أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
7227
التاريخ: 12-08-2015
5346
التاريخ: 12-08-2015
2282
التاريخ: 22-2-2018
3345
|
السيد محمود الآلوسي أبو الثناء "1802-1854":صاحب التفسير المشهور بروح المعاني، وقد ألف في اللغة والمنطق، والتفسير ولكن الذي يعنينا أدبه، ومن آثاره في هذا الأدب مقاماته التي طبعت في كربلاء، وبعض قطع وصفية سجل فيها ما رآه من مناظر في بعض رحلاته، ولنستمع إليه يصف نثره كما قدره: "وكأني بك تجده -إن شاء الله تعالى- كتابًا تشد إليه الرواحل، وتطوى لنيل المُنى من فصوله وأبوابه المنازل، حيث تضمن مباحث لطيفة، ومطالب شريفة، ورسائل تقطر ظرفًا، ومسائل ترشح لطفًا، بنثر قرب حتى أطمع، وبعد على المتناول حتى امتنع كأنه من شرخ الشباب مسروق، ومن لذة وصال الأحباب مخلوق، بل لعمري لو أن كلامًا أذيب به صخرا، أو أطفئ بما يرشح من إهابه جمر، أو عولج بمعانيه مريض، أو جبر بمبانيه مهيض لكان هو ذلك الكلام الذي يقود سامعيه من بين الآداب إلى السجود، ويجري في قلب داعيه من ذوي الألباب جري الماء في العود".
لقد وضع نفسه في منزلة عالية، ولعله كان أحسن أهل جيله في العراق، وما علينا إلا أن نضرب مثلًا من هذا النثر لنتعرف على ما في ثنائه من حقيقة أو مبالغة، يقول في وصف القسطنطينية واصفًا ثغرها: "وأما الثغر، وما أدراك ما الثغر، فذاك الذي تنشق من حلاوة لمن محاسن ثناياه مرارة الخمر، وقد دلع لسانه بالافتخار، فجرى مطلق عنان الفخر في كل مضمار، وتلاسن البحران بلا مرا، فألقم البحر الأسود حجرًا بحر مرمرًا"، ولا أريد أن أمضي في بقية الوصف، فقد أسف فيه إسفافًا، وأتى بألفاظ بذيئة نابية لا تصدر عن أديب، وبحسبنا في هذه الجمل القصيرة ففيها من التكلف والركاكة، و ضحولة المعنى ما يغني عن الوقوف لديها طويلًا، فهو حين ذكر الثغر تذكر ثغر الحبيب، وجعل للثغر الملح لمن وثنايا، ولها حلاوة، وللخمر مرارة تنشق حسدا، فأي تعسف وأي ذوق، ثم تمادى في الترشيح فجعل له لسانًا اندلع بالافتخار، وما أبشع هذا الاندلاع، ثم جعل هذا اللسان جوادًا مطلق العنان، الجواد يحتاج إلى مضمار، ثم انظر الجملة التالية وما فيها من ضرورات، وتقديم وتأخير حتى يأتي بسجعة سخيفة تنتهي ببحر مرمرا.
ولم يتغير هذا الأسلوب لدى ابنه السيد عبد الله الآلوسي المتوفى سنة 1874، فها هو ذا يصف ليلة مطيرة، ويستخدم ذلك السجع الثقيل والاستعارات المفتعلة، وألوان البديع الصارخة: "وحاك الدوى بمكوك الريح من سدى البخار ولحمته شققا سودًا، وصبغها الليل فكانت ظلمات بعضها فوق بعض، وطنبها خيمة على أكتاف العراق في الطول والعرض، واشتد الريح والظلام، وشرح جنى الليل يخوف صبى النهار كلما أحس منه بقيام ... " إلخ.
وعلى الرغم من أن الزمن قد أوغل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبدت بوادر النهضة في كل من مصر والشام تؤتي ثمارها، ويتطور الفكر والخيال، ويتطور تبعًا لهما الأسلوب سواء كان تقليدًا مسجوعًا أو مرسلًا، فإن العراق لم يتأثر بعوامل هذه النهضة، وظل القوم عاكفين على الأدب القديم، وعلى النماذج الرديئة منه بصفة خاصة، ولم يكن لهم اتصال بالعالم الخراجي إلا عن طريق اللغة التركية أو زيارة عاصمة الخلافة، وهم معذورون ولا شك، فإذا حصلوا شيئًا من العربية وعلومها فبمجهودهم الخاص، دون عون الحكومة، بل إن الحكومة قد فرضت في مدارسها اللغة التركية تدرس بها كل العلوم، وصارت تزاحم العربية مزاحمة شديدة.
فإذا ذهبنا إلى بلاد الشام وجدنا منذ مستهل القرن التاسع عشر اهتمامًا قويًا باللغة وآدابها، ورأينا النهضة تتجه وجهة أدبية منذ ظهورها، بفضل الإرساليات التبشيرية، وما أثارته من جدل ديني وترجمات للكتب المقدسية على أن التخلص من الأسلوب الموروث في النثر لم يكن هينًا، ورأينا مباهاة الأدباء تظهر في محاكاتهم لأسلوب المقامات.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|