المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01



مقامه في غزوة الحديبية وصلحها  
  
3716   10:17 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص387-391.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان أمير المؤمنين هو الذي كتب بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) وبين سهيل بن عمرو حين ضرع إلى الصلح عند ما رأى توجه الأمر عليهم فقال له النبي (صلى الله عليه واله) اكتب يا علي:  بسم الله الرحمن الرحيم .

فقال سهيل هذا كتاب بيننا و بينك فافتتحه بما نعرفه و اكتب باسمك اللهم .

فقال (صلى الله عليه واله) امح ما كتبت .

فقال أمير المؤمنين لو لا طاعتك لما محوتها فمحاها و كتب باسمك اللهم .

فقال له النبي (صلى الله عليه واله) اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله (صلى الله عليه واله) سهيل بن عمرو.

فقال سهيل لو أجبتك في الكتاب الذي بيننا و بينك إلى هذا لأقررت بالنبوة امح هذا و اكتب اسمك .

فقال علي و الله إنه لرسول الله على رغم أنفك فقال سهيل اكتب اسمه يمضي الشرط فقال علي ويلك يا سهيل كف عن عنادك فقال (صلى الله عليه واله) امحها يا علي فقال إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة قال فضع يدي عليها فمحاها (صلى الله عليه واله) و قال لأمير المؤمنين إنك ستدعى إلى مثلها فتجيب على مضض و تمم الكتاب و كان نظام تدبير هذه الغزاة بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) وحقن الله دماء المسلمين .

وقد روى الناس له في هذه الغزاة فضيلتين اقترنتا بفضائله العظام و مناقبه الجسام عن قائد مولى عبد الله بن سالم قال لما خرج رسول الله في غزوة الحديبية نزل الجحفة فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن مالك بالروايا فغاب غير بعيد و عاد و قال ما أستطيع أن أمضي رعبا من القوم فقال اجلس ثم أنفذ رجلا آخر و كان حاله كذلك فدعا عليا (عليه السلام) و أرسله فخرج و هم لا يشكون في رجوعه لما شاهدوا من صعوبة الحال فخرج بالروايا و ورد و استقى و عاد و لها زجل فكبر النبي (صلى الله عليه واله) و دعا له بخير .

وفي هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال له يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك فأرددهم علينا فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تبين الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر يا رسول الله أبو بكر قال لا قيل عمر قال لا و لكنه خاصف النعل في الحجرة فتبادروا إليها ليعرفوا من هو فإذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام).

و قد روى جماعة أن عليا قص هذه القصة ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

وروي عن أبي جعفر عن أبيه (عليه السلام) قال انقطع شسع نعل رسول الله (صلى الله عليه واله) فدفعها إلى علي يصلحها ثم مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها و أقبل على أصحابه فقال إن منكم من يقاتل على التأويل كما يقاتل معي على التنزيل فقال أبو بكر أنا ذاك يا رسول الله فقال لا فقال عمر فأنا فقال لا فأمسكوا و نظر بعضهم إلى بعض فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لكنه خاصف النعل وأومأ إلى علي(عليه السلام) فإنه يقاتل على التأويل إذا تركت سنتي و نبذت و حرف كتاب الله و تكلم في الدين من ليس له ذلك فيقاتلهم على إحياء دين الله.

قلت إن كان المفيد قد ذكر هذا فقد أورد الترمذي في صحيحه ما يقاربه و هو عن ربعي بن خراش قال حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبة قال لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو و أناس من رؤساء المشركين فقالوا يا رسول الله خرج إليك ناس من أبنائنا و إخواننا و أرقائنا ليس لهم فقه في الدين فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان قالوا من هو يا رسول الله و قال عمر من هو يا رسول الله قال هو خاصف النعل و كان أعطى عليا نعله يخصفها قال ثم التفت إلينا علي فقال إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.