التوحيد
النظر و المعرفة
اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
صفات الله تعالى
الصفات الثبوتية
القدرة و الاختيار
العلم و الحكمة
الحياة و الادراك
الارادة
السمع و البصر
التكلم و الصدق
الأزلية و الأبدية
الصفات الجلالية ( السلبية )
الصفات - مواضيع عامة
معنى التوحيد و مراتبه
العدل
البداء
التكليف
الجبر و التفويض
الحسن و القبح
القضاء و القدر
اللطف الالهي
مواضيع عامة
النبوة
اثبات النبوة
الانبياء
العصمة
الغرض من بعثة الانبياء
المعجزة
صفات النبي
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الامامة
الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها
صفات الأئمة وفضائلهم
العصمة
امامة الامام علي عليه السلام
إمامة الأئمة الأثني عشر
الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
الرجعة
المعاد
تعريف المعاد و الدليل عليه
المعاد الجسماني
الموت و القبر و البرزخ
القيامة
الثواب و العقاب
الجنة و النار
الشفاعة
التوبة
فرق و أديان
علم الملل و النحل ومصنفاته
علل تكون الفرق و المذاهب
الفرق بين الفرق
الشيعة الاثنا عشرية
أهل السنة و الجماعة
أهل الحديث و الحشوية
الخوارج
المعتزلة
الزيدية
الاشاعرة
الاسماعيلية
الاباضية
القدرية
المرجئة
الماتريدية
الظاهرية
الجبرية
المفوضة
المجسمة
الجهمية
الصوفية
الكرامية
الغلو
الدروز
القاديانيّة
الشيخية
النصيرية
الحنابلة
السلفية
الوهابية
شبهات و ردود
التوحيـــــــد
العـــــــدل
النبـــــــوة
الامامـــــــة
المعـــاد
القرآن الكريم
الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
الزهراء (عليها السلام)
الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء
الامام المهدي (عليه السلام)
إمامة الائمـــــــة الاثني عشر
العصمـــــــة
الغلـــــــو
التقية
الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة
الاسلام والمسلمين
الشيعة والتشيع
اديان و مذاهب و فرق
الصحابة
ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم
نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)
البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين
التبرك و الزيارة و البناء على القبور
الفقه
سيرة و تاريخ
مواضيع عامة
مقالات عقائدية
مصطلحات عقائدية
أسئلة وأجوبة عقائدية
التوحيد
اثبات الصانع ونفي الشريك عنه
اسماء وصفات الباري تعالى
التجسيم والتشبيه
النظر والمعرفة
رؤية الله تعالى
مواضيع عامة
النبوة والأنبياء
الإمامة
العدل الإلهي
المعاد
القرآن الكريم
القرآن
آيات القرآن العقائدية
تحريف القرآن
النبي محمد صلى الله عليه وآله
فاطمة الزهراء عليها السلام
الاسلام والمسلمين
الصحابة
الأئمة الإثنا عشر
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أدلة إمامة إمير المؤمنين
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام
إمامة الأئمة الإثنا عشر
الشيعة والتشيع
العصمة
الموالات والتبري واللعن
أهل البيت عليهم السلام
علم المعصوم
أديان وفرق ومذاهب
الإسماعيلية
الأصولية والاخبارية والشيخية
الخوارج والأباضية
السبئية وعبد الله بن سبأ
الصوفية والتصوف
العلويين
الغلاة
النواصب
الفرقة الناجية
المعتزلة والاشاعرة
الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب
أهل السنة
أهل الكتاب
زيد بن علي والزيدية
مواضيع عامة
البكاء والعزاء وإحياء المناسبات
احاديث وروايات
حديث اثنا عشر خليفة
حديث الغدير
حديث الثقلين
حديث الدار
حديث السفينة
حديث المنزلة
حديث المؤاخاة
حديث رد الشمس
حديث مدينة العلم
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
احاديث متنوعة
التوسل والاستغاثة بالاولياء
الجبر والاختيار والقضاء والقدر
الجنة والنار
الخلق والخليقة
الدعاء والذكر والاستخارة
الذنب والابتلاء والتوبة
الشفاعة
الفقه
القبور
المرأة
الملائكة
أولياء وخلفاء وشخصيات
أبو الفضل العباس عليه السلام
زينب الكبرى عليها السلام
مريم عليها السلام
ابو طالب
ابن عباس
المختار الثقفي
ابن تيمية
أبو هريرة
أبو بكر
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
محمد بن الحنفية
خالد بن الوليد
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
عمر بن عبد العزيز
شخصيات متفرقة
زوجات النبي صلى الله عليه وآله
زيارة المعصوم
سيرة وتاريخ
علم الحديث والرجال
كتب ومؤلفات
مفاهيم ومصطلحات
اسئلة عامة
أصول الدين وفروعه
الاسراء والمعراج
الرجعة
الحوزة العلمية
الولاية التكوينية والتشريعية
تزويج عمر من ام كلثوم
الشيطان
فتوحات وثورات وغزوات
عالم الذر
البدعة
التقية
البيعة
رزية يوم الخميس
نهج البلاغة
مواضيع مختلفة
الحوار العقائدي
* التوحيد
* العدل
* النبوة
* الإمامة
* المعاد
* الرجعة
* القرآن الكريم
* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
* فضائل النبي وآله
* الإمام علي (عليه السلام)
* فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء
* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)
* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم
* العـصمة
* التقيــة
* الملائكة
* الأولياء والصالحين
* فرق وأديان
* الشيعة والتشيع
* التوسل وبناء القبور وزيارتها
* العلم والعلماء
* سيرة وتاريخ
* أحاديث وروايات
* طُرف الحوارات
* آداب وأخلاق
* الفقه والأصول والشرائع
* مواضيع عامة
الله ﺗﻌﺎﻟﻰ مدركا متكلما قديم ازلي باقي ابدي
المؤلف: ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
المصدر: النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة:
25-10-2014
887
[و] ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ.
ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ، ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺃﺭﺑﻊ:
ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ، ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﺩﻟﻴﻼ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺘﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺛﺒﻮﺕ ﻧﺒﻮﺗﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺠﺰ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺗﻐﺎﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﻳﻦ ﻓﻴﺠﺐ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻲ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﺰﻋﻢ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ [ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺓ] ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻭﻻ ﺃﻣﺮ ﻭﻻ ﻧﻬﻲ ﻭﻻ ﺧﺒﺮ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎ ﻣﻔﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ :
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ لإﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺎﻟﺴﺎﻛﺖ ﻭﺍﻷﺧﺮﺱ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺼﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﺭ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻮ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻮ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻤﺼﺪﺭﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺼﻮﺭﺍ ﻟﻢ ﻳﺼﺢ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺇﺫ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻓﻠﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ: ﺇﻧﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ: ﺇﻧﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻻ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺟﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻣﻮﺳﻰ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ).
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻷﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻓﻤﻤﻨﻮﻉ ﻭﺳﻨﺪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻉ، ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻉ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﻲ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻥ ﺑﻄﻼﻧﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻗﻴﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺣﺎﺳﺔ ﻟﺘﻮﻗﻒ ﻭﺟﻮﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﻟﺘﻴﻬﻤﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﺍ ﺣﺎﺳﺔ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ.
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻓﻲ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﺣﺪﻭﺛﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﻭﺙ (1)، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻮﺟﻮﻩ :
ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻟﺰﻡ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻹﺛﺒﺎﺗﻬﻢ ﻗﺪﻡ ﺍﻷﻗﻨﻮﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻻﺣﻘﻪ، ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ، ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻧﻮﺡ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [نوح: 1]، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﺇﺫ ﻻ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻝ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﺬﺑﺎ.
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، ﺇﺫ ﻻ ﻣﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﻗﺒﻴﺢ، ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ } [الأنبياء: 2]، ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44]، ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻭﺙ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ، ﻓﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ.
_______________
(1) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ، ﻭﺗﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺤﺚ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﻫﻲ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻟﻮﻻ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﺎﺯﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻜﺲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺛﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﻧﻬﻴﺎ ﻭﺧﺒﺮﺍ ﻭﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻭﺍﺣﺪ (ﺵ ﻁ ﻥ). - ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻓﻘﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﻓﺰﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺟﻬﻼ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﻫﻼ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﻗﺪﻳﻤﺎﻥ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻭﺗﺸﺒﺜﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ...[ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ] ﻭﺍﻟﻜﻞ ﺑﺎﻃﻞ.
ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ... ﺃﻧﻪ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺜﺒﺖ (ﺱ ﻁ). - ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺁﻣﺮﺍ ﻭﻧﺎﻫﻴﺎ ﻟﻠﻤﻌﺪﻭﻣﻴﻦ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻧﺺ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ [ﻋﻠﻰ] ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ (ﺵ ﻁ).