الرياء نوع من أنواع الشرك
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص268-271
2025-08-23
584
قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} قال يعني في الخلق أنه مثلهم مخلوق يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد.
في الأحتجاج وتفسير الأمام (عليه السلام) في سورة البقرة قال (عليه السلام) في هذه الآية يعني قل لهم أنا في البشرية مثلكم ولكن ربي خصني بالنبوة دونكم كما يخص بعض البشر بالغنى والصحة والجمال دون بعض البشر فلا تنكروا أن يخصني أيضا بالنبوة فمن كان يرجوا لقاء ربه يؤمن بإنه مبعوث.
كذا في التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فليعمل عملا صالحا خالصا لله ولا يشرك بعبادة ربه احدا القمي فهذا الشرك شرك رياء.
وعن الباقر (عليه السلام) سئل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن تفسير هذه الآية فقال من صلى مراياة الناس فهو مشرك ومن زكى مراياة الناس فهو مشرك ومن صام مراياة الناس فهو مشرك ومن حج مراياة الناس فهو مشرك ومن عمل عملا مما أمره الله مراياة الناس فهو مشرك ولا يقبل الله عز وجل عمل مرائي.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) في هذه الآية الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه ثم قال ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا وما من عبد يسر شرا فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شرا.
وعنه (عليه السلام) أنه سئل عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك قال لا بأس ما من أحد إلا ويحب أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يصنع ذلك لذلك.
وعن الرضا (عليه السلام) إنه كان يتوضأ للصلاة فأراد رجل أن يصب الماء على يديه فأبى وقرأ هذه الآية وقال وها انا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة فأكره أن يشركني فيها أحد.
أقول: وهذا تفسير آخر للآية ولعله تنزيه وذلك تحريم.
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن تفسير هذه الآية فقال من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد أشرك في عمله وهو مشرك مغفور.
أقول: يعني أنه ليس من الشرك الذي قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به وذلك لأن المراد بذلك الشرك الجلي وهذا هو الشرك الخفي.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال الله عز وجل أنا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء فهو للذي أشرك.
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال إن الله يقول أنا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له وعنهما (عليهما السلام) لو أن عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله والدار الآخرة ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا.
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية فقال العمل الصالح المعرفة بالأئمة ولا يشرك بعبادة ربه أحدا التسليم لعلي (عليه السلام) لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله.
والقمي عنه (عليه السلام) ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال لا يتخذ مع ولاية آل محمد صلوات الله عليهم غيرهم وولايتهم العمل الصالح من أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها وجحد أمير المؤمنين (عليه السلام) حقه وولايته.
في الفقيه عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من قرأ هذه الآية عند منامه قل إنما أنا بشر إلى آخرها سطع له نور من المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح.
وفي ثواب الأعمال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما من عبد يقرأ قل إنما أنا بشر مثلكم إلى آخر السورة إلا كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نور إلى بيت المقدس.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) ما من عبد يقرأ آخر الكهف عند النوم إلا تيقظ في الساعة التي يريد.
وعنه (عليه السلام) من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة قال وروي فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك.
وفي ثواب الأعمال والمجمع عنه (عليه السلام) من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت إلا شهيدا ويبعثه الله من الشهداء ووقف يوم القيامة مع الشهداء اللهم ارزقنا تلاوته يا ارحم الراحمين.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة