النبي واله هم اهل الكتاب وعدله
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص419-420.
2025-10-01
192
النبي واله هم اهل الكتاب وعدله
قال تعالى : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد : 43].
قال بريد بن معاوية : قلت لأبي جعفر عليه السّلام : {قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ، قال : « إيّانا عنى ، وعلي عليه السّلام أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم » « 1 ».
وقال سدير : كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزّاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ خرج إلينا وهو مغضب ، فلمّا أخذ مجلسه قال : « يا عجبا لأقوام يزعمون أنّا نعلم الغيب ! ما يعلم الغيب إلا اللّه عزّ وجلّ ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت منّي ، فما علمت في أيّ بيوت الدار هي ».
قال سدير : فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله ، دخلت أنا وأبو بصير وميسّر ، وقلنا له : جعلنا فداك ، سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ، ونحن نعلم أنّك تعلم علما كثيرا ، ولا ننسبك إلى علم الغيب ! قال : فقال : « يا سدير ، أما تقرأ القرآن ؟ » قلت : بلى . قال : « فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزّ وجلّ {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل : 40] » قال : قلت : جعلت فداك ، قد قرأته . قال : « فهل عرفت الرجل ، وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ »
قال : قلت : أخبرني به .
قال : جعلت فداك ، ما أقلّ هذا ! فقال : « يا سدير ، ما أكثر هذا أن ينسبه اللّه عزّ وجلّ إلى العلم الذي أخبرك به ! يا سدير ، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزّ وجلّ أيضا : قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ » ؟
قال : قد قرأته ، جعلت فداك .
قال : « أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم ، أم من عنده علم الكتاب بعضه ؟ ! »
قلت : لا ، بل من عنده علم الكتاب كلّه ، فأومأ بيده إلى صدره ، وقال :
« علم الكتاب واللّه كلّه عندنا ، علم الكتاب واللّه كلّه عندنا » « 2 ».
وروى هذا الحديث الصفّار : في ( بصائر الدرجات ) بتغيير يسير بزيادة ونقصان « 3 ».
___________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 179 ، ح 6 .
( 2 ) الكافي : ج 1 ، ص 200 ، ح 3 .
( 3 ) بصائر الدرجات : ص 233 ، ح 3 .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة