1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : تأملات قرآنية : مصطلحات قرآنية :

معنى كلمة ملك‌

المؤلف:  الشيخ حسن المصطفوي

المصدر:  التحقيق في كلمات القران الكريم

الجزء والصفحة:  ج11 ، ص 175- 187.

28-12-2015

8530

مقا- ملك : أصل صحيح يدلّ على قوّة في الشي‌ء وصحّة , يقال : أملك عجينه : قوىّ عجنه وشدّه. وملكت الشي‌ء : قوّيته. والأصل هذا , ثمّ قيل : ملك الإنسان الشي‌ء يملكه ملكا , والاسم الملك , لأنّ يده فيه قويّة صحيحة , فالملك ما ملك من مال. والمملوك : العبد. وفلان حسن الملكة , أي حسن الصنيع الى مماليكه. وعبد مملكة : سبى ولم يملك أبواه. وما لفلان مولى ملاكة دون اللّٰه تعالى , أي لم يملكه الّا هو. وكنّا في إملاك فلان , أي أملكناه امرأته , وأملكناه مثل ملّكناه. والملك : الماء يكون مع المسافر , لأنّه إذا كان معه ملك أمره.

مصبا- ملّكته ملكا من باب ضرب , والملك بالكسر اسم منه , والفاعل مالك والجمع ملّاك مثل كافر وكفّار , وبعضهم يجعل الملك بالكسر والفتح لغتين في المصدر , وشي‌ء مملوك وهو ملكه , وله عليه ملكة , وهو عبد مملكة بفتح اللام وضمّها : إذا سبى وملك دون أبويه. وملك على الناس أمرهم : إذا تولّى السلطنة فهو ملك , وتخفّف بالسكون , والجمع ملوك , والاسم الملك , وهو يملك نفسه عند شهوتها , أي يقدر على حبسها , وهو أملك لنفسه , أي أقدر على منعها من السقوط في شهواتها , وما تمالك أن فعل , أي لم يستطع حبس نفسه. والملك واحد الملائكة , وتقدّم في تركيب ألك. وملّكت امرأة :

تزوّجتها , وقد يقال ملكت بامرأة على لغة تزوّجت بامرأة , ويتعدّى بالهمزة والتضعيف الى مفعول آخر , فيقال : ملّكته امرأة وأملكته امرأة , وعليه قوله صلى الله عليه والهملّكتكها بما معك من القرآن. وملاك الإمر : قوامه.

صحا- ملّكت الشي‌ء أملكه. والإملاك : التزويج. والملكوت من‌ الملك كالرهبوت من الرهبة , يقال له ملكوت العراق وملكوت العراق أيضا مثال الترقوة , وهو الملك والعزّ.

الاشتقاق 26- مالك والملك , وهو في لغة ربيعة ملك. والملائكة أصله الهمز , لأنّهم قالوا في واحده ملأك , واشتقاق الملأك من المألكة والألوكة , وهي الرسالة.

قع- (ملكوت) ملكيّة , مملكة , إمپراطوريّة.

قع- (مالك) ملك , كان ملكا , حكم , ساد.

فرهنگ تطبيقي- عبرى- ملاك ملك , ملاك.

فرهنگ تطبيقي- سرياني- ملكا ملك , ملاك.

فرهنگ تطبيقي- عبرى- ملكوت ملكوت.

فرهنگ تطبيقي- سرياني , آرامى- ملكوتا ملكوت.

والتحقيق

أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو التسلّط على شي‌ء بحيث يكون اختياره بيده , وهذا التسلّط إمّا بالنسبة الى ذات الشي‌ء أصلا وفرعا , كما في مالكيّة اللّٰه لخلقه. أو بالنسبة الى الذات اعتبارا , كما في المملوك والمبيع. أو بالنسبة الى ما يستفاد منه , كما في الاجارة والنكاح. وإمّا بالنسبة الى أمورهم ووظائفهم الاجتماعيّة , كما في تسلّط الحاكم والسلطان. وإمّا تسلّط على النفس وهواه , كما في النفوس المهذبة المرتاضة. وغيرها من أنحاء التسلّط.

وأمّا الملك والملائكة والملكوت : فمأخوذة من العبريّة والسريانيّة كأصل المادّة , مضافا الى أنّ هذه الكلمات قد استعملت في اللغتين وفي العربيّة أيضا في حقيقة مفهوم المادّة , وهو التسلّط.

فانّ الملكوت ذو زيادة من الملك مصدرا كالجبروت من الجبر والرحموت من الرحمة , والرهبوت من الرهبة , والعظموت من العظمة والركبوت‌

من الركب , وتدلّ الزيادة على زيادة في المعنى وعظمة وامتداد وسعة في المفهوم.

والملائكة : جمع مليك كالخلائف أو جمع ملاك كالصبائح في صباح , ويؤيّد هذا أنّ الملاك في العبريّة بمعنى الملك , وأنّ بعضهم يذكرون أنّ مفرد الملائكة ملأك , وهو قريب من الملاك.

ولكنّ التحقيق أنّ هذه الكلمات إنّما أخذت من العبريّة.

ثمّ إنّ مفاهيم القوّة والشدّة والصحّة والعزّة وأمثالها : إنّما هي من آثار التسلّط ومن لوازمه , والأصل ما ذكرناه.

وأمّا حقيقة المالكيّة في الملائكة : فانّهم خلقوا ممّا وراء المادّة منزّهين عن آثار المادّة وحدودها , فأوجب ذلك لهم صفاء وروحانيّة وخلوصا وتجرّدا , ومن لوازم هذا المعنى القوّة والشدّة والقدرة في أنفسهم وذواتهم , وهذا حقيقة المالكيّة فيهم , فيتجلّى المالكيّة في وجودهم , بخلاف الإنسان المحدود بحدود زمانيّة ومكانيّة ومادّيّة.

فظهر أنّ الملك والملائكة مأخوذة من مادّة الملك في العبريّة والسريانيّة والأراميّة والعربيّة , والقول باشتقاقها من الألك , كما في كتب اللغة :

في غاية الوهن.

وكذلك تفسيرها بمفهوم الرسالة : فإنّ الملائكة غير مأخوذ في مفهومها معنى الرسالة , كمفاهيم العبادة والخضوع والمعرفة والاطاعة والمأموريّة في بعض الأعمال وغيرها من خصائص مراتبهم.

وباقتضاء هذه الخصوصيّات الممتازة في خلقتهم ينسب اليهم امور :

1- جهة الصفاء والنزاهة والطهارة والخشوع : كما في قضيّة يوسف عليه السّلام-. {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ } [يوسف : 31] والكريم من فيه عزّة وتفوّق في نفسه من غير استعلاء بالنسبة الى الغير ,

وهو في قبال الهوان.

2- انّهم ممّا وراء عالم المادّة وليسوا من جملة ما يعيش في الأرض :

كما في-. {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} [الأنعام : 8]. {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} [الإسراء : 95] وليس المراد السماء الدنيا المادّية المحسوسة , فانّ من يعيش فيها فهو في محيط عالم المادّة ومحدود بحدودها , ولو كان باختلافات يسيرة.

3- قدرتهم وقوّتهم الممتازة العالية ونفوذهم في الإنسان : كما في-. {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} [السجدة : 11]. {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ } [آل عمران : 125]. {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [محمد : 27] 4- كون بعضهم مستعدّين للرسالة وأن يكونوا وسائط بين اللّٰه عزّ وجلّ وبين خلقه بمقتضى خلقتهم الممتازة : كما في-. {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} [آل عمران : 45]. {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [النحل : 2]. {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج : 75] وهذا يدلّ على أنّ فيهم استعداد الارتباط باللاهوت وبالناسوت , والمراد من الناسوت : الّذين خرجوا عن ظلمة عالم الطبيعة ونوّروا قلوبهم بأنوار اليقين والمعرفة وكشفوا الحجب عن بصائر بواطنهم واستعدّوا بالارتباط بالملكوت.

5- فيهم استعداد أن يعيشوا في محيط اللاهوت وفي محضر من تجلّى أنوار عظمته وكبريائه : قال تعالى- {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [الزمر: 75].

{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4]. {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]. {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة : 17] سبق أنّ العرش سرير العظمة والجلال والجمال للّٰه عزّ وجلّ , والحمل لا بدّ وأن يكون حملا روحانيّا لاهوتيّا. وحمل العرش والتحفّف منه والعروج اليه تعالى والتصفّف عند مجي‌ء الربّ : آيات من مقامات الملائكة اللاهوتيّة- راجع العرش.

6- إنّهم لا يعصون اللّٰه عزّ وجلّ : قال تعالى- {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6] فانّ هؤلاء الملائكة مع كونهم في مقام الشدّة والغلظة في قبال الكافرين والمنافقين والمخالفين , وكونهم في أنفسهم غلاظا شدادا : لا يعملون عملا خلاف ما أمر اللّٰه عزّ وجلّ.

7- إنّهم يوافقون اللّٰه تعالى في الدعاء واللعن : قال عزّ وجلّ :

{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [البقرة : 161]. {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ} [الأحزاب : 43]. {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب : 56] فما يشاءون إلّا ما يشاء اللّٰه.

8- الكفر بالملائكة كفر باللّٰه وبرسله : قال تعالى- { وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء : 136]. {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة : 98]. {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة : 285] فانّ الايمان باللّٰه عزّ وجلّ يلازم الايمان بأسمائه وصفاته ومظاهره ومجاليه , والملائكة مظاهر صفاته تعالى وإنّهم فانون في قبال عظمته وجلاله وجماله , ليس لهم على خلاف رضائه تعالى برنامج , وهكذا الرسل والكتب النازلة من جانبه.

والملائكة في هذه الجهة أقوى وأتمّ , فانّ وجودهم وخلقتهم متكوّنة على هذه المظهريّة بالذات , من دون حاجة الى الرياضة والسير , وعلى هذا قدّمت على الرسل والكتب في هذه الآيات الكريمة.

9- الأنبياء المرسلون والأولياء المقرّبون مقدّمون من جهة المقام والقرب والمنزلة من اللّٰه عزّ وجلّ من الملائكة : وبهذا اللحاظ نزلت الآيات الكريمة-. {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } [البقرة : 30]. {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} [البقرة : 34]. {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب : 72] فانّ الملائكة كلّ نوع منهم مظهر خاصّ لصفة معيّنة من صفات اللّٰه تعالى وأسمائه , منهم ساجدون , ومنهم راكعون , ومنهم قائمون , ومنهم حاملون للعرش , ومنهم ذاكرون , ومنهم صافّون لا يتزايلون , ومنهم مسبّحّون لا يسأمون , ومنهم أمناء على وحيه وألسنة الى رسله , ومنهم الحفظة لعباده , ومنهم السدنة لأبواب جنانه- راجع الخطبة الأولى من النهج خلقة الملائكة.

فالإنسان فيه استعداد لأن يكون مظهرا لصفات مختلفة , بل لجميع الصفات والأسماء الإلهيّة- كما ورد بأنّهم الصفات العليا والأسماء الحسنى.

وهذه المظهريّة التامّة الّتى أوجبت سجود الملائكة له باقتضاء ذاتيّ تكوينيّ ثابت , ويدلّ عليها قوله تعالى - {جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة : 30] ... , . {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ } [البقرة : 31] ... , . {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة : 32]... , . {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29] فالخلافة الواقعيّة الحقّة , والتعلّم الحقّ بالعلم الحضوريّ , والنفخ من روحه : تدلّ على تلك المظهريّة التامّة والقرب الروحانيّ الكامل.

10- وهذا التنوّع الخاص والخصوصيّات المخصوصة في الملائكة :

أوجب تمايز وظائفهم واختصاص كلّ نوع منهم بوظيفة معيّنة , وهذا بخلاف الإنسان , فيبعث رسولا ونبيّا الى كافّة الخلق وفي جميع الشئون والأمور , من اعتقادات ومعارف , ومن أخلاقيّات وما يرتبط بتزكية النفوس , ومن أعمال ووظائف مختلفة.

فالنبيّ هو الأمين المطلق والسفير بين اللّٰه عزّ وجلّ وبين قاطبة الخلق في جميع الجهات.

فهذه عشر خصوصيّات فيما يرتبط بعوالم الملائكة.

وأمّا المالكيّة والمملوكيّة : فقلنا إنّ لها مراتب :

الأوّل- مالكيّة مطلقة لذوات الأشياء إيجادا وإفناءا وإبقاءا , وهذه المرتبة مختصّة باللّٰه خالق الأشياء , فانّه تعالى خلق جميع الأشياء وقدّرها-. {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} [آل عمران : 26]. {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفتح : 14]. {إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [التوبة : 116]. {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ} [المائدة : 120]. {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} [الإسراء : 111] فالتسلّط والمالكيّة الحقّة الأصيلة الثابتة للّٰه المتعال , وهو يملك السموات والأرض وما فيهنّ , يحيى ويميت , ويخلق ويبقى ويفنى , ولا شريك له.

فظهر أنّ الملك للّٰه عزّ وجلّ , ولا مالك سواه , وكلّ مالك لشي‌ء فانّما هو في المرتبة المتأخّرة وعلى نحو التجوّز وفي الظاهر- {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ } [آل عمران : 26] الثاني- مالكيّة وتسلّط ظاهريّ لأراضي وأهاليها قهرا أو بالعدل : وهذا يعبّر عنه بالملك والسلطان , وهو إذا كان تسلّطه وحكومته باختيار من الناس وفي صلاحهم وفي برنامج عدل إلهىّ : فهو ظلّ اللّٰه في الأرض وخليفته فيها , فيلزم اطاعة أوامره , والرضا بحكمه , كما في حكومة أولياء اللّٰه من الأنبياء والأوصياء-. {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} [البقرة : 251]. {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف : 101]. {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء : 54]. {إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ} [البقرة : 246، 247] وإذا كان ذلك التسلّط في برنامج الحياة الدنيا وطلب الرياسة وحبّ الشهوات , وضبط الأموال والتعدّي الى العباد واضاعة حقوق المستضعفين وترويج الباطل وإضلال الناس : فهو حاكم ظالم , نعوذ باللّٰه من شرّه المادّيّ والمعنويّ- قال تعالى-. {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل : 34]. {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [الزخرف : 51، 52] وهؤلاء سلاطين الجور يحرّفون الناس عن دينهم ودنياهم , وأكثر‌ الانحرافات والتمايلات المادّيّة نتيجة آرائهم وأعمالهم.

الثالث- مالكيّة وتسلّط ظاهريّ بجعل إلهىّ وتحت مقرّرات صحيحة عادلة : كما في المعاملات والعقود المبحوث عنها في الكتب الفقهيّة.

الرابع- التملّك والتسلّط بالعمل والفعّاليّة : كما في الزراعة والصناعة والمجاهدة , ومنها التملّك على الأسرى في المحاربة والجهاد مع المشركين والكفّار. قال تعالى {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون : 6]. {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ } [الروم : 28] فظهر أنّ الملك للّٰه المتعال , فانّ اللّٰه هو الخالق المنشئ المكوّن المحيي المميت المدبّر , ولا يملك أحد شيئا إلّا بإذنه , إمّا بإذن عامّ كما في خلفائه وأوليائه المنصوبين المخصوصين , أو بإذن خاصّ كما في الموارد الّتى أشير اليها من أسباب التمليك في الشريعة.

وأمّا التملّك والتسلّط بالقهر والجور والظلم والباطل , أو على خلاف المقررّات والشرائط المعيّنة في الشريعة الالهيّة : فلا يفيد مالكيّة بل إنّها باقية على أصلها من مالكيّة اللّٰه عزّ وجلّ.

فالحكم فيها لأنبيائه وأوصيائه على ما هو الحقّ الواقع- {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} [آل عمران : 26].

وأمّا المالكيّة في عوالم الآخرة : فهي للّٰه المتعال على الإطلاق :

وتوضيح ذلك : أنّ عالم المادّة يحتاج إدامة الحياة فيه الى أسباب ووسائل , فانّ الإنسان في عيشه محتاج الى مأكل ومشرب وملبس ومسكن وصحّة مزاج وانس واستراحة وعبوديّة , وكلّ منها يتوقّف على تهيئة أسباب ووسائل ومقدّمات وعمل وفعّاليّة وصنعة وزراعة وحرفة وتحصيل علم وتعاون.

وهذه الأمور تتوقّف على المالكيّة ووجود القدرة والاختيار التامّ في ما تحت يده ونفوذه وعمله وتصرّفه. فيجعل للتملّك موازين ومقرّرات وقوانين وأحكام في‌ الشرائع.

والحاجة الى هذه الوسائل أقلّ في عوالم الحيوانات ولا سيّما في الطيور , لعدم الحاجة فيها الى ملبس ومسكن مخصوص وكسب وتجارة وفلاحة وصنعة وتحصيل علم وتهيئة وسائل وأسباب , كما أنّ الأشجار في الآكام المستعدّة لا حاجة لها إلى تحصيل شي‌ء.

وأمّا الحياة في عالم الآخرة غير المادّيّة : فلا حاجة هناك الى مسكن وملبس ومأكل ومشرب والى سائر الأسباب والوسائل الّتى يستفاد منها في إدامة الحياة المادّيّة , فانّ هذه الاحتياجات انّما هي من جهة البدن المادّيّ , وأمّا البدن اللطيف البرزخيّ فلا حاجة فيه الى هذه الوسائل المادّيّة من مأكل مادّىّ ومكان ولباس واكتساب معيشة وحرفة وصنعة وسائر اللوازم الظاهريّة.

فحينئذ ينتفي موضوع المالكيّة اللازمة في الحياة الدنيويّة , من الأراضيّ والأموال وأثاث البيت وأسباب الاكتساب , ولوازم العيش وغيرها. قال تعالى-. {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا } [الفرقان : 26]. {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16]. {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 3، 4] سبق أنّ الدين هو الخضوع والانقياد قبال برنامج أو مقررّات معيّنة , وهذا اليوم منحصر بعالم ما وراء المادّة. وقلنا إنّ الملك الحقّ هو للّٰه عزّ وجلّ , إذ هو الخالق البارئ المصوّر.

{ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: 18، 19]. {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا } [سبأ : 42] فإذا انتفى عالم المادّة ولوازمه وأسبابه , وظهرت حقيقة الخضوع والانقياد في دائرة الحياة للّٰه المتعال : فيكون الحكم والسلطان له عزّ وجلّ , ولا‌ يبقى لأحد سلطان ولا حكومة. فانّ الحكم إمّا بالجبر والقهر : فلا يوجد في عالم الآخرة. وإمّا بأسباب ظاهريّة مقررّة كما في عالم المادّة : فهي منتفية. والملك يومئذ للّٰه.

وأمّا أسماء الملك والمليك والمالك : فمن الأسماء الحسنى , والنظر في الملك الى جهة الثبوت. وفي المليك الى الثبوت والاستمرار. وفي المالك الى جهة قيام الصفة به.

وهو المالك المطلق الحقّ الثابت له الملك لجميع الموجودات وللسموات والأرض وما فيهنّ , وليس له شريك في الملك.

{الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون : 116]. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} [الحشر: 23]. {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 4]. {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ } [آل عمران : 26]. {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 55] فعبّر بالملك : في موارد يكون النظر فيها الى مطلق المالكيّة الثابتة. وبالمالك : إذا كان النظر الى قيام المالكيّة به فقط. وبالمليك : إذا كان النظر الى الاستمرار , كما في الآية بقرينة القعود والعنديّة.

___________________

‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.

- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .

- قع = قاموس عبريّ - عربيّ ، لحزقيل قوجمان ، 1970 م .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي