ثقافة المجتمع وبناء الشخصية بالنسبة لمصممي الإعلانات
المؤلف:
د. ريم عمر شريتح
المصدر:
الإعلان الالكتروني مفاهيم واستراتيجيات معاصرة
الجزء والصفحة:
ص 166-168
2025-09-08
313
ثقافة المجتمع وبناء الشخصية بالنسبة لمصممي الإعلانات:
إن ثقافة المجتمع هي مجموع الصفات أو السمات التي تميز جماعة من الناس، ولكن من الصعب تعميمها على الجميع، خاصة في العصر الحديث حيث يتعقد النسيج الاجتماعي بشكل لا يسمح بتعميم صفة من الصفات.
ويعني ذلك أن ثقافة المجتمع هي التي تنعكس في النهاية على سلوك الأفراد وتقاليد الجماعات التي تلتزم بقيمه السائدة وأفكاره المسيطرة وتمثل في النهاية شخصية المجتمع بأثره، فالثقافة السائدة هي التي تصنع المناخ العام وتحدد الإطار الذي تنطوي تحته قيم المجتمعات وتقاليد الشعوب.
كما تمد الثقافة الفرد بمعايير الحكم على الأشياء الحلال والحرام الجميل والقبيح العادي وغير العادي، الجيد والرديء بحيث تتكون لديه معاني معينة للأشياء وأسس للتميز والمفاضلة بينها.
فالقيم هي المبادئ والمقاييس التي يتم المطالبة بتحقيقها فهي توقعات سلوكية إيجابية وتفضيلات أقرها جزء كبير من المجتمع ومنها الصدق والأمانة والعطاء...
فولإنسان يبني قيمه من خبراته وتجاربه ومن انتمائه للمكان الذي يعيش فيه، ومن الثقافة التي تسود حياته، كما أنه يستمد القيم من الأسرة والأصدقاء ومن المعلمين ووسائل الإعلام وتستقر هذه القيم في العقل الباطن حيث تعكس أهدافه واهتماماته وحاجاته وكذلك النظام الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه بما يتضمنه من نواح دينية واقتصادية وغيرها.
ومنذ انطلاق الثورات العلمية والتكنولوجية وبخاصة مع بداية العقود الثلاثة الماضية تدافعت ظواهر العولمة، وبرزت ثقافة العلم والتكنولوجيا وإمكاناتها الهائلة في تشكيل الحياة لدى الأفراد والجماعات والدول.
ولأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باختلاف مظاهرها كالانترنت والقنوات الفضائية والهواتف المحمولة قد ساعدت بشكل أساسي في تفعيل وإسراع ليس فقط عمليات الاتصال اليومية إنما ساعدت بشكل أساسي على تطوير التفاعل والتواصل والمشاركة بين الناس باختلاف توجهاتهم وثقافاتهم وقد فتح هذا التفاعل والتواصل المجال أمام الاتصال الإعلاني بشكل عام إلى تطوير الأداء التصميمي الذي كان من الصعب تحقيقه في هذه السرعة، هذا بالإضافة إلى فتح المجال أمام أساليب اتصالية جديدة للإعلان لم تكن متاحة من قبل مما يعمل على جذب عدد أكبر من المتلقين والاستحواذ على قدر أكبر من انتباههم، ولا شك أن التطور التكنولوجي الهائل في مجال صناعة الصورة والشاشات الرقمية وإمكانية الحصول على المؤثرات الصوتية والبصرية والجودة الفائقة في التصوير والإنتاج قد ساهمت في تحقيق قدر أكبر من الإقناع والتأثير من خلال الإبهار والتشويق وفتحت المجال العام للمصممين في مجال الابتكار والخيال.
إن شركات الإعلان مُلزمة بإنتاج مواد إعلامية وإعلانية تتناسب مع قيم وثقافة المجتمع العربي من أجل الحفاظ على هذه القيم وزرعها في وجدان الأطفال والشباب، ومن أجل مواجهة المعلومات التي تأتي من القيم الثقافية الغربية، والأفكار التي تحملها مواقع الانترنت المتنوعة خاصة المواقع الإباحية والإعلانات الرخيصة والضالة.
الاكثر قراءة في الإعلان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة