أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2017
1002
التاريخ: 2024-11-02
34
التاريخ: 17-11-2016
1056
التاريخ: 5-2-2018
1702
|
الخوارج
ظل الخوارج، وهم القوة التي بقيت خارج نطاق التطاحن الدموي، يعارضون الأمويين، لأنهم اعتبروهم مغتصبين للخلافة، كما كان لحالة الاضطراب السياسي التي شهدها العالم الإسلامي، وسياسة الحجاج القاسية في العراق، دور في تشجيعهم على تحدي الحكومة المركزية. وقد ابتكروا نظاما جديداً في التعبئة العسكرية يعتمد على الحركة السريعة والاحتفاظ بزمام المبادرة، مما أعطى حركتهم بعض الاستمرارية.
وكان أول موقف سياسي منظم اتخذه الخوارج هو التحالف معبد الله بن الزبير في مكة، ولم يلبث هذا التحالف أن انفرط بعد أن تبين لهم أن ابن الزبير يخالفهم الرأي، فغادروا مكة، وانقسموا على إثر ذلك، إلى عدة فرق نتيجة وقوع صراعات داخلية بين صفوفهم، تعود في جوهرها إلى اختلافات سياسية وعقائدية وقبلية في آن واحد، لعل أشهرها الأزارقة والصفرية والأباضية.
أ. الخوارج الأزارقة
استغل نافع بن الأزرق الأوضاع السياسية المتردية التي كانت تمر بها الخلافة الأموية، فمارس نشاطا عسكريا مكثفا وعنيفا، واستولى على البصرة، فجبى خراجها وانتشر عماله في السواد. ويبدو أن الجو السياسي العام في البصرة لم يكن مشجعا على استلامه الحكم، بعد اتفاق البصريين على التصدي له، لذلك اكتفى بإخراج أنصاره من السجون وغادرها إلى الأهواز، حيث أخذ يصعد منها هجماته العسكرية.
وقتل نافع بن الأزرق في إحدى حملاته على البصرة في عام (65ه/ 685م) فخلفه عبيد الله بن الماحوز. في هذا الوقت، عهد ابن الزبير إلى المهلب بن أبي صفرة بقتال الخوارج. وتمكن هذا القائد من إبعادهم عن الأهواز، وقتل ابن الماحوز خلال الاصطدامات.
وعندما دخل العراق تحت سيادة عبد الملك، بعد مقتل مصعب بن الزبير، أضحى من الضروري اتخاذ إجراءات فعالة ومباشرة ضد الأزارقة، خاصة بعد سيطرتهم مجدداً على الأهواز، مشكلين بذلك تهديداً مباشراً للبصرة والمناطق المجاورة لها.
ومن جهته، أدرك عبد الملك جسامه الخطر الذي يشكله هؤلاء على الحكم الأموي في العراق، لذلك تفرغ لقتالهم. فعين المهلب بن أبي صفرة لمحاربتهم، بعدما استثناه من العقاب الذي أنزله بأعوان ابن الزبير، على اعتبار أنه صاحب خبرة في حربهم.
وأظهر المهلب إخلاصا في حربه ضد الخوارج، وتمكن، بعد سلسلة طويلة من الاصطدامات معهم، استمرت على مدى ثلاث سنوات، من القضاء عليهم في منتصف عام (78ه/ 697م). وقد سانده وال صلب هو الحجاج بن يوسف الثقفي.
ب. الخوارج الصفرية:
في الوقت الذي كان فيه الخوارج الأزارقة يهددون البصرة، كان الخوارج الصفرية يهددون الكوفة، منطلقين من نواحي الموصل، وتمكنوا اعتباراً من عام (76ه/ 695م) من اجتياح العراق، من الموصل حتى الكوفة والمدائن وخانقين، بعد أن تغلبوا على الجيوش الأموية التي كانت تتصدى لهم.
ويبدو أن قوتهم كانت تفتقر إلى الطاقات الضرورية للمضي إلى أبعد من ذلك، وما كانت ترمي إليه في تلك الفترة هو تحقيق انتصارات سريعة لكن مرحلية تستنزف القوى الأموية.
ومن جهتها، فإن الإدارة الأموية سخرت قوى شامية للتصدي لقوى الخوارج الصفرية بعد فشل القوى العراقية في الصمود في وجههم. وقاد الحجاج عمليات التصدي والمطاردة، وتمكن، بعد سلسلة من المعارك، من التغلب عليهم، كان آخرها معركة نهر الدجيل في عام (77ه/ 696م) حيث لم يصمد فيها الخوارج، بقيادة شبيب بن يزيد بن نعيم، وانسحبوا عبر جسر من القوارب أقاموه على النهر.
وكان شبيب أول المنسحبين، فغرق وهو يعبر النهر.
شكل موت شبيب نقطة تحول هامة في حركة الخوارج الصفرية، لأن خليفته البطين لم يكن له الحماس نفسه بالرغم في استمرارية تحديه للدولة، لكن سرعان ما ألقى القبض عليه، وقتل بأمر الحجاج، فطلب الصفرية عندئذ الأمان فمنحوا إياه.
ج. خوارج اليمامة:
هاجم خوارج اليمامة، بقيادة نجدة بن عامر الحنفي، اعتباراً من عام (65ه/ 685م)، البحرين ومناطق أخرى على الشريط الساحلي الشرقي للجزيرة العربية. فاشتدت شوكتهم، وهددوا، بشكل مباشر، سلطان ابن الزبير الذي لم يجرؤ على التصدي لهم بسبب ضعفه، وبدا نجدة م ساويا في نفوذه لكل من عبد الملك وابن الزبير.
وعندما دخل العراق في حوزة عبد الملك، تصدي لخطر خوارج اليمامة، وكانوا بقيادة أبي فديك عبد الله بن ثور، فجرد عليهم حملة عسكرية اصطدمت بهم في المشقر في البحرين، دارت الدائرة فيها عليهم، وقتل أبو فديك واضطر أتباعه إلى التسليم.
وبهذا الشكل كان سقوط الخوارج النجدية في اليمامة والبحرين بحيث لم تقم لهم بعد ذلك قائمة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|