص 207 ، ح 7.

كما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي : ص 285.

(13) روى الصدوق ; في ثواب الأعمال : ص 138 عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: « انَّ لكل شيء قلباً وانّ قلب القرآن يس ، مَن قرأها قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي. ومَن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من شر كل شيطان رجيم ، ومن كل آفة. وإن مات في يومه ادخله الله به الجنّة ، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلهم يستغفرون له ، ويشيعونه الى قبره بالاستغفار له. فاذا دخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله ، وثواب عبادتهم له ، وفسح له في قبره مدّ بصره ، وأُومن من ضغطة القبر ، ولم يزل له في قبره نورٌ ساطع الى عنان السماء الى أن يخرجه الله من قبره ... الحديث ».

وفي البحار : ج 76 ، ص 200 ، عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : « من قرأ يس ، في ليلته قبل أن ينام وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة ».

لا يخفى أن هذه الرواية هي قطعة من الرواية المتقدمة.

(14) قال المؤلّف في كتابه مفاتيح الجنان المعرب : ص 139 :

(واعلم انّ أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرغائب ، فيها عمل مأثور عن النبي صلى الله عليه وآله ذو فضل كثير. ورواه السيّد في الاقبال والعلامة المجلسي رحمه الله في اجازة بني زهرة.

ومن فضله : أن يغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة ، وانّه اذا كان أول ليلة نزوله الى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة ، بوجه طلق ، ولسان ذلق ، فيقول : يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدة.

فيقول : من أنت ، فما رأيت أحسن وجهاً منك ، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك ، ولا شممت رائحة اطيب من رائحتك؟

فيقول : يا حبيبي انا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا ، في بلدة كذا ، في شهر كذا ، في سنة كذا ، جئت الليلة لأقضي حقك وآنس وحدتك ، وأرفع عنك وحشتك ؛ فإذا نفخ في الصور ظلت في عرصة القيامة على رأسك ، فافرح فانّك لم تعدم الخير أبداً.

وصفة هذه الصلاة :

أن يصوم أول خميس من رجب ثمّ يصلي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمة يقرأ في كل ركعة فاحتة الكتاب مرّة ، وانّا انزلناه ثلاث مرّات ، وقل هو الله أحد اثني عشرة مرّة.

فإذا فرغ من صلاته قال سبعين مرّة : اللّهمّ صلّ على محمّد النبي الاُمّي وعلى آله [وفي نسخة بدل اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد] ثمّ يسجد ويقول سبعين مرّة : ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم انّك أنت العليُّ الأعظم. ثمّ يسجد سجدة اُخرى فيقول فيها سبعين مرّة : سبوح قدوس ربّ الملائكة والروح.

ثمّ يسأل حاجته ، فانّها تقضى إن شاء الله) انتهى كلامه رفع مقامه.

وقد نقل العلاّمة المجلسي ; في بحاره : ج 98 ، ص 395 باب (عمل خصوص ليلة الرغائب) : عن العلاّمة في اجازته الكبيرة عن الحسن بن الدّربي ، عن الحاج صالح مسعود بن محمّد وأبي الفضل الرازي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قرأها عليه في محرَّم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة عن الشيخ عليِّ بن عبد الجليل الرّازي عن شرف الدين الحسن بن علي ، عن سديد الدّين عليّ بن الحسن عن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري ، عن الحسن بن علي ، عن الحاج مسموسم عن أبي الفتح نورخان عبد الواحد الاصفهاني ، عن عبد الواحد بن راشد الشيرازي ، عن أبي الحسن الهمداني عن عليّ بن محمّد بن سعيد البصري ، عن أبيه ، عن خلف بن عبدالله الصنّعاني ، عن حميد الطوسي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما معنى قولك : رجب شهر الله؟ قال : لأنه مخصوص بالمغفرة ، فيه تحقن الدماء ، وفيه تاب الله على أوليائه وفيه انقذهم من نزاعه ثمَّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من صامه كلّه استوجب على الله ثلاثة أشياء :

مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه ، وعصمة فيما يبقى من عمره ، وأماناً من العطش يوم الفرغ الأكبر.

فقام شيخ ضعيف فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنّي عاجز عن صيامه كلّه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : صم أوَّل يوم منه ، فانَّ الحسنة بعشر أمثالها وأوسط يوم منه وآخر يوم منه ، فانّك تعطى ثواب صيامه كلّه. ولكن لا تغفلوا عن ليلة أوَّل خميس منه ، فإنها ليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك أنّه إذا مضى ثلث اللّيل لم يبق ملك في السّموات والأرض إلاّ ويجتمعون في الكعبة وحواليها ويطّلع الله عليهم اطّلاعة فيقول لهم :

يا ملائكتي اسألوني ما شئتم فيقولون : حاجاتنا إليك أن تغفر لصوّام رجب ، فيقول الله عزَّ وجلَّ قد فعلت ذلك.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ما من أحد يصوم الخميس أوَّل خميس من رجب ثمَّ يصلي ما بين العشاءين العتمة اثني عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليم يقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرَّة واحدة وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرّات وقل هو الله أحد اثني عشرة مرَّة ، فإذا فرغ من صلاته صلّى عليَّ سبعين مرَّة، ويقول « اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آله ، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة : رب اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم إنّك أنت العلي الأعظم ، ثمَّ يسجد سجدة أُخرى فيها ما قال في الأولى ثمَّ يسأل الله حاجته في سجوده ، فانّها تقضى.

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : والّذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذه الصّلاة إلاّ غفر الله جميع ذنوبه ، ولو كان ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرّمل ووزان الجبال وعدد ورق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النار ، فاذا كان أوَّل ليلة في قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة فيجيئه بوجه طلق ولسان ذلق فيقول : يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كلِّ سوء فيقول : من أنت فوالله ما رأيت وجهاً أحسن من وجهك ، ولا سمعت كلاماً أحسن من كلامك ، ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك ، فيقول : يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة الّتي صلّيتها في ليلة كذا من شهر كذا ، جئتك هذه الليلة لاقضي حقك واُونس وحدتك ، وأرفع وحشتك ، فإذا نفخ في الصّور ظلت في عرصة القيامة على رأسك فابشر فلن تعدم الخير أبداً).

وقال السيّد ابن طاووس في اقبال الاعمال : ص 632 ، الطبعة الحجرية : (لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة فيه فانّها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب وذلك انّه اذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات والأرض إلاّ يجتمعون في الكعبة وحواليها ويَطلّع الله عليهم إطلاعة فيقول لهم يا ملائكتي سلوني ما شِئتم فيقولون ربّنا حاجتنا اليك أن تغفر لصّوام رجب فيقول الله تبارك وتعالى قد فعلت ذلك ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما من أحد صام يوم الخميس أوّل خميس من رجب ثمّ يصلي بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعيتن بتسليمة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وانّا انزلناه في ليلة القدر ثلاث مرّات وقل هو الله أحد اثنتي عشرة مرّة فاذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين مرّة يقول اللّهم صلّ على محمّد النبي الاُمّي الهاشمي وعلى آله ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة سُبُوح قُدُّوسٌ رَبُ الملائكة والرّوحِ ثمّ يرفع رأسه ويقول رَبِّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم إنّك أنت العلي الأعظم ثمَّ يسجدُ سجدة اُخرى فيقول فيها ما قال في السجدة الاُولى ثمَ يسأل الله حاجته في سجوده فانّه تقضى إن شاءَ الله تعالى ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو امة هذه الصلاة إلاّ غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرّمل ووزن الجبال وعدد أوراق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النار فإذا كان اوّل ليلة نزوله الى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق فيقول يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدّة فيقول من أنت فما رأيت أحسن وجها مِنك ولا شممت رائحة اطيب من رائحتك فيقول يا حبيبي أن ثواب تلك الصلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا جئت الليلة لا قضي حقك وانس وحدتك وارفع عنك وحشتك فإذا نفخ في الصُّور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانّك لن تعدم الخير من مولاك أبداً).

(15) روى ذلك الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال : ص 87 ، ورواه في فضائل الأشهر الثلاثة ص 47 ، ح 24.

ورواه في الأمالي : ص 29 ، المجلس 7 ، ح 1 ونقله المجلسي في البحار : ج 97 ، ص 69 ، ح 7.

(16) أقول : روى الصدوق في ثواب الأعمال : ص 231 ، بإسناد صحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

« كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) ربّه إن قال : يا ربّ اعلمني ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟

قال عزّ وجلّ : أوكل به ملكاً يعوده في قبره الى محشره ».

وفي : قصص الانبياء / القطب الراوندي : ص 163 ، ح 185 (قال موسى عليه السلام : يارب ما لمن عاد مريضاً؟ قال : أوكل به ملكاً يعوده في قبره الى محشره .. ). ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 13 ، ص 354 ، ح 52. وروى الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 120 ، كتاب الجنائز باب (ثواب عيادة المريض) ، ح 4 ، عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال : « ايّما مؤمن عاد مؤمناً في الله عزّوجلّ في مرضه وكّل الله به ملكاً من العواد يعوده في قبره الى يوم القيامة ».

وفي ج 3 ، ص 120 ح 5 : بسند صحيح عن الامام الصادق عليه السلام قال : « من عاد مريضاً من المسلمين وكّل الله به أبداً سبعين ألفاً من الملائكة يغشون رحله ويسبحون فيه ، ويقدسون ، ويهللون ، ويكبرون الى يوم القيامة نصف صلاتهم لعائد المريض ».

وروى أيضاً في ج 3 ، ص 121 ، ح 7 بإسناده عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال : « من عاد مريضاً وكّل الله عزّ وجلّ به ملكاً يعوده في قبره ».

(17) تفسير فرات : ص 348 ، ح 375. وفي البحار : ج 7 ، ص 198 ، ح 73 ، وتكملة الحديث (ولكأنّي بهم يخرجون من جدث القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم ، يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن انّ ربّنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب).

وفي البحار أيضاً : ج 39 ، ص 228 ، عن عائشة ، قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : « حسبك ما لمحبّك حسرة عند موته ، ولا وحشة في قبره ، ولا فزع يوم القيامة ».

وفي البحار : ج 6 ، ص 200 :

عن ام سلمة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام :

« يا علي انَّ محبيك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج انفسهم وأنت هناك تشهدهم ، وعند المساءلة في القبور وأنت هناك تلقنهم ، وعند العرض على الله وأنت هناك تعرفهم ».

(18) الأمالي ، الطوسي :    27 ، ح 31 ، ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، 218 ، ح 13.

(19) اصول الكافي : ج 2 ، ص 539 ، بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الامام الصادق 7. وفي ( من لا يحضره الفقيه ) ج 1 ، ص 480 ، ح 1389.

(20) أقول روى هذا الدعاء السيّد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 178 ، الطبعة الحجرية ، في ضمن أعمال الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان المبارك ، وقد رواه عن الامام الصادق (عليه السلام) ، وفيه : « اللّهمّ أعني على الموت ، اللّهمّ أعني على سكرات الموت ... اللّهمّ أعني على وحشة القبر ، اللّهمّ أعني على ظلمة القبر اللّهمّ أعني على أهوال يوم القيامة ، اللّهمّ بارك لي في طول يوم القيامة ، اللّهمّ زوجني من الحور العين ». ونقله في البحار : ج 98 ، ص 135.

(21) روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع : ص 309 ، باب 262 ، بالإسناد عن علي (عليه السلام) قال :

« عذاب القبر يكون من النميمة ، والبول ، وعزب الرجل عن أهله » ، ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 222 ، ح 21 ، وفي ج 75 ، ص 265 ، ح 210 ، وفي ج 103 ، ص 286 ، ح 16.

(22) وروى الصدوق ; في علل الشرائع : ص 310 ، باب 262 ، ح 4 ، وفي الأمالي : ص 314 ، المجلس 61 ، ح 2 ، وروى الشيخ الطوسي في الأمالي : ص 439 ، ح 12 ونقله في البحار : ج 6 ، 220 ، ح 14 ، وفي ج 22 ، ص 107 ، ح 67 ، وفي ج 73 ، ص 298 ، ح 11 ، وفي ج 82 ، ص 49 ، ح 39.

« أًتي رسول الله (صلى الله عليه واله) فقيل له : انّ سعد بن معاذ قد مات.

فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقام أصحابه معه. فأمر بغسل سعد ، وهو قائم على عضادة الباب. فلمّا إن حنّط وكفّن ، وحمل على سريره ، تبعه رسول الله صلى الله عليه وآله بلا حذاء ولا رداء. ثمّ كان يأخذ يمنة السرير ، ويسرة السرير مرّة حتّى انتهى به الى القبر.

فنزل رسول الله (صلى الله عليه واله) حتّى لحدّه ، وسوّى اللبن عليه. وجعل يقول : ناولوني حجراً ، ناولوني تراباً رطباً ، يسدّ به ما بين اللبن.

فلمّا إن فرغ ، وحثا التراب عليه ، وسوّى قبره ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انّي لأعلم انّه سيبلى ويصل البلى إليه ، ولكنّ الله يحب عبداً اذا عمل عملاً أحكمه ، فلمّا إن سوّى التربة عليه قالت ام سعد : يا سعد! هنيئاً لك الجنّة.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا امّ سعد! مه ، لا تجزمي على ربّك ، فانّ سعداً قد اصابته ضمة ، قال : فرجع رسول الله (صلى الله عليه واله) ، ورجع الناس فقالوا له : يا رسول الله لقد رأيناك تصنعه على سعد ما لم تصنعه على أحد ، انّك تبعت جنازته بلا رداء ، ولا حذاء.

فقال (صلى الله عليه واله) : ان الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها.

قالوا : وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة ، ويسرة السرير مرّة.

قال (صلى الله عليه واله) : كانت يدي في جبرئيل آخذ حيث يأخذ.

قالوا : أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ، ثمّ قلت : انّ سعداً قد أصابته ضمة.

قال : فقال (صلى الله عليه واله) : نعم انّه كان في خلقه مع أهله سوء ».

(23) كتاب الزهد للحسين بن سعيد الأهوازي : ص 88 ، ح 235 ، ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 221.

وروى الحسين بن سعيد الأهوازي في كتابه الزهد : ص 87 ـ 88 ، ح 234 ، وقال أبو بصير : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : « ان رقية بنت رسول الله (عليه السلام) لما ماتت قام رسول الله (صلى الله عليه واله) على قبرها ، فرفع يده تلقاء السماء ودمعت عيناه. فقالوا : يا رسول الله انا قد رأيناك رفعت رأسك الى السماء ، ودمعت عيناك؟ فقال : اني سألت ربي ان يهب لي رقية من ضمة القبر ». ونقله المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 217.

(24) رواه الصدوق في الأمالي : المجلس 80 ، ح 2 ، ص 434 ، وفي علل الشرائع : ص 309 ، الباب 262 ، ح 3 ، وفي ثواب الأعمال : ص 234 (ثواب ضغطة القبر) ، ح 1 ، ونقله في البحار : ج 6 ، ص 221 ، وفي : ج 71 ، ص 50 ، ح 68.

(25) قد أثبت المؤلّف ; (احبار) ثمّ قال في الهامش : (احبار جمع حبر يعني عالم اليهود. ومن المحتمل أن يكون اخيار بالخاء المعجمة والياء المثناة بنقطتين). وقد اثبتنا ما في المصدر.

(26) ثواب الأعمال للشيخ الصدوق : ص 267 ، علل الشرائع : ص 309 ، ح 1 ، وفيه (اقعد رجلاً من الاحبار) ، ونقله في البحار : ج 6 ، ص 221 ، ح 18 ، وفي ج 75 ، ص 17 ، ح 4 ، وفي ج 8 ، ص 233 ، ح 6 ، وفيها جميعاً (الاخيار) بالمعجمة.

(27) ذكر المؤلّف ; في ترجمة الحديث الشريف (سلط الله عليه حية تسمّى شجاعاً) وليس في الخبر ذلك. بل أنّ شجاع معناه اللغوي الحية قال الشيخ الطريحي في كتابه (مجمع البحرين) ج 4 ، ص 351 (في الحديث سلط الله عليه شجاعاً اقرع ، الشجاع بالكسر والضم الحية العظيمة التي تواثب الفارس والرجل وتقوم على ذنبها وربما قلعت رأس الفارس تكون في الصحارى. والشجاع الأقرع حية قد تمعط فرورة رأسها لكثرة سمها) انتهى كلامه رفع مقامه.

(28) في عدة الداعي لابن فهد الحلي : ص 177 ، ص 179 ، وقريب منه في الكافي : ج 2 ص 193 ، ح 5 ، وفي ج 2 ، ص 196 ، ح 13 ، وفي ج 2ص 367 ، ح 4. وفي ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق : ص 296 ، (عقاب من اتاه أخوه في حاجة فلم يقضها له) ، ح 1 ، وفي الاختصاص للمفيد : ص 250 ، وفي الامالي للشيخ الطوسي : ص 676 ، ح 36 ونقلها في البحار : ج 74 ، ص 319 ، ح 83 ، وفي : ج 74 ، ص 324 ، ح 94 ، وفي : ج 74 ، ص 330 ، ح 102. وفي : ج 75 ، ص 174 ، ح 5 ، وفي ج 75 ، ص 176 ، ح 11 ، وفي ج 75 ، ص 177 ، ح 13 ، وفي : ج 75 ، ص 177 ، ح 14 ، ج 75 ، ص 179 ، ح 19.

(29) المصادر السابقة.

(30) ثواب الأعمال للصدوق : ص 131 ، تفسير العياشي : ج 1 ، ص 215 ، ح 1. ونقله في البحار : ج 92 ، ص 273 ، ح 1.

(31) ثواب الأعمال للصدوق : ص 141 ، ونقله في البحار : ج 87 ، ص 2 ، ح 3. وفي : ج 92 ، ص 299 ، ح 1.

(32) أسقط المؤلف قوله ـ المروي ـ عنه (عليه السلام) :

« آمنه الله عزّ وجلّ من أن يصيبه فقر ابداً » من الخبر للاختصار لأن هذه العبارة لا تدخل تحت عنوان الموضوع.

(33) ثواب الأعمال : ص 147 ، والرواية مروية عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ونقلها عنه في البحار : ج 92 ، ص 316 ، ح 1.

(34) رواه الصدوق ; في الأمالي : 231 ، المجلس 47 ، ح 11 ، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، ص 231. ونقله عنه في البحار ، ج 6 ، ص 221 ، ح 17. وفي : ج 6 ، ص 242 ، ح 63 ، وفي ج 89 ، ص 265 ، ح 1.

(35) روضة الواعظين للفتال النيسابوري : ج 2 ، ص 320 ، (مجلس في فضائل صلاة الليل) ، ح 2. ونقله المجلسي في البحار : ج 87 ، ص ، 161.

(36) ثواب الأعمال للصدوق : ص 153. ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 76 ، ص 200 ح 14. وفي : ج 92 ، ص 336 ، ح 2.

(37) تقدّمت مصادر هذا الدعاء في ص 125.

(38) أقول : في ارشاد القلوب للشيخ الديلمي : ص 439 ، قال : (وفي فضل المشهد الغروي الشريف على مشرفه أفضل الصلاة والسلام ، وما لتربته والدفن فيها من المزية والشرف.

روي عن ابن عباس انّه قال : الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله جلّ شأنه موسى تكليماً ، وقدس عليه تقديساً ، واتخذ ابراهيم عليه السلام خليلاً ، واتخذ محمّد صلى الله عليه وآله حبيباً وجعله للنبين مسكناً.

وروي انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) نظر الى ظهر الكوفة فقال : ما أحسن منظرك ، وأطيب قعرك ، اللّهم اجعل قبري بها.

ومن خواص تربته اسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت الأخبار الصححية عن أهل البيت :.

وقال الشيخ الديلمي فيه ص 440 :

(روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انّه كان اذا أراد الخلوة بنفسه ، اتى الى طرف الغري. فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف ، وإذا برجل قد أقبل من البرية راكباً على ناقة وقدامه جنازة فحين رأى علياً عليه السلام قصده حتّى وصل اليه وسلّم عليه ، فردّ علي عليه السلام ، وقال له : من أين؟

قال : من اليمن.

قال : وما هذه الجنازة التي معك؟

قال جنازة أبي أتيت لادفنها في هذه الارض.

فقال له علي (عليه السلام) : لمَ لا دفنته في أرضكم؟

قال : أوصى اليّ بذلك ، وقال : (انّه يدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر).

فقال له علي (عليه السلام) : أتعرف ذلك الرجل؟

قال : لا.

فقال (عليه السلام) : أنا والله ذلك الرجل ، أنا والله ذلك الرجل. قم فادفن أباك.

فقام ، فدفن اباه).

ومن خواص ذلك الحرم الشريف انّ جميع المؤمنين يحشرون فيه) انتهى من ما نقلناه من الارشاد.

روى الكليني في الكافي الشريف : ج 3 ، ص 243 ، باب في أرواح المؤمنين ، بالإسناد الى حبّة العرني قال :

(خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الظهر ـ أي ظهر الكوفة ، وهو النجف الأشرف كان يسمّى بذلك لوقوعه بظهر الكوفة ـ فوقف بوادي السلام كأنّه مخاطب لأقوام. فقمت بقيامه حتّى أعييت ، ثمّ جلست حتّى مللت ، ثمَّ قمت حتّى نالني مثل ما نالني أولاً ، ثمَّ جلست حتّى مللت ، ثمّ قمت وجمعت ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة.

فقال لي : يا حبّة إن هو إلاّ محادثة مؤمن أو مؤانسته.

قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، وانّهم لكذلك؟

قال : نعم ، ولو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين يتحادثون.

فقلت : أجسام أم أرواح؟

فقال : أرواح. وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلاّ قيل لروحه : الحقي بوادي السلام وانّها لبقعة من جنّة عدن).

وروى أيضاً بالإسناد الى أبي عبدالله (عليه السلام) قال : (قلت له : انّ أخي ببغداد ، وأخاف أن يمرت بها.

فقال : ما تبالي حيثما مات ، أما انّه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلاّ حشر الله روحه الى وادي السلام.

قلت له : واين وادي السلام؟

قال : ظهر الكوفة. أما إنّي كانّي بهم حلق حلق قعود يتحدثون).

وقال الديلمي في ارشاده ص 440.

(وروى جماعة من صلحاء المشهد الشريف الغروي انّه رأى : انّ كلّ واحد من القبور التي في المشهد الشريف ، وظاهره : قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشريفة صلوات الله على مشرفها).

وفي دار السلام للعلاّمة المرحوم الشيخ النوري قدس سرهم صاحب مستدرك الوسائل ، قصة غريبة عجيبة ذكرها في المجلد 2 ، ص 68 ـ 69 ، تحت عنوان (رؤيا فيها معجزة وفضيلة عظيمة للدفن في وادي السلام) ، فراجعها واستفد.

(39) الكافي : ج 3 ، ص 153 ، ح 7 ، التهذيب : ج 1 ، ص 327 ، ح 123 ونقله الحر في وسائل الشيعة : كاتب الطهارة ، أبواب التكفين ، باب 7 ح ، ح 6.

(40) الفقيه : ج 1 ، ص 144 ، ح 402 ، ونقله الحر في وسائل الشيعة / كتاب الطهارة ، أبواب التكفين باب 11 ، ح 4.

(41) أقول : ورد في أخبار كثيرة استحباب رش القبر بالماء فمن ذلك ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب : ج 1 ، ص 320 ، ح 99 ، بالإسناد عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :

« السنّة في رش الماء على القبر أن تستقبل القبلة وتبدأ من عند الرأس الى عند الرجل ، ثمّ تدور على القبر من الجانب الآخر ثمّ يرش على وسط القبر فكذلك السنّة».

وروى الكليني بإسناد معتبر كالصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام « في رش الماء على القبر قال : يتجافى عنه العذاب ما دام الندى في التراب ». الكافي : ج 3 ، ص 200 ، ح 6.

الوسائل / كتاب الطهارة : أبواب الدفن ـ باب 32 ، ح 1 ـ 2.

(42) روى السيّد ابن طاووس في الاقبال : ص 637 قال : (رواه سلمان الفارسي 2 قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا سلمان ألا اعلمك من غرائب الكنز؟

قلت : بلى يا رسول الله.

قال (صلى الله عليه واله) : اذا كان أول يوم من رجب تصلي عشر ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله أحد ثلاث مرّات غفر الله لك ذنوبك كلها من اليوم الذي جرى عليك القلم الى هذه الليلة ، ووقاك فتنة القبر وعذاب يوم القيامة ، وصرف عنك الجذام والبرص ، وذات الجنب).

(43) روى السيّد ابن طاووس ; في اقبال الأعمال : ص 629 ، الطبعة الحجرية :

عن النبي (صلى الله عليه واله) :

« مَن صلَّى المغرب أول ليلة من رجب ثمّ يصلي بعدها عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرّة ويسلم بين كل ركعتين.

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أتدرون ما ثوابها؟

قالوا : الله ورسول أعلم.

قال : فانّ الروح الأمين علمني ذلك وحسر رسول الله (صلى الله عليه واله) عن ذراعيه ، وقال : حُفِظَ والله في نفسه واهله وماله وولده واجير من عذاب القبر وجاز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب ».

(44) روى رئيس المحدّثين الشيخ الصدوق أعلى الله تعالى مقامه في ثواب الأعمال : ص 79 ، ورواه في الأمالي : ص 430 ، المجلس 80 ، ح 1. ورواه في فضائل الأشهر الثلاثة : ص 25 ، ح 12 ، أيضاً بالإسناد الى أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انّه عدّ ثواب صوم كل يوم مِن أيّام شهر رجب الأصبّ .. الى أن قال :

(ومن صام من رجب أربعة أيّام عوفي من البلايا كلها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال.

واجير من عذاب القبر.

وكتب له مثل اُجور اُولى الألباب التوابين الأوابين.

واعطي كتابه بيمينه في أوائل العابدين).

(45) روى الصدوق أعلى الله تعالى مقامة في ثواب الأعمال : ص 87. ورواه في الأمالي ص 30 ، المجلس 7 ، ح 1 ، وفيه (تسعون) بدل (سبعون) ورواه في فضائل الأشهر الثلاثة ص 47 ، ح 24 ، بالإسناد عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انّه ذكر ثواب صوم كل يوم من أيّام شهر شعبان المعظم ، وفي تلك الرواية الشريفة ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :

(ومن صام اثني عشر يوماً من شعبان زاره في قبره كل يوم سبعون ألف ملك الى النفخ في الصور).

وقال (صلى الله عليه واله) : (ومن صام تسعة أيّام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه. ومن صام من شعبان عشرة أيّام وسع الله عليه قبره سبعين ذراعاً في سبعين ذراع. ومن صام أحد عشر يوماً من شعبان ضرب على قبره احدى عشرة منارة من نور).

(46) الدعوات للقطب الراوندي : ص 279 ، ح 817 ، الطبعة الحديثة. ونقله المجلسي في البحار : ج 82 ، ص 64 ، وفي : ج 92 ، ص 313 ، ح 2 ، وفي ج 102 ، ص 296 ، ح 8.

(47) الكافي : ج 2 ، ص 633 ، ح 26. بإسناد صحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

« سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قرأهافي ليلة فقد أكثر واطاب ، ولم يكتب بها من الغافلين. وانّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس. وانّ والدي عليه السلام كان يقرؤها في يومه وليلته. ومَن قرأها اذا دخل عليه فية قبره ناكر ونكير من قِبَل رجليه قالت رجلاه لهما : ليس لكما الى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقوم عليّ ، فيقرأ سورة الملك في كل يوم وليلة. واذا أتياه من قِبَلِ جوفه قال لهما : ليس لكما الى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد أوعاني سورة الملك. واذا أتياه من قِبَل لسانه قاله لهما : ليس لكما الى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرا بي في كل يوم وليلة سورة الملك ».

(48) الدعوات للقطب الراوندي : ص 270 ، ح 770. ونقله في البحار : ج 82 ، ص 54 ، ح 43.

(49) مصباح المتهجد : ص 228.

(50) قال السيّد ابن طاووس ; في اقبال الأعمال : ص 652 الطبعة الحجرية :

رأينا ذلك من جملة حديث عن النبي (صلى الله عليه واله) بما معناه :

« انّ مَن صلّى فيها ثلاثين ركعة بالحمد وقل هو الله أحد عشر مرّات لم يخرج من صلاته حتّى يعطى ثواب سبعين شهيداً ويجيء يوم القيامة ونوره يضيء لأهل الجمع كما بين مكة والمدينة واعطاه الله براءة من النار ، وبراءة من النفاق ويرفع عنه عذاب القبر ».

(51) قال السيّد ابن طاووس ; في اقبال الأعمال : ص 664 ، ( ... مروياً عن النبي (صلى الله عليه واله) قال : ومن صلّى في الليلة السادسة عشرة من رجب ثلاثين ركعة بالحمد وقل هو الله أحد عشر مرّات لم يخرج من صلاته حتّى يعطى ثواب سبعين شهيداً ، ويجيء يوم القيامة ونوره يضيء لأهل الجمع كما بين مكّة والمدينة ، واعطاه الله براءة من النار وبراءة من النفاق ، ويرفع عنه عذاب القبر.

(52) قال السيّد ابن طاووس في اقبال الاعمال : ص 665 ( ... مروياً عنا النبي 6 قال : ومن صلّى في الليلة السابعة عشرة من رجب ثلاثين ركعة بالحمد [مرّة. خ ل] وقل هو الله أحد عشر مرّات لم يخرج من صلاته حتّى يعطى ثواب سبعين شهيداً ويجيء يوم القيامة ونوره يضيء لأهل الجمع كما بين مكّة والمدينة واعطاه الله براءة من النار وبراءة من النفاق ويرفع عنه عذاب القبر).

(53) قال السيّد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 683 ، ( ... وجدنا في مواهب السماح ومناقب أهل الفلاح مرويّاً عن النبي (صلى الله عليه واله) قال : مَن صلى أول ليلة من شعبان مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة ، وقل هو الله أحد مرّة ، فاذا فرغ من صلاته قرأ فاتحة الكتاب خمسين مرّة ، والذي بعثني بالحق نبيّاً انّه اذا صلّى هذا الصلاة ، وصام العبد دفع الله تعالى عنه شرّ أهل السماء ، وشرّ أهل الأرض ، وشرّ الشياطين ، وشرّ السلاطين ، ويغفر له سبعين الف كبيرة ويرفع عنه عذاب القبر ، ولا يروعه منكر ونكير ، ويخرج من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر ويمرّ على الصراط كالبرق ويعطى كتابه بيمينه.

(54) قال السيّد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 722 ، ( ... وجدناه مرويّاً عن النبي (صلى الله عليه واله) قال : مَن صلّى في الليلة الرابعة والعشرين من شعبان ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله والفتح عشر مرّات ، اكرمه الله تعالى بالعتق من النار ، والنجاة من العذاب ، وعذاب القبر ، والحساب اليسير ، وزيارة آدم ونوح والنبيين والشفاعة).

(55) قال السّيد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 658 ، ( ... وجدتها في عمل رجب باسناد متصل الى النبي 6 : انّ مَن صلّى في النصف من رجب يوم الخامس عشر عند ارتفاع النهار خمسين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله أحد مرّة وقل اعوذ برب الفلق مرّة ، وقل أعوذ برب الناس مرّة ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه ، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنّة مع النبيين ، ولا يعذب في القبر ، ويرفع عنه ضيق القبر وظلمته ، وقام من قبره ووجهه يتلألأ).

(56) قال السيّد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 555 ـ 1556 ، (ومن ذلك ما رأيناه أيضاً في كتاب دستور المذكرين بإسناده المتصل عن أبي امامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :

مَن صلّى ليلة عاشوراء مائة ركعة بالحمد مرّة ، وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ، ويسلّم بين كل ركعتين ، فإذا فرغ من جميع صلاته قال (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم) سبعين مرّة.

قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من صلّى هذه الصلاة من الرجال والنساء ملأ الله قبره اذا مات مسكاً وعنبراً ، ويدخل الى قبره في كل يوم نور الى أن ينفخ في الصور ، وتوضع له مائدة منها نعيم يتنعم به أهل الدينا منذ يوم خلق الى أن ينفخ في الصور ، وليس من الرجال والنساء اذا وضع في قبره إلاّ يتساقط شعورهم إلاّ من صلى هذه الصلاة ، وليس أحد يخرج من قبره إلاّ أبيض الشعر إلاّ من صلى هذه الصلاة. والذي بعثني بالحق انّه من صلّى هذه الصلاة .

(57) الأمالي للشيخ الصدوق : ص 242 ، المجلس 49 ، ح 5. ونقلها عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 223 ، ح 23 ، وفي : ج 8 ، ص 37 ، ح 13 ، وفي : ج 18 ، ص 340 ، ح 44.

(58) وقد وردت في شرح تلك الأحوال المهولة كثير من الروايات الشريفة نذكر لك بعضاً منها لزيادة عبرة ولجلاء صدء القلب :

1 ـ روى الحسين بن سعيد الاهوازي الكوفي في الزهد : ص 89 ، ح 238 ، ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 215 عن النبي صلى الله عليه وآله انّه قال لبعض اصحابه : كيف أنت اذا أتاك فتّانا القبر؟

فقال : يا رسول الله وما فتّانا القبر؟

قال (صلى الله عليه واله) : ملكان فظّان غليظان ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف يَطآن في أشعارهما ، ويحفران في أنيابهما فيسألانك ، ... الخبر).

2 ـ وفي رواية اُخرى في (اليقين باختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين) للسيّد ابن طاووس : ص 410 ، الطبعة المحققة ، في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله قال في آخره :

( ... فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ، ولا في برّ ولا في بحر ؛ إلاّ ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت ، يقولان للميت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟).

ونقله العلاّمة المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 216 ، ح 6.

3 ـ في بصائر الدرجات للصفار : ص 145 ـ 146 الطبعة الحجرية بالإسناد عن زر بن جبيش قال :

سمعت علياً (عليه السلام) يقول : انّ العبد اذا اُدخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير. فأوّل ما يسألانه عن ربّه ، ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليه ، فإن أجاب نجا ، وإن عجز عذّباه.

فقال له رجل : ما لمن عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه؟

فقال : مذبذب لا الى هؤلاء ، ولا الى هؤلاء ، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ، ذلك لا سبيل له.

وقد قيل للنبي (صلى الله عليه واله) : من الولي يا نبي الله؟

قال : وليكم في هذا الزمان علي. ومن بعده وصيه ، ولكل زمان عالم يحتج الله به لئّلا يكون كما قال الضُلاّل قبلهم حين فارقتهم انبياؤهم (ربّنا لولا ارسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى) ... الحديث.

4 ـ روى القمّي في تفسيره : ج 2 ، ص 143 ، ونقله المجلسي في البحار : ج 6 ، 224 ، ح 45 بسند صحيح عن الامام الصادق 7.

إن العبد اذا اُدخل قبره أتاه منكر ففزع منه يسأل عن النبي صلى الله عليه وآله ، فيقول له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان بين اظهركم؟

فإن كان مؤمناً قال : اشهد انّه رسول الله جاء بالحقّ.

فيقال له : ارقد رقده لا حلم فيها.

ويتنحى عنه الشيطان ، ويفسح له في قبره سبعة أذرع ، ويرى مكانه من الجنّة.

قال : واذا كان كافراً قال : ما أدري.

فيضرب ضربةً يسمعها كل مَن خلق الله اِلاّ الانسان ، وسلّط عليه الشيطان ، وله عينان من نحاس أو نار كالبرق الخاطف ، فيقول له : انا اخوك ؛ ويسلط عليه الحيات والعقارب ؛ ويُظلم عليه قَبرُه ، ثمّ يضغطه ضغطة يختلف اضلاعه عليه ، ثمّ قال بأصابعه فشرجها.

5 ـ وفي أمالي الصدوق : ص 239 ، المجلس 48 ، ح 12 بالإسناد عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليه السلام) قال : اذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك الى قبره ، فإذا ادخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ، ويقولان له : مَن ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : ربي الله ، ومحمّد

نبييّ ، والاسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ويدخلان عليه الروح والريحان وذلك قوله عزّوجلّ ( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ) ... الحديث ).

(59) أقول : ورد ذلك بعدة روايات منها :

روى الشيخ الصدوق رحمه الله في من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 108 ـ 109 ، رقم الحديث العام 500.

وقد روى سالم بن مكرم عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال :

( ... يجعل له وسادة من تراب ، ويجعل خلف ظهره مدرة لئلاّ يستلقي. ويحل عقد كفنه كلها ، ويكشف عن وجهه ، ثمّ يدعى له ويقال : « اللّهمّ عبدك ابن عبدك وابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به ، اللّهمّ افسح له في قبره ، ولقنه حجته ، والحقه بنبيه ، وقه شرَّ منكير ونكير ».

ثمّ تدخل يدك اليمنى تحت منكبه الأيمن ، وتضع يدك اليسرى على منكبه الأيسر وتحركه تحريكاً شديداً ، وتقول : « يا فلان بن فلان الله ربّك ، ومحمّد نبيّك ، والاسلام دينك ، وعليّ وليّك وإمامك ، وتسمّي الأئمة عليهم السلام واحداً واحداً الى آخرهم ـ أئمتك ائمة هدى أبرار ».

ثمّ تعيد عليه التلقين مرّة اُخرى.

وإذا وضعت عليه اللبن فقل : « اللّهمّ ارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة مَن سواك واحشره مع من كان يتولاه » ومتى زرت قبره فادع له بهذا الدعاء وأنت مستقبل القبلة ويداك على القبر ، فإذا خرجت من القبر فقل وأنت تنفض يديك من التراب ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ثمّ احث التراب عليه بظهر كفيك ثلاث مرّات وقل ( اللّهمّ ايماناً بك وتصديقاً بكتابك هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ) فانّه من فعل ذلك وقال هذه الكلمات كتب الله له بكل ذرة حسنة ... الخبر ).

(60) ورد في عدة أخبار منها ما رواه الشيخ الصدوق ; في من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 173 ، ح 501 عن يحيى بن عبدالله انّه قال :

سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : « ما على أهل الميت منكم أن يدرؤوا عن ميتهم لقاء منكر ونكير؟

فقلت : وكيف نصنع؟

فقال (عليه السلام) : اذا أفرد الميت فليتخلف عنده أولى الناس به ، فيضع فاه على رأسه ، ثمّ ينادي بأعلى صوته : يا فلان بن فلان ، أو يا فلانه بنت فلان هل أنت على العهد الذي فارقناك [خ. ل. فارقنتنا] عليه من شهادة ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ؛ وانّ محمّداً (صلى الله عليه واله) عبده ورسوله سيد النبيين ، وانّ علياً أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، وأن ما جاء به محمّد (صلى الله عليه واله) حق وانّ الموت حق والبعث حق وانّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وانّ الله يبعث مَن في القبور.

فإذا قال ذلك ، قال منكر لنكير : انصرف بنا عن هذا فقد لقن بها حجته ».

وراجع الكافي : ج 3 ، ص 201 ، ح 11. والتهذيب للطوسي : ج 1 ، ص 321 ، ح 103.

(61) الفقيه : ج 1 ، ص 185. وروي في الكافي أيضاً : ج 3 ، ص 250 ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح 4.

(62) الكافي : ج 2 ، ص 90 ، ح 8.

(63) رواه البرقي في المحاسن : ص 288 ، كتاب (مصابيح الظلم) باب 64 (الشرائع) ، ح 432 ونقله المجلسي في بحار الانوار : ج 6 ، ص 234 ـ 235 ، والسند صحيح كما ذكر في مقدمة المتن أعلاه ، ولكن العبارة غير موجودة في البحار.

(64) ثواب الأعمال : ص 87. ورواه في فضائل الأشهر الثلاثة : ص 47 ، ح 24. وفي الأمالي : ص 30 ، المجلس 7 ، ح 1.

(65) اقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس : 214.

(66) رواه الكليني في الكافي : ج 6 ، ص 482 ، ح 12. ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 38. وفي من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 123 ، ح 285 والرواية كما في الفقيه : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) : « يا علي درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله عزّ وجلّ ، وفيه أربع عشرة خصلة : يطرد الريح من الاُذنين ، ويجلو البصر ، ويلين الخياشم ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ، ويذهب بالضنى ، ويقل وسوسة الشيطان ، وتفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن ، ويقبض به الكافر ، وهو زينة ، وطيب ، ويستحي منه منكر ونكير ، وهو براءة له في قبره ».

ورواه الشيخ الكليني ; في الكافي باختلاف بعض العبارات.

(67) أحد مؤلفات العلامة المجلسي (تحفة الزائر) وهو باللغة الفارسية.

(68) فرحة الغري للسيّد عبد الكريم بن طاووس : ص 35 ـ 36. وفي ارشاد القلوب للديلمي : ج 2 ، ص 439 ـ 440 والظاهر أن الترجمة لما في ارشاد القلوب.

(69) الأبيات في ارشاد القلوب : ص 440.

(70) روى هذه الحكاية الشيخ النوري في دار السلام : ج 2 ، ص 148 ، قال :

(وقال العالم الفاضل الجليل المولى محمّد كاظم الهزارجريبي رحمه الله في كتاب تحفة المجاور : سمعت عن جناب الاغا محمّد باقر البهباني وهو الاستاذ الأكبر قدس الله تربته يقول ... ثمّ نقل الطيف المذكور .. ).

أقول : نقلت المنام من دار السلام بتصرف.

(71) القصة رواها المؤلّف في سفينة البحار : ج 1 ، ص 151 ، الطبعة الحجرية.

(72) تأليف السيّد الفاضل شمس الدين محمّد بن بديع الرضوي من رؤساء خدام الروضة المقدّسة.

(73) دار السلام : ج 1 ، ص 267 ـ 268.

(74) إحدى المدن الايرانية قريبة من بروجرد.

(75) راجع النجم الثاقب للشيخ النوري : ج 2 ، ص 156 ، ترجمة وتقديم وتحقيق وتعليق السيّد ياسين الموسوي ، الطبعة الاُولى 1415 هـ قم.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.