أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
754
التاريخ: 19-11-2016
503
التاريخ: 19-11-2016
527
التاريخ: 19-11-2016
517
|
الأوضاع الداخلية في عهد يزيد الثاني
خروج يزيد بن المهلب:
أظهرت الأحداث السياسية في عهد يزيد الثاني أن هذا الخليفة كان أسير عصبيته التي اقترفت بالتعصب الشديد للحزب القيسي. وكان من نتيجتها خروج يزيد بن المهلب. وتعود الأسباب الأولى لهذه الحركة إلى ذلك الخلاف القديم بين الحجاج وبين يزيد بن المهلب وهو الذي أدى إلى عزل هذا الأخير بفعل التناحر القبلي على الأرجح.
وأعيد اعتبار يزيد وأسرته في عهد سليمان بن عبد الملك من خلال سياسة الخليفة إقامة التوازنات القبلية، وعينه سليمان حاكماً على العراق والمشرق الإسلامي. وفي عهد عمر بن عبد العزيز أعيد يزيد إلى السجن بسبب تعارض سلوك الخليفة السياسي والاجتماعي مع سلوك آل المهلب ذوي النزعة الأرستقراطية، وكانت التهمة إخفاء الأوراق المطلوب تسليمها إلى الخلافة منذ العهد السابق المتأتية من إيراد خراسان، وغنائم حروبه في جرجان وطبرستان.
وجاءت الكارثة التي حلت بيزيد بن المهلب اليمني الانتماء عندما اعتلى يزيد بن عبد الملك، وهو المتعاطف مع الخط القيسي، سدة الخلافة. وكان يزيد بن المهلب هذا قد فر من سجنه في أواخر أيام عمر بن عبد العزيز، واستولى على البصرة، وعمل على تفجير الوضع الداخلي ضد السلطة والنظام معتمداً على أنصاره فيها، ورفض، في الوقت نفسه، دعوة أخيه حبيب بن المهلب الخروج إلى خراسان، الأرض الصالحة لمناوئة الأمويين، وكان سقوط البصرة وطرد حاكمها الأموي فرصة طيبة للمضي في حركته، وقد رفض عرضاً من الخليفة للتفاوض بشأن العفو عنه، تجنباً للاصطدام.
وتمادى في معارضته حين استولى على الكوفة، وعلى ما يلي البصرة من فارس والأهواز، وكاد يبسط سلطانه على العراق كله. ورفع شعاراً مناهضاً للنظام "إن جهاد أهل الشام أعظم أجراً وثواباً من جهاد الترك والديلم". وبايعه الناس على "كتاب الله وسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم وعلى ألا تطأ جنود أهل الشام بلادنا ولا بيضتنا ولا تعاد فيناً سيرة الحجاج".
وهكذا فإن حركة ابن المهلب كانت ضد العودة إلى جوهر السياسة التوسعية بما فيها استعمال جيش الشام في العراق وبقاؤه فيه. والظاهرة الملفتة للنظر، في هذه الحركة، ما روي عن انضمام فئة من الجيش الشامي إلى يزيد بن المهلب، في حين نجد أن عرب خراسان، والأزد منهم بشكل خاص، وهم عشيرة يزيد، لم يناصروا الثورة ولم ينضموا إليه، على الرغم من محاولته الفاشلة لاستقطابهم، وتعاون هؤلاء مع بني تميم في صده عن خراسان.
وأظهرت التحالفات التي حظي بها يزيد بن المهلب من أهل العراق وعيد التأييد لحركته، فإذا هي حركة انتقامية ضد تراث الحجاج، فكان الموقف العدائي من هذا الحاكم السابق هو القاسم المشترك بينه وبين أنصاره العراقيين.
غير أن هذه الحركة لم تكن سوى تدبير ارتجالي مؤقت دون تخطيط منظم، ومرتبط بقائدها الذي كان ملاحقاً من قبل السلطة وجبراً على الهرب من وجهها. وكانت هذه السلطة لا تزال تمسك بزمام المبادرة في العراق، وتمكنت من تصفية هذه الحركة على يد مسلمة بن عبد الملك الذي قضى على يزيد بن المهلب وحركته بعد معركة قصيرة.
كانت حركة يزيد بن المهلب إحدى أهم الحركات المعارضة للنظام في عهد يزيد الثاني، إذا ما استثنينا ما قام به الخوارج من تحرك محدود بقيادة شوذب، بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، واستطاع أن يهزم عدة جيوش عراقية أرسلت لقمع حركته إلا أنه انهزم أمام سعيد بن عمر الحرشي الذي قاد جيشاً أموياً من عشرة آلاف مقاتل اصطدم به واستطاع القضاء عليه.
ظهور الدعوة العباسية:
في الوقت الذي ارتحل فيه رجال بني أمية إلى الشام حيث أقاموا لهم دولة مترامية الأطراف، ظل منافسوهم من بني هاشم يقيمون في المدينة، وقد انقسموا، بفعل الظروف المحيطة بهم والتيارات السياسية التي عمت المجتمع الإسلامي، إلى فرعين: أحدهما يمت إلى علي بن أبي طالب، والآخر إلى العباس عم النبي. وكان لكل فرع طموحاته التي راح يعمل على تحقيقها بعد قليل من الوقت، إنما كانت تربطهما علاقة قائمة على الود والصفاء والمصلحة المشتركة بشكل عام، ألا وهي العداء لبني أمية. والراجح أن الناس، في الوقت، لم يفرقوا بين آل البيت وإن كان هؤلاء بيوتاً مختلفة لكل دوره ومكانته.
وفي أواخر القرن الأول الهجري كان يرأس بنو العباس محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ويعيش في الحميمة في حين آل أمر الشيعة الكيسانية إلى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية الملقب بالمهدي. وراح أبو هاشم هذا يدعو إلى نفسه سراً بفعل ملاحقة السلطات لزعماء الشيعة وقمع الحركات الشيعية المعارضة. وقد ناصره العديد من الأنصار الذين أخذوا يروجون لدعوته.
وتوفي أبو هاشم آخر إمام للشيعة الكيسانية في عام (98 هـ/ 716 م) ولم يكن له عقب، فاستغل العباسيون هذه الفرصة واندمجوا في الشيعة الكيسانية. واستغلها علي بن عبد الله العباسي لصالحه باعتباره أكبر القوم سناً من الفرعين الهاشميين والمتكلم باسمهم دون أن ينازعه أحد، أو يشك في نواياه. وكان من الطبيعي أن ينظر آل البيت بعين الرضا إلى كل تنظيم يدعوا إلى آل محمد بغض النظر عن البيت الذي ينتمي إليه.
وتوافدت الشيعة على خليفته الإمام محمد بن علي لمبايعته. وكان أول من قدم منهم ميسرة العبدي وأبو عكرمة السراج ومحمد بن خنيس وحيان العطار، وقالوا له: "أبسط يدك لنبايعك على طلب هذا السلطان. لعل الله أن يحي بك العدل، ويميت بك الجور، فإن هذا وقت ذلك وأوانه، والذي وجدناه مأثوراً عن لمائكم".
وأمر محمد بن علي الدعاة بالتركيز على خراسان، المصر الأكثر تشنجاً، والأكثر حنقاً على بني أمية، خاصة بعد أن فرقت العصبية العرب هناك وقسمتهم قسمين. قسم مع الأمويين، وهم عرب مضر، وقسم ضدهم وفيهم اليمن. ثم وجه ميسرة إلى العراق ومحمد بن خنيس وأبا عكرمة السراج وحيان العطار إلى خراسان، وأمرهم بالدعاء له ولأهل بيته في رفق وستر. وكان الدعاة يترددون على الشراة لبحث خطط الدعوة مع الإمام وينقلون إليه ما آلت من نجاح وانتشار.
وازدادت الحركة العباسية عنفاً في عهد هشام الذي خلف يزيد الثاني، وتوسعت وامتدت شبكاتها فشملت العراق والفرس لكنها تميزت بالقوة الطاغية في خراسان. ولم تكن السلطات على علم بنشاط الدعاة في بادئ الأمر، ثم راحت تطارد أتباع الدعوة بعدما انكشف أمرهم، وتعتقل بين الفينة والفينة عدداً من الأشخاص بتهمة الانتماء إليها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|