الدعاية النازية
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 85-86
2025-08-15
376
الدعاية النازية:
إنها دعاية لا عقلانية لأنها تهدف لإثارة المشاعر والعواطف لدى الأفراد، وتغلب الدعاية النازية الصورة على التبرير والحس الاندفاعي على المنطق.
استفادت الدعاية النازية من الغرائز الأبوة الأمومة، القوة العنف والكراهية والتدمير.
يقول هتلر: (إن الرأي العام لا يعتمد على الخبرة الشخصية أو على معرفة الأشخاص وهو يستسلم للدعايات التي تسيطر عليه دون أن يشعر، والصحافة هي الموجه الوحيد...) وحالياً اتخذ التلفاز هذا الدور بجدارة.
الدعاية فن التأثير بخيال الجماهير التي تسيطر عليها الغريزة حيث تجد بعد أن تتخذ شكلاً نفسياً (سيكولوجيا) ملائماً الطريق إلى قلبها ويجب إخضاع جميع البرامج المدرسية والتوجيهية لخدمة الدولة، كما يقول أدولف هتلر في كتابه (كفاحي). ويشرح غوبلز، وزير الدعاية في عهد هتلر دعائم الدعاية النازية بقوله:
ينبغي أن نبحث عن الأقليات الموتورة، وعن الزعماء الطموحين الفاسدين وذوي العصبيات الحادة والميول الإجرامية فتتبناهم ونحتضن أهدافهم ونهول مظالمهم ونهيج أحاسيسهم بمزيج من الدعاية والشائعة مثيرين الغني على الفقير والرأسمالي على البرولتاري، دافع الضرائب على فارضها الجيل الجديد على القديم، وبذلك تحقق درجة من الفوضى يمكن معها التلاعب بمقدرات العدو وفق ما نشاء.
خاطبت الدعاية النازية المشاعر وتلاعبت بالعواطف فلم تترك للشعب فرصة التفكير الهادئ فتبلدت عقوله حتى كف عن التفكير سوى تفكير واحد هتلر هو القوة، القوة الوحيدة الحقيقية.
في دراسة (تشاكونين) بعد الحرب العالمية الثانية "اغتصاب الجماهير بواسطة الدعاية" يقول عن الدعاية النازية إنها "تقوم على عناصر عاطفية لا عقلانية وتأخذ بمبدأ الاستجابة الشرطية لبافلوف، والدعاية ضمن هذه النظرية تحدث تحويلاً في الاندفاعات الطبيعية للفرد سلفاً". وتوجهها صوب مواضيع محضرة.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة