الغازات وأثرها في نمو وإنتاج المحاصيل الخضرية
المؤلف:
أ.د. محمد كردوش وأ.د. سهام بورق واخرون
المصدر:
مبادئ علم البستنة
الجزء والصفحة:
ص 276-277
2025-10-13
99
الغازات وأثرها في نمو وإنتاج المحاصيل الخضرية
من أهم الغازات التي تؤثر في نمو وتطور محاصيل الخضر غازي الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون وتجدر الإشارة إلى أن غاز الأوكسجين متوفر في الغلاف الجوي ويشكل حوالي 21 % من الغاز الجوي. يعتبر الأوكسجين ضرورياً لتنفس المجموع الخضري ولتنفس جذور النباتات والكائنات الحية الدقيقة في التربة.
يسوء التبادل الغازي ما بين التربة والهواء الجوي عندما تكون التربة ثقيلة وسطحها متصلب وكذلك عند ارتفاع نسبة الرطوبة الأرضية مما يجعل جذور النباتات تعاني من قلة الأوكسجين ويؤدي ذلك في النهاية إلى اختناق الجذور.
كما يعتبر غاز ثاني أوكسيد الكربون ضرورياً لعملية التمثيل الضوئي وتتجلى أهمية هذا الغاز في أن الكربون يشكل نسبة كبيرة من المادة الجافة حوالي 45 %.
ينتشر غاز ثاني أوكسيد الكربون عبر مسام الورقة وترتبط درجة انتفاخ الثغور بالتوازن ما بين التغذية المائية عن طريق الجذور ومعدل النتح. غالباً ما يوجد غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء الجوي بتركيز 0.03 % وعند انخفاض التركيز إلى 0.01 % فإن عملية التمثيل الضوئي في النباتات تتوقف.
وبالعكس فإن ارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى (0.1%) يساعد على شدة عملية التمثيل الضوئي وهذا يقلل من تأثير ضعف شدة الإضاءة.
ويتوقف الحد الأعلى لتركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون والتي عنده عملية التمثيل الضوئي على أشدها على النوع المزروع وعلى شدة الإضاءة وغيرها من العوامل ويساعد توفر كمية كافية من غاز ثاني أوكسيد الكربون على سرعة نمو وتطور النباتات كما يزيد من عدد الأوراق ويسرع من الإزهار والعقد وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاج.
وتتأمن حاجة النباتات من غاز ثاني أوكسيد الكربون عن طريق تجدد الهواء حول النباتات وعن طريق تنفس الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة وكلما كانت التربة غنية بالمادة العضوية كلما زاد نشاط الكائنات الحية الدقيقة التي تحلل المادة العضوية وبالتالي كلما زادت كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون.
بينما تعتبر الأراضي الرملية الفقيرة بالمادة العضوية فقيرة أيضاً بغاز ثاني أوكسيد الكربون حيث ينطلق من هذه التربة 40 - 50 كغ/هـ /اليوم من غاز ثاني أوكسيد الكربون بينما تتراوح الكمية المنطلقة من التربة الغنية بالمادة العضوية بين 350 - 600 كغ/هـ /اليوم.
ويعيق تصلب سطح التربة من عملية التبادل الغازي ما بين التربة والهواء الجوي مما يزيد من تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون في التربة ويؤثر على امتصاص الجذور للماء والعناصر الغذائية ومن ثم يؤدي ذلك إلى اختناق الجذور وموتها.
تساعد عملية الحراثة والعزيق على منع زيادة تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون في منطقة انتشار جذور النباتات. وينصح بإضافة الأسمدة العضوية إلى التربة وتوفير الظروف التي تساعد على سرعة تحلل المادة العضوية وعلى انتشار غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى الهواء الجوي ويمكن تحسين النظام الغازي للتربة الرطبة عن طريق عمل خطوط أو مصاطب تساعد على تجفيف التربة.
وتجدر الإشارة إلى وجود غازات أخرى في الهواء الجوي وتختلف هذه الغازات فيما بينها بمدى تأثيرها الضار على النباتات فبعضها ذات تأثير ضعيف كغاز أول أوكسيد الكربون وأكاسيد الآزوت والأمونيا وغاز سيانور الهيدروجين حيث لا تحدث هذه الغازات تأثيراً ضاراً إلا إذا ارتفع تركيزها في الهواء عن 50 جزء في المليون بينما يحدث البعض الآخر أضراراً كبيرة حتى ولو وجد بتراكيز ضعيفة كغاز الكلور والفلور وغاز ثاني أوكسيد الكبريت والاوليفينات قليلة الذوبان في الماء.
الاكثر قراءة في مواضيع متنوعة عن المحاصيل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة