1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

نسيان الله

المؤلف:  محمد الريشهري

المصدر:  التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة

الجزء والصفحة:  ص550-553

25-1-2016

3207

ـ الكتاب :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[المنافقون: 9] .

ـ الحديث :

1756. عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): احذروا المال! فإنه كان في ما مضى‏ رجل قد جمع مالا وولدا وأقبل على‏ نفسه (وعياله) وجمع لهم فأوعى‏، فأتاه ملك الموت فقرع بابه وهو في زي مسكين، فخرج إليه الحُجّاب، فقال لهم : ادعوا إلي سيدكم. قالوا: أو يخرج سيدنا إلى‏ مثلك؟! ودفعوه حتى‏ نحوه عن الباب.

ثم عاد إليهم في مثل تلك الهيأة وقال: ادعوا إلي سيدكم وأخبروه أني ملك الموت. فلما سمع سيدهم هذا الكلام قعد (خائفا) فرقا، وقال لأصحابه: لينوا له في المقال وقولوا له: لعلك تطلب غير سيدنا بارك الله فيك! قال لهم: لا. ودخل عليه وقال له: قم فأوص ما كنت موصيا؛ فإني قابض روحك قبل أن أخرج. فصاح أهله وبكوا، فقال: افتحوا الصناديق واكتبوا (أكبوا) ما فيه من الذهب والفضة.

ثم أقبل على المال يسبه ويقول له: لعنك الله يا مال! أنسيتني ذكر ربي، وأغفلتني عن أمر آخرتي؛ حتى‏ بغتني من أمر الله ما قد بغتني.

فأنطق الله تعالى المال فقال: لم تسبني وأنت ألأم مني؟! ألم تكن في أعين الناس حقيرا فرفعوك لما رأوا عليك من أثري؟! ألم تحضر أبواب الملوك والسادة ويحضرها الصالحون فتدخل قبلهم ويؤخّرون؟! ألم تخطب بنات الملوك والسادات ويخطبهن الصالحون فتُنكح ويُرَدون؟! فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك، ولو كنت تنفقني في سبيل الله لم أنقص عليك، فلمَ تسبني وأنت ألأم مني؟! وإنما خلقت أنا وأنت من تراب؛ فأنطلق (ترابا بريئا) ومُنطلِقٌ أنت بإثمي. هكذا يقول المال لصاحبه!(1)

1757. أبو بصير: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان على‏ عهد رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصُّفَّة، وكان ملازما لرسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شي‏ء منها، وكان رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يرقُّ له وينظر إلى‏ حاجته وغربته فيقول: يا سعد، لو قد جاءني شي‏ء لأغنيتك. قال: فأبطأ ذلك على‏ رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)، فاشتد غم رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) لسعد، فعلم الله سبحانه ما دخل على‏ رسول الله من غمه لسعد، فأهبط عليه جبرئيل(عليه السلام) ومعه درهمان، فقال له: يا محمد، إن الله قد علم ما قد دخلك من الغم لسعد، أفتحب أن تغنيه؟ فقال: نعم، فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه ومره أن يتَّجر بهما.

قال: فأخذهما رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)، ثم خرج إلى‏ صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ينتظره، فلما رآه رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) قال: يا سعد، أتحسن التجارة؟ فقال له سعد: والله ما أصبحت أملك مالا أتَّجر به، فأعطاه النبي(صلى الله عليه واله وسلم) الدرهمين وقال له : اتَّجر بهما وتصرَّف لرزق الله. فأخذهما سعد ومضى‏ مع النبي(صلى الله عليه واله وسلم) حتى‏ صلّى‏ معه الظهر والعصر، فقال له النبي(صلى الله عليه واله وسلم): قم فاطلب الرزق؛ فقد كنت بحالك مغتما يا سعد.

قال: فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئا إلا باعه بدرهمين، ولا يشتري شيئا بدرهمين إلا باعه بأربعة دراهم، فأقبلت الدنيا على‏ سعد؛ فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته، فاتخذ على‏ باب المسجد موضعا وجلس فيه فجمع تجارته إليه، وكان رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) إذا أقام بلال للصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا؛ لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا، فكان النبي(صلى الله عليه واله وسلم) يقول: يا سعد، شغلتك الدنيا عن الصلاة! فكان يقول: ما أصنع؟! اضيع مالي؟! هذا رجل قد بعته فأريد أن أستوفي منه، وهذا رجل قد اشتريت منه فأريد أن اوفيه.

قال: فدخل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره ، فهبط عليه جبرئيل(عليه السلام) فقال: يا محمد، إن الله قد علم غمك بسعد، فأيما أحب إليك: حاله الاولى‏ أو حاله هذه؟ فقال له النبي(صلى الله عليه واله وسلم): يا جبرئيل، بل حاله الاولى‏، قد أذهبت دنياه بآخرته. فقال له جبرئيل(عليه السلام): إن حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة، قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه؛ فإن أمره سيصير إلى الحالة التي كان عليها أولا.

قال: فخرج النبي(صلى الله عليه واله وسلم) فمر بسعد، فقال له: يا سعد، أما تريد أن ترد علي الدرهمين اللذين أعطيتكهما؟ فقال سعد: بلى‏ ومائتين! فقال له: لست اريد منك يا سعد إلا الدرهمين. فأعطاه سعد درهمين.

قال: فأدبرت الدنيا على‏ سعد حتى‏ ذهب ما كان جمع، وعاد إلى‏ حاله التي كان عليها.(2)

______________

1. عدة الداعي: 95، بحار الأنوار: 103/24/27.

2. الكافي: 5/312/38 عن أبي بصير، مشكاة الأنوار: 473/1583 نحوه، بحار الأنوار: 22/123/92.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي