أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2019
![]()
التاريخ: 25-4-2018
![]()
التاريخ: 30-4-2018
![]()
التاريخ: 25-4-2018
![]() |
انشغل عدد من اللسانيين التشيكيين مثل فرباس ( 1959، ١٩٦٤ ) ودينر
(1968) لفترة من الوقت بالمنظور الجملي الوظيفي. و قد ميزوا في الجملة بشكل خاص بين الموضوع والتعليق [استعمل التشيكيون لفظتي theme و heme في حين استعملت معظم المدارس الاخرى لفظتي comment & topic على التوالي]. ويستند هذا التمييز على الفكرة القائلة ان بإمكاننا ان نميز بين ما نتكلم عنه (الموضوع) وما نقوله عنه (التعليق). وتوجد في بعض اللغات طرق شكلية للتمييز بين الموضوع والتعليق - وعندها يكون التصنيف شكليا. واحدى سبل وضع هذا التمييز هي في تسلسل الكلمات، كما هي الحالة في اللغة التشيكية حيث يكون الموضوع، اي ما نتكلم عنه، في الموقع الامامي للجملة. فان كانت للغة و اسمات واضحة للموضوع والتعليق، وفرعلينا الوصف اللغوي عددا من المشاكل، اذ سيكون التصنيف موسوما شكليا. ومن السهل نسبيا دائما ان نعطي اوصافا دلالية لتصانيف شكلية. غير ان الانكليزية ولغات اخرى كثيرة ( بضمنها العربية) ليس فيها تصنيف شكلي بسيط. ولن يكون بالتالي واضحا ماذا نقصد بالموضوع والتعليق. ويبدو في الواقع ان في الانكليزية اربع سمات على الاقل يمكن ربطها بالمفهوم.
اولا، من الممكن في الانكليزية ان نضع كلمة في بداية جملة ما عندما لا يكون هذا مكانها النحوي المألوف كما في:
The man over there l do like very much
(الرجل الذي هنأك لا احبه كثيرا).
وهذه وسيلة لذكر ما سنتكلم عنه اولا، وهي بهذا تعتبر بحق مثالا للتوضيح topicalization، الا انها ظاهرة نادرة نسبيا في الانكليزية. اننا نضع عادة الكلمات او العبارات في البداية لهذا الغرض، اضافة الى هذا، فإن كانت هذه الظاهرة موضوعا، فإنها توسم فقط عندما لا تكون الكلمات ان العبارات في اماكنها الطبيعية.
ثانيا، بوسعنا غالبا ان نختار تراكيب نحوية بدائلية يكون الفرق الرئيس فيها
ص183
في الموضوع. المثال الواضح هو المبني للمعلوم والمبني للمجهول:
John hit Bill
Bill was hit by John
يقول تشومسكي (1971) و جاكندوف ( ١٩٧٢ ) ان الاختيار يتحدد بالتوضيع، فيكون التركيب المختار هو الذي يجلب الموضوع الى مكان المبتدأ. غيرانه من غير الواضح ما اذا كان جون وبل هما الموضوع او ما نتكلم عنه، في اي مفهوم دلالي مستقل. وهناك خطر الدورانية بقولنا ان اسما ما نختاره مبتدأ لأنه موضوع، ثم لا نتمكن من تعريف الموضوع الا بالقول انه مبتدأ، علينا ان نبحث عن تحفيز دقيق لاختيار تركيب ها دون اخر بالإشارة الخاصة الى اختيار الموضوع. وقد يكون هناك سببان لاختيار المجهول. اولا، انها غالبا مسألة " تماسك " الحوار للإبقاء على نفس الفاعل _ركض الطفل في الطريق ودهس في سيارة، حيث تبدي هذه الجملة تماسكا اكثر من: ركض الطفل في الطريق ودهسته سيارة (سيكون المثال اوضح لو اعتمدنا الترجمة الحرفية للجملة الثانية على ما فيها من تكلف: ركض الطفل في الطريق والسيارة دهسته ). ثانيا، يستعمل المجهول عندما لا نعرف الذي فعل الفعل كما في: صرع الطفل، او حيث يهمل تحديده عمدا. وهذه احدى خواص التقارير العلمية حيث يستعمل المخبر المجهول لتجنب الاشارة الى نفسه: سخن الماء الى ٨٠ م. الا ان النقطة الاولى ليست اكثر من وسيلة اسلوبية. اما الثانية فنتيجة مباشرة لقواعد الانكليزية (والعربية الى حد ما) التي تتطلب لكل جملة فاعلا. وبهذا لن يكون اختيار التركيب المتضمن فاعلا او نائبا للفاعل، مسألة توضيع الا بمفهوم غامض جدا.
ثالثا، في الانكليزية وسائل واضحة في التعامل مع ما يعطى والجديد، اي المعلومات المعروفة مسبقا في الحوار والمعلومات المقدمة لأول مرة. ففي الانكليزية عدة طرة لإجراء هذا التمييز. بوسعنا ان نتجنب التكرار المفصل
ص184
لما يعطى باستعمال الضمائر_ ضمائر الشخص الثالث: هو/ هي / هم / هن، بدلا من الاسم المذكور سابقا: الولد الصغير، الرجل في الزاوية، الخ. وينطبق هذا لا على الضمائر فقط، بل على نائبات الفعل pro - verbs ايضا مثلا: فعل، في: جاء جون مبكرا وكذلك فعل فريد. هناك بالمثل نائبات النعت pro – form adjectives والظرف وحرف العطف -هكذا، اذن، الخ، و تشير جميعها الى شيء سبق ذكره مما لا يتطلب ذكره ثانية. كذلك نستعمل النبر الجملي sentence - stress او التشديد accent لهدف مماثل، حيث يكون القانون العام ان التشديد، اي النقطة التي يكون فيها هبوط او ارتفاع، يقع على آخر عنصر جديد، ثم يذكر ايما يتبع وبهذا لن يقع عليه التركيز. ففي جملة: جون ضرب - بل ثم ضربه فريد، يكون التشديد على فريد لأنها جديدة في الجزء الثاني من الجملة. اما ضرب والضمير المتصل فهما جزآن مما سبق ذكره. وبالمقابل، يقع التشديد في: جون رأى بل وفريد ضربه، على ضرب لان ضرب هي الجديدة الأن. يتبع من هذا ان التشديد لا يقع عادة على الضمير (لكن انظر الفقرة القادمة للاستثناءات). وقد يكون مهما ان الضمير في الافعال العبارية لا يمكن ان يرد مطلقا في موقع آخري في الجملة (الفعل العبارى هو الذي يتألف من كلمة الفعل + ظرف او اداة، وهو غير موجود في العربية). اذ على الرغم من اننا قد نقول كلا من:
He made up a story
He made a story up
فإننا لا نستطيع ان نقول:
He made up it
بل نقول فقط:
He made it up
يبدوان الموقع الآخري في الجملة اهم هن ان يخصص لما سبق ذكره.
ص185
ومن المحتمل ان ما اعطي اي ما ذكر، يكون قد أعطي من النص اللالغوي.، العام، وليس من الحوار اللغوي. ففي: الغلاية تفلي، يكون التشديد عادة، على الغلاية لان " تغلي" لا تخبر بشيء وليس فيها من جديد، اذ ماذا بوسع الغلاية ان تفعل غير ذلك؟.
رابعا، غالبا ما نستعمل التشديد للمقارنة ففي جملة: جون ضرب بل، قد نشدد أيا من الكلمات الثلاث. لكن هذا ليس مجرد توضيع، بل مقارنة. اننا لا نتكلم فقط عن جون او الضرب اوبل، لكننا نقول جون وليس شخصا آخر، ) الضرب وليس شيئا آخر، وبل وليس شخصا آخر. الاغرب من هذا، نستطيع ان نضع التشديد على الضمير المتصل (ـه) في: جون ضرب بل ثم فريد ضربه، لتعني ان فريد ضرب جون ولم يضرب بل. التفسيران التشديد على الضمير يعني المقارنة او المفارقة: ليس بل والاشارة الممكنة الوحيدة هي لـ جون. هناك استعمال مشابه، رغم انه اكثر مفارقة، مع ادوات النفي، حيث يلتقط التشديد من ليس او ما ليس.... فبوسعنا ان نشدد عدة كلمات في: لم يوقع الاساتذة العريضة، لتعني ان الآخرين فعلوا ذلك، اوانهم فعلوا شيئا
غير التوقيع اوانهم وقعوا شيئا آخر. وغالبا ما نكسب التأثير الدلالي نفسه: باستعمال التفسير: ان جون هو الذي ضرب بل، لم يكن الاساتذة هم الذين وقعوا العريضة (وبالنسبة للفعل نقول: ان ما فعله جون هوانه ضرب بل). الا ان هذه التفسيرات ليست دائما ممكنة مع النعت مثلا: انه ليس رجلا قاسيا، لم يركض سريعا، اذ لا نستطيع ان نقول: * ان قاسيا ليس هو رجلا، * ان سريعا لم يركض هو. اضافة الى هذا، نستطيع ان نشدد اجزاء من الكلمات - (انه حيوان برمائي , اي ليس حيوانا مائيا). التفسير بهذا التركيب غير ممكن هنا ابدا. لقد سبق ان اقترحنا ان هذه الاختلافات التشديدية قد تعالج بموجب البنى العميقة المبينة على التفسيرات. الا ان من الواضح ان ذلك لا يتحقق في
ص186
كل امثلتنا.
لدينا اذن اربع ظواهر على الاقل، يمكن معالجتها ضمن الموضوع والتعليق، وجميعها، كل ضمن مسارها الخاص بها، اجزاء من دلالة اللغة.
ص187
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|