النبي واله منتجبون على سائر الرسل
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص332-333.
2025-07-10
447
النبي واله منتجبون على سائر الرسل
قال تعالى : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [القصص : 68، 69].
قال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « إن اللّه خلق آدم من طين كيف شاء ، ثم قال : وَيَخْتارُ . إن اللّه تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا « 1 » ، فجعلني الرسول ، وجعل علي بن أبي طالب الوصيّ ، ثم قال : ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ، يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكنّي أختار من أشاء . فأنا وأهل بيتي صفوة اللّه ، وخيرته من خلقه ، ثمّ قال : سُبْحانَ اللَّهِ ، يعني تنزيها للّه عَمَّا يُشْرِكُونَ به كفّار مكّة » « 2 ».
وقال علي بن إبراهيم القمّي : في قوله تعالى : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ} ، قال : يختار اللّه الإمام ، وليس لهم أن يختاروا.
ثمّ قال : وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ ، قال : ما عزموا عليه من الاختيار ، وأخبر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قبل ذلك « 3 ».
ومن طريق المخالفين : ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من التفاسير الاثني عشر - وهو من مشايخ أهل السنّة - في تفسير قوله تعالى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ، يرفعه إلى أنس بن مالك ، قال : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن هذه الآية ، فقال : « إن اللّه خلق آدم من الطين كيف يشاء ويختار ، وإن اللّه تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق ، فانتجبنا ، فجعلني الرسول ، وجعل عليّ بن أبي طالب الوصيّ ، ثم قال : {ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} ، يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكنّي أختار من أشاء ؛ فأنا وأهل بيتي صفوته ، وخيرته من خلقه ، ثمّ قال : سُبْحانَ اللَّهِ يعني تنزّها للّه عما يشركون به كفّار مكّة ، ثمّ قال : {وَرَبُّكَ يعني يا محمّد يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} من بغض المنافقين لك ، ولأهل بيتك{ وَما يُعْلِنُونَ} بألسنتهم من الحب لك ، ولأهل بيتك » « 4 ».
____________
( 1 ) المنتجب : المختار من كل شيء . « لسان العرب - نجب - ج 1 ، ص 748 » .
( 2 ) المناقب : ج 1 ، ص 256 . ابن شهرآشوب .
( 3) تفسير القمي : ج 2 ، ص 143 .
( 4 ) الطرائف : ص 97 ، ح 136 .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة