مـورد الغـاز الطبيعـي ومـميزاتـه
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
اقتصاديات الموارد الطبيعية والبيئة
الجزء والصفحة:
ص80 - 84
2025-08-20
205
6-2-3 الغاز الطبيعي:
يعد الغاز الطبيعي Natural Gas من مصادر الطاقة الحديثة التي زاد استخدامهـ في الآونة الأخيرة، وتشير الإحصاءات إلى زيادة نسبة إسهام الغاز الطبيعي في إجمالي الطاقة العالمية المستهلكة، حيث زادت النسبة من %20 عام 1984م إلى 23.5% في عام 2005م. كذلك تزايد استهلاك الغاز الطبيعي كمصدر من مصادر الطاقة الحديثة في الدول العربية وخاصة الدول المنتجة له مما يعكس تزايد معدلات التحديث في القطاعات الاقتصادية المختلفة وخروجها من النمط التقليدي، فقد زادت نسبة استهلاك الغاز الطبيعي في الدول العربية من 53% من جملة الإنتاج العربي في عام 1992م إلى حوالي 79 % في عام 1996م) (المصدر: عبد الله محمد حامد اقتصاديات الموارد والبيئة، عمادة النشر العلمي والمطابع، جامعة الملك سعود الرياض 2000م) ، أما على مستوى المملكة العربية السعودية فيلاحظ الارتفاع المستمر في استخدام الغاز الطبيعي؛ فقد ارتفعت نسبة إسهام الغاز الطبيعي في إجمالي الطاقة المستهلكة محلياً من 23.7% عام 1984م إلى %45 في عام 2005م ( مؤسسة النقد العربي السعودي، التقرير السنوي الثاني والأربعون (2006م)، ويوضح الجدول (4-3) نسب إسهام الغاز الطبيعي في الطاقة المستهلكة عالمياً، وفى الطاقة المستهلكة على المستوى المحلي السعودي في المدة 2005-1984 .


ويوضح الشكل (3-5) نسب إسهام الغاز الطبيعي في الطاقة المستهلكة، وفي الطاقة المستهلكة على المستوى المحلي السعودي في المدة 1984-2005م.

والغاز الطبيعي هو عبارة عن خليط من الأيدروكربونات منها أساساً الميثان والبروبان والبيوتان، ويظهر متحداً مع البترول في آباره أو ذائباً فيه، أو يوجد منفصلاً في حقول غازية، كما يمكن استخلاص الغاز الطبيعي صناعيا من الفحم. ويعد الغاز الطبيعي وقوداً مثالياً للبيئة، وتتلخص طرق الاستفادة من الغاز الطبيعي في فصل غازات الميثان والايثان التي يمكن استخدامها كوقود في عمليات إنتاج الحديد والألمنيوم والأسمنت وتوليد الكهرباء وتحلية المياه المالحة، وكذلك يستخدم الغاز في الحصول على الهيدروجين اللازم لصناعة الأسمدة والنترات والأمونيا، كما تعتمد كثير من صناعات البلاستيك والمنظفات الصناعية والألياف الصناعية والكيماويات والمطاط الصناعي وغيرها على غازي الميثان والبروبان كمادة خام. ويسمى الغاز المستخدم في الأغراض الصناعية باللقيم، ويشكل اللقيم عصب الصناعات البتروكيماوية التي تطورت بشكل سريع في المملكة العربية السعودية اعتماداً على وجود الغاز الطبيعي المصاحب للبترول الذي كان يحرق في السابق، مما يشكل استغلاله في أغراض الصناعات البتروكيماوية قيمة اقتصادية مضافة كبيرة للاقتصاد الوطني، مقابل تكلفة فرصة بديلة عند حرقه تساوي الصفر.
ومن أهم ميزات استغلال الغاز الطبيعي ما يأتي:
1. اعتماد كثير من الصناعات البتروكيماوية على الغاز الذي يدخل في كثير من الصناعات الحديثة ذات القيمة الاقتصادية المضافة العالية.
2. اعتماد أكثر محطات تحلية المياه المالحة الحديثة على غاز الإيثان كمصدر للطاقة لإنتاج المياه المحلاة والطاقة الكهربائية.
3. يتميز الغاز الطبيعي بالنظافة في الاستعمال وذلك لخلوه من الشوائب الكبريتية، ولذلك فإن استخدامه وحرقه في الأفران لا يؤدي إلى تلوث البيئة، فلا ينتج من استهلاكه كوقود أكاسيد الكبريت والنيتروجين التي تنتج من استخدام زيت الوقود، كما أنه لا يؤثر في أنابيب الأفران (وهذا يعد حلا لمشكلة تلوث البيئة والهواء والمياه خصوصاً في المدن الصناعية المكتظة بالسكان).
4. يتميز الغاز الطبيعي بأنه سريع الاشتعال، ولذلك فهو يعد وقوداً مثالياً وخاصة في الاستعمالات المنزلية.
5. كذلك لبعض مكونات الغاز(كالميثان، والإيثان) ميزات تساعد على التحكم في درجة حرارة الأفران إلى أقرب درجة مئوية مرغوب فيها، وذلك لوجودها في الحالة الغازية، كما أنها تتميز بارتفاع محتواها الحراري أيضاً.
6. رخص ثمن الغاز الطبيعي النسبي (تكلفة الفرصة البديلة) بالمقارنة بالبترول، وارتفاع المردود الاقتصادي لاستخدامه في الأسواق المحلية خاصة إذا كان يخرج مصاحباً للبترول، حيث لا يوجد له تكلفة فرصة بديلة.
الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة