التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
3- عهد خوفو وبناء الهرم الكبير
المؤلف: عبد العزيز صالح
المصدر: الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق
الجزء والصفحة: ص107-115
24-9-2016
2175
عهد خوفو:
ورث عرش سنفرو ولده "خنوم خوفوي"، أو خوفو كما اختصر اسمه قديمًا ولا زال يعرف به، واستفاد خوفو من خبرات رجال أبيه وجهود عهده، وتوفر له من سعة السلطان أكثر مما توفر لأبيه كما توفر لمصر في عهده من الإمكانيات المادية والكفايات الفنية أكثر مما توفر لها في عهد أبيه. وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من شهرته كصاحب الهرم الأكبر، فليس ما يعرف عن أخبار عهده غير القليل. ومن هذا القليل أنه عثر على اسمه منقوشًا على محاجر منطقة جنوبية بعيدة تقع في الصحراء الغربية شمال شرق أبي سنبل وشمال غرب توشكا. وقد استغل رجاله منجم الجمشت فيها، كما قطعوا أحجار الديوريت منها ونقلوا عددًا من كتلها الضخمة نحو 750 ميلًا إلى عاصمتهم ليصنعوا منها تماثيل مولاهم، وليرصفوا بها وأرضية معبده أيضًا فوق هضبة الجيزة، وخلدوا بذلك آيات جلدهم مثلما استطاع مولاهم أن يخلد سلطانه بضخامة هرمه.
وظهر اسم خوفو على بعض آثار معبد قديم في ميناء جبيل بلبنان، ووجدت معه أسماء ملوك مصريين آخرين سبقوه ولحقوا به من العصر العتيق ومن الدولة القديمة(1). وليس ما يعرف حتى الآن عن الصورة الأولى التي نشأ هذا المعبد عليها، فهو قد يكون معبدًا أموري الأصل، أراد الملوك المصريون أن يجاملوا أصحابه فأهدوهم هدايا ثمينة تحمل أسماءهم، وبهذا لم يمنعهم تمسكهم بدينهم المصري من أن يتسامحوا مع أرباب جيرانهم ويعملوا على إثراء معابدهم. وقد يكون معبدًا مصري الأصل شادته جالية مصرية تجارية أقامت في جبيل وعكفت فيه على عبادة أربابه المصريين وسجلت أسماء ملوكها على مقتنياته، أو يكون أخيرًا معبدًا مصريًّا كذلك أقامه أمراء جبيل مجاملة للمصريين المقيمين في مدينتهم، وتقبلوا له الهدايا من الفراعنة المصريين.
تعبيرات الهرم الأكبر:
ليس من شك في أن الهرم الأكبر الذي أقيم باسم خوفو فوق هضبة الجيزة شمال العاصمة القديمة منف، هو الشاهد الصريح على عظمة عهد صاحبه، وليس من شك كذلك في أن مهندس هذا الهرم قد استفاد من المحاولات والتجارب التي سبقت عهده والتي حاول أصحابها أن يتموا بها هيئة الهرم الكامل لمقابر ملوكهم لولا أن أنه بز محاولاتهم جميعها بضخامة هرمه الهائلة والدقة البالغة التي أتم بها بنيانه. فهرم خوفو قد شغل مساحة تقرب من 13 فدانًا، وبلغ ارتفاعه الأصلي نحو 146 مترًا(2) "أنقصتها العوامل الجوية إلى 139 مترًا"، واستخدم البناؤون في بنائه نحو مليونين وثلاثمائة ألف كتلة حجرية تراوحت زنة الواحدة منها بين الطنين والنصف والثلاثة أطنان وما هو أكثر(3)، وقد قطعوها جميعها من محاجر هضبة الجيزة التي شيدوا الهرم فوقها، فيما عدا الكساء الخارجي للهرم فقد قطعوا لوحاته السميكة الضخمة من محاجر طرة والمعصرة التي امتازت بأحجارها الجيرية الناصعة البياض، قرب ضفة النيل الشرقية المقابلة للضفة التي أقاموا الهرم على مقربة منها، وذلك فضلًا عما ذكرناه عن احتمال استخدامهم أحجار الديوريت في رصف أرضية معبد شعائره.
بُني الهرم أساسًا ليصبح ملجأ أمينًا لجثة الفرعون ومقتنياته الخاصة، وشاهدًا على ثرائه وسعة سلطانه، ووسيلة لخلود ذكره وذيوع شهرته، ودليلًا على رفعة شأنه في الدنيا وفي الآخرة، وصورة من صور رقي العمارة والفن في عهده. أي أنه لم يكن مجرد مقبرة في جبانة، ولم يكن مجرد جبل من الأحجار يشهد بجبروت صاحبه، وإنما كان ولا يزال عملًا فنيًّا في داخله وخارجه. وقد أطلق عليه صاحبه، أو أطلق عليه كهنته، اسم "آخت خوفو" بمعنى مشرق خوفو أو أفق خوفو، بناء على نفس الدافع الذي دعاهم إلى تسمية هرم أبيه "خع سنفرو" أي شع سنفرو" . وقد تصمن الهرم ثلاث حجرات كبيرة للدفن، حجرة أسفله نحتت في باطن الصخر وهجرت قبل أن ينتهي العمل فيها، وأخرى في باطنه تسمى خطأ باسم غرفة الملكة وهجرت هي الأخرى بعد أن أوشك العمل فيها على الانتهاء، وثالثة في نصفه العلوي دفن الفرعون فيها. وأدى تعدد هذه الحجرات إلى رأي مقبول، مؤداه أن الهرم بُني على ثلاث مراحل انتقل المهندس من مرحلة منها إلى أخرى نتيجة لازدياد خبراته وازدياد إمكانيات عهده ونتيجة لامتداد أجل فرعونه. فبنى الهرم في مرحلته الأولى ليكون هرمًا متوسط الحجم مائل الجوانب حاد الزوايا متساوي الخطوط يشبه هرم دهشور ولكن تقع حجرة دفنه في أسفله. ثم أزاد حجمه بعد فترة ما وقبل أن يتم بناءه وشاد حجرة دفن جديدة في باطنه، ثم أزاده للمرة الأخيرة وشاد حجرة الدفن الثالثة في نصفه العلي من أحجار جرانيتية هائلة وكان بارعًا حين أقام فوقها خمسة سقوف يتعاقب كل منها فوق الآخر بعد ارتفاع قليل، رغبة منه في تخفيف الضغط عن سقفها الأول الذي تألف من تسعة ألواح تزن في مجموعها نحو 400 طن. وجعل أربعة من هذه السقوف مسطحة، وبنى خامسها "وهو العلوي" مثلثًا على هيئة الجمالون لتوزيع ضغط البنيان العلوي من الهرم على جوانب الحجرة وسقوفها دون وسطها. ويصل بين غرفة الدفن الوسطى وغرفة الدفن العليا في باطن الهرم دهليز صاعد يعتبر آية من آيات الفن المعماري لعصره. ويبلغ طوله 153 قدمًا وارتفاعه 28 قدمًا، وقد كسيت الأجزاء السفلى من جانبيه بأحجار مصقولة ضخمة، وبرز كل مدماك من مداميكه العليا، وعددها سبعة في الجانبين، عن المدماك الذي يرتكز عليه بمقادير ثلاث بوصات، والتصق كل مدماك منها بالآخر وكل حجر منها بالآخر في إتقان شديد دفع بعض العلماء إلى المبالغة في تقديره بقولهم إن ما بين كل حجر وآخر لا يكاد يسمح للشفرة بالنفاذ منه. ومن الأوصاف الممتعة في تصوير مدى الدقة في بناء الهرم، ما يقال من أن متوسط الخطأ في طول جوانبه لا يعدو 1: 4000، وأن الخطأ في عمليات التربيع التي استخدمت فيه لا يعدو كسرًا عشريًّا يساوي دقيقة واثنتي عشرة ثانية، وأن معدل الخطأ في ضبط ضلعيه الشرقي والغربي لا يزيد عن 3: 100، أن الفواصل بين بعض أحجاره لا تزيد عن نصف ملليمتر.
ويتضح لخاصية الضخامة الفريدة مع البراعة الفائقة التي امتاز الهرم الأكبر بها أكثر من معنى ومدلول، فهي من الناحية السياسية تنم عن نظام من الحكم كان يسمح للفرعون صاحب الهرم بتصرف واسع في إمكانيات البلاد المادية والبشرية. وهي من الناحية المعمارية تشهد لمهندس الهرم أو مهندسيه(4) بدراية واسعة بمبادئ الهندسة وفن العمارة، وذلك بحيث لا يكاد العلم الحديث يجد خطأ واضحًا فيما أتموه. وهي من الناحية العملية تشهد للصناع الفنيين بمهارة أصلية في نحت الأحجار الضخمة وتسويتها وتثبيتها فيما يلائمها من جسم الهرم، ومهارة أصلية مماثلة في تنفيذ ما خططه المهندسون بنجاح كبير. وهي من الناحية البشرية تشهد لآلاف العمال العاديين الذين اشتركوا في بناء الهرم بجلد شديد وقوة احتمال كبيرة في قطع أحجاره الضخمة من محاجرها ونقلها ثم رفعها إلى مواضعها من بنائه. ثم هي من الناحية الإدارية تشهد لرجال الإدارة المشرفين على نظام العمل في الهرم بحظ كبير من الكفاية في رسم الخطط لتجميع آلاف العمال وتموينهم وحسن الاستفادة بهم وضمان استمرار قوتهم البدينة على مواصلة العمل، مع تنظيمهم وتقسيمهم فرقًا لا زالت بعض أسمائها مسجلة على أحجار متفرقة من جوانب الهرم(5).
ومن أمتع تعليقات المؤرخين القدامى عن الأهرام المصرية قول المؤرخ ديودور الصقلي في القرن الأول ق. م: "واتفقت الآراء على أن الأهرام لم تحظ في مصر بذلك المركز الممتاز لضخامة بنائها وباهظ تكاليفها فحسب، بل ولدقة بنائها أيضًا، ومهندسو المشروع أولى بالإعجاب فيما يقال من الملوك الذين دبروا المال لإنجازه؛ لأن المهندسين استنفذوا في إنجاز المشروع أرواحهم وهممهم، بينما استغل الملوك الأموال التي ورثوها ومجهودات الآخرين "الكتاب الأول: 64". ولم يكن المؤرخ الرحالة المسلم عبد اللطيف البغدادي أقل توفيقًا في القرن الثالث عشر الميلادي عن ديودور الصقلي في تعليقه على الأهرام المصرية بقوله: "فإنك إذا تبحرتها وجدت الأذهان الشريفة قد استهلكت فيها، والعقول الصافية قد أفرغت عليها مجهودها، والأنفس النيرة قد أفاضت عليها أشرف ما عندها لها، والملكات الهندسية قد أخرجتها إلى الفعل مثلًا هي غاية إمكانها، حتى إنها تكاد تحدث عن قومها وتخبر بحالهم، وتنطق عن علومهم وأذهانهم، وتترجم عن سيرهم وأخبارهم".
والواقع أن الهرم الأكبر لا يكاد يذكر إلا ويظهر معه التساؤل عما إذا كان المصريون قد شادوه وشادوا أمثاله، راضين أم مجبرين، مأجورين أم مسخرين. وإذا تركنا آراء الأقدمين إلى آراء الباحثين المحدثين، وجدنا كل عدد منهم قد ذهب مذهبه وتحمس له. فأكد هرمان يونكر أن روح الرضا والرغبة في الإبداع وإشباع المزاج الفني كانت غلابه على من تكفلوا ببنائه، وربما استطاعت عوامل التسخير والإجبار أن تبني الهرم الأكبر، وما هو أعظم من الهرم الأكبر، ولكنها لم تكن لتستطيع أن تبلغ به إلى ما بلغه بنيانه من الإتقان بحال ممن الأحوال. وأخذ برأي يونكر كثيرون وحوروا فيه. وأكد ألكسندر شارف من ناحيته أن تأليه المصريين لملوكهم وعبادتهم بعد موتهم هي التي دفعتهم إلى التفاني في بناء أهرامهم ومعابده، وأن حرص أفراد الطبقات الكادحة على أن يدفنوا حول هرم خوفوا حتى بعد أربعة قرون من وفاته يؤكد بقاء ذكراه الطيبة بينهم وتبركهم بمنطقته ويبعد عنه سمة العتاة المستبدين. وأخذ برأيه هو الآخر كثيرون وحوروا فيه. بينما ظهرت آراء أخرى ذهبت إلى النقيض، فلم تر في هرم خوفو وأمثاله سوى أثرة الفراعنة المصريين واستبدادهم وسوء استغلالهم للقوة البشرية والإمكانيات المادية في أرضهم، ولم تر غير عوامل التسخير وحدها هي القادرة على إقامة الأهرام وتوابعها.
ونعتقد من جانبنا أنه من الإسراف أن يقتصر القول على عامل واحد يسر لخوفو بناء هرمه أيًّا ما كان هذا العامل، أو افتراض وسيلة واحدة أو عقيدة واحدة خضع لها كل القائمين على بناء هرمه. فليس من. اليسير أن نفترض، كما ذهب يونكر، أن كل من كدحوا في سبيل بناء الهرم كانوا يشبعون مزاجهم الخاص، وإن أمكن أن نفترض مثل هذا المزاج الخالص لكبار المهندسين ورؤساء الصناع ذوي الأجور العالية.
وليس من اليسير كذلك أن نفترض، كما ذهب شارف، أن كل من حشدوا لبناء الهرم كانوا يهللون لما جمعوا له باسم الدين وتأليه الفرعون كما يقول، وأكثرهم من الفقراء الكادحين في سبيل لقمة العيش. وليس من اليسير أخيرًا أن نجعل القسوة أو السخرة علمًا على سلطان الفراعنة المصريين على الإطلاق ودون استثناء، كما ذهب أصحاب الرأي الثالث لمجرد ضخامة آثارهم. ونرى أنه من الأفضل أن نتصور للقضية كل أطرافها المحتملة على ضوء من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والروحية التي عاش في ظلها صاحب الهرم والقائمون على تشييد الهرم.
فقد اعتمد مصر القديمة في أغلب حياتها الزراعية على دورة زراعية سنوية رئيسية واحدة كانت تؤدي إلى تعطل المزارعين عدة شهور من كل عام. وفي هذه الشهور، أو في البعض منها، اعتاد الحكام أن يعملوا على تجميع أعداد كبيرة من عمال الأرض وزراعها؛ ليقوموا بخدمة مشاريع الحكومة العامة ومنشآت الفرعون الخاصة أساسًا، ثم ليتكسبوا من العمل في هذه المشاريع والمنشآت مورد رزق مناسب لهم في مواسم تعطلهم عن العمل ضمنًا "وذلك إلى جانب الصناع الفنيين الدائمين". وأشار المؤرخون الإغريق الذين زاروا مصر في أواخر عصورها القديمة إلى مثل هذا الوضع. فذكروا أنهم سمعوا أن العمل في الهرم كان يجري "وعلى الأصح كان يشتد" في مواسم الفيضان بخاصة، وفي مواسم التعطل عن الزراعة كل عام. وترتب على ذلك فيما رووه أن بناء الهرم الأكبر وتوابعه قد استغرق نحو عشرين عامًا ولم يتم في وقت قصير.
واعترفنا من قبل بأنه توفر للفراعنة المصريين نظام من الحكم المطلق أتاح لهم إشرافًا واسعًا وهيمنة كبيرة على موارد البلاد وإمكانياتها المادية والبشرية، ونضيف إلى ذلك أن نفس هذا النظام من الحكم أتاح لحكوماتهم سلطانًا إداريًّا واسعًا، وجعل لها الحق في أن تكلف من تشاء من القادرين على العمل من السكان، بالعمل في مشروعاتها ومشروعات الفراعنة الدنيوية والدينية، حيثما أرادت وهو تكليف "أو تسخير" لم يكن يُعفى منه فيما يرجح غير طوائف المتعلمين من موظفي الدولة وكهنة المعابد الكبار وربما كبار أعيان المدن والقرى أيضًا.
وإلى جانب السيطرة السياسية والاقتصادية والإدارية الواسعة التي توافرت للفراعنة وحكوماتهم، استحب الفراعنة لأنفسهم، وأكد لهم أشياعهم، قدرًا كبيرًا من القداسة الروحية والسيادة الدينية على رعاياهم "وإن لم يصل هذا القدر إلى حد التأله الصريح". فالفرعون رأس الحكومة، كان يعتبر بالتالي رأس الديانة ووريث الأرباب. وكان فيما صورته مذاهب الدين يعتبر من المتحكمين في شئون الآخرة والمهيمنين على مصائر أهلها. وآزر رجال الحاشية والكهان فراعنتهم فيما ادعوه لأنفسهم من قداسة وسيادة، ورددوه في نصوصهم الدنيوية والدينية مرارًا وتكرارًا. فآمنت بهذا الذي ادعاه الفراعنة والكهان وأهل البلاط عهود، وكفرت به عهود أخرى. وسلمت بصحته طوائف وتجاهلته طوائف عداها. غير أن الفراعنة استطاعوا في أغلب أحوالهم أن يستغلوا سلطانهم الديني والروحي التقليدي أوسع استغلال واستطاعوا أن يوجهوه لتنفيذ رغائبهم وإقامة منشآتهم. وليس من المستبعد أن الكهان كانوا يتعمدون في مواعظهم أن ييسروا على الكادحين في سبيل تحصيل الرزق شقاءهم. ويخففوا عن المكلفين بمشروعات الفرعون متاعبهم، بشيء من الأمل فيما ينتظرهم في الآخرة من الشفاعة والرضا وحسن الجزاء من فراعنتهم الذين أوهموهم أنهم سوف يتحكمون في شئون الحياة الثانية كما تحكموا في شئون الحياة الدنيا سواء بسواء.
ولكن ألم يكن أولى بفراعنة البلاد أن يعملوا على توجيه الجهود التي بذلها رعاياهم في تشييد أهرامهم ومعابدها إلى أنواع عمرانية أخرى يعم نفعها على جمهرة شعبهم؟ ليس من شك في أننا لو حكمنا منطق عصرنا الحالي، لأجبنا بالإيجاب، وأن ذلك كان أولى بهم وأنفع لشعبهم فعلًا. ولكن علينا أن نعترف من ناحية أخرى أنه كان للدولة مشاريعها لعمرانية العامة فعلًا وهي ما كلفت لها الثراء العريض، وأن نقدر من ناحية أخرى أن لكل عصر منطقه، وأن المبادئ التي يتبينها أو يعتنقها عصر معين ليس من الضروري أن يتبينها عصر آخر أو يسلم بها. ثم إنه ليس أيسر على أنصار الحاكم في كل مجتمع وكل زمان من أن يقنعوا أنفسهم أو يخدعوا أنفسهم ويخدعوا الناس معهم، بأن حاكمهم يعتبر دائمًا رمزًا لشعبه، وأنه ما من بأس في أن تبذل الدولة والشعب في سبيله كل مرتخص وغال، وأنه سوف يرفع من سمعة أهل عهده أن يشيدوا له آثارًا تفوق ما شيده أسلافهم لسلفه، ويرفع ذكرهم كذلك أن تتعجب الأجيال التالية لعهدهم مما أنفقوا جهودهم في تشييده والارتفاع ببنيانه. والواقع أنه إذا كان لكل طائفة من الحكام آفة، وكان من آفة حكام آشور والفرس القدماء مثلًا حب البطش والنهم إلى الجبروت، وكان من أمر الحكام الرومان الأقدمين مثل أمرهم من القسوة والفساد، وكان من آفة حكام العصور الوسطى الشرقيين بذل جانب كبير من موارد أممهم وبيوت أموالها في سبيل بناء القصور وحياة الاستمتاع ومدائح الشعراء، فقد كان من آفة الفراعنة المصريين أنهم وجهوا جانبًا كبيرًا من موارد أرضهم إلى صالح المعابد والتماثيل والأهرام فضلًا عن القصور، وابتغوا بذلك تكريم الأرباب، ونعيم الآخرة، واستمالة الكهان، وحسن الثواب، وأن يظهروا في سمات التقوى والصلاح، كما ابتغوا به الجري وراء التقليد وخلود الذكر والتفاخر فيما بينهم في أغلب الأحيان.
ومهما يكن من أمر، فقد اشترك آلاف العمال والصناع فعلًا في بناء هرم خوفو وبناء معبديه وملحقاته، سواء عن رغبة في تحصيل الرزق، أو بناء على تكليف "أو تسخير" من الحكومة، أو طاعة منهم للفرعون ذي القداسة التقليدية في الدنيا، أو تصديقًا لما أوهمهم الكهان به عما ينتظرهم منه في الآخرة من الشفاعة وحسن الجزاء، ولكن كيف كانوا يعاملون؟ وهل كانوا يؤجرون؟
ليس من آثار أو نصوص باقية لخوفو بالذات تكشف عن طريقة معاملة رجاله لعماله، ولكن يمكن أن نستشهد في سياق ذلك عن طريق غير مباشر بما عرفناه عن تخصيص شون للغلال في مجموعة زوسر بسقارة لتموين العمال وقت بناء الهرم ثم تموين الكهنة بعد بنائه، وما سوف نذكره عن تخصيص عدد من المساكن للعمال بجوار هرم خفرع لإيوائهم عوضًا عن تركهم يبيتون في العراء. وقد تخلفت نصوص لأثرياء من عصر الأسرة الرابعة نفسها وأثرياء عهود مختلفة أخرى بعدها من الدولة القديمة، تعمد أصحابها أن يصوروا بها الظروف التي شيدوا فيها مقابرهم، والأساليب التي عاملوا بها من استأجروهم فيها، فقال رجل من عصر الأسرة الرابعة: "كل صانع عمل في مقبرتي أرضيته". وردد آخرون في نصوصهم قولهم: "أنفقت على قبري هذا من متاعي الحلال، ولم يحدث إطلاقًا أني اغتصبت متاع شخص ما". وقال غيرهم في نصوصهم: "أرضيت كل الصناع الذين أتموا لي عملًا في هذا القبر بالطعام والشراب وكل شيء طيب". وقال بعض من تولوا رياسة الأتباع والصناع: "لم أضرب إنسانًا وقع تحت يدي، ولم أستعبد أحدًا في العمل"(6). وليس من شك في أن أمثال هذه الأقوال لا تخلو من مبالغات يستقبل الشخص بها حياته الأخرى، ولكن ليس من شك كذلك في أنها لا تخلو من إثارات صدق، وأنها تدل على وجود وازع ديني كان يدعو الأثرياء إلى حسن معاملة الأتباع والأجراء واكتساب الصيت الطيب من وراء ذلك.
فهل كان الفراعنة بدورهم ينفقون على دور أخراهم، أي أهرامهم ومعابدها بسخاء ومن متاع حلال؟ وهل كانوا يعملون عن طريق ممثليهم من رؤساء العمل على إرضاء من يعملون في أهرامهم ويحرصون على إحسان معاملتهم، مثل رعاياهم الأتقياء الأغنياء؟ ذلك أمر لا نستطيع أن نؤكد جوابًا معينًا بشأنه، في ضوء النصوص المعرفة حتى الآن، ولكن يمكن أن نشير من ناحية أخرى إلى أن النصوص الدينية التي سجلت في أهرام الفراعنة منذ نهاية عصر الأسرة الخامسة وعرفت باسم متون الأهرام قد ألمحت مرات إلى أن الفرعون إنما كان يندمج بين أرباب الآخرة وحكامها على أساس ما يثبت عن قيامه بالعدل في أرضه ودنياه وعمله على صوالح رعاياه(7).
كان هرم خوفو جزءًا من مجموعة معمارية واسعة، خدمت صاحبها وخدمت فن العمارة وخدمت عقائد الدين، وكان من الضروري أن يتناسق كل عنصر فيها مع بقية العناصر، ويكمل كل جزء منها بقية الأجزاء. وتألفت هذه المجموعة من نفس العناصر الرئيسية التي تألفت منها مجموعة أبيه في دهشور، أي من معبد الشعائر ومعبد الوادي والطريق الواصل بينهما، فضلًا عن عناصر أخرى فرعية، مثل هرم صغير إلى الجنوب الشرقي من الهرم الأكبر. لا يزال غرضه غير معروف حتى الآن، وسور كبير يحيط بالهرم وتوابعه القريبة، وعدة أهرام لزوجات الملك، وعدد من مقابر كبار رجال المملكة حرص أصحابها على أن يدفنوا حول هرم فرعونهم؛ تقربًا منه، وإرضاء لولي عهده، ودلالة على ولائهم والتفافهم حوله، ورغبة منهم في أن يبعثوا في معيته في الحياة الثانية على نحو ما كانوا في معيته في الحياة الأولى، ورغبة منهم في انتفاع موائد قرابينهم بخيرات المعبدين الملحقين بهرمه. ورغبة منهم كذلك في انتفاع مقابرهم بحالة الأمن والعمران التي كانت تكفلها كثرة الحراس والكهان والأتباع الذين يعيشون حول هرمه ويعملون في معبديه.
وخضعت مصاطب كبار رجال الدولة حول الهرم لتخطيط مرسوم، فخصص شرقي الهرم لمصاطب الأمراء، وغريبه لمصاطب كبار الموظفين "فيما خلا استثناءات قليلة". وشيدت أغلب هذه المصاطب على نسق متشابه، ورتبت في صفوف تفصل بينها طرقات مستقيمة، وتجمعت على جانبي الهرم ومن تحته، فزادت من جلاله وأكدت ضخامته وجبروته، حتى بدا الهرم بينها وكأنه يشرف عليها من عل كما كان صاحبه يشرف على أصحابها في دنياه من عل. وشاد عظماء الأسرة الرابعة مصاطبهم من الحجر لأول مرة بعد أن كان أسلافهم يشيدونها من اللبن خلال عصور الأسرات الثلاث الأولى، وشادوها صماء لا فراغ فيها إلا فتحة من أعلاها تخترق وسطها وتخترق الأرض من تحتها حتى تصل إلى حجرة الدفن في باطن الصخر. وكان المعماريون يكسون جدران حجرة الدفن الصخرية أحيانًا بألواح من الحجر الجيري الأبيض ويلونونها بنقط حمراء ليقلدوا بها هيئة الجرانيت في مدافن ملوكهم. وألحقوا بالواجهة الشرقية لكل مصطبة مقصورة للقرابين ينتفع الزائرون بها في المواسم والأعياد ويقدمون القرابين فيها باسم المتوفى، ويدخلها الكاهن ليرتل دعواته وتعاويذه لمصلحة صاحبها. وكانوا يثبتون في صدر جدارها الداخلي لوحة صغيرة مستطيلة من الحجر الجيري تنقش عليها هيئة المتوفى جالسًا أمام مائدته، وينقش حوله اسمه وألقابه وأنواع القرابين التي يرجو أن تتوافر له في حياته الثانية. وتعتبر نقوش هذه اللوحات من أروع مظاهر الإنتاج الفني في عهد خوفو. وكانوا يضعون على سطح الأرض أسفل اللوحة مائدة للقرابين، يقوم على جانبيها قائمان من الفخار تعلو كلًّا منهما مبخرة لحرق البخور.
ولعل أقرب ما لفت الأنظار من آثار خوفو في السنوات الماضية، هي مراكبه. فقد عثر له حتى الآن على خمسة مواضع لمراكب، ثلاثة منها تقع إلى الشرق من هرمه، وقد نزعت منها مراكبها الخشبية أو بطانتها الخشبية في عصور سابقة، واقتصرت في حالتها الراهنة على مجرد حفر طويلة عميقة نحتت في الصخر على هيئة المراكب، وتتجه اثنتان منها اتجاهًا موازيًا للضلع الشرقي للهرم بين الشمال والجنوب، وتتعامد الثلاثة على هذا الضلع بين الشرق والغرب. ثم عثر له في عام 1954 على موضعين جديدين لمركبين كبيرتين منحوتتين في الصخر على جنوب هرمه. وتم كشف أحد الموضوعين بالفعل ولا زال الآخر مغطى بسقفه الحجري المحكم حتى الآن. ووجدت في الموضع المكتشف ألواح كثيرة لمركب خشبية، لم يبلغ طولها 43.20 من الأمتار ويبلغ أكبر عرض لها نحو ستة أمتار، وقد فككت أجزاؤها ورتبت إلى حد ما مع بعضها البعض بحيث يسهل تجميعها، ووضعت معها مجاذيفها وحبالها وجوانب مقاصيرها "أو كبائنها" وأساطينها الخشبية التي شكلت تيجانها على هيئة سعف النخيل وزهور اللوتس. وذهب الرأي في حينها على تسمية مركب خوفو هذه وأخواتها، باسم مراكب الشمس، والربط بينها وبين رحلتين يقوم إله الشمس بهما كل يوم ويصحب الفرعون معه فيهما، رحلة يجوب بها سماء الدنيا بالنهار، وأخرى يجوب سماء العالم السفلي فيها بالليل. ولكن صعب تأكيد هذه التسمية لعدة أسباب، أهمها سببان وهما: أن أشكال الحفر التي نحتت لمراكب خوفو أشكال متباينة تختلف من واحدة إلى أخرى، وذلك مما يخالف القول بأن مراكبها كانت تخدم غرضًا واحدًا وهو رحلة الملك مع إله الشمس في سماء الدنيا أو سماء الآخرة. وأن المراكب التقليدية التي صورتها المناظر المصرية لرحلة إله الشمس، تمتاز عادة برموز خاصة، لم يعثر على واحد منها في المركب التي كشف عنها، على الرغم من أن أجزاءها وجدت كاملة كلها. ولهذا افترضت عدة احتمالات لأغراض هذه المراكب، وهي: أن واحدة منها على الأقل استخدمت في نقل جثة خوفو بعد وفاته، من قصره إلى قرب هرمه، ثم وضعت في حفرتها وغطيت بأحجارها. ولعل المراكب الباقيات كان شأنها شأن غيرها من الأثاث الفاخر الذي اعتاد المصريون على أن ينتفعوا به في دنياهم ثم يضعوه في مقابرهم أو أهرامهم لينتفعوا به في العالم الآخر، لولا أن ضخامتها، أي ضخامة المراكب، حالت دون وضعها مع بقية الأثاث داخل الهرم نفسه، فوضعت حوله. ومن المحتمل كذلك أن خوفو استخدم بقية مراكبه في حياته في مناسبات دينية ورسمية، ومن هذه المناسبات مناسبة تتويجه "وكانت بعض مراسيم التتويج تجري على السفن فعلا"، ومناسبات تردده على معابد الأرباب الكبار في طول البلاد وعرضها، وزياراته لمدن الحج المقدسة القديمة، فضلًا عن جولاته الإدراية التي كان يقوم بها بين مراكز القطر من حين إلى حين على متن النيل، وذلك إلى جانب رحلاته الفردية والأسرية الخاصة.
كان الاسم الكامل لخوفو هو "خنوم خوفوي" كما ذكرنا، وهو اسم يعني "خنوم يحميني" "أو يرعاني" ويدل على الإيمان بحاجة الملك خوفو إلى معبود أكثر قدرة منه يرعاه ويحميه، وقد يكون هذا الإيمان إيمان أبويه اللذين سمياه باسمه، ولكن ليس من المستبعد أن يكون خوفو قد آمن كذلك بمثله. وصور أديب مصري الجانب الإنساني من خوفو في قصة شعبية نتخيله فيها يسامر أولادة ويستمع إلى قصصهم ويحترم العلماء ويجهل بعض ما يعرفه عالم من أهل عهده "راجع فصل الأدب".
هزات مؤقته - في عهد جد فرع:
رتب خوفو أمره على أن يخلفه ولده الأكبر "كاوعب" على عرشه، ويبدو أنه نشأه تنشئة طيبة شجعته على أن يظهر في بعض تماثيله على هيئة الكاتب العالم، وكانت هي المرة الأولى فيما نعلم، التي ظهر فيها أمير عظيم متربعًا على هيئة الكُتَّاب(8). غير أن كاوعب هذا مات قبل وفاة أبيه بقليل بعد أن بلغ مبلغ الرجال، وكانت وفاته فاتحة لانقسام الأسرة الحاكمة إلى فروع، تربص كل فرع منها بفرع آخر وحاول أن يستأثر بالحكم دونه. وكانت هذه الفروع ثلاثة: فرع أبناء الزوجة الرئيسية أم كاوعب وبقي منه أميران صغيران لم يستطيعا الوصول إلى العرش أو المطالبة به، وهما جدف حور "أو ددف حور أو حور ددف" وباوفرع، وفرعًا من زوجة ثانية ترأسه جد فرع، ثم فرعًا من زوجة ثالثة ترأسه خفرع(9). واستطاع جد فرع أن يبلغ العرش بعد أبيه ووفى لذكراه فأشرف على شعائره حين دفنه ووجد اسمه مسجلًا على سقف مركبه. إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لأغلب أمراء أسرته، فاكتفى بأن تزوج من أرملة أخيه.
__________
(1) Asae,XXXVIII, 369 F, ;Kees, Das Alte Aeg., 179. - ويفهم من حوليات خوفو أنه نحت له 14 تمثالًا دفعة واحدة تمثله واقفًا، ووجدت بقايا متناثرة كثيرة لتماثيله قرب هرمه.
Urk. I, 238, I; W. S. Smith, A History of Egyption Sculpture …, 20-21.
P. Montet, Byblos't L'egypte, 1928, 29 T., 68 T.; Nelson, In Beyruts, 1934, 19 F.
أطلق المصريون على جبيل في نصوص الدولة القديمة اسم "كبن"، وفي نصوص الدولة الوسطى "كبني"، وفي نصوص الدولة الحديثة "كبنا"، وذكرها الآشوريون باسم "جوبلا".
H. Gauthier, Dict. Géeg., V, 197f. ; Gardiner Ancient Egyptian Oncmastica, I, 257.
(2) بلغ ارتفاعه وفقًا للمقاييس المصرية 280 ذراعًا، وبلغ طول قاعدته 440 ذراعًا.
(3) قدرت زنة أحجار الهرم بنحو ستة ملايين وربع مليون طن، وقيل إنها تكفي لبناء سور يحيط بفرنسا ويبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار وعرضه مترًا، أو سور يحيط بثلثي الكرة الأرضية عند خط الاستواء ارتفاعه قدمًا واحدًا.
(4) يعتقد يونكر وريرنر أن مهندس الهرم هو الأمير حم أونو ابن أخ خوفو أو ابن عمه، وكان أميرًا دلت ملامحه في تمثاله على أنه كان ذا شخصية قوية آمرة، وذلت سعة سيطرته وفخامتها على مكانته في عصره - وتلقب بألقاب المهندس الملكي ومدير المنشآت المقدسة كلها "أو مدير أعمال الرب كلها" وربما ولي الوزارة.
G. Reisner, the Tomb of Herep - Hetes, I, 1955, 9.
واعتقد برستد أن مهندس الهرم أمير آخر يحتفظ المتحف المصري بتابوته وهو "خوفو عنخ".
(5) عن فرق أخرى العمال ليست إلى اسم خوفو. Reisner, Op. Cit., 8; Smith, Jnes, 1952, 125.
(6) Urk., I, 23, 8; 49; 50, 1-2; 70, 5-7; 236; 269, 11; 271; D. Dunham, Jea, XXIV, 5-6.
(7)A. Morete, "Le Jugement Du Roi Dans Les Texres Des Pyramides" L'annuaire De L' Ec. Det Hautes Etudes, 1922-23, 1-32; La Nil …... 215; Breasted, the Daw of Conscience, 127-128.
(8) Boston Nos. 34-4-1; 25-1-393 "Bull. Mus. Boston, XXXIII, 75".
(9) Papyrus Westcar. IV, 17-18; VI.2; Vii 9,8; Tombx: G 7210-7310-7320; Reisner, Mycerinus. 241.