الإعلان بالهواتف الذكية في الشرق الأوسط
المؤلف:
د. ريم عمر شريتح
المصدر:
الإعلان الالكتروني مفاهيم واستراتيجيات معاصرة
الجزء والصفحة:
ص 521- 525
2025-10-12
197
الإعلان بالهواتف الذكية في الشرق الأوسط:
كشفت دراسة حديثة عن نمو نسبة استخدام الهواتف الذكية بين المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط، وأن تلك الهواتف ساهمت في إعادة تشكيل طريقة تفاعل هؤلاء المستخدمين مع البيئة المحيطة بهم بنسبة تزيد عن أي مكان آخر حول العالم.
وقالت الدراسة التي أجرتها "غوغل" أن نسبة انتشار الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقة الخليج تأتي بين أعلى النسب حول العالم، حيث تصل إلى نسبة 74% في الإمارات العربية المتحدة و73% في المملكة العربية السعودية.
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة استخدام الهواتف الذكية في عمليات البحث بين المستخدمين في دول الخليج قد ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث وصلت نسبة عمليات البحث على الهواتف الذكية إلى 42% من إجمالي عمليات البحث في المنطقة.
ووصلت نسبة عمليات البحث على الهواتف الذكية في الخليج إلى 110% بين عامي 2012 و 2013، وفي بعض البلدان الخليجية تجاوزت عمليات البحث عبر الهواتف النقالة نسبة البحث عبر أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة.
هذا، وأضافت دراسة "غوغل" أن انتشار الهواتف الذكية ساعد على تغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع الفيديو حيث تجاوزت نسبة مشاهدة الفيديو على الهواتف الذكية بين المستخدمين في منطقة الخليج نظيرتها في باقي أنحاء العالم.
وأرجعت الدراسة سبب زيادة شعبية الهواتف الذكية خلال الأعوام الأخيرة مقارنة بأجهزة الكمبيوتر إلى اعتبار المستخدمين للهاتف بمثابة مساعد شخصي لهم، وأن الهواتف الذكية تمكنهم من التعبير عن أنفسهم وتساعدهم في الاستكشاف والتواصل مع المجتمع والإعداد للأنشطة المرتقبة والاطلاع على الأخبار والمعلومات من خلال البحث وكذلك طلب الحصول على الخدمات والمنتجات، وكل ذلك أثناء التنقل.
وأضافت الدراسة أن المستخدمين في منطقة الخليج يختارون اللغة العربية باعتبارها اللغة الأساسية لطلبات البحث في معظم أنشطتهم عبر الانترنت، وأن الفئة الأفضل من بين فئات المستخدمين في منطقة الخليج لاستيضاح الأهمية المتزايدة للهواتف النقالة في المنطقة هي فئة المسافرين.
وقالت “غوغل” في دراستها أن المسافرون لأغراض الترفيه والعمل على حد سواء أصبحوا أكثر اعتمادًا على أجهزة الجوّال في تصوُّر الأماكن وفي البحث عنها والحجز فيها وفي الاستمتاع برحلاتهم ومشاركة تجربتهم فيها.
ويستعين نصف المسافرين لأغراض الترفيه في المملكة العربية السعودية 51% تحديدًا، ونحو 39% من المسافرين في الإمارات العربية المتحدة بهواتفهم النقالة في التخطيط لرحلاتهم.
وشددت الدراسة على أن المستخدم في دول الخليج لا يكتفي باستخدام هاتفه في التخطيط للرحلة، بل يعتمد على هاتفه بشكل متزايد أثناء السفر في تنفيذ عدد من الأنشطة من بينها البحث عن المطاعم والوجهات السياحية الشهيرة، إضافة إلى استخدام خدمات الخرائط والترجمة.
وأضافت دراسة "غوغل" أن المسافرين من دول الخليج لا يتخلون عن استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية خلال السفر بفضل هواتفهم حيث يستخدمونها لالتقاط ومشاركة الصور والفيديو على تلك المواقع.
وتوقعت "غوغل" أن يوفر الجيل الجديد من الأجهزة النقالة تجربة مثالية للمسافرين من حيث الاستفادة بالتقنيات الحديثة التي تساعدهم على التفاعل مع تجربة السفر على نطاق أوسع، إلا أنه لا تزال هناك بعض التحديات التي تعوق مسيرة الانتشار المتزايد للهواتف الذكية.
وعلى الرغم من الزيادة الضخمة في عدد مستخدمي الهواتف الخلوية إلا أن الإنفاق التسويقي في منطقة الشرق الأوسط يعتبر الأكثر ضعفاً من بين مناطق العالم. وقد أدى ذلك الى وصول نسبة مساهمة المنطقة من الإنفاق التسويقي 50 مليون دولار فقط من أصل 15.8 مليار دولار عالمياً. وتشكل هذه النسبة نمواً بواقع 140% مقارنة بمستويات الإنفاق خلال العام 2012، ولكنها تعتبر نسبة منخفضة مقارنة بإجمالي المناطق الأخرى في العالم. حيث احتلت أميركا الشمالية، التي تملك أقل نسبة من مستخدمي الهواتف الخلوية، المركز الأول من نسبة الإنفاق التسويقي العالمي مشكلة بذلك نسبة بلغت 50% كما فاقـت كـل مـن أميركا اللاتينية ووسط وشرق أوروبا منطقة الشرق الأوسط بنحو 150 مليون دولار و 162 مليون دولار على التوالي.
وهنالك عدة أسباب وعوامل لتفسير النسب المحيّرة والمذكورة أعلاه:
أولاً: إن البنية التحتية للإعلان عبر الهواتف الخلوية في المنطقة لا تتوافق مع المعايير العالمية. حيث أن الهواتف الذكية تدعم استخدام التطبيقات عن طريق شبكة الانترنت التي تعتبر منفذاً أساسياً للقيام بالحملات الإعلانية.
ثانياً: إن الإعلان في المنطقة يفتقد عنصر الجذب، حيث تشير كل من شركة دیلویت ومجموعة حماية المشترين الى أن 80% من شركات الإعلان في المنطقة تفتقر للخبرة في هذا المجال، الأمر الذي قد أدى الى ظهور العديد من الإعلانات المفاجئة على الهواتف الذكية في حين أن الشركات منغمسة في العمل على بيع منتجاتها عوضاً عن تكوين اسماً عالمياً وسمعة لتلك المنتجات. بالإضافة إلى قلة استخدام اللغة العربية في الإعلانات مما يزيد من حدة المشكلة، حيث تشكل اللغة العربية 3% فقط من المحتوى في الانترنت عالمياً مما يؤدي إلى قلة تأثير تلك الإعلانات التسويقية.
ثالثاً: فقد الثقة في مدى أمان تبادل المعلومات المالية عبر أجهزة الهواتف الذكية وعدم كفاية مواقع الويب المخصصة للعرض على الهواتف.
وعلى الرغم من تلك الأسباب، إلا أن الإعلان عبر الهواتف الذكية يوفر فرصاً ممتازة للشركات التي بإمكانها أن تسير على خطة جيدة وخلق محتوى يتناسب مع حاجات المستهلكين. حيث يشير تقرير صدر عن مؤسسة التسويق Rbbi وشركة التسويق
الكندية Addictive Mobility أنه من الممكن أن يقوم مستخدمي الهواتف الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي بالضغط على الإعلانات ست مرات أكثر من نظرائهم في أميركا. كما أن 80% من هذه المعاينات تتم من خلال وجود روابط على مقاطع الفيديو و3% فقط من هذه المعاينات تتم من خلال وجودها على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويشير بعض الخبراء إلى حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى الالتفات للعمليات التسويقية المدروسة بدلاً من الإعلانات العشوائية بالإضافة الى ضرورة تماشيها مع الهواتف الذكية التي يشاهد المستهلك الإعلانات من خلالها. كما يتوجب استخدام احصاءات تحليلية تخص المستهلكين وخدمات المواقع ليتم وفقها ومن خلالها تحديد حاجات المستهلكين. كما يجب أيضاً التقليل من مدة عرض الإعلانات الى 30-20 ثانية وإضافة عنصر الجذب لها بحيث تكون إما على هيئة فيديو أو لعبة لتحث المستهلك على الضغط عليها ومعاينتها.
ومع وجود توقعات تفيد بارتفاع الإنفاق الإعلاني في المنطقة من 50 مليون دولار في العام 2013 الى 340 مليون دولار في العام،2017، فإن الشركات التي تعمل على الأمور السالف ذكرها سوف تستطيع الاستفادة من نمو السوق الإعلاني للهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط.
الاكثر قراءة في الإعلان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة