الغاوون هم بنوا امية
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص215-218.
2025-07-18
567
الغاوون هم بنوا امية
قال تعالى : {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 94 - 102].
1 - قال أبو جعفر عليه السّلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ : فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ : « هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ، ثمّ خالفوه إلى غيره » « 1 ».
وقال الصادق عليه السّلام - في رواية علي بن إبراهيم - : « هم بنو أميّة ، الغاوون هم بنو فلان » « 2 ».
2 - قال أبو جعفر عليه السّلام في قوله تعالى : وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ : جنود إبليس : ذريّته من الشياطين » « 3 ».
3 - قال الصادق عليه السّلام : « نزلت في قوم وصفوا عدلا ، ثم خالفوه إلى غيره ».
ثمّ قال : وفي خبر آخر : « هم بنو أميّة ، والغاوون هم بنو فلان ».
قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ يقولون لمن تبعوهم : أطعناكم كما أطعنا اللّه ، فصرتم أربابا .
ثمّ يقولون : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ « 4 ».
4 - قال أبو جعفر عليه السّلام في قوله : وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ .
« يعني المشركين الذين اقتدى بهم هؤلاء ، واتبعوهم على شركهم ، وهم قوم محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد ، وتصديق ذلك ، قول اللّه عزّ وجلّ : {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} [الشعراء: 105] ، {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 176] ، {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ} [الشعراء: 160] ، ليس فيهم اليهود الذين قالوا : عزير ابن اللّه ، ولا النصارى الذين قالوا : المسيح ابن اللّه ، سيدخل اللّه اليهود والنصارى النار ، ويدخل كلّ قوم بأعمالهم .
وقولهم : وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ إذ دعونا إلى سبيلهم ، ذلك قول اللّه عزّ وجلّ فيهم حين جمعهم إلى النار : {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [الأعراف: 38] ، وقوله : {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} [الأعراف: 38] برئ بعضهم من بعض ، ولعن بعضهم بعضا ، يريد بعضهم أن يحج بعضا رجاء الفلج « 5 » ، فيفلتوا من عظيم ما نزل بهم ، وليس بأوان بلوى ، ولا اختبار ، ولا قبول معذرة ، ولات حين نجاة » « 6 » .
5 - قال عبد الحميد الوابشيّ ، قلت لأبي جعفر عليه السّلام : إنّ لنا جارا ينتهك المحارم كلّها ، حتى أنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها . فقال : « سبحان اللّه - وأعظم ذلك - ألا أخبرك بمن هو شرّ منه ؟ » فقلت : بلى . فقال :
« الناصب لنا شرّ منه ، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت ، فيرقّ لذكرنا ، إلّا مسحت الملائكة ظهره ، وغفر له ذنوبه كلها ، إلا أن يجيء بذنب يخرجه عن الإيمان ، وإنّ الشفاعة لمقبولة ، وما تقبل في ناصب ، وإن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة ، فيقول : يا ربّ ، جاري كان يكفّ عني الأذى ؛ فيشفّع فيه ، فيقول اللّه تبارك وتعالى : أنا ربّك ، وأنا أحقّ من كافى عنك ، فيدخله الجنّة ، وما له من حسنة ، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا ، فعند ذلك ، يقول أهل النار : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ » « 7 ».
وقال أبو حفص الأعشى : سمعت الحسن بن صالح بن حيّ يقول :
سمعت جعفر بن محمد عليهما السّلام يقول : « لقد عظمت منزلة الصديق ، حتى أنّ أهل النار يستغيثون به ، ويدعونه قبل القريب الحميم ، قال اللّه سبحانه مخبرا عنهم : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ » « 8 ».
وقال سليمان بن خالد : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ :
فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ، فقال : « لمّا يرانا هؤلاء وشيعتنا ، نشفع يوم القيامة ، يقولون : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ يعني بالصديق : المعرفة ، وبالحميم : القرابة » « 9 » .
وقال عليه السّلام في رواية أخرى : « الشافعون : الأئمّة ، والصديق من المؤمنين » « 10 » .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « إنّ الرجل يقول في الجنّة ، ما فعل صديقي فلان ؟
وصديقه في الجحيم ، فيقول اللّه تعالى : أخرجوا له صديقه إلى الجنّة ، فيقول من بقي في النار : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ » « 11» .
6 - قال أبو عبد اللّه عليه السّلام وأبو جعفر عليه السّلام : « واللّه ، لنشفعنّ في المذنبين من شيعتنا ، حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - قال - من المهتدين - قال - لأنّ الإيمان قد لزمهم بالإقرار » « 12 » .
__________________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 38 ، ح 4 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 123 .
( 3 ) الكافي : ج 2 ، ص 26 .
( 4 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 123 .
( 5 ) الفلج : الظفر والفوز ، وقد فلج الرجل على خصمه ، أي غلبه . « لسان العرب - فلج - ج 2 ، ص 347 » .
( 6 ) الكافي : ج 2 ، ص 26 .
( 7 ) الكافي : ج 8 ، ص 101 ، ح 72 .
( 8 ) الأمالي : ج 2 ، ص 222 .
( 9 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 389 ، ح 10 .
( 10 ) المحاسن : ص 184 - 187 .
( 11 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 305 .
( 12 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 123 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة