تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
الذرية النظرية
المؤلف: ب . جوردان
المصدر: فيزياء القرن العشرين
الجزء والصفحة: ص 59
17-5-2016
1342
الذرية النظرية
يعدل الدليل proof الفعلي على حقيقة الذرات أحد إنجازات القرن العشرين ، وحتى في بدايته كانت الدراسات الهامة تتطلب الاعتراف بأن الذرات رغم ما لدى الباحثين بشأنها من خلفية ، لم تكن سوى فرض منبه مفيد ثبت مؤخراً عدم صحته أو عدم جدواه إن لم يكن خادعاً مضللاً misleading .
ورغم أن فكرة الذرية atomism كانت هامة ومثمرة عندما بدأ الغربيون دراسة الطبيعة فلم يكن مصدرها الدراسات نفسها ، وعلى نحو ما اخذنا عن اليونان من فكر رياضي أخذنا عنهم أيضا التفسير الذري للطبيعة .
ومن تعاليم ديقريطس Democritus أنه لا يوجد شيء سوى الذرات والفراغ (الخلاء vacuum ، وما عداهما فهو محض خيال . وتعد هذه الذرات التي تفوق الحصر كمكونات أولية لا متغيرة ولا تفنى ، أساس كل ما يوجد ويحدث في الطبيعة . وللذرات المستقلة صور هندسية ثابتة وحركات متغيرة من جراء ما تتعرض له من ضغوط وتصادمات مع بعضها البعض . وفي ظل كل المتغيرات في بنية الطبيعة تظل الذرات ثابتة محتفظة بكيانها ، لا شيء يصدر عن لا شيء ، ولا فناء لما هو موجود ، التغير مجرد اتحاد وانفصال بين الأجزاء ، وما اختلاف الأشياء جميعها إلا لتنوع ذراتها عدداً ومقداراً وبنية وترتيباً . ولما كانت حركات كل ذرة على حدة خاضعة لقانون طبيعي وضوابطه فليس هناك شيء اخيتاري (تحكمي) arbitrary يحدث في الطبيعة كلها ، ولا شيء يحدث مصادقة accidentally ، ولكن لكل شيء علة cause وضرورة ، ولا تستطيع حواسنا المتواضعة إدراك هذه العناصر elements من حيث حقيقة طبيعتها وصورها ، ولكنها فقط تحس بتأثيراتها على نحو غامض (( فقط في الخيال حيث الحلاوة والمرارة والحرارة والبرودة والألوان ، أما في الحقيقة فليس هناك سوى الذرات والفراغ )) وهذه شهادة بارزة على (( تنصيل decoloration )) العالم ، أي التأكيد على ان جميع المشاهدات الحسية المباشرة ما هي الا وهم (خداع) illusion وان معرفة الحال الحقيقية للأشياء لابد أن تؤدي بنا الى وصف لا يشمل إلا الصورة الهندسية والحركة الميكانيكية للذرات . وتقدم هذه الصور الفكرية عن الفلسفة المادية امكان اعتبار كل حوادث الطبيعة على أنها نتائج للانتظام ( الاطراد ) regularity الصارم ، وهنا نتوقع عامة فحوى التصور الاساسي للفكر العلمي بصورته الكاملة لأول مرة. ومن جهة اخرى ينبغي ألا ننسى معرفة مدى تعارض هذه الفلسفة جذريا للتمثلات representations الدينية وقتها . فلدى الاغريق ، كل نهر يمثل إله God ، وفي الينابيع تعيش الحوريات nymphs ، وفي الغابات هناك بان ذو القرون horned pan ، أما الديامين demons فمأواها الكهوف . وبفضل التصور القوى لطبيعة ذات انتظام أكثر صرامة ، نحيت جانبا تلك الصور الأسطورية mythological الشاملة للعالم والتي القت بظلال من الشك حول التأثير العشوائي غير المحسوب للقوى الديمونية على كل عملية طبيعية.
فهناك أبيقور Epicurus الذي أحيا تعاليم ديمرقريطس من خلال سلوكه الفكري في الحياة إذا كان ذا اتجاه عقلاني rationalistic غامض ، فائق المعرفة بروح راقية غير وحشية لدرجة إنكار الآلهة تماماً ، بل عكف على الاعتقاد بأنها موجودات مباركة خالدة تهتم بنفسها دون تدخل في شئون العالم – هذه الشئون التي وجدت تبعاً لتقنين ميكانيكي للحركات الذرية في تتابع محدد وصارم . أما الفيلسوف الروماني لوكريتيوس Lecretius فقد شرح باستفاضة أفكار الاطراد الذري لكل مجالات الطبيعة المعروفة حينئذ في قصيدته التعليمية didactic العظيمة (عن طبيعة الأشياء De rerum natura) وعرف علماء الغرب تعاليمه في اطار الدراسات الإنسانية إبان عصر النهضة Renaissance مثل جاسندي Gassendi الذي قام بالدرجة الأولى بإدخال الفلسفة اليونانية في العلوم الغربية .
ولندرس الأفكار التي كونها نيوتن مع جاسندي بشأن بناء المادة من خلال تطبيقهما لمختلف نظريات ديكارت Descartes ويشرحها ف. دانيمان F. Dannemann في مؤلفه التاريخي * في مجال العلوم الطبيعية على النحو التالي : " إنه (ديكارت) يعتبرها (المادة) أمراً محيراً للغاية ، فهي تتألف من جسيمات صلبة صماء متحركة . ولما كانت الأجسام الطبيعية مثل الماء ثابتة الخواص فإن الجسيمات التي تؤلفها ينبغي ألا تنفد أو تتلاشى . ويرجع تنوع الأشياء المادية بلا استثناء الى انفصالات واتحادات وحركات هذه الجسيمات اللامتغيرة " . ويتضح أن هذه هي بالضبط تصورات الفلسفة المادية بلا تغيير تقريباً وكما قدمها ديقريطس . أما نيوتن – خارجا عن مجال العلوم الطبيعية – فلم يؤيد أبداً النظريات المادية ، وأفكارها لم تكن لديه سوى خيط من خيوط البحث الفيزيائي ولم يجد فيها ما يدعم النتائج الجذرية العالمية .
__________________________________
* Development and Inter – relation of the Natural Sciences . Four volumes. Leipsig 1910-1913.