تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
معنى كلمة موسى
المؤلف:
الشيخ حسن المصطفوي
المصدر:
التحقيق في كلمات القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج11 ، ص 223- 243.
2-1-2016
3210
مقا- موس : يقولون : الموس : حلق الرأس. ويقال في النسبة الى موسى موسويّ. وقال الكسائيّ : ينسب الى موسى وعيسى وما أشبههما ممّا فيه الياء زائدة موسىّ وعيسىّ وذلك أنّ الياء فيه زائدة.
قاموس الكتاب- موسى (المأخوذ من الماء) إمام قوم إسرائيل , وقد قسّمت أيام حياته الى ثلثة أزمنة , وكلّ منها أربعون سنة.
وقسّمت أيضا أيّام إمامته ونبوّته الى ثلاث دورات : الأوّل- من زمان الهجرة إلى جبل سينا. الثاني- من الهجرة الى قادش (في جنوب كنعان).
الثالث - من افتتاح الأراضي من أردن.
المعارف ص 43- هو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوى بن يعقوب. وكان موسى آدم جعدا طوالا. وكان هارون أطول من موسى وأكنز لحما وأبيض جسما وأغلظ ألواحا وأسنّ من موسى بثلاث سنين , وكانت مريم أختهما أسنّ منهما. وفرعون موسى هو فرعون يوسف عمّر أكثر من أربعمائة سنة , واسمه الوليد بن مصعب. وقيل إنّه غيره. واسم امرأة فرعون آسية بنت مزاحم. وقارون هو ابن صافر بن قاهث بن لاوى , وهو ابن عمّ موسى عليه السلام. وقبض هارون وهو ابن مائة سنة وسبع عشرة سنة. وعمّر موسى بعده ثلاث سنين. وخلفه يوشع بن نون بن افرائم بن يوسف.
تاريخ ابن الوردي 1/ 19- ومولد موسى لمضىّ أربعمائة وخمس وعشرين من مولد إبراهيم , وبين وفاة ابراهيم ومولد موسى مائتان وخمسون سنة.
وكان عمره لمّا خرج ببني إسرائيل من مصر ثمانين سنة , وأقام في التيه أربعين سنة. وكان بنو إسرائيل قبل أن يخرجهم موسى تحت حكم فراعنة مصر رعيّة لهم , وكانوا على بقايا من دينهم.
البدء والتاريخ 3/ 81- قال أهل هذا العلم إنّه موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب , وامّه اباخه من ولد لاوى بن يعقوب. وفي التوراة : إنّ اسم امّه يوخابذ , وامرأة موسى صفراء بنت شعيب. ذكروا إنّ بنى إسرائيل لمّا كثروا وتناسلوا بمصر وطال عليهم الأمد بعد يوسف أحدثوا الأحداث العظيمة في الدين , وأتوا القبط على أمورهم وطابقوهم على آثارهم إلّا بقايا متمسّكين بدين إبراهيم , فسلّط اللّٰه عليهم فرعون فاستعبدهم واستذلّهم وسامهم سوء العذاب من نقل الطين وتشييد الأبنية وسلخ الأساطين من الجبال ونقب البيوت في الصخور.
فرهنگ تطبيقي- عبرى , آرامى , موشه موسى.
فرهنگ تطبيقي- سرياني- موشى موسى.
والتحقيق
أنّ ما يروى في كتب التواريخ مأخوذ من الأقاويل الاسرائيليّة ومن أقاويل القصّاصين , ولا يوجب علما وطمأنينة , وفيهما مطالب ضعيفة بل خرافيّة لا تصلح أن يعتمد عليها.
ونحن نذكر لك ما ورد في القرآن الكريم على سبيل الإجمال :
1- إنّ القرآن يَهدى الى الحقّ :
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل : 76] فيظهر أنّهم كانوا مختلفين في اعتقاداتهم وأحكامهم في ذلك الزمان , وإنّ القرآن يقصّ عليهم ما هو الحقّ {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [القصص : 3].
2- برنامج حكومة فرعون :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص : 4] هذا برنامج كلّ سلطان جائر : يعلو في الأرض , ويستضعف عباد اللّٰه , ويقتل من خالفه.
3- ميلاد موسى وإلقاء اليمّ :
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي} [القصص : 7] إشعار بكمال القدرة ونفوذ إرادة اللّٰه وحكومته تعالى , حيث يحفظ من يريد حفظه ولو في محيط جور وتحت سلطة سلطان جائر , وفي قبال أمواج البحر.
4- التقاط موسى :
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا...وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ } [القصص: 8، 9] يشعر بأنّ اللّٰه تعالى يحفظ من يحفظه ولو بيد أشدّ أعدائه وأقواهم , ويقوّى من يشاء تحت نفوذ من كان عازما بقتله وإفنائه.
5- بلوغه :
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } [يوسف : 22] تدلّ الآية الكريمة على إعطاء الحكمة واليقين والعلم حين بلوغه زمان الشدّة والتماميّة في البدن وقواه وفي العقل , وفي هذا مقدّمة وإيجاد الصلاحيّة لإعطاء مقام الرسالة. وتدلّ أيضا على وجود التهيّؤ والاستعداد الذاتيّ المتفوّق لقبول الإفاضات الإلهيّة , مع كونه متربيّا تحت كفالة فرعون.
6- بطشه ووكزه :
{لَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص : 15] كان هذا عملا مكروها عرفا , حيث أغاث شيعته من بنى إسرائيل على الرجل القبطي , وكانا يقتتلان. وفي هذا العمل تنبيه له على سوء عمل صدر عن غفلة وبلا توجّه وإخلاص. ثمّ إنّ هذا العمل أوجب خروجه عن مصر وعن محيط الكفر والفساد , وتوفيق مصاحبة شعيب وخدمته والاستفادة منه وتربّيه وتزكّيه-. {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص : 21]
7- وروده مدين :
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ } [القصص: 22] يدلّ هذا الكلام منه على أنّ مقصده هو الاهتداء والسلوك الى اللّٰه عزّ وجلّ , فاستجاب له ربّه وهداه الى بيت شعيب نبيّ مدين وزوّجه ابنته الصالحة.
8- مصاحبة شعيب :
{فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ... قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص : 24، 25] فأظهر فقره واحتياجه الى اللّٰه تعالى وتفويض نفسه اليه , حتّى قربت منه ابنت شعيب , ودعته الى خدمة أبيه وضيافته , وقال شعيب : لا تخف نجوت من القوم الظالمين.
9- تزويجه من بنت شعيب :
{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا} [القصص : 27] هذا ابتداء برنامج انقلابيّ روحانيّ لموسى عليه السلام , حيث تعلّق في هذه الدورة بامرأة من بيت النبىّ شعيب عليه السلام , وعاش تحت تربية النبىّ ملازما له , واستدام هذا البرنامج الى عشر سنين , حتّى كمل وبلغ الى ما بلغ من الخلوص والنورانيّة والروحانيّة , فاستعدّ للانس والنداء من جانب الطور.
10- مسيره من مدين الى جانب الطور :
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا } [القصص : 29] فسار موسى عليه السلام من مدينة مدين وهي في جانب الشمال الغربيّ من الحجاز , قريبة من الجنوب الغربيّ من وادى سينا , فسار بأهله حتّى جاوز الماء من جانب خليج العقبة وبلغ القريب من طور سينا , فآنس نارا من الطور.
فكان هذا السير حركة الى اللّٰه وسفرا في اللّٰه.
11- لقاء النور وسيره اليه {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ... أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [القصص : 29، 30] فتحقّق له التهيّؤ والاستعداد للاستيناس واللقاء , فجذبه النور وحرارته الى جانب النور , وانصرف عن الأهل والأولاد وتبتّل اليه تبتيلا.
12- حصول الارتباط وتحقّق اللقاء :
{نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ } [القصص : 30] فحصل له الارتباط التامّ والمخاطبة الكاملة بلا واسطة.
13- إلقاء العصا وكلّ ما يعتمد عليه ويتوجّه اليه :
{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} [القصص : 31] فلازم في مرحلة اللقاء والارتباط : التبتّل التامّ وإلقاء كلّ شيء يعتمد عليه من دون اللّٰه , حتّى العصا.
14- حصول الخضوع التامّ والتذلّل والخشوع الكامل :
{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } [القصص : 32] فاليد الّتى هي مظهر الاقتدار إذا تسلك في الجيب : تخرج بيضاء.
15- فذانك برهانان من ربّك إلى فرعون وملائه : أي إلقاء العصا حتّى يظهر باطنها وهو جانّ , ووضع اليد في الجيب وباطنه الخضوع التامّ والتذلّل الكامل. فتصير العصا جانّا بصورة ثعبان , وتصير اليد بيضاء لها ضياء يضيء ما حولها.
وهاتان المعجزتان منطويتان في باطن الإلقاء , وسلوك اليد , وقد ضعف الناس وعجزوا عن هذين العملين الّذين ينتجان بإذن اللّٰه تعالى ظهور الثعبان وتجلّى الضياء والنور.
16- استعانته بأخيه هارون :
{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } [القصص : 35]. {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [المؤمنون: 45]. { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا } [الفرقان : 35] لمّا كانت مأموريّته عظيمة فانّها بعثة الى فرعون وملائه : فجعل هارون وزيرا ومعينا له , فيشدّ عضده به ويتقوّى بوزارته.
17- ولم يكن له يومئذ في دعوة فرعون وملائه ناصر ومعين وشاهد :
{قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ } [القصص : 36، 37] يظهر أن ملأ فرعون كانوا أجنبيّا عن دعوة الأنبياء , بحيث أظهروا أنّهم ما سمعوها. ولم يشاهد موسى فيما بينهم رجلا يصدّق حقيقة قوله في التوحيد , فقال : ربى أعلم بمن جاء بالهدى , وهو الشاهد على قولي والمحيط على أحوالي-. { إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } [القصص : 37]. {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص : 38]
18- بعثته ورسالته :
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص : 43]. {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ... وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف : 144، 145] فكان بعثته لتبصّر الناس واهتدائهم ورحمة من اللّٰه لهم.
19- رسالته الى فرعون وملائه :
{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه : 43، 44]. {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } [الأعراف : 104- 105] المنظور في الرسالة الى فرعون : إيجاد حالة التليّن ورفع الطغيان فيه بحصول تذكّر أو خشية , حتّى لا يعارض الدعوة الى الحقّ ولا يزاحمه , وهذا أوّل مرحلة من إعمال وظيفة الرسالة ودعوة الناس الى اللّٰه والى الحقيقة.
20- تكليم اللّٰه موسى :
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء : 164، 165]. {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف : 143] التكليم : إبراز الكلام في قبال المخاطب , وهذا يتحقّق بالحجاب , فانّه يوجد الكلام في الخارج , واستماع الكلام من جانبه يوجد شوقا وولها الى اللقاء والرؤية القلبيّة والتقرّب , وعلى هذا عقّبه بقوله - ربّ أرني.
21- سؤال الرؤية :
{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ } [الأعراف : 143] اشتدّ اشتياقه بعد لذّة المناجات والتكلّم , حتّى طلب الرؤية المطلقة والوصل التامّ واللقاء الكامل , ولم يكن نظره الى الرؤية بالعين ولا الى جهة خاصّة.
فاستجاب اللّٰه تعالى طلبه على ما يوافق وسع موسى عليه السلام وعلى مقدار اقتضاء استعداده وإمكان وجوده الظاهريّ والباطنيّ , فتجلّى نوره للجبل العظيم الصعب كالحديد , فجعل دكّا وخرّ موسى عليه السلام .
فلمّا أفاق موسى عليه السلام عن الصعقة وعن التهاب الشوق : فأظهر التوبة عن سؤاله واعترف بخطإ في طلبه , فقال : سبحانك عن قولي.
22- نزول الكتاب عليه :
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [الفرقان : 35]. {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} [المائدة : 44] تدلّ على كونه صاحب كتاب سماويّ وشريعة وأحكام. والبحث عن الأسفار الخمسة الموجودة بالتوراة : قد مرّ البحث عنها إجمالا في التوراة.
23- مأموريّته في إنجاء بنى إسرائيل عن سلطة فرعون :
{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ} [طه : 47]. {قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } [الأعراف : 105]. {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [طه : 80] فانّه من بنى إسرائيل , وهم قومه وعشيرته والحقيق بأن ينذروا ويبشّروا ويهتدوا الى الشريعة الحقّه والى أحكامها النازلة من اللّٰه عزّ وجلّ , ولهم سابقة ممتدّة في الايمان والطاعة والتديّن بدين آبائهم ابراهيم واسحق ويعقوب المسمّى بإسرائيل , وهم نجباء شرفاء ومن نسل الأنبياء.
24- خروج بنى إسرائيل من مصر وعبورهم البحر :
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } [البقرة : 50]. {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ} [يونس : 90]. { فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ} [الشعراء : 63 - 65] هذا من المعجزات العظيمة كانت لموسى عليه السلام , مضافا الى كونه أوّل موفقيّة له ولبنى إسرائيل حيث أنجاهم اللّٰه من سلطة فرعون , وجعلهم في سعة وحرّيّة من الحياة المادّيّة والمعنويّة.
25- ومن معجزاته في قومه :
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [الأعراف : 160] فهذه ثلاث معجزات ظهرت منه عند اضطرار قومه في مشربهم ومأكلهم وفي إدامة حياتهم ومعيشتهم.
26- جريان اختيار سبعين رجلا :
{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} [الأعراف : 155] الرجفة : الزلزلة الشديدة والاضطراب العميق مادّيّا أو معنويّا وكانت هذه الرجفة المطلقة ابتلاء او امتحانا أوجبت تزلزلهم واضطرابهم في إيمانهم , وفيه اشارة الى أنّ اختيار البشر ضعيف , والإنسان ولو كان نبيّا لا يحيط علما بشيء ممّا مضى أو استقبل من مجارى الأمور ومقدّرات الأفراد-. {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة : 255].
وفي مقابل هذا الاختيار : انقلاب السحرة وايمانهم مع كونهم أعداءً مخالفين مبارزين- {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } [الأعراف : 120].
وقوله سبعين بدل من القوم : إشارة الى أنّ هذا السبعين رجلا كأنّهم القوم جميعا على اعتقاد موسى واختياره.
27- الآيات الّتى اوتى موسى عليه السلام :
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء : 101] أي علامات يستدلّ بها على رسالته ومأموريّته , كالعصا , واليد , وانقلاق البحر , وانبجاس الماء من الحجر , والغمام , والألواح , والتكليم , وتظليل الغمام , واختيار سبعين للميقات- وهذه آيات ظاهريّة محسوسة.
فهذه الأمور جريانات من حياة موسى وأحواله ومقاماته الّتى ذكرت في القرآن المجيد :
الذى. {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت : 42] ونشير هنا الى بعض الفوائد الّتى وردت في الأسفار الخمسة :
الخروج 2/ 10- ولمّا كبر الولد جاءت به الى ابنة فرعون فصار لها ابنا ودعت اسمه موسى وقالت إنّي انتشلته من الماء.
الخروج 2/ 16- وكان لكاهن مديان سبع بنات فأتين واستقين ...
فلّما أتين الى رعوئيل أبيهنّ قال ما لكنّ أسرعتنّ في المجيء اليوم , فقلن رجل مصريّ أنقذنا من أيدى الرعاة وإنّه استقى لنا ... فأعطى موسى صفّورة ابنته فولدت ابنا فدعا اسمه جرشوم ... وحدث في تلك الأيّام أنّ ملك مصر مات.
الخروج 4/ 14- أليس هارون اللاويّ أخاك أنا أعلم أنّه يتكلّم وأيضا هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلّمه وتضع الكلمات في فمه , وأنا أكون في فمك ومع فمه.
فراجع هذه الأبواب ترى فيها فوائد تاريخيّة.
_____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.