وسيلة النقل
المؤلف:
د. محمد خميس الزوكة
المصدر:
جغرافية النقل
الجزء والصفحة:
ص 54 ـ 57
2025-10-30
47
لتفهم خصائص وأهمية هذا العامل لابد من دراسة العناصر التالية :
ـ النوع :
تتعدد انواع وسائل النقل وان كانت تتفق جميعها في أداء دور واحد وهو نقل البضائع والأشخاص والخدمات المختلفة ، ولكل منها خصائصها التي تحدد افضل انواع السلع والخدمات التي تنقلها وتضم وسائل النقل الأنواع التالية ، وهى من الأبسط الى الأكثر تعقيدا.
أ- الحمالين : الذين ينقلون البضائع محدودة الحجم والوزن المسافات قصيرة سواء داخل المدن وخاصة في المطارات ومحطات السكك الحديدية ، أو في النطاقات الجبلية الوعرة مرتفعة المنسوب والتى لا يمكن مد طرق خلالها ، أو فى بعض الغابات المدارية المطيرة الكثيفة مما يجعل من المستحيل سير دواب الحمل التي يتعذر وجودها فى مثل هذه البيئة لانتشار الحشرات الناقلة للأوبئة المختلفة وخاصة الملاريا والحمى الصفراء ومرض النوم.
ب - دواب الحمل : وخاصة البغال والحمير في بعض المناطق الجبلية والجمال في بعض الأقاليم الصحراوية والريفية الفقيرة
ج - وسائل النقل الحديثة سواء الخاصة بالنقل البرى السكك الحديدية والسيارات أو النقل المائى السفن ذات الاحجام والخصائص المختلفة أو النقل الجوي.
د - المواصلات الملكية واللاسلكية : ويتوقف اختيار واستخدام وسيلة أو أكثر للنقل على خصائص الاقليم وطبيعته وامكانيات سكانه.
ـ الكثافة :
تعطى كثافة وسائل النقل وتعددها مجالا للاختيار فيما بينها ، بالاضافة الى دورها فى خفض تكاليف النقل ، وعلى ذلك فالأقاليم التي يتوافر فيها هذا العنصر تتسم وسائل النقل داخلها بالكفاية والمرونة وانخفاض التكاليف لتوافر عامل المنافسة ، مما يعمل على زيادة قدرتها على جذب بعض المشاريع المدرجة في خطة التنمية وخاصة تلك المشاريع التي تحتاج بصورة أساسية الى توافر عامل النقل اما لنقل الخامات والمواد الأولية ، أو لنقل السلع بعد تصنيعها الى الأسواق ، أو لكلاهما معا . ويلاحظ أن أكثر مناطق العالم كثافة بوسائل النقل هي نفسها أكثرها أهمية من الناحية الاقتصادية وخاصة في المجالين التعديني والصناعي ، وتتضح هذه الحقيقة عند مقارنة خريطتين للعالم أحداهما خاصة بتوزيع وسائل وطرق النقل والأخرى خاصة بتوزيع المناطق الصناعية.
ـ تعدد الخدمة :
كلما تعددت الخدمات التي تؤديها وسيلة النقل كلما تطلب ذلك توافر أعداد كبيرة من الوحدات الناقلة سواء كانت لنقل البضائع أو لنقل الركاب وفى الحالة الأخيرة تزيد ساعات التشغيل لتكرار عدد الطلعات الخاصة بوسيلة النقل سواء كانت سكك حديدية أو سيارات.
ويعد طول المسافة من العوامل الأساسية التي تحدد مدى تعدد خدمات وسيلة النقل والتي تتوافر في المسافات القصيرة ، في حين نقل كلما طالت المسافة تتضح هذه الحقيقة عند اجراء مقارنة بين تعدد خدمات النقل عدد الوحدات الناقلة وعدد الرحلات فيما بين المدن وضواحها أو بين المدن المتجاورة وتلك المتباعدة كان نجرى مقارنة بين عدد وحدات وسائل النقل المختلفة وعدد رحلاتها خلال فترة زمنية محددة بين القاهرة والاسكندرية ، وبين القاهرة وأسوان.
ـ المسافة :
يتوقف طول المسافة التي تقطعها وسيلة النقل على عوامل البيئة الطبيعية التي تحدد خصائصها وخاصة أشكال السطح والمناخ مسار الطريق أيا كان نوعه وخصائصه وهل يصلح الطريق للتشغيل على مدار السنة أم يتوقف خلال فترة معينة من العام كان يتوقف النقل على الطرق المرضوفة بالأقاليم الصحراوية خلال فترات هبوب العواصف الترابية أو جريان السيول ، أو أن يتوقف النقل المائى خلال فترة انخفاض درجات الحرارة وتجمد مياه الأنهار أو البحار ، كما هي الحال بالنسبة للطريق الملاحي عبر نهر السانت لورانس فى أمريكا الشمالية والذي تتجمد مياهه خلال شهور الشتاء مما يؤدي الى التحول الى النقل البرى الأطول مسافة والأكثر تكلفة خلال فصل الشتاء.
وتزيد نفقات التشغيل كلما طالت المسافة ، ومع ذلك تعمد الجهات المسؤلة عن النقل الى تخفيض أجور النقل للمسافات الطويلة لأن تطبيق مبدأ الأجور المتساوية والتي تتدرج فئاتها مع طول المسافة يضعف النقل على المسافات الطويلة ، ويعيق نقل السلع والمنتجات رخيصة الثمن الى مثل هذه المسافات ، وحيث أن وسيلة النقل ستقطع المسافة كلها أي المسافة الطويلة أيا كانت نسبة الفراغات بها فانه من الأفضل في هذه الحالة زيادة الايراد بقدر الامكان عن طريق الجذب بإعطاء أجور للنقل منخفضة على المسافات الطويلة وخاصة أن المنتجات والسلع التي تنقل الى مسافات طويلة تساعد على سرعة التشغيل حيث أنها لا تحتاج الى التحميل أو التفريغ خلال الطريق ، لذلك تنخفض أجور نقل الطن للميل أو الكيلو متر الطولي كلما طالت المسافة التي تعمل بدورها على التقليل من نفقات التشغيل والنفقات الاضافية ، وهذا يدفع المخطط دائما الى اختيار بدايات أو نهايات طرق النقل كأماكن لإقامة مشاريع التنمية الاقتصادية وجدير بالذكر أن مبدأ تخفيض أجور النقل بطول المسافة طبق لاول مرة في بريطانيا عام 1888 عندما صدر قانون السكك الحديدية والقنوات المختلفة مما أدى الى اختلاف اقتصاديات هذه الوسائل وبالتالي جدواها بالنسبة للمشاريع المختلفة المدرجة في خطة التنمية ويعد النقل بالسيارات أرخص وسائل النقل بصورة عامة في المسافات القصيرة التي لا تتجاوز 245 كيلو مترا ، في حين يتصدر النقل بالسكك الحديدية باقي وسائل النقل من حيث الرخص فى المسافات المتوسطة التي تتراوح بين 245 - 660 كيلو مترا ، أما النقل المائى فهو أرخص وسائل النقل على المسافات الطويلة لعدة أسباب يأتي في مقدمتها :
ـ انخفاض نفقات القوة المحركة ، حيث يلاحظ أنه في النقل المائي تكفى قوة حصان واحد لسحب حمولة 200 الف رطل بسرعة ثلاثة أقدام ثانية ، في حين لا تسحب نفس القوة حصان واحد أكثر من 30 ألف رطل على السكك الحديدية ، 3 آلاف رطل في النقل بالسيارات بنفس السرعة القدرة الكبيرة لوحدات النقل المائى على الحمل ، فوزن وحدة النقل المائى وهي فارغة يعادل ما بين 16 - 20 % فقط من حمولتها (قدرتها على الحمل) ، في حين تصل هذه النسبة الى 50% بالنسبة لوحدة النقل بالسكك الحديدية ، ومعنى ذلك أن قدرة الوحدات المائية على الحمل والنقل تفوق قدرة وحدات السكك الحديدية وخاصة على المسافات الطويلة فوحدة النقل المائى التى تزن طنا وهى فارغة تستطيع حمل ما بين 35 - 4 أطنان تقريبا من المنتجات المختلفة ، في حين لا تتجاوز قدرة وحدة النقل بالسكك الحديدية بنفس الوزن على حمل أكثر من طن واحد ، لذلك يعد النقل المائى أرخص وسائل النقل على المسافات الطويلة.
ـ الاتجاه :
يمثل اتجاه وسائل النقل عاملا هاما في انخفاض الأجور ، فاتجاه وسائل النقل فى أقاليم معينة بحيث تربط بين مناطق الانتاج وأسواق التصريف ، أو بين نطاقات بشرية ذات ارتباطات ومصالح متبادلة يعنى تشغيل الوسيلة في كلا الاتجاهين ، وهذا يؤدي بدوره الى انخفاض نفقات التشغيل وبالتالي انخفاض أجور النقل.

الاكثر قراءة في جغرافية النقل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة