خرائط استخدام الأرض الريفي
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 251 ـ 254
2025-10-25
45
أن خرائط استخدام الأرض تعد بالنسبة للجغرافي أكثر أهمية من الخرائط الطبوغرافية لزنها تبرز بشكل عام علاقة الإنسان بالأرض، كما أنها مهمة ومفيدة في كثير من المجالات وبخاصة في أغراض التخطيط الطبيعي للأرض ومن مفهوم هذا النوع من الخرائط يتضح لنا أنها تقرر حقيقة ما هو قائم بالفعل على سطح الأرض من استخدامات حقيقية في فترة معينة، سواء أكانت هذه الاستخدامات زراعية، أم غير زراعية مثل الاستخدامات التعدينية والصناعية والسكنية والترويحية ، والنوع الثاني من هذه الخرائط وهو خرائط استخدام الأرض المدني والتي تبين الاستخدامات الوظيفية في المدينة التي تعتبر كأساس ضروري في برامج تخطيط المدن وسنتناول فيما يلى كيفية تصميم وانشاء خريطة استخدام الأرض الريفي واستخدام طريقة التظليل المساحي (الطريقة الكوروكروماتية) في رسمها.
هناك أنواع عديدة خرجت من خرائط استخدام الأرض الريفي في انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وقبرص ومصر والهند، ولذا فإنها تعتبر أكثر أنواع الخرائط الزراعية شيوعاً واستخداماً ، ويتم رسم هذه الخرائط على عدة خطوات زمنية تتلخص في القيام بعملية مساحة ميدانية شاملة ترفع خلالها تفاصيل الاستخدامات الحقيقية للأرض في زمن محدد، وتوقيعها على خريطة أساسية كبيرة المقياس لمنطقة الدراسة، عادة ما تكون 1 : 2500 ، وتوقع تفاصيل استخدام الأرض الريفي في الميدان على شكل رموز متفق عليها قبل القيام بعملية المسح. ثم بعد الانتهاء من عملية المسح الميداني، تعمم الاستخدامات المتشابهة على شكل رقع مساحية، ثم تحشد هذه الرقع المساحية بتظليلات أو ألوان متميزة لكل منها دلالة محددة في مفتاح الخريطة.
ويتطلب إنتاج خريطة استخدام الأرض الريفى الكثير من الجهد والدقة والخبرة الكارتوجرافية، فأولاً يحتاج إعداد مثل هذه الخريطة إلى عدة لوحات (خرائط) تغطى المنطقة قيد الدراسة، وتكون بمثابة خرائط أساسية (توقيعية) بمقياس رسم كبير يظهر عليها كل حقل وكل بناء ثم تتم عملية المسح الميداني بحيث تتناول التجول في المنطقة من حقل إلى حقل حتى نميز بين الأراضي الزراعية في كل حوض والتي تزرع بالحبوب الغذائية مثلاً، والأراضي التي تزرع بمحاصيل العلف الحيواني، والأراضى المزروعة بنباتات الألياف كالقطن أو الكتان، كما تتضمن عملية المسح الميداني تحديد الأراضى البور أو غير المستغلة مؤقتاً، ومناطق حدائق الفاكهة، وما يشغله كل جزء أو حوض من منشآت سكنية أو غير سكنية. ومن مجموع اللوحات (الخرائط ) التي تغطى منطقة الدراسة يمكن عمل خريطة واحدة بمقياس رسم . مخالف لمقياس رسم الخرائط التي تم توقيع التفاصيل عليها. ولما كانت الأراضى الزراعية تخضع في زراعتها لدورة معينة فإنه لابد من مراعاة ذلك عند اخراج هذا النوع من الخرائط، إذ أنه سوف يكون لدينا عدداً من خرائط استخدام الأرض الريفي لمنطقة واحدة تمثل كل منها موسماً زراعياً مخالفاً لغيره .
وغالباً ما تكون الخريطة الطبوغرافية لمنطقة الدراسة هي الخريطة الأساسية التي تستخدم لتوقيع الاستخدامات المختلفة عليها أثناء عملية المسح الميداني. وقد تتضمن الخريطة الطبوغرافية كثيراً من البيانات التي تساعد في إعداد خريطة استخدام الأرض، ففي بعض الخرائط الطبوغرافية الأوربية نستطيع أن نتعرف على امتداد مناطق الغابات والاحراج أو مناطق المراعى الدائمة (المروج) والمراعي المؤقتة، أو المروج الخضراء غير المزروعة لفقر تربتها أو لبرودة مناطقها وهكذا. وقد يكون المطلوب إظهار مدى توزيع وانتشار أراضى الغابات فقط من بين مجموع مساحات الأراضي التي تشغلها النباتات الطبيعية في منطقة من المناطق أو دولة من الدول. وهذا الأمر لا يستلزم أكثر من توقيع المساحات التي تشغلها الغابات على خرائط ذات مقياس كبير ثم تصغيرها بعد تجميعها فتبدو هذه المساحات كما لو كانت بقعاً سوداء لاشك ستملأ الفراغ في أي خريطة لاستخدام الأرض في الزراعة بنفس المقياس ولكن إذا كان المطلوب إظهار انتشار وتوزيع عدة أشكال من استخدام الأرض على نفس الخريطة، فإن هذا الأمر يتطلب استخدام الطريقة الكوروسكيمائية حيث يتم حشد الرقع المساحية بألوان تظليلات متميزة.


الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة