أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2018
2196
التاريخ: 23-9-2016
15015
التاريخ: 24-9-2016
1368
التاريخ: 2024-07-24
385
|
عصور ما قبل التأريخ وعصر فجر السلالات:
إن عصور ما قبل التأريخ [للمناطق الجنوبية والوسطى لبلاد وادي الرافدين] تنطبق [وتتشابه في بعض الصفات] على شمالي العراق، فقد رأينا كيف أن الأدوار القديمة من تلك العصور اقتصر وجودها على شمالي العراق ولا سيما العصور الحجرية القديمة والحديثة، دون السهل الرسوبي من وادي الرافدين، فنحيل القارئ على ذلك الفصل وكذلك الفصل الخاص بالعصر الحجري المعدني، ومثل ذلك يقال بالنسبة إلى عصر فجر السلالات الذي تطرقنا فيه إلى أدوار بعض المدن الآشورية مثل مدينة آشور ونينوى في ذلك العصر.
بلاد آشور في العهد الآكدي وعهد سلالة "أور" الثالثة:
دخلت بلاد آشور في العصور الآكدي الذي تلا عصر فجر السلالات ضمن النطاق السياسي والثقافي للإمبراطورية الآكدية (2330 – 2371 ق.م) (1). وقد وجدت نصوص كتابية في بلاد آشور من هذا العهد. ففي الطبقة السادسة من معبد الآلهة "عشتار" في نينوى وجدت أسطوانات حجرية بعضها منقوش بكتابة من عهد الملك الآكدي "نرام ــ سين"، وهي شبيهة بما وجد في مدينة "نفر" للملك نفسه (2)، وجاء في كتابه للملك الآشوري "شمسي ــ أدد" الأول من العهد الآشوري القديم التالي أن الذي شيد معبد عشتار في نينوى قبله كان الملك الآكدي "مانشتوسو"، بن سرجون، ووجد في مدينة آشور "قلعة الشرقاط) بعض النصوص القصيرة باسم هذا الملك الآكدي وهو ملقب يلقب "ملك العالم (3) (Shar Kishshati). وتكرر ورود اسم مدينة آشور بهيئة " آ ــ شور" (A-shur) في النصوص بأنها كانت تدار من جانب حكام تابعين إلى الدولة الآكدية. ويبدو من جماع هذه الإشارات أن مدينة آشور كانت مركزاً إداريا مهماً من مراكز الامبراطورية الآكدية في بلاد آشور. ووجد في أثناء التنقيبات التي أجراها الألمان في المدينة (1914 – 1904) أبنية ضخمة من العصر الآكدي، من بينها بقايا قصر واسع بجوار "زقورة" الإله أنليل، وهو شبيه بالقصر أو الحصن الضخم الذي شيده "نرام ــ سين" في تل براك، في أعالي الخابور. ووجد في أحد البيوت الكبيرة في المدينة نفسها رأس دبوس (Mace head) من حجر "الهمتايت" (حجر الدم)، منقوش بكتابة قصيرة باسم الملك الآكدي "رموش"، وهو ملقب يملك العالم. وعثر في نينوى في معبد الآلهة عشتار على رأس من البرونز المسبوك بعد من القطع الفنية الفريدة، وهو يمثل أما مؤسس السلالة سرجون أو حفيدة "نرام ــ سين".
ولعل أوضح تأثير ثقافي خلفه العهد الآكدي في بلاد آشور ما تركته اللهجة الآكدية في اللغة الآشورية القديمة المشتقة منها، بحيث يصح القول إن اللغة الآشورية من العصر الآشوري القديم "الألف الثاني ق.م) كانت أقرب إلى الآكدية القديمة من اللغة البابلية في العصر البابلي القديم المضاهي للعصر الآشوري القديم، وهو العهد الذي يحدد لظهور الآشورية القديمة والبابلية القديمة من الآكدية "الام". وكذلك يقال بالنسبة إلى احتفاظ أسماء الأعلام الآشورية بالصيغ الآكدية القديمة، الأمر حمل بعض الباحثين على القول بأن الكثير من الآشوريين في العصر الآشوري القديم ينتمون إلى أصل أكدي (4). وفي الوسع الوقوف على أثر الثقافة الآكدية والوجود الآكدي في بلاد آشور من صيرورة الملوك الآكديين مثلاً أعلى يحتذى بهم من جانب الملوك الآشوريين في العصور التالية. والغريب في الأمر في هذا اباب أن ما تركه العهد الآكدي من ذكرى طيبة لدى الآشوريين المتأخرين، في الأدوار التي أعقبت العصر الآكدي. فقد نسب البابليون إلى الملوك الآكديين الآثام والمعاصي إزاء الآلهة ومعابدها، وعزوا سبب سقوط السلالة إلى غضب الإله مردوخ. ولعله يمكن تفسير هذه الظاهرة أنه بالإضافة إلى عمق أثر الثقافة الآكدية في الآشوريين، واحتمال أن الكثير من الآشوريين أو الطبقة الحاكمة منهم على الأقل من أصل اكدي، بان بلاد آشور لم ينشأ فيها نظام دول المدن في عصورها القديمة على غرار ما ظهر في بلاد بابل في عصر فجر السلالات وكان النظام الأنموذجي المحبب لدى سكان السهل الرسوبي في جنوبي العراق، فانصبت النقمة على ملوك السلالة الآكدية لأنهم حطموا نظام دول المدن وأقاموا بدلاً منه نظام مملكة القطر الموحدة، وكانت بلاد آشور وملوكها الذين جاؤوا من بعد الآكديين على العكس من ذلك بحيث إن الملوك الآكديين اعتبرهم الآشوريون وكأنهم ملوكهم القدماء، كما أن فكرة المملكة الموحدة الواسعة والإمبراطورية وما يتعلق بذلك من ألقاب سياسية أكدية قد تمسك بها أكثر من واحد من الملوك الآشوريين. فمن الألقاب الآكدية التي احتفظ بها ملوك بلاد آشور "ملك جميع الأقطار" (Shar Kishat Matati) و "ملك العالم" (Shar Kishshati، وكان أقدم من استعمله من الملوك الآشوريين الملك "شمسي ــ أدد" الاول، وهي ألقاب لم يستعملها البابليون كثيراً، باستثناء الملوك الكشيين الذي أخوها من الآشوريين على ما يرجح.
انتهى العهد الآكدي بهجمات جموع الكوتيين من المناطق الجبلية الشرقية. والمرجح كثيراً أن الكوتيين دمروا بلاد آشور ولم تقل فداحه التخريب عما وقع في بلاد آكد، كما تشير إلى ذلك الأدلة الآثارية. ففي المدن التي جرت فيها التحريات الآثرية في بلاد آشور مثل معبد الآلهة عشتار في آشور ومعبد الآلهة نفسها في نينوى وجدت آثار تدمير واسع في نهاية الطبقات الممثلة للدور الآكدي. والمرجح أن جموع الكوتيين اجتاحت أولاً بلاد آشور في طريق اندفاعها إلى الجنوب، حيث مركز الدولة الآكدية نفسها. على أننا لا نعرف كيف آلت إليه احوال البلاد الآشورية من بعد ترك الكوتيين لها، هل استقلت وقام فيها حكي محلي وطني او أنها دخلت تحت سلطة ملوك الكوتيين.
أما في عهد سلالة" أور" الثالث الذي أعقب فترة حكم الكوتيين فإن الأدلة المستقاة من كتابات ملوك هذه السلالة تشير إلى دخول بلاد آشور ومعظم المناطق الشرقية والشمالية الشرقية ضمن الأقاليم التابعة إلى امبراطورية "أور"، وقد جاءتنا أسماء بعض الحكام والولاة التابعين لملوك أور السومريين، مثل الحاكم المسمى "زريقم"، حيث وجدت كتابة في معبد الآلهة الملقبة "سيدة القصر" (Belat Ekallim) من اجل حياة سيده "امار ــ سين"، ملك أور (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وبتقدير آخر 2154 – 2334 ق.م.
(2) راجع CAH., I, part 2, (1971), P 733.
(3) راجع CAH., I, part 2, (1971), P 733.
(4) ذات المصدر، ص 735.
(5) عن "زاريقم" انظر: Hallo, in JNES, (1956), 220
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|