المقصود من : بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم
المؤلف:
أمين الاسلام الفضل بن الحسن الطبرسي
المصدر:
تفسير مجمع البيان
الجزء والصفحة:
ج8 ، ص260.
20-10-2014
4236
قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس : 9].
هذا على أحد الوجهين تشبيه لهم بمن هذه صفته في إعراضهم عن الإيمان وقبول الحق وذلك عبارة عن خذلان الله إياهم لما كفروا فكأنه قال وتركناهم مخذولين فصار ذلك من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا وإذا قلنا إنه وصف حالهم في الآخرة فالكلام على حقيقته ويكون عبارة عن ضيق المكان في النار بحيث لا يجدون متقدما ولا متأخرا إذ سد عليهم جوانبهم وإذا حملناه على صفة القوم الذين هموا بقتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فالمراد جعلنا بين أيدي أولئك الكفار منعا ومن خلفهم منعا حتى لم يبصروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقوله « فأغشيناهم فهم لا يبصرون » أي أغشينا أبصارهم فهم لا يبصرون النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقد روي أن أبا جهل هم بقتله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فكان إذا خرج بالليل لا يراه ويحول الله بينه وبينه وقيل فأغشيناهم فأعميناهم فهم لا يبصرون الهدى وقيل فأغشيناهم العذاب فهم لا يبصرون النار وقيل معناه إنهم لما انصرفوا عن الإيمان والقرآن لزمهم ذلك حتى لم يكادوا يتخلصون منه بوجه كالمغلول والمسدود عليه طرقه .
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة