أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2385
التاريخ: 27-1-2016
3248
التاريخ: 30-12-2015
5736
التاريخ: 21-06-2015
4111
|
ابن شملال بن جابر بن مسلمة بن مسهر بن الحارث بن جشم بن أبي حارثة بن جدي بن بدول بن بحتر، أبو عبادة وأبو الحسن والأول أشهر، البحتري الطائي الشاعر المشهور. كان فاضلا أديبا فصيحا بليغا شاعرا مجيدا وكان بعض أهل عصره يقدمونه على أبي تمام بادئ الرأي ويختمون به الشعراء وروى عنه شعره أبو العباس المبرد وابن المرزبان محمد بن خلف وأبو بكر الصولي والمحاملي أبو عبد الله.
ولد بمنبج من أعمال حلب وبها نشأ وتنبل وقال
الشعر، ثم صار إلى أبي تمام وهو بحمص فعرض عليه شعره وكان يجلس للشعراء فيعرضون
عليه أشعارهم فلما سمع أبو تمام شعره أقبل عليه وقال له أنت أشعر من أنشدني
وللبحتري تصرف حسن في ضروب الشعر سوى الهجاء فإنه لم يحسنه وأجود شعره ما كان في
الأوصاف وكان يتشبه بأبي تمام في شعره ويحذو حذوه وينحو نحوه في البديع الذي كان
أبو تمام يستعمله ويراه إماما ويقدمه على نفسه ويقول في الفرق بينهما قول منصف إن
جيد أبي تمام خير من جيدي ورديئي خير من رديئه.
وقال
له الحسين بن إسحاق يوما إن الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام فقال والله ما
ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام والله ما أكلت الخبز إلا به ولوددت أن الأمر
كما قالوا ولكني والله تابع له لائذ به نسيمي يركد عند هوائه وأرضي تنخفض عند
سمائه.
وحدث محمد بن علي الأنباري قال سمعت البحتري
يقول أنشدني أبو تمام يوما لنفسه: [البسيط]
(وسابح هطل التعداء هتان ... على الجراء أمين
غير خوان)
(فلو تراه مشيحا والحصى زيم ... بين السنابك من
مثنى ووحدان)
(أيقنت إن تتثبت أن حافره ... من صخر تدمر أو من
وجه عثمان)
ثم قال لي: ما هذا الشعر؟ قلت: لا أدري قال: هو
الاستطراد قلت: وما معنى ذلك؟ قال: يريك أنه يريد وصف الفرس وهو يريد هجاء عثمان.
قال المؤلف الفقير: وهذا هو الذي ذكره علماء
البديع في تعريف الاستطراد وقد نحا البحتري نحو أبي تمام فوصف فرسا واستطرد إلى
هجو حمدويه الأحول فقال: [الكامل]
(ما إن يعاف قذى ولو أوردته ... يوما خلائق
حمدويه الأحول)
وهو من قصيدة امتدح بها محمد بن علي القمي وكان
حمدويه عدوا له فهجاه في عرض مدحه لمحمد القمي وكانت ولادة البحتري سنة ست ومائتين
وتوفي بمنبج بمرض السكتة سنة أربع وثمانين ومائتين وله كتاب الحماسة على مثال
حماسة أبي تمام وكتاب معاني الشعر وديوان في مجلدين جمعه أبو بكر الصولي ورتبه على الحروف وجمعه أيضا علي بن حمزة الأصبهاني
الأخباري ورتبه على الأنواع كما صنع بشعر أبي تمام ومن غرر شعره في المديح قصيدته
الرائية التي مدح بها المتوكل على الله يهنئه بعيد الفطر ويذكر خروجه فيه للصلاة
قال:[ الكامل]
(الله مكن للخليفة جعفر ... ملكا يجمله الخليفة جعفر)
(نعمى من الله اصطفاه بفضلها ... والله يرزق من
يشاء ويقدر)
ومنها: [الكامل]
(بالبر صمت وأنت أفضل صائم ... وبسنة الله
الرضية تفطر)
(فانعم بيوم الفطر عينا إنه ... يوم أغر من
الزمان مشهر)
(أظهرت عز الملك فيه بجحفل ... لجب يحاط الدين
فيه وينصر)
(خلنا الجبال تسير فيه وقد غدت ... عددا يسير
بها العديد الأكثر)
(والخيل تصهل والفوارس تدعي ... والبيض تلمع
والأسنة تزهر)
ومنها: [الكامل]
(حتى طلعت بضوء وجهك فانجلى ... ذاك الدجى
وانجاب ذاك العثير)
(وافتن فيك الناظرون فأصبع ... يوما إليك بها
وعين تنظر)
(يجدون رؤيتك التي فازوا بها ... من أنعم الله
التي لا تكفر)
(ذكروا بطلعتك النبي فهللوا ... لما طلعت من
الصفوف وكبروا)
(حتى انتهيت إلى المصلى لابسا ... نور الهدى
يبدو عليك ويظهر)
(ومشيت مشية خاشع متواضع ... لله لا يزهو ولا يتكبر)
(فلو ان مشتاقا تكلف فوق ما ... في وسعه لسعى
إليك المنبر)
وله
من قصيدة يمدح بها علي بن مر: [البسيط]
(لم يبق من جل هذا الناس باقية ... ينالها الفهم
إلا هذه الصور)
(جهل وبخل وحسب المرء واحدة ... من تين حتى يعفى
خلفه الأثر)
(إذا محاسني اللاتي أدل بها ... كانت ذنوبي فقل
لي كيف أعتذر)
(أهز بالشعر أقواما ذوي وسن ... في الجهل لو
ضربوا بالسيف ما شعروا)
(علي نحت القوافي من مقاطعها ... وما عليّ إذا
لم تفهم البقر)
ومنها في المديح: [البسيط]
(لولا علي بن مر لاستمر بنا ... خلف من العيش
فيه الصاب والصبر)
(عذنا بأروع أقصى نيله كثب ... على العفاة وأدنى
سعيه سفر)
(ألح جودا ولم تضرر سحائبه ... وربما ضر في
إلحاحه المطر)
(مواهب ما تجشمنا السؤال لها ... إن الغمام قليب
ليس يحتفر)
ومن غرر شعره في الأوصاف قوله يصف إيوان كسرى: [الخفيف]
(حضرت رحلي الهموم فوجهت ... إلى أبيض المدائن عنسي)
(أتسلى عن الخطوب وآسى ... لمحل من آل ساسان درس)
(ذكرتنيهم الخطوب التوالي ... ولقد تذكر الخطوب وتنسي)
(وهم خافضون في ظل عال ... مشرف يحسر العيون ويخسي)
(مغلق بابه على جبل القبق ... إلى دارتي خلاط ومكس)
(نقل
الدهر عهدهن عن الجدة ... حتى غدون أنضاء لبس)
(فكان الجرماز من عدم الأنس ... وإخلاله بنية رمس)
(لو تراه علمت أن الليالي ... جعلت فيه مأتما
بعد عرس)
(وهو ينبيك عن عجائب قوم ... لا يشاب البيان فيه
بلبس)
(فإذا ما رأيت صورة أنطاكية ... ارتعت بين روم وفرس)
(والمنايا مواثل وأنوشروان ... يزجي الصفوف تحت الدرفس)
(في اخضرار من اللباس على أصفر ... يختال في
صبيغة ورس)
(وعراك الرجال بين يديه ... في خفوت منهم وإغماض
جرس)
(من مشيح يهوي بعامل رمح ... ومليح من السنان بترس)
(تصف العين أنهم جد احياء ... لهم بينهم إشارة خرس)
(يغتلي فيهم ارتيابي حتى ... تتقراهم يداي بلمس)
(قد سقاني ولم يصرد أبو الغوث ... على العسكرين
شربة خلس)
(من مدام تخالها ضوء نجم ... نور الليل أو مجاجة
شمس)
(وتراها إذا أجدت سرورا ... وارتياحا للشارب المتحسي)
(أفرغت في الزجاج من كل قلب ... فهي محبوبة إلى
كل نفس)
(حلم مطبق على الشك عيني ... أم أمان غيرن ظني وحدسي)
(وكأن الإيوان من عجب الصنعة
... جون في جنب أرعن جلس)
(يتظنى من الكآبة أن يبدو ... لعيني مصبح أو ممسي)
(مزعجا بالفراق عن أنس إلف ... عز أو مرهقا
بتطليق عرس)
(عكست حظه الليالي وبات المشتري ... فيه وهو
كوكب نحس)
(فهو يبدي تجلدا وعليه ... كلكل من كلاكل الدهر مرسي)
(لم يعبه أن بز من بسط الديباج ... واستل من ستور
الدمقس)
(مشمخر تعلو له شرفات ... رفعت في رءوس رضوى وقدس)
(لابسات من البياض فما تبصر ... منها إلا غلائل برس)
(ليس يدرى أصنع إنس لجن ... صنعوه أم صنع جن لإنس)
(غير أني أراه يشهد أن لم ... يك بانيه في
الملوك بنكس)
(وكأني أرى المواكب والقوم ... إذا ما بلغت آخر حسي)
(وكأن الوفود ضاحين حسرى ... من وقوف خلف الزحام
وخنس)
(وكأن القيان وسط المقاصير ... يرجعن بين حور ولعس)
(وكأن اللقاء أول من أمس ... ووشك الفراق أول أمس)
(وكأن الذي يريد اتباعا ... طامع في لقائهم بعد خمس)
(عمرت للسرور دهرا فصارت ... للتعزي ربوعهم والتأسي)
(فلها أن أعينها بدموع ... موقفات على الصبابة حبس)
(ذاك عندي وليست الدار داري ... باقترابي منها
ولا الجنس جنسي)
(غير
نعمى لأهلها عند أهلي ... غرسوا أعلى رباطها خير غرس)
(أيدوا ملكنا وشدوا قواه ... بكماة تحت الستور وحمس)
(وأعانوا على كتائب أرباط ... بطعن على النحور ودعس)
(وأراني أنا بعد أكلف بالأشراف ... طرا من كل
سنخ وأس)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|