فن الرسالة الإعلانية
المؤلف:
د. ريم عمر شريتح
المصدر:
الإعلان الالكتروني مفاهيم واستراتيجيات معاصرة
الجزء والصفحة:
ص 62-63
2025-08-31
241
فن الرسالة الإعلانية:
إن النشاط الإعلاني ليس دعوة تسويقية أو رسالة موجهة من منتج أو معلن إلى جمهور المستقبلين للإقبال على السلع والمنتجات المعلن عنها فقط، بمقدار ما هو اختزال وتجميع وتفاعل لمجموعة من العوامل العقلية والروحية والثقافية والفكرية والتربوية والتعليمية واللغوية والاجتماعية وغيرها بانسجام وتكامل لتعبر بصدق عن حقيقة الجهة المنتجة والمعلنة معًا.
ولا يمكن أن تبرز هذه العوامل بروزاً فاعلاً ومؤثراً إلا إذا توفرت لها المكونات الفنية التالية: الخطوط الرسوم، الأشكال الأبعاد الحجم، المساحة، الخيال، الصوت، الظل، اللحن، الفكرة، التصميم، الإخراج... إلخ.
ذلك لأن الإعلان شكل من أشكال الإبداع الفني الجميل، وابتكار فكري وذهني بديع، يجلب إليه انتباه الجمهور المستقبل ببراعة تكوينه الفني، وبنوعية التشكيلة الجمالية المنسجمة فيه، وبسحر جاذبية ألوانه وأنغامه وكلماته، ودقة إخراجه.
وهذا المستوى الفني العالي لا يصله إلاّ من تمكن من الموهبة الفنية الإبداعية، وألم إلماماً تاماً بكل القواعد الجمالية للفن والأصول العلمية للإعلان، والمعرفة الكافية بالأساليب والتقنيات الفنية والنفسية اللازمة للتأثير في نفسية الجمهور المستقبل حيث إن الإمكانات الفنية في الإعلان هي وحدها التي تستطيع إخراج أفكار الإعلان ضمن أشكال مادية معينة، ثم تعرضها على الجمهور المستقبل بهدف إحداث التأثير المطلوب فيه.
ولكي تستطيع الرسالة الإعلانية أن تؤثر في الجمهور المستقبل لتقنعه بما جاء فيها من دعوة للشراء أو للتعامل ثم تحمله على الإقبال الطوعي نحوها، يجب أن يتم إعدادها بشكل فني مثيرللانتباه ومحفز للاهتمام، مما يؤثر تأثيراً بالغاً في الجمهور المستقبل، فيجذبه لقراءة أو سماع أو مشاهدة الرسالة الإعلانية.
وإذا لم تستطع تشكيلة الإبداعات الفنية المتضمنة في الرسالة الإعلانية أن تقنع الجمهور المستقبل لتجذبه إليها بتقنياتها وإبداعاتها الفنية، فإنها تنعكس على قيمة الإعلان الفنية أولاً، وعلى المنتج والمتعامل ثانياً، كما تترك تأثيرا سلبيًا في نفسية الجمهور المستقبل ثالثاً.
والفن الإبداعي الأصيل يرى أن مظاهر الجمال والسرور والبهجة والفرحة لها مداخل جيدة وناجحة للنفوس السوية المستقيمة ومنافذ حية للقلوب الطيبة القويمة، ومفاتيح إخراجية جذابة لجمهور المستقبلين وهذا الجذب والتأثير، وإن كان يستند إلى التصورات والقيم الفلسفية، إلا أنه لا يكون ناجحاً في العصر الحديث بغير توافر الإمكانات الفنية والتقنية الحديثة بالإضافة إلى توفر قدرة التحكم فيها، وفي كل فنياتها وتقنياتها المتنوعة والمتجددة، لأن الإمكانات الفنية والتقنية في تطور دائم ومستمر وفي تنام، مضطرد فناً وتجربة وعلماً، ولذا فقد تتبدل فكرة تصميم الرسالة اليوم عن سابقتها ولاحقتها تبعاً للتطور العلمي والفني المذهل.
وعليه، فإنه يجب على المصمم الإعلاني إدراك أمرين مهمين وهما:
1- فهم طبيعة وظروف وأوضاع ونفسيات الجمهور المستقبل.
2- فهم طبيعة الرسالة الإعلانية الموجهة إلى جمهور المستقبل ولا سيما من الناحية الفنية.
الاكثر قراءة في الإعلان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة