صبرالامام السجاد					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						باقر شريف القرشي .					
					
						
						 المصدر:  
						حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج1،ص79-80.					
					
					
						
						30-3-2016
					
					
						
						3671					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				و من عناصره النفسية الصبر على ما ألم به من المحن و البلوى فمن المقطوع به أنه لم يبتل أحد في هذه الدنيا بمثل ما ابتلي به هذا الإمام العظيم فقد طافت به الخطوب و المصائب منذ أن أدرك الحياة إلى أن فارقها فقد فجع بوفاة أمه و هو في المرحلة الأولى من طفولته و لم ينتهل من نمير حنانها و عطفها و شاهد و هو في غضون الصبا لوعة أسرته على فقد جده الإمام أمير المؤمنين الذي اغتاله المجرم عبد الرحمن بن ملجم و ما أعقب ذلك من إجبار عمه الإمام الزكي الحسن (عليه السلام) على مصالحة الباغي ابن الباغية معاوية بن أبي سفيان الذي هو وصمة عار و خزي على العالم العربي و الإسلامي فإنه حينما استوى على أريكة الحكم ظهرت نزعاته الجاهلية و حقده البالغ على الإسلام و المسلمين فقد سخر جميع أجهزة دولته على محو الإسلام من خارطة الوجود و اتخذ أشد الإجراءات القاسية ضد أهل البيت عليهم السلام ففرض سبهم على المنابر و المآذن كما قام بالتصفية الجسدية لشيعتهم الذين كانوا يمثلون الوعي الديني و السياسي في الإسلام.
و لما أشرف الإمام زين العابدين (عليه السلام)  على ميعة الشباب فجع بوفاة عمه الإمام الحسن ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقد اغتاله بالسم كسرى العرب معاوية بن هند و قد ترك ذلك حزنا عميقا في نفس الإمام (عليه السلام)  و بقية أفراد الأسرة النبوية فقد أذهلهم هذا المصاب الجلل.
و من أعظم المحن التي مني بها الإمام أنه رأى السيوف الآثمة في صعيد كربلاء و هي تحصد رؤوس الصفوة من أهل بيت النبوة بصورة مفجعة لم يعهد لها نظير في تأريخ الأمم و الشعوب و بعد مصرع تلك الكوكبة من دعاة العدالة و الحق أحاط الجناة من أجلاف أهل الكوفة بالإمام زين العابدين (عليه السلام) فأحرقوا خباءه و أخبية عقائل النبوة و حملوه أسيرا إلى طاغية لئيم وضيع و هو ابن مرجانة فقابله بالشماتة و الازدراء و الإمام صابر قد أوكل أمره إلى الله و بعد ذلك حمل إلى لقيط آخر و هو يزيد بن معاوية و قد جرت عليه من المحن و الخطوب ما تذوب لها لفائف القلوب و قد تجرع (عليه السلام)  تلك الآلام القاصمة راضيا بقضاء الله فأي نفس كانت نفسه و أي ضمير كان ضميره؟ أما نفسه فإنها قد رجعت عند كل هول عصف بها إلى خالق الكون و واهب الحياة و أما ضميره فهو الطاهر النقي الذي هو أصلب و أقوى من كل شيء.
لقد كان الصبر على المصائب من عناصره و ذاتياته و قد أثر عنه في مدح الصبر أنه رأس طاعة الله و من عظيم صبره أنه سمع ناعية في بيته و كان عنده جماعة فنهض ليرى ما ذا حدث فأخبر أنه قد توفي أحد أبنائه و رجع إلى مجلسه فأخبر أصحابه بالأمر فعجبوا من صبره فقال لهم: إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب و نحمده فيما نكره و كان يرى الصبر من الغنائم و الجزع من الضعف .
إن قوة شخصيته و عدم انهيارها أمام الأحداث المذهلة تعد من أندر الشخصيات على امتداد التأريخ.
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة