المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التحاق الامام بركب رسول الله في حجة الوداع  
  
3450   11:29 صباحاً   التاريخ: 9-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص130-133.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-02-2015 3564
التاريخ: 9-02-2015 3160
التاريخ: 12-02-2015 3026
التاريخ: 7-11-2017 2771

تلا وفد نجران من القصص المنبئة عن فضل أميرالمؤمنين (عليه السلام) وتخصصه من المناقب بما بان من كافة العباد حجة الوداع وما جرى فيها من الاقاصيص، وكان امير المؤمنين (عليه السلام) فيها من جليل المقامات فمن ذلك ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان قد أنفذه (عليه السلام) إلى اليمن ليخمس ركازها يقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل والعين وغيرذلك، فتوجه لما ندبه اليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فأنجزه ممتثلا أمره فيه مسارعا إلى طاعته، ولم يأتمن رسول الله (صلى الله عليه واله) أحدا غيره على ما إئتمنه عليه من ذلك، ولاراى في القوم من يصلح للقيام به سواه، فأقامه (عليه السلام) نفسه في ذلك واستنابه فيه مطمئنا اليه ساكنا إلى نهوضه بأعباء ما كلفه فيه.

ثم اراد رسول الله (صلى الله عليه واله) التوجه إلى الحج، وأداء ما فرض الله تعالى عليه فيه، فأذن في الناس به وبلغت دعوته إلى أقاصي بلاد أهل الاسلام فتجهز الناس للخروج معه وحضر المدينة من ضواحيها ومن حولها و يقرب منها خلق كثير، وتأهبوا وتهيئوا للخروج معه، فخرج (صلى الله عليه واله) بهم لخمس بقين من ذي القعدة.

وكاتب أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالتوجه إلى الحج من اليمن ولم يذكر له نوع الحج الذي قد عزم عليه، وخرج (عليه السلام) قارنا للحج بسياق الهدى، وأحرم (عليه السلام) من ذي الحليفة وأحرم الناس معه ولبي من عند الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية حتى انتهى إلى كراع الغميم، وكان معه ركبانا و مشاة، فشق على المشاة المسير و أجهدهم السير و التعب به، فشكوا ذلك إلى النبى (صلى الله عليه واله) واستحملوه، فأعلمهم انه لا يجدلهم ظهر او أمرهم ان يشدوا على اوساطهم ويخلطوا الرمل بالنسل ففعلوا ذلك واستراحوا اليه.

وخرج اميرالمؤمنين (عليه السلام) بمن معه من العسكر الذي كان صحبه إلى اليمن، ومعه الحلل الذي كان أخذها من أهل نجران، فلما قارب رسول الله (صلى الله عليه واله) وسلم إلى مكة من طريق المدينة قاربها أميرالمؤمنين (عليه السلام) من طريق اليمن، وتقدم الجيش للقاء النبى (صلى الله عليه واله) وخلف عليهم رجلا منهم النبى (صلى الله عليه واله) وقد اشرف على مكة، فسلم عليه وخبره بما صنع وبقبض ما قبض وانه سارع للقائه أمام الجيش فسر رسول الله (صلى الله عليه واله) لذلك، وابتهج بلقائه، وقال له: بم أهللت ياعلى؟ فقال له: يارسول الله انك لم تكتب لى إهلالك ولاعرفته، فعقدت نيتي بنيتك، فقلت: اللهم إهلالا كاهلال نبيك وسقت معى من البدن أربعا وثلاثين بدنة.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): الله أكبر قد سقت أنا ستا وستين وأنت شريكي في حجى مناسكي وهديي فاقم على إحرامك وعد إلى جيشك.

 فجعل بهم إلى حتى نجتمع بمكة إنشاء الله تعالى، فودعه أميرالمؤمنين (عليه السلام) وعاد الى جيشه فلقيهم عن قرب فوجدهم قد لبسوا الحلل التى كانت معهم، فأنكر ذلك عليهم وقال للذي كان استخلفه عليهم: ويلك ما دعاك إلى أن تعطيهم الحلل من قبل أن ندفعها إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ولم أكن أذنت لك في ذلك؟ فقال: سئلونى أن يتجملوا بها ويحرموا فيها ثم يردوها على، فانتزعها أميرالمؤمنين (عليه السلام) من القوم وشدها في الاعدال، فاضطغنوا ذلك عليه، فلما دخلوا مكة كثرت شكايا هم من أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) مناديا فنادى في الناس: ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فانه خشن في ذات الله عزوجل غير مداهن في دينه، فكف القوم عن ذكره وعلموا مكانه من النبى (صلى الله عليه واله) وسخطه على من رام الغميزة فيه، وأقام أميرالمؤمنين (عليه السلام) على احرامه تأسيا برسول الله (صلى الله عليه واله)، وكان قد خرج مع النبى (صلى الله عليه واله) كثير من المسلمين بعير سياق هدى فأنزل الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، وشبك إحدى أصابع يديه على الاخرى، ثم قال (عليه السلام) لو استقبلت من أمرى ما استدبرته ما سقت الهدى، ثم أمر مناديه أن ينادى: من لم يسق منكم هديا فليحل وليجعلها عمرة، ومن ساق منكم هديا فليقم على احرامه، فأطاع في ذلك بعض الناس وخالف بعض، وجرت خطوب بينهم فيه، وقال منهم قائلون: ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أشعث أغبر ونلبس الثياب ونقرب النساء وندهن!

وقال بعضهم: أما تستحيون ! تخرجون ورؤوسكم تقطر من الغسل ورسول الله (صلى الله عليه واله) على احرامه؟ فانكر رسول الله على من خالف في ذلك وقال: لولا أنى سقت الهدى لأحللت وجعلتها عمرة، فمن لم يسق هديا فليحل، فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف، وكان فيمن أقام على الخلاف للنبي (صلى الله عليه واله) عمربن الخطاب، فاستدعاه رسول الله (صلى الله عليه واله) وسلم وقال له: ما لى أراك يا عمر محرما أسقت هديا؟ قال: لم أسق، قال: فلم لاتحل وقد أمرت من لم يسق الهدى بالإحلال؟ فقال: والله يارسول الله لا أحللت وأنت محرم ! فقال النبى (صلى الله عليه واله): انك لن تؤمن بها حتى تموت ! فلذلك أقام على انكار متعة الحج حتى رقا المنبر في امارته فنهى عنها نهيا مجددا وتوعد عليها بالعقاب.

ولما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) نسكه أشرك عليا في هديه وقفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون المعروف بغدير خم، وليس بموضع اذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعى، فنزل (عليه السلام) في الموضع ونزل المسلمون، وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أميرالمؤمنين على بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة في الامة من بعده، وقد كان تقدم الوحى اليه في ذلك من غير توقيت له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه، وعلم الله عزوجل انه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتأكيد الحجة عليهم فيه، فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } [المائدة: 67] يعنى في استخلاف على (عليه السلام) والنص بالامامة عليه {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] فأكد الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الامر فيه، وضمن له العصمة ومنع الناس منه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.