المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

تابلو ، وليم هنري فوكس
2-11-2015
هل في القرآن تعابير جافية ؟
24-09-2014
Consonants
2024-05-08
توبة أبي لبابة
23-5-2020
الوقف
29-9-2016
الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي.
19-12-2017


غزوة السلسلة شاهد على شجاعته (عليه السلام)  
  
3867   10:58 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص123-126.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2019 2578
التاريخ: 22-10-2015 8340
التاريخ: 2-5-2016 3313
التاريخ: 4-3-2019 2476

كانت غزاة السلسلة وذلك ان أعرابيا جاء إلى النبى (صلى الله عليه واله) فجثا بين يديه وقال له: جثتك لا نصح لك قال: وما نصيحتك؟ قال قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل وعملوا ان يبيتوك بالمدينة ووصفهم له فأمر النبى (صلى الله عليه واله) أن ينادى بالصلاة جامعة، فجتمع المسلمون وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان هذا عدو الله وعدوكم قد عمل على ان يبيتكم فمن لهم؟ فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا: نحن نخرج اليهم يا رسول الله، فول علينا من شئت فاقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم، فاستدعى أبا بكر فقال له: خذا اللواء وامض إلى بنى سليم، فانهم قريب من الحرة فمضى ومعه القوم حتى قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة والحجر وهم ببطن الوادي والمنحدر اليه صعب فلما صار أبو بكر إلى الوادي وأراد الانحدار خرجوا اليه، فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا وانهزم أبو  بكر من القوم، فلما قدموا على النبى (صلى الله عليه واله) عقده لعمر بن الخطاب وبعثه اليهم فكمنوا له تحت الحجارة والشجر فلما ذهب ليهبط خرجوا اليه فهزموه فسآء رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك فقال له عمرو بن العاص: ابعثنى يا رسول الله اليهم فان الحرب خدعة فلعلى أخدعهم، فأنفذه مع جماعة ووصاه فلما صار إلى الوادي خرجوا اليه فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة، ومكث رسول الله (صلى الله عليه واله) اياما يدعو عليهم، ثم دعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فعقد له ثم قال: أرسلته كرارا غير فرار، ثم رفع يديه إلى السماء وقال اللهم ان كنت تعلم انى رسولك فأحفظني فيه وافعل به وافعل فدعا له ما شاء الله.

وخرج علي بن أبى طالب (عليه السلام) وخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) لتشييعه وبلغ معه إلى مسجد الاحزاب، وعلي (عليه السلام) على فرس أشقر مهلوب، عليه بردان يمانيان وفي يده قناة خطية فشيعه رسول الله (صلى الله عليه واله) ودعى له وأنفذ معه فيمن أنفذ أبابكر وعمرو بن العاص، فسار بهم نحو العراق متنكبا للطريق حتى ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه، ثم أخذ بهم على محجة غامضة، فسار بهم حتى استقبل الوادي من فمه وكان يسير الليل ويكمن النهار، فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يعكموا الخيل ووقفهم مكانا وقال: لا تبرحوا وانتبذ امامهم، فأقام ناحية منهم، فلما راى عمرو بن العاص ما صنع لم يشك ان الفتح يكون له، فقال لأبى بكر: انا أعلم بهذه البلاد من علي (عليه السلام)، وفيها ما هو أشد علينا من بنى سليم وهى الضباع والذئاب، فان خرجت علينا خفت أن تقطعنا فكلمه يخل عنا نعلو الوادي؟ قال: فانطلق أبوبكر فكلمه فأطال فلم يجبه أميرالمؤمنين (عليه السلام) حرفا واحدا فرجع اليهم فقال: لا والله ما أجابني حرفا واحدا فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب: أنت أقوى عليه فانطلق عمر فخاطبه فصنع به مثل ما صنع بأبي بكر، فرجع اليهم فأخبرهم انه لم يجبه فقال عمرو بن العاص انه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعلو الوادي فقال له المسلمون: لا والله ما نفعل ! أمرنا رسول الله (صلى الله عليه واله) أن نسمع لعلي (عليه السلام) ونطيع فنترك أمره ونطيع لك؟ فلم يزالوا كذلك حتى أحس أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالفجر فكبس القوم وهم غارون، فامكنه الله تعالى منهم ونزلت على النبى (صلى الله عليه واله)، {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1]

إلى آخرها فبشر النبي (صلى الله عليه واله) أصحابه بالفتح وأمرهم أن يستقبلوا أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستقبلوه والنبي (صلى الله عليه واله) يقدمهم، فقاموا له صفين فلما بصر بالنبي (صلى الله عليه واله) ترجل له عن فرسه فقال له النبى (صلى الله عليه واله): اركب فان الله ورسوله عنك راضيان، فبكى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فرحا فقال له النبى (صلى الله عليه واله): ياعلي لولا انني اشفق ان تقول فيك طوائف من امتى ما قالت النصارى في المسيح عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك.

وكان الفتح في هذه الغزاة لأمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة بعد ان كان من غيره فيها من الفساد ما كان واختص (عليه السلام) من مديح النبى (صلى الله عليه واله) فيها بفضائل لم يحصل منها شيء لغيره، وبان له من المنقبة فيها مالم يشركه فيه من سواه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.