البر والفاجر يدخل النار!
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص289 - 290
2025-08-26
542
قال تعالى: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72]
{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} فيساقون إلى الجنة وقرئ ننجي بالتخفيف {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} على هيأتهم كما كانوا.
في المجمع عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال يرد الناس النار ثم يصدرون بأعمالهم فأولهم كلمع البرق ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب ثم كشد الرحل ثم كمشيه.
وعنه (صلى الله عليه واله وسلم) الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا يدخلها فيكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم (عليه السلام) حتى إن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردها ثم ينجى الله الذين اتقوا ويذر {الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} وعنه (صلى الله عليه واله وسلم) تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي .
وفي رواية إن الله تعالى يجعل النار كالسمن الجامد ويجمع عليها الخلق ثم ينادي المنادي أن خذي أصحابك وذري أصحابي قال والذي نفسي بيده لهي أعرف بأصحابه من الوالدة بولدها.
قيل الفائدة في ذلك ما روي في بعض الأخبار أن الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة حتى يطلعه على النار وما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه وإحسانه إليه فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنة ونعيمها ولا يدخل أحدا النار حتى يطلعه على الجنة وما فيها من أنواع النعيم والثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنة ونعيمها .
قال وقد ورد في الخبر أن الحمى من قيح جهنم .
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عاد مريضا فقال أبشر إن الله عز وجل يقول هي ناري اسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا ليكون حظه من النار .
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) الحمى رايد الموت وهي سجن المؤمن في الأرض وهي حظ المؤمن من النار.
وعنه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الحمى رائد الموت وسجن الله تعالى في أرضه وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار .
وفي الأعتقادات روي أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها وإنما يصيبهم الألم عند الخروج منها فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم وما الله بظلام للعبيد إنتهى .
وروي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه سئل عن هذه الآية فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار فقال لهم قد وردتموها وهي خامدة قيل وأما قوله تعالى فاولئك عنها مبعدون فالمراد من عذابها.
وقيل ورودها الجواز على الصراط فإنها ممدود عليها.
أقول : والكل صحيح ولا تنافي بينهما عند اولي الألباب.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة